لماذا يعتبر قرار المحكمة العليا بإلزام تجنيد الحريديم تاريخيًا؟

قرار المحكمة اليوم يلغي أحد أهم قرارات الوضع القائم الذي تأسّست عليه دولة إسرائيل وهو عدم تجنيد “محترفي التوراة” الذين تحوّلوا في أيامنا هذه إلى “طلاب المعاهد الدينية” لدى الحريديم.

ما الذي سيحدث الآن؟

المستشارة القضائية للحكومة ستُلزم كافة الوزارات المعنيّة وعلى رأسها وزارتا المالية والأمن بتجنيد قرابة 4 آلاف من الحريديم كخطوة أولى، ومن سيمتنع عن ذلك سيُعاقب عبر طرق عديدة من بينها سحب المخصّصات التي يحصل عليها كفرد أو كمؤسسة تعليمية.

كيف ستؤثر هذه التطورات على حكومة نتنياهو؟

السيناريو الأول: سيحاول قادة أحزاب الحريديم كسب المزيد من الوقت والحفاظ على هذه الحكومة على أمل حدوث تطوّر ما قد يُساهم في تغيير الواقع الإسرائيلي الشعبي المطالب بتجنيدهم، وهذا ما يسعى نتنياهو لإقناع الحريديم القيام به، لأن إسقاط الحكومة لن يفيدهم بأيّ شيء حاليًا، بل قد يجلب حكومة أكثر عدائية تجاههم.

السيناريو الثاني: تشريع قانون يضمن تجنيد جزئي وغير شامل للحريديم مع الحفاظ على جزء من الميزانيات والمخصّصات لطلاب المعاهد الدينية، وهذا السيناريو يبدو صعبًا بالنظر إلى معارضة عدد من نواب الليكود حاليًا لأيّ قانون تجنيد دون إجماع صهيوني عليه في الكنيست بما يشمل أحزاب المعارضة.

هناك سيناريوهات عديدة أخرى ومنها إسقاط حكومة نتنياهو والاتجاه إلى انتخابات مبكّرة مقابل تعهّدات بعدم المسّ بالحريديم في إطار أيّ حكومة مقبلة، ولكن هذه السيناريوهات حاليًا لا تبدو الأكثر قربًا إلى الواقع.

الخلاصة: نتنياهو في أزمة حقيقية قد لا تكون نهاية حكومته ولكنها بالضرورة قد تكون بداية النهاية