ملتقى عربي في مصر لتشكيل ائتلاف لمناهضة الابارتهايد والاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي

القاهرة – انطلقت في جمهورية مصر العربية، اليوم الاثنين، جلسات الملتقى العربي لإطلاق ائتلاف مناهضة وإنهاء الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي ووقف حرب الإبادة الجماعية، الذي تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة، والذي تنظمه دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في منظمة التحرير الفلسطينية، بالشراكة والتعاون مع اتحاد المحامين العرب.

وشارك في الملتقى، وفد دائرة مناهضة الفصل العنصري برئاسة رمزي رباح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمدير العام للدائرة الدكتور ماهر عامر، إضافة إلى سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية دياب اللوح، والدكتور حيدر الجبوري عن جامعة الدول العربية، وحمدين صباحي رئيس المؤتمر القومي العربي، ونقيب المحامين المصريين الأسبق المستشار سامح عاشور، وشاهر سعد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وممثلوا الاتحادات العربية والقومية، وبحضور نقباء ورؤساء الاتحادات الشعبية والنقابية الفلسطينية، حيث أدار جلسات الملتقى، الأستاذ سيد شعبان، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب.

وتحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي رباح في كلمته، عن الحراك التي تقوده دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد)، مع الشركاء من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، على طريق مناهضة الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، ضمن إستراتيجية عمل الدائرة التي وضعت منذ البداية، لمناهضة وإنهاء وتفكيك منظومة الفصل العنصري، والتي بدأت من خلال إطلاق نداء مناهضة الفصل العنصري.

وأضاف رمزي رباح أن نطاق عمل الدائرة تجّسد من خلال عقد المؤتمرات على مستوى دول العالم، وتشكيل الائتلافات في أمريكا اللاتينية وأوروبا، من خلال المبادرة الأوروبية لمناهضة الابارتهايد.

وأكد رباح أن الملتقى العربي لإطلاق ائتلاف مناهضة وإنهاء الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي ووقف حرب الإبادة الجماعية، سيكون محطة هامة ضمن إستراتيجية عمل الدائرة، وصولا لعقد المؤتمر الدولي لمناهضة الابارتهايد الإسرائيلي نهاية العام الجاري.

وأشار رئيس دائرة مناهضة الأبارتهايد أن التحرك على المستوى الشعبي ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، يسعى إلى عزل ومحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال على جرائمها ومقاطعتها في كل المجالات، مضيفا أن تحرك الدائرة مع الائتلافات العربية يعد جزء لا يتجزأ من معركة التحرر الوطني التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية ضد الاحتلال في مسار المواجهة مع هذا المشروع الصهيوني، من أجل انتزاع الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وفق القرار ١٩٤.

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية في كلمته أن إنهاء وتفكيك نظام الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي، هو شرط لا غنى عنه حتى يمارس الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.

كما أكد رباح ضرورة استعادة الوحدة الوطنية والحوار الوطني الشامل، لتعزيز الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة المشاريع الأمريكية التصفوية، وأهمية تنظيم حملة عربية ودولية لمحاسبة وعزل ومساءلة دولة الاحتلال أمام الهيئات الدولية، في إطار حملة مناهضة الفصل العنصري وحرب الإبادة والاستعمار الاستيطاني.

ودعا عضو اللجنة التنفيذية إلى ائتلاف عربي واسع، تحضيرا للمؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي.

وأشار رمزي رباح إلى أهمية وقف العدوان والحرب على قطاع غزة، باعتباره أحد أهداف التحرك للائتلاف العربي ولدائرة مناهضة الفصل العنصري، مشيرا إلى دور المقاومة والصمود الشعبي في غزة، الذي أحدث تحركا دوليا بفعل التضحيات العظيمة والمقاومة الباسلة، التي أحدثت تفاعلا على مستوى الحراك الشعبي على نطاق واسع، والذي فتح الطريق أمام إمكانية مقاطعة وعزل ومحاكمة دولة الاحتلال الاسرائيلي.

وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى الربط الهام بين صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته وتمسكه بأرضه ورفض مشروع التهجير القسري من جهة، مع موقف جمهورية مصر الشقيقة برفضها التهجير الكامل للشعب الفلسطيني من جهة أخرى، معتبرا أنه موقفا معززا لصمود الفلسطينيين وتشبثهم بأرضهم.

بدوره قال الأمين العام لإتحاد المحاميين العرب المكاوي بنعيسي، انه في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري الذي تمارسه إسرائيل بغطاء ودعم أمريكي ومع أتساع دائرة الإقرار الاأمي باقتراف إسرائيل جرائم حرب وترسيخ لمنظومة الفصل العنصري باعتبارها جريمة ضد الإنسانية.

وطالب بنعيسى بتشكيل ائتلافات على مستوى إقليمي تعمل على بلورة خطط العمل وتوجيه الحراك الوطني والدولي لوقف العدوان وحرب الإبادة والمناهضة للأبارتهايد الإسرائيلي.

وقال سفير دولة فلسطين لدى القاهرة دياب اللوح، إن حكومة اليمين المتطرفة تمادت في انتهاكات القانون الدولي، ضاربة القرارات الدولية بعرض الحائط، مؤكدا ضرورة استمرار الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل ووقف كافة الاقتطاعات منها، مضيفا أن جيش الاحتلال يرتكب مجازر وحشية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وتتصاعد وتيرة المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، إثر قصفه مربعات سكنية في أنحاء القطاع.

من جانبه، طالب نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، الجاليات العربية والإسلامية التي تقدر بعشرات الملايين المقيمين بالولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بالإضافة إلى الدول الأوروبية، أن يكون لها دور فاعل في هذه المرحلة وضرورة التواصل مع الفئات الشبابية أو ما دون 40 عام وهي النسبة الأكبر بالمشاركة بالفعاليات والمسيرات، لأن لديهم قدرة في التعبير ونقل الرواية الفلسطينية الحقيقية للإعلام الغربي ولبرلماناتهم أيضا، مؤكدا أن العالم أجمع متعاطف مع القضية الفلسطينية ولكن يبقى الدور كيفية توصيل الحقيقة لهم، خاصة وأنه يشاهد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني عبر شاشات التلفاز والميديا، ولذلك دور الإعلام والدبلوماسية الشعبية، والقانون هام في هذه المرحلة لفضح ما تقوم به دولة الاحتلال وما تقوم به الحركة الصهيونية من تزوير وتضليل.

أما مدير إدارة قطاع فلسطين بجامعة الدول العربية حيدر الجبوري، قال إن عقد هذا الملتقى في بيت العرب القانوني، يأتي وحرب الإبادة مستمرة بحق شعب أعزل، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تمر اليوم بمنعطف خطير، وطالب القانونيين العرب بضرورة فتح قنوات للتواصل مع العالم الغربي، بهدف مواجهة سياسة التمييز العنصري في إسرائيل، مؤكدا إن توالي اعترافات الدول الأوروبية بدولة فلسطين يأتي ثمار نضال هذا الشعب المناضل.

وأكد نقيب المحامين المصريين الأسبق المستشار سامح عاشور، أن إسرائيل هدفها الوحيد هو تصفية القضية والشعب الفلسطيني، مطالبا جميع النقابات العربية الحراك نصرة للشعب الفلسطيني.

بدوره، طالب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي، بضرورة تعزيز تحشيد الرأي العام الشعبي والنقابي والسياسي لمواجهة جرائم الاحتلال وسياساته ومحاسبة نظام الابارتهايد الإسرائيلي.

وأشاد حمدين صباحي، رئيس المؤتمر القومي العربي وهو من أشهر الشخصيات القومية العربية، بدور المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، داعيا إلى تكثيف الجهود لدعم الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

من جانبه، دعا رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي، الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمحاسبة عليها، إلى الوفاء بالتزاماتهم الفردية والجماعية بموجب الاتفاقية لمنع الاستمرار في الأفعال التي تشكل جريمة إبادة جماعية محتملة بموجب قرار محكمة العدل الدولية بقبول دعوى جنوب أفريقيا في ٢٦ يناير ٢٠٢٤.

وتحدث صادق الرغيوي، الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب، عن الدور الذي يمارسه الاتحاد من خلال تشكيل لجنة لمناهضة التطبيع مع الاحتلال ومقرها تونس، ودورها في طرح قضايا المعلمين الفلسطينيين في ظل استهداف المدارس والبنية التعليمية في قطاع غزة، ودعوة الدولية للتعليم لتجميد عضوية دولة الاحتلال في كافة المؤسسات والاتحادات التعليمية على مستوى دول العالم.

من جهته، أكد الأمين العام لاتحاد الحقوقيين العرب الدكتور على الضمور، أهمية دور الحقوقيين في ملاحقة مجرمي الحرب في دولة الاحتلال في كافة المحافل القانونية، من خلال المحكمة الجنائية والعدل الدولية، مشيرا أن اتحاد الحقوقيين يسخّر كل إمكانياته وطاقاته لخدمة القضية الفلسطينية وتشكيل لجان قانونية بالتنسيق مع الاتحادات المختلفة.

وعرض شاهر سعد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، الدور الذي لعبه الاتحاد في محاصرة دولة الكيان في النقابات العمالية الدولية، والنجاحات التي حققها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بانتخاب فلسطين عضو في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية.

وطالب سعد الدول والاتحادات النقابية العربية بدعم جهود فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في منظمة العمل الدولية، مؤكدا دعم الاتحاد الكامل للملتقى العربي لمناهضة الفصل العنصري والاستعداد الكامل لدعم جهود دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) من اجل تشكيل الملتقى الدولي.

يذكر أن الملتقى الذي عقدته دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في منظمة التحرير الفلسطينية في مقر اتحاد المحامين العرب، تناول عدة جلسات أهمها خطورة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الإسرائيلي أمام محكمة العدل والجنائية الدولية “المسار والمقترحات”، والجلسة الثانية حول مناهضة المشروع الصهيوني الاستعماري لتقويض استقرار دول المنطقة، والجلسة الثالثة حول الرواية الفلسطينية في مواجهة زيف السردية الصهيونية (دور الإعلام العربي في مواجهة انحياز الإعلام الأمريكي والغربي، والفن والثقافة والتراث والحفاظ على الهوية الحضارية والوطنية في مواجهة الأبارتهايد من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى إستراتيجية العمل السياسي والشعبي للأحزاب والحركة الشعبية العربية في التصدي للمشروع الصهيوني والفصل العنصري.

24-6-2024