عملية الأسر في جباليا .. احتفاء عارم بإنجاز القسام

بعد 232 يومًا من معركة طوفان الأقصى خرج أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام ليعلن في خطابه الـ 37 في المعركة عن أسر جنود إسرائيليين في عملية مركبة نفذها مقاتلو الكتائب في أحد الأنفاق في مخيم جباليا.

واستبق خطاب أبو عبيدة بتلميحات عن مضمون مختلف لخطاباته التي يترقبها الفلسطينيون والإسرائيليون والملايين في العالم، ما دفع رواد مواقع التواصل إلى التساؤل عما سيعلنه الملثم.

وعن تفاصيل العملية قال أبو عبيدة: “تمكن مجاهدونا بفضل الله وقوته من الاشتباك مع أفراد هذه القوة من مسافة صفر، ومن ثم هاجم مجاهدونا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان وأصابوها بشكل مباشر، ومن ثم انسحب مجاهدون بعد تفجير النفق المستخدم في هذه العملية بعد أن أوقعوا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها”.

ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو يوثق سحب أحد الجنود الأسرى وبعض العتاد الذي اغتنمه المقاومون مع عبارة في ختامه أن هذا ما سمح بنشره وللحديث بقية.

وأعاد عشرات الآلاف خلال دقائق نشر مقطع الفيديو مع عبارات إشادة وثناء على أداء القسام الذي لا يزال يقاتل بكفاءة وقوة بعد نحو 8 أشهر على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

الكاتب الأديب أدهم الشرقاوي علق قائلاً: “جاؤوا لفكّ أسراهم فوقعوا في الأسر وللحديث بقيّة اللهُمَّ أعزَّ كتائب القسّام كما أعزُّونا”.

وتفاعل الفنان علاء اللقطة مع العملية البطولية بتصميم لوحة كاريكاتورية تظهر قدمين عملاقين لأحد جنود القسام إلى جانب جندي مفزوع يلقي سلاحه، في إشارة إلى المقاتل الذي ظهر وهو يسحب الجندي الأسير وهو مشمر الساقين ويرتدي نعلا بسيطا (شبشا)

الشاعر الفلسطيني البارز تميم البرغوثي قال: ما يجري أقرب لخيال شعراء الملاحم والمعجزات الغيبية، الجيش الإسرائيلي كلما ازدادت قوته كلما ضعف… مثل طاغية أسطوري ملعون تصيبه سيوفه بالشلل أو تصيبه خيوله بالكساح أو تصيبه أمواله بالفقر…. إسرائيل منذ بداية الألفية عنفها يزداد وأثر عنفها يقل، بل تضعف تحديداً لأنها تزداد عنفاً ثم لا يجزيها ذلك شيئاً…إسرائيل كمشروع يفشل، سفينتها تغرق وسيغرق معها كل من عقدوا معها اتفاقيات العار والذل بل ربما تغرق معها كل خرائط الاستعمار في بلادنا…ليتعلم هؤلاء المنحطون المتكبرون، الآتون من وراء البحر أو أعوانهم وذيولهم…أن الله أكبر!

الكاتب سعيد زياد رأى أن العملية جاءت في توقيت حساس جدا، في شهر ملتهب أصلاً، وأسبوع حافل بالأحداث.

وأضاف: الاستعصاء الميداني في جباليا تحول إلى مهلكة لجيش العدو، ومقتلة لا مثيل لها في المعارك السابقة. الجنود الذين خرجوا لاستعادة رفاقهم وهزيمة حماس، سُحلوا في أنفاق غزة، وفشلوا في تحقيق شيء بعد 232 يوم من القتال. في هذه العملية أطلق معسكر جباليا الرصاصة الأخيرة على رأس العملية العسكرية برمّتها. هذه ليست حرب استنزاف فحسب، بل محرقة لجيش العدو، وتهشيم لصورة جيش تدعمه كل قوى الأرض.

الصحفي محمد أبو قمر من شمال قطاع غزة وصف 25 مايو 2024 بأنه يوم مفصلي في المعركة عنوانه (الشبشب).

وقال: بعد أكثر من 5500 ساعة من القصف والإبادة وحديث الاحتلال عن تدمير قدرات المقاومة، يتمكن المقاتلون من أسر آخرين كما اليوم الأول، مشيرًا إلى أن ذلك رغم اجتياح الاحتلال مخيم جباليا منذ 14 يوما وذلك للمرة الثانية منذ بداية الحرب، وتدمير كل ما فيها لكن لا تزال المقاومة تحتفظ بقدراتها وتدير المعركة على الأرض بجدارة. .

ويشدد على أن أسر جنود جدد يعني نسف كل أهداف الاحتلال المعلنة منذ بداية الحرب، فلم يعيد أسراه، ولم يقض على حماس.

ورأى أن الحدث أجهض ما كان يتحدث عنه نتنياهو ومجلسه الحربي بأن الضغط العسكري يحقق أهداف الحرب، وأن ما كان يروجه الاحتلال على أنه إنجاز عندما أعاد 7 جثث في عمليته بجباليا، لم يعد له رصيد، لأنه مقابل ذلك فقد آخرين كانوا أحياء.

وذهب إلى أن عملية الأسر ترفع أسهم المنادين من داخل اسرائيل بإنهاء الحرب، وتزيد الشروخ في المستويين السياسي والعسكري، لأن مشهد المقاتل الذي يجر جنديا أسيرا بكامل عتاده بينما هو في قدميه (شبشب) يشكل عنوان المعركة التي دخل إليها الاحتلال.

وعلق فلسطيني من الخليل باللهجة الخليلية المحببة للقلوب على العملية مركزا حديثه على تنفيذها من مقاتل يرتدي شبشبا!.

وعمت مسيرات واحتفالات وتكبيرات مختلف المدن والمخيمات الفلسطينية داخل وخارج فلسطين ابتهاجا بنجاح كتائب القسام في تنفيذ عملية أسر ضد جنود الاحتلال .

وبثت مساجد عديدة في الضفة خطاب أبو عبيدة وتكبيرات احتفاء بالعملية.

وتوالى نبض الفلسطينيين في حب المقاومة والإشادة بإنجازها الكبير.