شيّعت عائلة الشهيد وسيم أبو الهيجاء (28 عاماً)، من طمرة بالجليل، جثمانه، حيث استلمته بعيد الساعة الواحدة من منتصف الليل، وذلك بعدما احتجزته السلطات الإسرائيلية لمدة 76 يوماً. وفرضت الشرطة قيوداً على الجنازة، وسمحت بمشاركة 50 شخصاً فيها فقط. وكان أبو الهيجاء قد سقط يوم 29 يناير/كانون الثاني برصاص الشرطة الإسرائيلية، بعدما زعمت أنه نفذ عملية دهس أدت إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة قرب قاعدة عسكرية بحرية في حيفا. واحتجزت جثمانه منذ يوم استشهاده في حيفا.
وكتب الصحافي رشاد العمري، الذي شارك في الجنازة على صفحته في “فيسبوك”: “استقبلت بعد منتصف الليل عائلة أبو الهيجاء، من طمرة، جثمان ابنها وسيم بعد احتجازه في ثلاجات الظالمين لليوم الـ76″، مشيراً إلى أن والده ناشد الحضور اعتبار هذه اللحظات لحظات فرح بزفاف ابنه، وليس وقتاً للحزن والبكاء عليه، ولفت إلى أن عائلة الشهيد وسيم عائلة متواضعة، ولكنها جبّارة، قائلاً: “لا أعرف من أين استمدت والدة، ووالد، وإخوة الشهيد وسيم هذه القوة، وهذا الصبر البطولي، لكن يظهر أن طينة هذا الشعب هي من طينة خاصة، مجبولة بالصبر والكرامة والإرادة، لن يكسرها ظالم، وهذه حقيقة وجدتها بعائلة المرحوم وسيم، وليست شعاراً أو مجاملة لأحد”.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، يوم الاثنين الماضي، عن قرارها بتسليم الجثمان بعدما قدم المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية (عدالة)، التماساً للمحكمة العليا. وكان مركز عدالة قد قال في بيان، أول من أمس، إن النيابة العامة الإسرائيلية قدمت رداً خطياً على التماس تقدم به المركز إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، للمطالبة بإعادة جثمان الشهيد وسيم أبو الهيجاء. وشدد المركز في الالتماس على عدم قانونية احتجاز الجثمان، وعدم وجود صلاحيات للشرطة للإبقاء عليه قيد الاحتجاز، مطالباً بإعادته بأسرع وقت.
وعبّرت عائلة الشهيد أبو الهيجاء في وقت سابق عن رفضها رواية الشرطة حول تنفيذ ابنها عملية دهس، وقالت إن ابنها أُعدم بدم بارد ودون أي سبب. وتسلّط قضية الشهيد أبو الهيجاء الضوء على سياسة احتجاز جثامين الشهداء التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إذ تحتجز السلطات الإسرائيلية 450 جثماناً فلسطينياً في مقابر وثلاجات الاحتلال، منهم 256 شهيداً في “مقابر الأرقام”، و194 شهيداً منذ عودة سياسة الاحتجاز عام 2015، بحسب ما قالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء في بيان أصدرته في يناير/كانون الثاني.