بينما تحتدم الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، فإن مسألة اعتراف فرنسا قريباً بالدولة الفلسطينية باتت تؤرق الدبلوماسية الفرنسية بشكل متزايد، لا سيما بعد اتخاذ إسبانيا النرويج، إيرلندا لهذه الخطوة هذا الأسبوع.
في مقابلة مع صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، نُشرت هذا الجمعة، اعتبر وزير دفاع وخارجية فرنسا السابق جان إيف لودريان أن مسألة الاعتراف بدولة فلسطين “لم تعد من المحرمات”.
وقال في الوقت نفسه: “هذا الاعتراف أصبح ضروريا إذا أردنا الحفاظ على حل الدولتين حياً، بحدود آمنة ومحترمة”.
لودريان، الذي يشغل حالياً منصب المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي إلى لبنان، اعتبر أيضاً أنّه بدون هذه الخطوة التي من شأنها أن “تعطي قوة جديدة للحل السياسي الوحيد الممكن”، فإن الشرق الأوسط سيظل في “حرب لا نهاية لها”، والتي “تضرب المواطنين الفلسطينيين بشكل عشوائي”.
وزعم الرئيس السابق للدبلوماسية الفرنسية أن وزارة الخارجية “لا تطرح اليوم أسئلة حول مبدأ الاعتراف بدولة فلسطين، بل حول اللحظة الأكثر ملاءمة للقيام بذلك”.
هذا الأسبوع، شدد وزير الخارجية الفرنسي الحالي، ستيفان سيجورنيه على أن الاعتراف بدولة فلسطينية “يجب أن يكون مفيدا في دفع حل الدولتين قدما”، معتبراً في الوقت نفسه أن “القيام بذلك الآن لن يكون له تأثير حقيقي في السعي لتحقيق هذا الهدف”، وذلك رداً على إعلان إسبانيا والنرويج وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين.
وكان العديد من المثقفين والناشطين ورجال الأعمال، قد دعوا الرئيس الفرنسي هذا الأسبوع، إلى الاعتراف بدولة فلسطين دون مزيد من التأخير، معتبرين أن هذا الاعتراف يجب أن يشكل بالفعل الخطوة الأولى للمفاوضات التي ستؤدي إلى مرحلة تاريخية جديدة في المنطقة، وذلك في مقال، على شكل نداءٍ، نشروه بصحيفة “لوموند” الفرنسية.
وشددوا على أنه لن يكون هناك أبدا حل لهذا الصراع بقوة السلاح، موضحين أن المفاوضات بين الطرفين تظل حبرا على ورق. وعندما لا يتفق معسكران، فلا بد أن تتدخل أطراف ثالثة. واعتراف فرنسا بدولة فلسطين، كأول قوة غربية عظمى تقوم بذلك، سيجعلها تكبر وتصنع التاريخ.
إيمانويل ماكرون، كان، بدوره، قد صرح في شهر فبراير/شباط الماضي وللمرة الأولى أن الاعتراف بدولة فلسطين “لم يُعد من المحرمات بالنسبة لباريس”.