“استمرار القتل الجماعي وقصف مراكز الإيواء” منظمات حقوقية: إسرائيل تتحدى العدالة الدولية باستمرار هجومها على رفح

أدانت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بأشد العبارات استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقصف مراكز الإيواء، وارتكاب جرائم قتل جماعي ضد المدنيين والمدنيات، بما في ذلك استمرار الهجوم العسكري على رفح جنوب القطاع، ورفض الامتثال للقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية بوقفه.

وقالت المؤسسات في بيان لها: إن التصعيد الإسرائيلي يمثل في القصف وقتل المدنيين والمدنيات، ورفض وقف الهجوم العسكري في رفح تحديًّا لقرار أعلى هيئة قضائية في العالم، في إشارة إلى قرار وقف الهجوم على رفح والمطالب بفتح معبر رفح الصادر عن محكمة العدل الدولية الجمعة.

وشددت على أن ذلك يوجب تدخلا فوريا من المجتمع الدولي يتجاوز التعبير عن المواقف وأخذ إجراءات حازمة لضمان امتثال إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- لقواعد القانون الدولي الإنساني

وذكرت أنه تعبيرًا عن الرفض الإسرائيلي الرسمي لقرار محكمة العدل الدولية الصادر أمس الجمعة والقاضي بوقف الهجوم العسكري على رفح، كثفت قوات الاحتلال قصفها الجوي والمدفعي على أحياء رفح المختلفة لا سيما وسط المدينة.

و أسفر القصف عن تدمير عدد من المنازل واستشهاد 11 فلسطينيين، منهم 6 من عائلة قشطة منهم أم وثلاثة من أبنائها هم فتاتان وشاب قتل مع طفلتيه، وصلوا حوالي الساعة 22:30 مساء السبت إلى مستشفى الكويت في رفح جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلهم المأهول دون إنذار مسبق في خربة العدس في رفح. ولا تزال طواقمنا تتابع تفاصيل وظروف استشهاد باقي الضحايا.

وأكدت تلقيها معلومات عن تدمير واسع نفذته قوات الاحتلال في أحياء رفح التي توغلت فيها بما في ذلك مسح أحياء كاملة، مشيرة إلى تعذر توثيق باقي الانتهاكات نتيجة التوغل والقصف الإسرائيلي المكثف على المدينة التي نزح منها قسرًا أكثر من 800 ألف نسمة منذ 6 مايو/أيار الجاري إلى غرب خانيونس ودير البلح.

ووثقت المؤسسات مجرزة ارتكبها الاحتلال في مدرسة إيواء نازحين في جباليا النزلة، حيث استهدفتها باقلصف المدفعي والجوي بالتزامن مع مشاركة نحو 100 طفل في فعاليات ترفيه ودعم نفسي، ما أدى إلى استشهاد 20 نازحًا، غالبيتهم من الأطفال، إلى جانب إصابة 50 آخرين بجروح. نقل 7 من الضحايا وعدد من المصابين إلى المستشفى الأهلي (المعمداني) في مدينة غزة، لتلقي العلاج وسط إمكانيات ضعيفة ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية. واضطر الأهالي لدفن باقي الضحايا في المنطقة.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تواصل اجتياح مخيم جباليا منذ مساء 11 مايو/أيار الجاري، وتستهدف بالقوة النارية والقصف العشوائي معظم الأحياء السكنية بما في ذلك تلك التي لم تصلها الآليات الإسرائيلية. ولا يزال هناك الكثير من السكان المدنيين داخل منازلهم وداخل مراكز الإيواء في مدارس الأونروا، ويعانون من القصف العشوائي ونفاد المواد الغذائية.

وأكدت أن هناك معلومات تفيد بأن عددا كبيرا من جثث الشهداء الذين كانوا يحاولون الهرب ومغادرة منازلهم ما زالت في الطرقات ولا يستطيع الدفاع المدني والطواقم الطبية الوصول إليها بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية.

ووفق البيان؛ لا تزال مستشفيات شمال غزة خارجة عن الخدمة، فقد داهمت قوات الاحتلال مساء الأربعاء 22 مايو/أيار الجاري، مستشفى العودة الكائن في تل الزعتر في مخيم جباليا وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى على الخروج منه، فيما بقي داخله 14 موظفًا برفقة 11 مصابًا وسيدتين مرافقتين لأطفال، تعذر مغادرتهم لعدم توفر سيارات إسعاف، والاتصال منقطع بهم.

وأشارت إلى أن مستشفى كمال عدوان بين مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، محاصر من قوات الاحتلال وقناصتها المنتشرة حول البنايات المحيطة بالمستشفى وهو عمليا خرج عن الخدمة.

وجددت دعوتها لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية ومن ضمنها التهجير القسري للفلسطينيين والفلسطينيات، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرار محكمة العدل الدولية الأخير، والتدابير السابقة لمنع ارتكاب إبادة جماعية. ونطالب أصدقاء الشعب الفلسطيني بالتحرك للضغط على الاحتلال لفتح المعابر بشكل فوري وضمان إدخال جميع المساعدات وعودة العمل الإنساني وإدخال الاحتياجات المختلفة.