أهم الاخبارفلسطيني

الحرب الإسرائيلية تحرم طلاب غزة من فرصة الامتحانات الثانوية العامة

حرم العدوان الإسرائيلي المستمر طلاب الثانوية العامة في غزة من أداء الامتحانات التي تؤهلهم لدخول الجامعات، معرقلاً مستقبلهم وأحلامهم. إذ لن يكون في مقدور الطالبة الفلسطينية لجين الهسي التقدم لاختبارات الثانوية العامة في غزة للعام الدراسي 2023 ــ 2024، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة للشهر السابع على التوالي، وتوقف العملية التعليمية بشكلٍ كامل منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ويتقدّم عشرات آلاف الطلاب سنوياً لاختبارات الثانوية العامة في فلسطين، والتي تؤهل شهادتها الطلاب للالتحاق بالجامعات المحلية أو في دول عربية وغربية بناءً على المعدلات الرقمية التي يحصلون عليها في الدراسة.
ولن يكون في مقدور طلاب الثانوية العامة في فزة هذا العام الالتحاق بهذا الاختبار للمرة الأولى منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، نظراً لتداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل، وتدمير البنية التحتية للمدارس والمنشآت التعليمية، وغياب الكوادر العاملة وتحول المدارس إلى مراكز إيواء. وتقتصر مشاركة بعض الطلاب من خلال السفارات الفلسطينية الموجودة في الدول التي استطاع بعض الطلاب الغزيين السفر إليها خلال فترة الحرب، على أن يتم النظر في مصير الطلاب بعد انتهاء الحرب واتضاح مصير العملية التعليمية.
تقول الهسي إنها كانت تمني النفس أن تنتهي الحرب الإسرائيلية قبل أن يصل العام الدراسي الحالي إلى فترة النهاية، وهو أمر لم يحصل على الإطلاق، في ظل استمرار الحرب للشهر السابع على التوالي، وصعوبة إجراء الامتحانات في المدى القريب. تضيف في حديثها لـ “العربي الجديد” أن ضياع العام الدراسي الحالي سيساهم في ضياع عام كامل من حياتها من دون معرفة مصير العام الدراسي المقبل في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وتدمير غالبية المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات وكليات.

وتشير إلى أنها كانت تأمل إنهاء دراستها المدرسية، وحصولها على أعلى الدرجات لدراسة تخصص الطب أو الهندسة كما كانت تحلم منذ طفولتها، وهو حلم سيبقى مؤجلاً إلى حين انتهاء الحرب. ويبدو حال الطالب كرم أبو وطفة مشابهاً للهسي، إذ لم يتمكن هو الآخر من الالتحاق باختبارات الثانوية العامة في غزة لهذا العام، في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية على القطاع، وتدمير عشرات المدارس بشكلٍ كلي، وتضرر المئات منها بشكلٍ جزئي وبليغ. ويقول أبو وطفة لـ “العربي الجديد” إن العام الدراسي الحالي حرمه من أن يجتاز المرحلة المدرسية بنجاح، والانتقال إلى مرحلة الدراسة الجامعية أسوة بغيره من الطلاب في المدارس في الضفة الغربية والقدس المحتلة. ويلفت إلى أن استعداداته تبخرت منذ بدء الحرب، وقد اضطر للنزوح مع عائلته مرات عدة قبل أن ينتهي به المطاف في مدينة رفح، الأمر الذي فاقم معاناة آلاف الطلاب الفلسطينيين وحولهم لنازحين من دون مقومات للدراسة.

المدارس المتبقية تحولت إلى مراكز إيواء (فرانس برس)

إلى ذلك، يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة إن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضيّعت العام الدراسي على طلبة المدارس والجامعات، في ظل استمرارها وقصف المدارس والجامعات، ودمرت مستقبل الطلاب بشكل يظهر ويبين مدى وحشية الاحتلال وممارساته. يضيف في حديثه لـ “العربي الجديد” أن حرب الإبادة أدت إلى تدمير 103 مدارس وجامعات بشكل كلي، و309 مدارس وجامعات بشكل جزئي، وقتل أكثر من 10.000 طالب وطالبة في المدارس والجامعات بدم بارد، ومن دون ذنب في ظل وحشية الاحتلال وظلمه”. ويشدد على أن الضررالأكبر وقع على طلاب الثانوية العامة، على اعتبار أنها مرحلة مهمة وتنقل الطلاب من التعليم الأساسي إلى التعليم الجامعي أي المستقبل. بالتالي، تضرر حوالى 40.000 طالب وطالبة من طلاب الثانوية العامة في غزة من هذه الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال.

يتابع الثوابتة أنه “منذ اللحظة الأولى ونحن نطالب العالم بوقف هذه الحرب من أجل إعادة التعليم وكل القطاعات إلى الحياة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر وبكل وحشية في القتل والقصف”. بدوره، يؤكد نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان سمير زقوت، أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف من خلال هذه الحرب منع كل أسباب الحياة في غزة، وفي مقدمتها البنية التحتية للمدارس والإدارات التعليمية وشل الحياة. ويقول لـ “العربي الجديد” إن الاحتلال دمر البنية التحتية الخاصة بالكهرباء وشبكات الإنترنت، ما جعل فرصة استكمال العملية التعليمية عن بعد من قبل وزارة التربية والتعليم صعبة للغاية في ظل هذا التدمير.
ويوضح أن ما يرتكبه الاحتلال مس بكل شيء من منظومة القانون الدولي والإنساني، ولا يتم الحديث إلا عن زيادة المساعدات، في الوقت الذي يحتاج فيه القطاع لوقف فوري وسريع للحرب على غزة، وترميم للبنية التحتية وإعادة الإعمار. ويلفت إلى أن الاحتلال عبر حربه الحالية مس بالحقوق في التعليم والحق في الحياة.