المرصد الأورومتوسطي: استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب البوليسية ضد الفلسطينيين يصل لمستوى الجرائم الإنسانية

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين خلال عملياته الحربية في قطاع غزة، إلى جانب استخدامها في ترويع ونهش واغتصاب الأسرى والمعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، يعد سلوكًا ممنهجًا ومتبعًا بشكل واسع النطاق.

وأفاد المرصد أن فريقه الميداني وثق عشرات الحالات التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الكلاب البوليسية الضخمة خلال عملياتها الحربية في قطاع غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء. وأوضح أن استخدام الكلاب ضد المدنيين يأخذ عدة أشكال، منها استخدامها بعد وضع كاميرات مراقبة على ظهرها في استكشاف المنازل والمنشآت قبل مداهمتها، فيما تهاجم هذه الكلاب بشكل متكرر مدنيين وتنهشهم عند عمليات الاقتحام، دون أي تدخل من أفراد الجيش الإسرائيلي الذين غالبًا ما يأمرون الكلاب بمهاجمة المدنيين ومن ثم يستهزئون بهم، بحسب الإفادات.

وأكد المرصد أن استخدام الكلاب خلال مداهمة المنازل بات منهجيًّا من الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى حادثة الاعتداء على المسنة “دولت الطناني” في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والتي انتشر مؤخرًا مقطع مصور لنهش كلب لها في مدينة غزة، ليست حالة منفردة، بل حادثة صادف توثيقها بالفيديو.

وقال المرصد إن الاعتداءات باستخدام الكلاب طالت العديد من المدنيين خلال اقتحام المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء. وأكد أن هذه الممارسات تصل إلى حد ارتكاب جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والاغتصاب والعنف الجنسي الخطير، وهي جرائم تقع ضمن نطاق جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وطالب المرصد المجتمع الدولي بالاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم مكتملة الأركان التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي ضد جميع سكان قطاع غزة، بمن في ذلك الأسرى والمعتقلون، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على التوقف عن ارتكاب هذه الجرائم فورًا، والضغط عليها للامتثال لقواعد القانون الدولي وحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

كما دعا المرصد المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للتوقف فورًا عن ارتكاب جريمة الإخفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والكشف الفوري عن جميع معسكرات الاعتقال السرية، والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع، وعن مصيرهم وأماكن احتجازهم، وتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه حياتهم وسلامتهم.

وأضاف المرصد أنه تلقى شهادات قاسية من معتقلين مفرج عنهم، تؤكد الدور الوحشي وغير الإنساني في استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب لاغتصاب الأسرى والمعتقلين، مشددًا على أن هذه الجرائم تتطلب تحقيقًا عاجلًا وضمان وقفها والمحاسبة عليها.