الترحيل القسري يطارد التجمعات البدوية في الضفة الغربية

اعتداءات المستوطنين والترحيل القسري عبارة عن نكبة متجددة بحق التجمعات البدوية

مطالبات بحامية التجمعات البدوية والمزارعين من اعتداءات المستوطنين والاحتلال

وطن: بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة، هناك حرب تطهير عرقي صامتة تجري في الضفة الغربية، حيث يواجه المزارعون في المناطق المصنفة ج، جيشين “الاحتلال والمستوطنين” المدججين بالأسلحة.

عشرات التجمعات البدوية والزراعية اضطرت للرحيل نتيجة فقدانها لمصادر العيش، بسبب سيطرة الاحتلال والمستوطنين على الأراضي الزراعية والرعوية ومصادر المياه، وبعضها رُحلت قسرا تحت تهديد السلاح من قبل المستوطنين والاحتلال.

العديد من المزارعين استشهدوا أو صيبوا بجروح ما بعد السابع من اكتوبر، جراء إطلاق المستوطنين وجنود الاحتلال النار عليهم او الاعتداء عليهم بشكل مباشر.

وفي الحلقة الخامسة من برنامج صوت المزارع، الذي ينفذه اتحاد جمعيات المزارعين الفلسطينيين بالشراكة مع شبكة وطن الإعلامية، طالب مزارعون تعرضوا للترحيل القسري، بضرورة حمايتهم وتقديم الدعم لهم.

وقال منسق اتحاد جمعيات المزراعين الفلسطينيين محمد علوان، إن الهجمة الاستيطانية لم تبدأ منذ السابع من أكتوبر بل منذ سنوات يعاني منها الشعب الفلسطيني خاصة المزارعين.

وأضاف علوان أن هجمة المستوطنين ممنهجة ومدعومة من حكومة الاحتلال لتوسعة الاستيطان واستكمال مخطط الضم.

وتابع أن 105 بؤرة استيطانية رعوية تضم آلاف المستوطنين يتعمدون تهجير التجمعات البدوية.

وأضاف أن التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية تنتشر من بردلة شمالًا بالقرب من حدود بيسان وتنتهي في مسافر يطا في الجنوب.

وأشار أن المستوطنين كثفوا هجماتهم بحق المزارعين الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، والسيطرة على مناطق (ج)، ومنعوا المواطنين التنقل بين القرى، وعملوا على فصل القرى الفلسطينية بالحواجز والبوابات الحديدية، بهدف تهجير المواطنين إلى مناطق أخرى.

وقال علوان إنه في رأس المعرجات تسكن 28 عائلة، 320 شخص، وبعد السابع من أكتوبر اقتحم مئات المستوطنين برفقة شرطة الاحتلال، التجمعات في ساعات متأخرة من الليل، وقاموا مصادرة السيارات وعشرات رؤوس الأغنام.

وقام المستوطنون بحرق جميع الخيم والبركسات الموجودة في التجمعات وسرقة الأغنام، وطرد النساء والأطفال، واعتقال الشباب والرجال.

وأضاف علوان أن هجمات المستوطنين عبارة عن نكبة قديمة جديدة مستمرة ليس فقط في 28 تجمعا، بل في جميع التجمعات، ويوجد 39 تجمعا في الضفة تحت طائلة التهجير من قبل الاحتلال ومستوطنيه.

وقال علوان إن سياسة التهجير بدأت بعد سيطرة ما تسمى “فتية التلال” والمستوطنين على 14 دونما من أراضي ترمسعيا وصولًا إلى اللبن الشرقية باعتبارها منطقة رعوية وعسكرية مغلقة ومنع المرور من خلالها.

وطالب علوان المؤسسات الحكومية والسلطة بحماية المزارع أثناء رعيه للأغنام وحماية منزله، وتغيير منهجيتها وقلب الطاولة على الإسرائيليين ووقف التنسيق والاتصالات والمطالبة بحقوق المواطنين والمزارعين الفلسطينيين.

من جانبه، قال المزارع مؤيد مهاني، إن قوات الاحتلال ومستوطنيه تعمدوا تهجيره قسرًا في العام 2021 من منطقة المعرجات، بعد وصول مستوطن إلى أراضيه ورعي زرعه، وبعد إجباره على الرحيل إلى منطقة أخرى، قامت سلطات الاحتلال بهدم البركسات والتجمع الذي بناه في المنطقة الجديدة.

وتابع مهاني: بعد هدم الاحتلال للمنشآت والتجمع في المنطقة اضطررت للنقل إلى مكان آخر لمدة 7 أشهر، وظل المستوطن يلاحقه من منطقة إلى أخرى حتى أجبره على الهجرة القسرية من المنطقة.

وبيّن مهاني أن مجموعات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال هاجمت التجمع وقامت بتكسير وتخريب كل محتوياته، حتى في النهاية اضطر للرحيل إلى أراضي قرية سنجل شمال رام الله، ولكن المياه مقطوعة ونطالب البلديات والمؤسسات المسؤولة بحمايتنا وتوفير المياه للمواشي في منطقة التجمع لدعم صمود المزارع، وفق ما أفاد مهاني.

بدوره، قال المزارع فرحان مهاني، إن اعتداءات المستوطنين بدأت في عام 2020 بتسليم إخطارات للمزارعين بالرحيل قسرًا من المناطق الموجود فيها بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.

وأضاف فرحان أن الإخطارات جاءت بحجة تغيير المكان لمسافة تبعد كيلومتر عن المنطقة العسكرية، ما جعله يتوجه إلى المحامين ومحاكم الاحتلال دون جدوى ليتكرر الترحيل في كل عام.

وقال فرحان إن المستوطن في جميع الأوقات يطلق النار بشكل عشوائي تجاه المزارعين تحت حماية قوات الاحتلال ويلحق الضرر بهم بإحراق مركباتهم ومناطق تجمعهم للضغط عليهم بالانتقال من مكان إلى آخر.

وتابع فرحان أن المستوطن يسرق المواشي، ما دفعهم للتناوب ليلًا لحماية ماشيتهم.

وأضاف فرحان أن خسائر التجمع في المعرجات كبيرة، ورقم النفقات بعد السابع من أكتوبر أصبح مضاعفا بسبب الترحيل القسري من المعرجات إلى سنجل والاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.

وطالب فرحان بحماية التجمعات البدوية من قبل المؤسسة الأمنية الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية لدعم صمود المزارع الفلسطيني من شراسة هجمات المستوطنين المتكررة بحقهم.