رفح: معبر ومدينة – فهم أهميتها ودورها في قطاع غزة

تتجه أنظار العالم إلى جنوبي قطاع غزة المنكوب بالحرب منذ نحو سبعة أشهر، وذلك بعد قرار حكومة الحرب الإسرائيلية بالإجماع المضيّ قدما في اجتياح مدينة رفح التي تقول إنها آخر معقل لحركة حماس.

بالفعل، أرسلت إسرائيل دبابات إلى رفح وأحكمت سيطرتها على المعبر الذي يربط قطاع غزة بمصر، لتتوقف بذلك حركة مرور الأشخاص ودخول المساعدات إلى القطاع بشكل تام.

وأظهر مقطع فيديو بثّه الجيش الإسرائيلي، الدبابات أثناء دخولها إلى الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، في خطوة جاءت بعد سلسلة من الغارات الجوية تسببت بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى.

كما سيطرت القوات الإسرائيلية على مساحة 3.5 كيلومترات من شريط محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر، والذي يؤدي إلى معبر رفح.

أهمية معبر رفح: يمثّل معبر رفح المنفذ الرئيسي والوحيد المتبقي للغزيّين على العالم الخارجي، لا سيما بعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المنافذ الستة بين قطاع غزة وجنوبي إسرائيل إثر إعلان حركة حماس عن بدء عملية طوفان الأقصى.

مرور صعب: ولا يسمح معبر رفح للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة؛ فعلى الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بأسبوعين إلى أربعة أسابيع وقد يتم رفض طلبهم إمّا من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية بدون إشعار أو تفسير.

“انتهاك صارخ لمعاهدة السلام”: أشار الخبير الأمني لواء متقاعد أحمد كامل إلى أن اجتياح رفح يشكل انتهاكاً صارخاً لمعاهدة السلام، كما أكد أن مصر تحاول الضغط بكل الطرق والوصول إلى هدنة.

ماذا نعرف عن مدينة رفح؟ تعد مدينة رفح من المدن القديمة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى نحو خمسة آلاف سنة، وتقع على الشريط الحدودي بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية.

ويرجع أصل معظم سكان رفح إلى مدينة خان يونس وبدو صحراء النقب وسيناء، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى المدينة بعد النكبة عام 1948.

ختاماً: يأتي اجتياح رفح على خلفية الاحتفال الإسرائيلي بذكرى الهولوكوست، وتزامناً مع إجلاء عشرات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم، مما يثير مخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة.

هذه التطورات تؤكد على تصاعد الوضع في القطاع، مع استمرار العمليات العسكرية وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل اقوات الإحتلال .