“البيدر”: هندسة الخوف.. طريق نحو الترانسفير للتجمعات البدوية

أدانت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو،ما قامت به عصابات المستوطنين من هدم منازل لعرب الكعابنة في المعرجات الوسطى شمال أريحا،والتي تعبر بشكل لا لبس فيه عن إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه دولة الاحتلال من خلال عصابات المستوطنين التي تشكل احد الوسائل الرئيسية لممارسة التطهير العرقي والسيطرة على الأرض،والذي أصبح يسيطر على المشهد في مناطق تواجد التجمعات البدوية،ويتم أدارة هندسة الخوف لدى المواطنين الفلسطينيين بأشراف دولة الاحتلال ومؤسساتها وأذرعها المختلفة،للدفع باتجاه تصعيد الأوضاع واستغلال الظروف لترحيل التجمعات البدوية قسريا،وكسر أرادة وروح البقاء لدى المواطن الفلسطيني،ودفعه نحو مربع الخوف الدائم،والتي كان أخرها قيام المستوطنين بهدم (10)بركسات في منطقة المعرجات الوسطى شمال اريحا تعود ملكيتها لعائلات من عرب الكعابنة.

وفي هذا السياق قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو،أن عمليات الهدم لمنازل عرب الكعابنة في المعرجات الوسطى جاءت ضمن سلسلة من الجرائم والأنتهاكات الأسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية،والتي تهدف بدرجة أساسية الى تفريغ الأرض من الفلسطينيين، عبر سياسات التهجير القسري وهدم المنازل وحرقها وحرق الممتلكات والأستيلاء بالقوة على المواشي وفرض الغرامات واغلاق المراعي وفرض حالة من الحصار ضد البدو ،تحت وطاة هجمات وتهديدات المستوطنين المسلحين،في منطقة المعرجات الواقعة بين محافظتي رام الله واريحا والتي تعتبر حيوية ومغرية للمستعمرين لأغراض استيطانية.تهميدا لأوسع عملية طرد جماعي للمواطنين من تلك المناطق،وأن الاحتلال يسعى من وراء تهجير البدو الفلسطينيين الى تحقيق جملة من الأهداف الخبيثة،منها تحويل الضفة الغربية الى معازل وكنتونات وجيتوهات،والقضاء على أي فرصة لقيام أي كينونة فلسطينية،وتقويض حلم العيش بكرامة وحرية،حيث تشكل التجمعات البدوية جزءا اصيلا من الثقافة والتاريخ الفلسطيني، وتهجيرها يعني طمس الهوية الفلسطينية للمكان،وتدمير مقومات الصمود على الأرض،والسيطرة على الموارد الطبيعيةـ،التي تشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الأقتصادية في فلسطين،عبر تهجير التجمعات البدوية وأحكام السيطرة على الموارد ومنع الفلسطينيين من الأستفادة منها،ومنع التطور العمراني في المناطق التي يسكنها البدو،والتي تعتبر ضرورية للتوسع العمراني الفلسطيني،خاصة في ظل النمو السكاني الفلسطيني المتزايد،وحصر الفلسطينيين في مناطق ضيقة ومنعهم من التمدد،مما يهدد بتفاقم ازمة السكن.

وحملت منظمة “البيدر” حكومة الأحتلال المسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم، والتي ستدفع الى توسيع ساحة الصراع،عبر اطلاق العنان لمستوطنيها لممارسة الأرهاب ومنحهم الضوء الأخضر للتنكيل بالفلسطينيين،معتبرة بأن ذلك هو وصفة لتفجير برميل البارود في الضفة الغربية،وإنها تنظر بخطورة بالغة لهذه التطورات الحاصلة لاعتداءات منظمات المستوطنين الارهابية، والتي بدأت تأخذ طابعا جماعيا منظما وبمشاركة جيش الاحتلال، في انعكاس مباشر للتوجهات المعلنة للحكومة الإسرائيلية الفاشية التي تسعى لاستمرار ادارة الصراع في الضفة الغربية تمهيدا لتطبيق سياسة الترانسفير عندما تكون الظروف مواتية لذلك.

ودعت منظمة “البيدر” الى ضرورة مشاركة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن التجمعات البدوية وحمايتها من اعتداءات المستوطنين لوأد هدف الاحتلال في تقطيع اوصال الضفة الغربية،وأخذ الأعلام الوطني دوره في التركيز على التهجير القسري للتجمعات البدوية.

وأكدت إنّ مخططات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى تهجير التجمعات البدوية تُشكل جريمةً نكراءً ضدّ الإنسانية، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا خطيرًا لمستقبل فلسطين،ويجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه الممارسات العنصرية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة على أرضه،وان التصعيد الإسرائيلي المتواصل مرده غياب ردود الفعل الدولية الجادة وفقدان الدول الجراة الكافية لمواجهة هذه الانتهاكات.