الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                        الثلاثاء 2/7/2024

صحيفة هآرتس:

– الجيش يبدأ في تخفيف أعداد قواته مع اقتراب الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب في غزه

– القاضي رون شابيرا خليفة للقاضي اهرون براك في محكمة لاهاي في قضية حرب غزه

دعكم من مدير مستشفى الشفا فهو قضية رمزية وتفرغو لإنجاز المهمة الأكبر

– آلاف المتظاهرين ضد الحرب في تل ابيب والعنوان: تغييب الشعوب هو وقود لسفك الدماء

– مستشار ترامب تم اعتقاله

يديعوت احرنوت:

– الألغام القاتلة في مخيمات الضفة والخوف من وجود سلاح ايراني

– معارك طاحنة في ممر نتساريم في القطاع

– يهودا جوتن ضابط قتل أمس في مخيم نور شمس

– الألمان يقولون إن اسرائيل ستبدا هجوما بريا على لبنان في نهاية هذا الشهر

– تبادل اتهامات بين مصلحة السجون والمخابرات حول المسؤولية عن الافراج عن مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سليمية

– الحكومه صادقت على اقامة مدينه للمتدينين في النقب

 معاريف:

– نحن مختطفون من قبل عصابه: حكومة نتياهو تقودنا نحو الهاوية

– سائقون ثملون: يجب سحب رخصة القيادة من نتياهو وغالانت ومنعهم من قيادة المعركة

– أصابع ايران واضحة في عمليات التنظيمات في الضفة

– بن غفير يستحق التقدير.. لقد غير كل قواعد اللعبة في البلاد

– قنصل السينيغال في اسرائيل متورط في عملية احتيال ضخمة

– مقتل جندي في مخيم نور شمس خلال عملية عسكرية

– تدمير مخزن ومصنع لقطع الصواريخ الحمساويه تحت الأرض في رفح

– الجيش دخل للشجاعية والمفاجأة أن حماس اعادت بناء نفسها بقوة هناك

– مصادر المانيه: الحرب على لبنان في نهاية الشهر

 

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

إسرائيل اليوم 2/7/2024

تحسباً لـ”لاهاي”.. أمر بإخلاء “سديه تيمان” واتهم “الشاباك” و”العليا”: نتنياهو بين بن غفير ومطلقي أبو سلمية

بقلم: يوآف ليمور

فكروا بأبناء عائلة نوعا مرتسيانو، مجندة المراقبة، التي اختطفت في 7 أكتوبر في استحكام “ناحل عوز”، وقتلتها حماس في مستشفى الشفاء في غزة. فكروا ما الذي مر عليهم عندما سمعوا بأن مدير المستشفى، محمد أبو سلمية، الذي ارتكبت هذه الفظاعة تحت إدارته، يطلق سراحه إلى غزة مع عشرات آخرين من نشطاء حماس.

فليكن إذاً ما كانت إسرائيل تدعي بأنه لا تهم توجه ضدهم، لكنها ليست الحقيقة؛ فقد كانت محافل الأمن معنية في إبقائهم في السجن، لكن هذا لم يكن ممكناً بسبب ضائقة المكان؛ فمنشآت الحبس في إسرائيل “متفجرة”، ولا قدرة على استيعاب ولو دبوس فيها. والنتيجة أن حملات اعتقال المطلوبين في الضفة تلغى، لأنه لا مكان يحبسون فيه، ونشطاء الإرهاب ممن اعتقلوا حتى الآن (بما في ذلك في غزة) يحررون لأنه لا سبيل لاحتجازهم في إسرائيل.

هذا خلل لم يولد أمس على نحو مفاجئ، فقد كان معروفاً منذ سنين، لكنه تفاقم منذ بدء الحرب بسبب أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين اعتقلوا في الضفة وغزة. في أثناء هذه الأشهر، حذر “الشاباك” عشرات المرات من معاني ضائقة المكان في منشآت الحبس. وكتب مسؤولوه كتباً لكل من يمكن توجيه الكتب لهم وطرحوا الموضوع في عدد لا يحصى من المداولات والمحادثات، لكن لم يفعل أحد شيئاً.

في آذار، أقرت الحكومة تكثيف منشآت الحبس لمعتقلي الحرب. رحب وزير المالية سموتريتش به في كتاب بعث به في 11 آذار تحت عنوان “تكثيف منظومة منشآت الحبس لمعتقلي حرب السيوف الحديدية”، لكنه أوضح بأن على وزارتي الدفاع والأمن الوطني تمويله من ميزانيتيهما. ادعى بأنه بخلاف وزارات حكومية أخرى، فإن ميزانية هاتين الوزارتين لم تقلصا بل وسعتا لتلبية احتياجات الحرب، بما في ذلك معالجة آلاف الفلسطينيين المعتقلين.

رغم قرار الحكومة، فقد حرر العشرات من المخربين منذئذ. في 11 نيسان، غرد جدعون ساعر في ذلك: تحرير سجناء أمنيين من السجون بسبب ضائقة أماكن حبس هو دليل آخر ومعيب على عدم تأدية الحكومة لمهامها. لا يوجد ولا يمكن إيجاد أي مبرر لهذا”.

بعد بضعة أيام من ذلك، في 17 نيسان، قررت الحكومة (قرار 1712) تكليف وزير الأمن القومي ببناء 936 مكان حبس حتى نهاية 2024، منها 456 في سجن “كتسيعوت” [سجن النقب] و480 في سجن “عوفر”. بل وتلقت الوزارة إسناداً مالياً معتبراً في صالح الموضوع (رغم اعتراض وزارة المالية السابق): 180 مليون شيكل في 2024، 264 مليون شيكل في 2025، و97 مليون شيكل في كل سنة ابتداء من العام 2026.

في حينه، حذر “الشاباك” وأقرت الحكومة ميزانية بل وكلفت بمهمة تنفيذية واضحة، وتحرر فلسطينيون طوال هذه الأشهر، لكن شيئاً لم يجدِ نفعاً حتى عندما نشرت مراسلة القناة 13 موريا اسرف فيلبرغ، الخميس الماضي بأنه من المتوقع تحرير 140 سجيناً غزياً إضافياً من السجون لإخلاء مكان لـ 120 مخرباً من النخبة كانوا محتجزين في معسكر “تيمان”.

وبعد كل هذا، تجرأت الحكومة أمس على الادعاء بأنها “لم تعرف”، وسارع مسؤولوها على عادتهم لاتهام الآخرين. كيس الضربات الفوري كان كما هو متوقع: “الشاباك” وبعده كأفضل التقاليد محكمة العدل العليا التي تجري مداولات في مسألة شروط الحبس في معسكر “تيمان”. إذن، الحقيقة هي أن مخربين يخلون هذا المعسكر بناء على قرار الحكومة (وليس محكمة العدل العليا) كي يدافعوا عن إسرائيل من إجراءات المحكمة الدولية، ومن نقد العالم لها. رئيس الوزراء نتنياهو، الذي ألمح ببيانه أمس بمسؤولية محكمة العدل العليا، يعرف هذا جيداً، لأنه الرجل الذي وقع على القرار بإخلاء معسكر “تيمان”.

لكن لنتنياهو مسؤولية أخطر من هذه بعدة أضعاف. هو مسؤول عن أداء حكومته الفاشل، وعن عدم تنفيذ قراراتها، وعن تولي وزارة الأمن القومي شخصاً عديم المؤهلات ويلحق ضرراً شديداً بالأمن القومي الذي يحمل اسمه. بدلاً من الانشغال بأرغفة الخبز، كان يجدر ببن غفير الحرص على أماكن حبس كي لا يعود المشبوهون بالإرهاب إلى بيوتهم.

لنتنياهو مسؤولية أخرى تثير الحفيظة بقدر لا يقل: فهو مسؤول عن الهروب من المسؤولية. وزراؤه، الذين يرونه يهرب من المسؤولية عما حصل في ورديته في 7 أكتوبر، تعلموا منه ويتهربون هم أيضاً من المسؤولية عما يحصل في وزاراتهم، فيما يدحرجون المسؤولية إلى الآخرين. وليسوا الوحيدين؛ فهيئة الأمن القومي أيضاً التي عرفت من التحذيرات وعرفت الوضع، لم تقلب العوالم كما هو متوقع منها، بل واصلت الغفو على عادتها.

بهذه الطريقة، ومع هؤلاء الأشخاص، لن تنتصر إسرائيل في الحرب أبداً. ليس بوسعنا سوى الأسف على الجنود الذين يعرضون حياتهم للخطر باعتقال مطلوبين سيتحررون عبثاً، وعن مواطنين سيقتلون في العمليات التي سينفذها من تحرروا عبثاً، وعن عائلة نوعا مرتسيانو التي في المنشأة الطبية التي أدارها قتلة ابنتهم ورحل إلى بيته عبثاً. نعم، عبثاً، ولا حتى في صفقة تستعيد فيها إسرائيل مخطوفين. إلى هذه الدرجة تدار الأمور كما يديرها الهواة.

——————————————–

  هآرتس 2/7/2023

هكذا هزمت حماس الجيش الإسرائيلي في رفح

بقلم: عاموس هرئيل

المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء ووزير الدفاع وكبار قادة الجيش في قيادة المنطقة الجنوبية، أول أمس، تبشر بانتهاء قريب من المرحلة الأكثر كثافةً في الحرب في قطاع غزة. قريباً سيعلن عن انتهاء العملية في رفح. الاتجاه آخذ في الظهور من الآن فصاعداً: تخفيض القوات في القطاع، والانتقال إلى أسلوب الاقتحامات والانقضاض على أهداف حماس، وإرسال وحدات إلى الحدود الشمالية. أما السؤال الرئيسي فهو كيف سيتم تغليف العملية برواية تقنع الجمهور أن الحكومة والجيش الإسرائيلي حققوا جزءاً كبيراً من أهداف الحرب، على الرغم من عدم هزيمة حماس، ودون استرجاع 120 مختطفاً؟ سيواصل الجيش الإسرائيلي الاحتفاظ بقوات في ممر “نتساريم” الذي يقسم القطاع إلى قسمين، شمالاً وجنوباً، وأيضاً في محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، وإحدى المناقشات تتعلق بمسألة أي جزء من محور فيلادلفيا يجب مواصلة الاحتفاظ به. في الوقت الحالي، يبدو أنه لن يكون هنالك انسحاب من معبر رفح بسبب صعوبة التوصل لاتفاق مع المصريين. نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقديرات للجيش الإسرائيلي بشأن حفر 40 نفقاً تحت الحدود، والكشف عن نصفها تقريباً. والحقيقة أن الاستخبارات لم تعرف الرقم على وجه اليقين، ولا يُعرف عدد الأنفاق المكتشفة حتى الآن.

إسرائيل تعتبر محور فيلادلفيا شريان الأوكسجين لحماس، الذي هُرب عبره وعبر معبر رفح سلاح وبضائع للقطاع طوال 20 عاماً. وتريد التوصل إلى تفاهمات مع مصر حول طبيعة السيطرة على هذا المحور وإخلائه في مرحلة لاحقة، كما أن هنالك مسألة أهم من مسألة العائق المادي الذي يجب إنشاؤه ضد حفر أنفاق أخرى، وهي: ما وسائل الكشف (الحساسات التي سيتم تركيبها بالقرب منه)؟ يهم إسرائيل أن تكون طبيعة هذه الحساسات من إنتاجها، بحيث ترسل معلومات للجيش الإسرائيلي ولـ “الشاباك”، ما يضمن إعطاء إنذار في حالة حفر أنفاق أخرى.

الرسالة التي يريد غالنت وهليفي نقلها هي أن هجوم رفح يشير إلى تفكيك الذراع العسكري لحماس في إطاره الحالي. فقد تم إخراج آخر الكتائب القطرية لهذا التنظيم من الخدمة. ما زالت حماس نشطة، ولكنها تفعل ذلك في إطار جديد خلايا إرهابية وعصابية جديدة ولكن بدرجة ضرر أصغر، وتقريباً بدون سلسلة قيادة وسيطرة. وعلى الرغم من إطلاق نحو 20 صاروخاً من خان يونس تجاه مستوطنات غلاف غزة أمس، فإن تهديد إطلاق النار نحو النقب ووسط البلاد تقلص كثيراً.

ستكون هنالك حاجة لمواصلة محاربة حماس، ولكن هذا سيتم في إطار “قص العشب” المعروف من الضفة الغربية: – اقتحامات متكررة لأهداف التنظيم، واعتقال مخربين ونقلهم ليقوم “الشاباك” بالتحقيق معهم. المشكلة في وجود رسالة معقدة هنا، يصعب على الجمهور استيعابها، وخاصة إزاء الأهداف الطموحة التي طرحت في بداية الحرب. فضلاً عن ذلك: لم يتخل نتنياهو تماماً بعد عن وعوده بالنصر المطلق والقريب، وهي لا تتساوق مع مقاربة غالنت – هليفي

منذ حوالي أسبوع والجيش الإسرائيلي يعمل في حي الشجاعية، وشرق مدينة غزة، وجرى في هذه المنطقة معارك صعبة منذ تشرين الثاني وحتى شباط في عمليتين مختلفتين. اللواء 7 الذي يعمل هناك يتحدث عن قتال ضد عشرات الخلايا بالصواريخ المضادة للدروع التابعة لحماس. وهذا يدل على قدرة إعادة تأهيل سريعة لحماس أو حقيقة أن ما فعله الجيش الإسرائيلي في العمليتين السابقتين هناك لم يكن كاملاً، خلافاً لما فهمه الجمهور وجزء من وسائل الإعلام. قبل الدخول الجديد للشجاعية، جرى نقاش في قيادة المنطقة الجنوبية: كان هنالك ضباط صعُب عليهم فهم طبيعة المهمة الملقاة عليهم الآن.

 نصر غير حاسم

وهنالك موضوع رفح نفسها أيضاً؛ فنتنياهو أصر على العملية، رغم معارضة شديدة من إدارة بايدن، بالأساس لأسباب سياسية داخلية. الجناح اليميني المتطرف في حكومته ضغط عليه لكي يرسل قوات الجيش الإسرائيلي لاحتلال المدينة، ثم حول نقاشاً تكتيكياً مهنياً إلى اختبار شجاعة. في ظل قيود التسليح التي فرضها الأمريكان وعقبات أخرى لهم، تقرر القيام بعملية مقلصة (وهو أمر لم يتم شرحه علناً). لقد شن العملية بجزء من فرقة واحدة بدلاً من اثنتين، وفعلياً لم يتم احتلال المدينة كاملة. كان هنالك وجود جزئي للجيش الإسرائيلي في نصف مساحتها. كل المدنيين الفلسطينيين هربوا من رفح عندما بدأت العملية، وكان قرار حماس بالحفاظ على جزء من مسلحيها كقوات احتياط خارج المدينة قلل الاحتكاك العسكري هناك.

خسائر الجيش الإسرائيلي في معظمها، نبعت من هجمات من بعد، وُجهت نحو نقاط ضعيفة. أم أحد الجنود الذين قتلوا في رفح الأسبوع الماضي، قالت إنها سمعت ابنها عندما أصيب من نيران قناص فلسطيني عندما كان يتحدث معها عبر الهاتف المحمول. لشديد الأسف، تدل الكارثة على وجود مشكلة تطبيق في الانضباط العملياتي -استخدام الهواتف المدنية داخل منطقة قتال وفي مكان مكشوف لنيران العدو.

ثمة معياران رئيسيان يجب قياسهما بشأن هزيمة العدو في قتال كهذا: احتلال وتطهير أرض، وقتل مسلحين. كان احتلال رفح جزئياً كما قلنا، وسارع الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء جزء مما تم احتلاله. بخصوص القتلى، يبدو أن الإنجاز محدود في نهاية الأسبوع الماضي، وقدرت قيادة المنطقة الجنوبية قتل ما بين 70-230 مخرباً من بين 1000 في كل واحدة من كتائب حماس الأربعة. وارتفعت الأرقام منذ ذلك الحين، ولكنها لا تصل إلى نصف القوة المحاربة، وهذا رقم يشير إلى هزيمة. تنبع الصعوبة أيضاً من قرار محسوب لحماس بتقليص الاحتكاك لتقليل المصابين.

يجب عدم الاستخفاف بالجهد الذي بذل في رفح، ولكن يصعب التحرر من الشك بأننا شاهدنا مشهداً مفبركاً نبع من ضغوطات سياسية. وبعد انسحاب جزئي من المدينة، سيحوم السؤال: هل ثمة انتصار حاسم على حماس؟ يبدو أن تأييد سكان قطاع غزة لحماس ظل مرتفعاً. وما زالت حماس تحافظ على قدرات تنظيمية وسلطوية، وما زالت تحتفظ بجزء لا بأس به من قدراتها العسكرية، ربما هذا ما يمكن تحقيقه الآن في ظل قيود الوضع الإقليمي، ولكن يجدر قول هذا للجمهور بصورة واضحة ومباشرة.

فشل ذريع

على هامش الأمور، جرى أمس فشل ذريع آخر يعدّ نموذجياً لأيام نتنياهو الحالية، في قضية إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء في غزة، والذي كان معتقلاً في إسرائيل طوال 7 أشهر. مهرج الأمن القومي بن غفير، تبادل الاتهامات أمس مع العالم كله، بل وطالب بإقالة رئيس “الشاباك” رونين بار، بعد أن اتضح إطلاق سراح محمد أبو سلمية بسبب اكتظاظ السجون.

غاب عن النقاش الإعلامي الصاخب سؤال “هل كان هنالك ما يكفي من الأدلة لاعتقاله، باستثناء شبهة إسرائيلية عامة بشأن تعاون إدارة مستشفى “الشفاء” مع الذراع العسكري لحماس، الذي استخدم هذه المنشأة لأغراض عسكرية، وهو يضع ادعاءات إسرائيل حول تورط إدارة الشفاء بالإرهاب، بعد الغارة على المستشفى في كانون الأول الماضي، في ضوء غير جدي؟

فعلياً، بن غفير غير القادر على إدارة أي شيء بصورة جدية، باستثناء عملية إفساد وتطرف الشرطة ومصلحة السجون – هو المسؤول الرئيسي عن الحدث. على الرغم من تلقي مكتبه ومصلحة السجون أموالاً ضخمة منذ أكتوبر لتمويل احتجاز آلاف المعتقلين الأمنيين الآخرين، فإنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في هذا، ففي السجون اكتظاظ كبير، وبموازاة ذلك تطورت مشكلة شديدة في مجال القضاء الدولي إزاء احتجاز معتقلين في ظروف فظيعة في معتقل “سديه تيمان”.

حذر “الشاباك” عدة مرات من أنه لا مناص من إطلاق سراح معتقلين، ومن عدم تنفيذ اعتقالات أخرى في الضفة الغربية بسبب الضغوط. ركز بن غفير في وزارته على ما يشغله حقاً: تصريحات عبثية، وتقييدات تافهة بشأن ظروف معيشة المعتقلين والسجناء، وتوزيع أسلحة على كل من يريد (إذا حكمنا -حسب الاستطلاعات- فهذه الصيغة تخدمه جيداً. فلماذا يكلف نفسه بالعمل؟). ما كشف هنا هو عجز مطلق لحكومة فاشلة في وقت تتشاجر كل المستويات المختلفة علناً.

——————————————–

 معاريف 2/7/2024

لمعارضي بن غفير: هو محق بقطع الخبز عن الأسرى الفلسطينيين

بقلم: موشيه نستلباوم

أؤيد قرار بن غفير بتوفير الشروط الأساسية الإلزامية فقط حسب القانون الدولي، لمخربي النخبة المحبوسين في إسرائيل. حتى 7 أكتوبر كانت الشروط الاعتقالية للمخربين في السجون في إسرائيل مريحة. فقد تلقى المخربون مخصصات من الاحتياجات وكانوا يعدون وجباتهم بأنفسهم؛ كانوا يستحقون شراء البضائع من “كانتينا” السجون بأموال يتلقونها من منظمات الإرهاب لتحسين شروط حبسهم؛ كما حقق المخربون ألقاباً جامعية في أثناء حبسهم؛ وكانوا يتلقون زيارات متواترة من أبناء عائلاتهم، ويتصلون مع العالم خارج السجن على نحو دائم بأجهزة خلوية تهرب إلى السجن.

بن غفير أوقف الاحتفال، وأمر بإغلاق المخابز في سجني “كتسيعوت” و”رامون”، ما أثار غير قليل من الغضب. كان الادعاء الذي أطلق ضده أنه قد لحق بمصلحة السجون إنفاق أكبر جراء شراء الخبز من مخابز خاصة. ولتقليص الإنفاق قررت مصلحة السجون شراء الخبز الأبيض من السجناء بدلاً من الأرغفة. خطوة بن غفير أكسبته شخصية في برنامج “بلاد رائعة” التلفزيوني، بينما كان يعتمر رغيف خبز. قرر بن غفير إغلاق المخابز في بداية شباط 2023 ليمنع “امتيازات ومظاهر دلال المخربين المحبوسين في إسرائيل”. وقد فعل ذلك بعد أن راجع القانون وتبين له أن المخربين كانوا يحصلون على حقوق لا تمنح للسجناء الجنائيين.

حتى أحداث 7 أكتوبر، حرصت مصلحة السجون على عدم إثارة الاضطرابات في السجون انطلاقاً من تخوف من شروع المخربين بإضرابات عن الطعام. وكان التخوف كبيراً بحيث كانت مصلحة السجون مستعدة للاستجابة حتى لاقتراح أن يدير مندوب السجناء مفاوضات مع سلطات السجن، ويعرض عليهم مطالب السجناء على البدء بإضراب جماعي عن الطعام.

تحدثت وسائل الإعلام عن تخوف من انفجار اضطرابات داخل السجون، واكتشف مندوبو الصليب الأحمر ممن زاروا السجون، بأن السجناء الأمنيين يتلقون علاجات في المستشفيات داخل إسرائيل.

هذا في الوقت الذي لم ينل فيه العديد من المخطوفين الجرحى إمكانية مراجعة طبيب في فترة أسرهم؛ والأدوية المنقذة للحياة التي أرسلت إلى المخطوفين لم تصل إلى مقاصدها. الصليب الأحمر الذي اهتم بوضع المخربين الصحي، لم يوافق على استقبال أدوية كانت مخصصة للمخطوفين الذين تواجدوا في مستشفيات غزة؛ ومندوب الصليب الأحمر لم يزرهم قط. وهذا لم يمنع الأطباء الذين استدعوا للاحتياط في قاعدة “سديه تيمان” حيث أقيمت منشأة صحية لمعالجة المخربين من إجراء لقاءات صحفية معهم بدون أسماء، والتحذير من عدم تلقي المخربين العلاج الطبي اللازم.

من الصعب الثناء على الوزير بن غفير، الذي جعل الشرطة ميليشيا خاصة تتعامل بوحشية تجاه المتظاهرين فيما جعل المفتش العام دمية مربوطة بخيط، لكن ينبغي الاعتراف بأنه لا يأبه ولا يخشى تقليص حقوق السجناء الأمنيين. والمخربون المحبوسون لم يتجرأوا فقط على الثوران، بل أدركوا بأن عصراً جديداً بدأ في السجون، لن تعود فيه الحقوق الزائدة التي أعطيت لهم.

منحت إسرائيل المخربين حتى 7 أكتوبر حقوقاً لا يطالب بها القانون الدولي، بينها الشراء من “الكانتينا”، وأكل الأرغفة الساخنة واللحوم والخضار، وإمكانية الطبخ لأنفسهم، وأن يكون المرء أسيراً أمنياً في إسرائيل يعد في نظر الكثيرين في غزة وفي “المناطق” شرفاً للأسير ولعائلته، التي تلقت هي أيضاً جراء ذلك ثواباً سخياً من منظمات الإرهاب. أوضح الوزير بن غفير بأن قوانين اللعب تغيرت، وحظي بنقد قاس وبتنديدات. لا أشارك لا النقد ولا التنديدات، بل أثني على قراره إلغاء الامتيازات التي أعطيت للمخربين في السجون الإسرائيلية.

———————————————

يديعوت أحرونوت 2/7/2024

مع دعوات لتصاعد الاحتجاج والإضراب الأسبوع المقبل: لا تشمتوا الأعداء فينا

بقلم: نير شوكي كوهن

سيتصاعد الاحتجاج في الأسبوع القادم، والإضراب الأكبر سيشل الدولة. سيناريو الشوارع المشتعلة لقادة الاحتجاج الذي أجل عقب الحرب وسحب الإصلاح، يعود وبقوة. معظم الأشخاص الذين يشاركون في الاحتجاج ضد الحكومة هم إسرائيليون عاديون تعد إسرائيل عزيزة عليهم. يأتون انطلاقاً من إحساس رهيب بالإلحاح. قلقون حقاً. تجدونهم في المظاهرات مع علم وقميص المخطوفين، ملح الأرض. لكن ليسوا الوحيدين هناك. فنواة منظمات الاحتجاج الصلبة قررت اجتياز الحدود في الأسابيع الأخيرة. في الأسبوع الماضي، اعتقل متظاهر بدّل قفل بوابة مجاورة لبيت نتنياهو في قيسارية، وثمة ناشط احتجاج آخر اعتقل وهو يصور البيت عن كثب. بدت الهتافات أكثر حدة من أي وقت مضى. تُذكر بأيام ظلماء. دكتاتور، طاغية، خائن.

ينبغي القول إن هذه الحكومة ورئيسها فعلا كل شيء ليضعضعا ثقة الجمهور بأصحاب القرار. نتنياهو هو رئيس حكومة ينشغل بالسياسة أكثر مما ينشغل بالمخطوفين. يضيع ساعات في أحاديث مع نواب كي يضمن استقرار الائتلاف، ويتيح إجازة قوانين فاسدة. فكك حكومة الوحدة بكلتا يديه. جلس الأسبوع الماضي في مقابلة حصرية في أستوديو تلفزيوني وتحدث بشكل صاف إلى القاعدة. رئيس حكومة مسؤول عن الإخفاق الأكبر في تاريخها. رئيس حكومة يجب أن يرحل.

باستثناء جلوس العدو الشمالي الأكثر تطوراً ووحشية الذي تلتقيه إسرائيل ويشاهدنا ونحن نتقاتل، قد نقول أي شيء عن حسن نصر الله سوى وصفه بالإمعة، وكذا أسياده في إيران ممن يركضون نحو القنبلة. “إسرائيل لا تعنى بالقنبلة الإيرانية”، قال لي أحد قادة جهاز الأمن سابقاً، وهو خبير عالمي في الموضوع. “الساحة الإيرانية مهجورة تماماً. إيران تقيم 1400 جهاز طرد مركزي إضافي، ولم يعد بإمكان وكالة الطاقة الذرية إصدار إخطار حين يقرر نظام آية الله اقتحام القنبلة”. إسرائيل، كما يدعي، فقدت الانتباه.

يؤمن الاحتجاج بأنه إذا لم يسقط “الطاغية” فقد ذهبت الدولة، أما نتنياهو فيؤمن أنه لا دولة بدونه. نهاية هذه المعادلة المتعذرة صدام إسرائيلي محتم، كمشاهدة قطارين يندفعان أحدهما نحو الآخر. سيغضب المحتجون من التشبيه، فمن ناحيتهم الخطر يمس حياة المتظاهرين وليس حياة رئيس الوزراء. لكن هذا لا يغير في الأمر شيئاً. في هذه الأثناء، ينظر أعداؤنا إلينا بسرور عظيم، ويستمتعون بالانشقاق الإسرائيلي كل لحظة. ينتظرون اللحظة المناسبة مرة أخرى. بوضوح جلي، يبدو أننا لم نتعلم شيئاً. على الاحتجاج أن يواصل العمل في مسارات شرعية وألا يحطم الأواني وأن يحترم القانون. إغلاق الطرق لن يسقط الحكومة، كما لا ينبغي إحراقها. أيام التشويش والإضراب في زمن الحرب زائدة، أقوال ضد نتنياهو بأسلوب “بانتظارك مع حبل المشنقة”، ستفقده الشرعية الجماهيرية.

رئيس الوزراء من جهته، ملزم بالتوقف عن الشقاق وتوجيه أعماله في صالح الحرب والدولة. حكومته مطالبة بالتوقف عن المناكفات والانشغال بالحرب وبالحياة نفسها، وإبداء مسؤولية وطنية. نأمل أن القطار لم ينطلق من المحطة ومنع الصدام، وإلا فسيحرق كل من نتنياهو والاحتجاج ضده المحصول معاً.

——————————————–

  هآرتس 2/7/2023

دبلوماسي أوروبي: قطاع غزة أقرب إلى السيناريو العراقي عقب الغزو الأمريكي

بقلم: تسفي برئيل

“البشرى” القائلة بانتقال الجيش الإسرائيلي قريباً إلى المرحلة الثالثة من الحرب، والتي سيسحب فيها معظم قواته من القطاع واقتصار قواته على نشاطات ضد حماس تنفذ بطريقة الاقتحامات، بالتأكيد تقلق سكان القطاع ومنظمات الإغاثة والولايات المتحدة. “توقعوا سيناريو في غزة يشبه ما كان في العراق عندما كان تحت سيطرة القوات التحالف”، قال لـ “هآرتس” دبلوماسي أوروبي يعرف عن قرب نشاطات منظمات الإغاثة في القطاع، “بالأحرى عندما لا تكون في غزة قوات سوى قوات حماس، التي ستشرف على الأمن الداخلي، وعلى النظام العام وعلى ثروات المواطنين”، أضاف.

الأمثلة على ذلك كثيرة. في نيسان مثلاً، سرق من بنك فلسطين حوالي 120 مليون دولار كانت مودعة في خزائن فولاذية بفروع البنك في حي الرمال. عمل السارقون كما في فيلم جريمة مبتذل. تفجير قوي أدى إلى حريق في الفرع الرئيسي، فطارت مئات الأوراق النقدية من الدولارات والشواكل في الهواء، وفوراً دخل عشرات المسلحين إلى مبنى البنك وجمعوا ملايين كانت مودعة فيه، لم يكن هذا عملية السطو الوحيدة في هذا الشهر، فقد جرت عملية سطو أخرى للمقتحمين بحوالي 36 مليون دولار أخرى.

ثمة وثيقة داخلية وصلت لأيدي الـ “فايننشال تايمز”، تحدثت عن سرقة حوالي 7 مليون دولار أيضاً من الصرافات الآلية بأيدي سارقين مسلحين دخلوا مبنى البنك واقتلعوا الصرافات الآلية وأفرغوها. سارعت قيادة البنك وهو البنك الأكبر في القطاع، لتهدئة الناس وقالوا إن البنك لن ينهار بسبب هذا السطو، وأن في فروعه بالضفة عدة مليارات من الدولارات مودعة هناك، ولكنه بيان لم يهدئ سكان القطاع، لأن من استطاع الوصول للصرافات الآلية المنفردة المتبقية في القطاع -حسب التقدير، للسكان الآن 7 صرافات آلية عاملة في غزة فقط -يجد أن الصفوف الطويلة والاكتظاظ حول فروع البنوك حولت عملية سحب الأموال لأمر متعذر.

وقال مواطنون إنهم اضطروا لرشوة مسلحين كي يستطيعوا الحصول على مكان في الدور للصراف الآلي، أو يحظوا بحراسة بعد نجاح سحب المال. كمية الأوراق النقدية آخذة في النفاد، ليس بسبب عملية السطو فحسب، فإسرائيل أيضاً لا تسمح بإدخال شواكل إلى القطاع خوفاً من انتقالها لأيدي حماس؛ والصرافون في الواقع يحتفظون بدولارات وبدنانير أردنية، ولكنهم يجدون عمولات ضخمة عن كل عملية، ويقومون بعمليات خصم تبلغ 20-30 في المئة من الراتب الذي يدفعونه لموظفيهم نقداً، وهؤلاء يعتبرون محظوظين لأنهم يتلقون راتباً ما.

النقص في الأموال النقدية، والصعوبة الكبيرة في تنفيذ تحويلات بنكية بين فروع البنوك في الضفة إلى القطاع، ليست سوى جزء من المشكلة الاقتصادية الضخمة في قطاع غزة. والنتيجة أن اقتصاداً موازياً بدأ بالازدهار في الشهور الأخيرة، تدير فيه عصابات إجرامية محلية (وليس فقط رجال حماس) الأسواق وتجبي رسوم حماية وتسيطر على مخازن تخزين الأغذية وعلى باقي المنتجات، و”تنظم” كميات الطعام التي ستباع وتحدد الأسعار. وكل هذا بتهديد السلاح.

يتحدث المواطنون في الشبكات الاجتماعية عن حروب بين العصابات على السيطرة على الأحياء وعلى الشوارع، إضافة إلى عنف شديد وأعمال قتل بسبب كيس دقيق أو رزمة مساعدة، ونجح أحد الأشخاص بالحصول عليها وحاول نقلها إلى بيته أو خيمته، هذه حرب حقيقية، تشارك فيها عصابات مناطقية كانت موجودة حتى قبل الحرب. لقد انضم إليها مئات السجناء الجنائيين التي أطلقت حماس سراحهم مع بداية الحرب خوفاً من قصف السجون. هذه الظاهرة يعرفها كل من تابع التطورات في العراق، فوراً بعد أن احتلتها قوات التحالف في 2003. قبل وقت قصير من الحرب، أطلق صدام سراح حوالي 30 ألف سجين جنائي وأمني، وأسس هؤلاء عصابات شوارع، ولم ينجح الجيش الأمريكي بالسيطرة عليها.

بعد وقت قصير من ذلك، ظهرت أيضاً العبوات الجانبية وإطلاق النار من كمائن وتفجير سيارات ملغمة ومبان عامة، وهجمات كبيرة ضد الجيش الأمريكي، وفي غزة ظهرت العلامات القاتلة “للواقع العراقي” بصيغة قد تكون أكثر عنفاً.

مفهوم “مساعدة إنسانية” في غزة يبدو موضوعاً مضللاً، كميات ضخمة من السلع التي وصلت من الخارج، حسب التقديرات حوالي 6 آلاف طن موضوعة في مخازن منذ 9 حزيران ولا توزع نظراً لأنه لا يوجد أي تنظيم أو جسم متفق عليه مستعد لتوزيعها، وذلك خوفاً على حياة رجاله. برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي من شأن أعضائه أن يشغلوا خطوط التوزيع للشحنات التي تأتي عبر الرصيف المؤقت الذي بناه الأمريكان، أعلن أنه “يوقف مؤقتاً” التوزيع بعد إصابة مخزنين له بالضرر جراء الصواريخ. منذ الأربعاء الماضي، يحاول ممثلون إسرائيليون وأمريكيون يديرون معاً “سلطة إدارة القوافل” – وهو جسم أقيم لفحص سبل آمنة لتوزيع المساعدة الإنسانية، ويقع في قاعدة عسكرية بالقرب من “أشكلون” [عسقلان]، لإيجاد حل ما يمكن من توزيع الطعام والأدوية.

حتى آذار، عملت في غزة “لجان شعبية” من متطوعين مسلحين رافقوا القوافل، وحاولوا حماية مراكز التوزيع، ولكن بعد أن قتل حوالي 70 من رجالها، أعلنت وقف عمليات المرافقة والحراسة. إحدى سكان غزة التي هربت من شمال القطاع إلى رفح، ومن هناك إلى منطقة المواصي، قالت لشبكة “الجزيرة” إن “بقاءنا مرهون الآن بالمساعدة المتبادلة ما بين السكان”، وثمة حدود للمساعدة المتبادلة هذه، فالسكان يتحدثون عن نزاعات عنيفة تندلع بسبب خلافات حول مكان الخيمة أو بسبب سلوك غير منضبط للأطفال، وأحياناً بسبب الحسد، نظراً لأن أحدهم نجح في الحصول على رزمة طعام، كما يقول أحد السكان الذي تحدثت معه شبكة “العربية”.

أمام هذا الواقع الذي تسيطر فيه منظمات الجريمة وخلايا إرهاب تابعة لحماس والتي انتقلت إلى حرب عصابات على صيغة العراق وسوريا، للسيطرة على مليونين وربع مليون مواطن يعيشون في ضائقة مخيفة من الجوع والتوتر وبدون أفق، لا تملك إسرائيل بعد أي استراتيجية أو خطة عمل. وفي أحسن الأحوال، ستضطر للتعاون مع عصابات عائلية مسلحة، وفي الواقع ستعود حماس لإدارة البنية التحتية للقطاع.

——————————————–

 معاريف 2/7/2024

نتنياهو وغالانت وهليفي سائقون مخمورون.. ويجب مصادرة رخصة إدارتهم للحرب

الكاتب: إسحاق بريك

قيادة “إسرائيل” في حالة جنون، والذهاب إلى حرب ضد حزب الله جواً وبراً وبحراً – يقع على عاتق الثلاثة: نتنياهو وغالانت وهليفي، الذين فقدوا تماماً اتزانهم ومسؤوليتهم عما يحدث من حولهم.

صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تنشر مقالاً للواء احتياط إسحاق بريك، يتحدّث فيه عن فشل نتنياهو وغالانت وهليفي بإدارة الحرب، والمخاطرة بتدمير “إسرائيل”، مستشهداً بأربع قرارات وصفها بالحمقاء قام بها قادة “إسرائيل”.

 

الآن، عندما بدأت أبعاد الكارثة التي تنتظرنا في حرب إقليمية شاملة تتضح للجمهور، آمل أن يستيقظ السذج من سباتهم الشتوي، وبدلاً  من الاستمرار في النوم قريري العين، عليهم أن ينهضوا أيضاً لاتخاذ إجراءات وإنقاذ “إسرائيل” من الدمار.

قيادة “إسرائيل” في حالة جنون، ومثل هذا القرار حاسم لمصيرها؛ الذهاب إلى حرب ضد حزب الله جواً وبراً وبحراً – يقع على عاتق الثلاثة: بيبي وغالانت وهليفي، الذين فقدوا تماماً اتزانهم ومسؤوليتهم عما يحدث من حولهم.

في الأشهر الثمانية من الحرب في غزة، اتخذ هؤلاء الثلاثة بالفعل قرارات كان من الممكن أن تشعل الشرق الأوسط بأكمله وتدمّر “إسرائيل”. هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب ألا يمنحوا سلطة تقرير مصير “إسرائيل”، إذا أردنا أن نعيش، لأنهم لن يقودونا إلى برّ الأمان.

المنطق يتطلّب حرمان بيبي وغالانت وهليفي من رخصة قيادة الحرب. هذا مشابه لإلغاء رخصة سائق مخمور قاد بالفعل عدة مرات عند الإشارة الحمراء وتسبّب في حادث مميت.

لا يسمح المجال بالتوسّع، وأدناه سأكتفي ببعض الأدلة التي تثبت القرارات الحمقاء للثلاثة:

أولاً: في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تخطّى الثلاثي الضوء الأحمر، فيما كانوا قد تخلّوا عن مستوطنات الجنوب والشمال لسنوات قبل الحرب وعدة أشهر خلال الحرب، مما تسبّب في حادث مميت، ومع ذلك لم يتم إلغاء رخصة قيادتهم.

ثانياً: أوصى غالانت وهرتسي هليفي بيبي بأن يهاجم “الجيش” حزب الله بالتزامن مع مهاجمة حماس. كانت معجزة كبيرة هنا عندما تمّ تجنّب حرب إقليمية كان من شأنها أن تدمّر “إسرائيل”، وكنت أنا من نصح بيبي بعدم القيام بذلك.

ثالثاً: قرّر الثلاثي مهاجمة القنصلية الإيرانية في سوريا، وهو الهجوم الذي جلب علينا وابلاً كثيفاً من أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة من دون طيار وصواريخ كروز. كان من الممكن أن تقودنا المواجهة المباشرة مع إيران إلى حرب إقليمية، وحتى حرب عالمية. لقد غيّر قرارهم البائس سلوك إيران تجاهنا بشكل جذري، ومن الآن فصاعداً ستتدخّل إيران مباشرة في أيّ حرب إقليمية ضدنا. في هذه الحالة أيضاً، قام الثلاثة بمقامرة لا يقرّرها سوى حمقى وغير مسؤولين.

رابعاً: إنّ دخول “الجيش” إلى رفح لم يسبّب لنا سوى ضرر عالمي إضافي لعزلتنا وأصبحنا منبوذين من شدة الاشمئزاز: لقد تم إدراجنا على القائمة السوداء من قبل الأمم المتحدة، وأوامر اعتقال ضد بيبي وغالانت في الطريق. أضف إلى ذلك: خسائرنا في القتال في رفح كثيرة، من دون تحقيق إنجاز حقيقي، كما أنّ بيان “الجيش” الذي جاء فيه: “لقد أغلقنا أنبوب أوكسجين حماس عندما احتللنا محور فيلادلفيا في رفح” يذر الرمال في أعين الجمهور وكاذب كلياً.

“القباطنة”، الذين فقدوا اتزانهم، يخطّطون الآن لمهاجمة حزب الله بقوة في البر والجو والبحر. هذا الهجوم سيجرّنا إلى حرب إقليمية شاملة ستشارك فيها إيران أيضاً. سيتم إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية كلّ يوم، وسوف تندلع الحرب في وقت واحد في ست ساحات برية. ليس لدى “الجيش” الإسرائيلي ردّ حتى على ساحة واحدة في مواجهة حماس – كلّ ذلك بسبب التقليص الكبير في القوات البرية بست فرق على مدى السنوات العشرين الماضية.

مثل هذه الحرب ستجلب الدمار لـ “إسرائيل”، لأننا لم نحضّر لها لسنوات طويلة. لا يمكننا وقف آلاف القذائف والصواريخ والطائرات المسيّرة التي ستطلق كلّ يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. كذلك ليست لدينا القدرة على الدفاع عن سكان المستوطنات في جميع أنحاء “إسرائيل” أو نصف مليون من الإسرائيليين في الضفة الغربية من عشرات آلاف العمليات التي سينفّذها الفلسطينيون، الذين سوف يقتحمون المستوطنات وينتقمون عبر إطلاق النار على اليهود، ويقتلون ويدمّرون كل من يقف في طريقهم، ولا يوجد أحد يستطيع إيقافهم لأنّ “الجيش” بأكمله سيكون تقريباً في حالة حرب مع حزب الله. والجدير ذكره، أنّه حتى هذه اللحظة، لم تنجح الحكومة في إنشاء حرس “وطني” في مدن ومستوطنات “إسرائيل” لحماية الإسرائيليين.

إذا استمرّ الشعب في دعم بيبي وغالانت وهليفي، الذين سيديرون استمرار الحرب ويكون الأمر مرهوناً بقراراتهم، على الرغم من افتقارهم إلى قوة حكمهم، فإنّ بقاءنا في “إسرائيل” هو مسألة وقت فقط. لا يمكن الوثوق بهم أبداً، لأنّ قراراتهم غير عقلانية، وتفتقر إلى الحس السليم، وخطيرة للغاية ويمكن أن تؤدي إلى تدمير “إسرائيل” التي سقطت بأكملها في أيدي هؤلاء الثلاثة، الذين ما زالوا مستمرّين في مواقعهم بعد كلّ العار والإخفاقات والكوارث التي جلبوها، وكل هذا ليس سوى غيض من فيض مقارنة بما قد يجلبونه علينا في المستقبل.

يجب أن ننهي فوراً القتال في قطاع غزة، الذي فقد هدفه. جنودنا يُقتلون ويُجرحون عبثاً، لا يمكننا إسقاط “حماس” لأننا لا نستطيع البقاء في الأراضي التي احتللناها. التوغّلات لا تسحق حماس، ومعظم عناصرها موجودون في الأنفاق، لكنها تؤدي إلى تفتيت “الجيش” الإسرائيلي مع قتلى وإصابات بجروح خطيرة.

وتسيطر حماس على مدينة الأنفاق بعشرات الآلاف من المقاتلين. نحن ندمّر العقارات، لكننا بالكاد نؤذي مقاتلي حماس، الذين لا نقاتلهم وجهاً لوجه، بل نُصاب بعبواتهم الناسفة وأفخاخهم التي يزرعونها والصواريخ المضادة للدروع التي يطلقونها. إنّ روايات “الجيش” بأنّنا نقتل عشرات أو مئات المقاتلين في كل معركة هي كذب كامل، وكل جندي يقاتل في قطاع غزة سيخبركم بأنّه لم يلتقِ وجهاً لوجه بعناصر حماس.

أود أن أقتبس جزءاً من رسالة صادمة أرسلها إليّ جندي في كتيبة هندسة قتالية تتحدّث عن عدم الفعّالية الكاملة لتوغلات “الجيش” ضد حماس:

“شعرنا في المناورة المعنية في جباليا بأننا قد خُدعنا، لأنّ لدينا مهمة محددة للغاية تتمثّل في تدمير منطقة معينة كنّا فيها، وفي النهاية، عندما تراجعنا، لم نكن دمّرنا حتى 40% منها. كان المنطق هو دخول منطقة لم يدخلها الجيش” الإسرائيلي وتدمير كل البنية التحتية، حتى لا تتمكّن حماس ببساطة من العودة إليها فعلياً بعد مغادرتنا. ماذا حدث بالفعل؟ غادرنا من دون أن نكمل مهمتنا الهندسية، التي ربما كانت من أهم المهام في النشاط هناك، باستثناء تحديد أماكن جثث 7 مخطوفين وتدمير الكتيبة التي أعادت التموضع في المكان نفسه، وكأن شيئاً لم يحدث لها خلال الحرب. كانت القصة نفسها مع الكتيبة التي عادت إلى حي صبرا في مدينة غزة. لديها محلّقات وقنّاصة وضدّ الدروع وكل شيء. يعودون عبر الأنفاق تحت محور نتساريم، كما لو أننا لسنا هناك، ولا نزعجهم بأيّ شكل من الأشكال. علاوة على ذلك، كنت تتحدث في الأسابيع الأخيرة عن خدعة الجيش الإسرائيلي حول عدد قتلى حماس، وبالفعل، تساءلت بصوت عالٍ في المناورة في جباليا، كيف يعقل أنّ 300 مخرّب قتلوا في المناورة كما ذكر الجيش الإسرائيلي، إذا لم نرَ أياً منهم في أعيننا؟ حتى كتيبة المظليين التي تقاتل إلى جانبنا لم ترَ أيّ عنصر منهم.. وعلى أيّ حال، خرج الجيش الإسرائيلي من جباليا مهللاً بإنجاز إعادة سبع جثث مختطفة فقط، من دون تدمير حماس”.

وتطرّق الجندي في رسالته إلى مسألة تجنيد الاحتياط والتحاقهم بالخدمة، وقال: “في السابع من أكتوبر، كان هناك التحاق مثير للإعجاب لنحو 90 جندياً في سريتي، لكن 40 منهم فقط دخلوا غزة، وانخفض الالتحاق بشكل كبير. سألت صديقاً كان في كتيبة في لواء مدرّع، ما هو معدل الالتحاق لديهم؟ قال إنّ أقلّ من 50% من الاحتياط التحقوا! من المحتمل أن يتم استدعاؤنا للخدمة الاحتياطية مرة أخرى في الفترة من أيلول/سبتمبر إلى تشرين الأول/أكتوبر. ماذا تتوقّع هناك؟ أنّ الناس سيأتون؟ عن أيّ مناورة في لبنان نتحدّث الآن”.

في الختام، إنّ استمرار القتال في غزة لا يخدم سوى الثلاثة: بيبي وغالانت وهليفي وأتباعهم، الذين يخشون نهايته، خشية أن يختفوا عن أنظار الأمّة.

——————————————–

هآرتس 2/7/2023

بيبي وترامب قوة المحتالين

بقلم: نحاميا شترسلر

من المدهش اكتشاف أنه من بين 48 مليون من سكان الولايات المتحدة، نحجت الدولة العظمى في العالم أن تطرح مرشحان غير مناسبان لمنصب الرئيس: أحدهما محتال والثاني مشوش عقلياً. كيف يعقل انه لا يوجد لديهم هناك، في المنظومة السياسية، مرشحان أفضل ولديهما تجربة، واللذان يمكنهما أن يقودا بنجاح وبمسؤولية العالم الغربي كله؟ في علامة المطاف يمكن أن تموت قلقاً عندما تعرف أنه على الزر الأحمر الذي يفعل السلاح النووي، يجلس إما محتال سخيف، عديم المسؤولية والذي يكذب بدون حساب، أو شخص هزمه العمر وهو ضعيف، هش ومتلعثم.

في مواجهة بين الاثنين، والذي جرت الجولة الأولى منها في الأسبوع الماضي، فاز المحتال. دونالد ترامب كذب بدون نهاية اخترع وقائع، ولكن في العالم الجديد الذي نعيش فيه، لا يوجد معنى للحقيقة. يمكن خلق عالم بديل لم يكن موجوداً مطلقاً، وأن تخرج منتصراً، ترامب كذب بشأن عمليات الإجهاض، وكذب بشأن العجز، وكذب بشأن الصين وإيران، وواصل الادعاء بأن انتخابات 2022 زيفت، وأنه كان الفائز.

بايدن بالمقابل هو إنسان مستقيم نواياه جيدة. هو قال الحقيقة ولكن يبدو أنه متعب، هو تشوش، تلعثم، سعل، تحدث ببطء وبحشرجة بالصوت. وأحياناً وجد صعوبة في إكمال جملة، عندما سؤل بعد المواجهة، هل كان لديه صعوبة، أجاب “لا ولكن يصعب أن تواجه كذاباً”. هذا صحيح، بالأساس عندما يكون هذا الكذاب هو شخص محتال يحمل شهادات في الاحتيال.

يصعب على شخص عادي أن يهزم محتالاً. يصعب الوقوف أمام شلال الأكاذيب، وهذا بالضبط أيضاً قوة بنيامين نتنياهو. أيضاً هو محتال، وكذلك أيضاً يعمل ضد الديموقراطية، ويحرض ضد وسائل الإعلام وضد المحاكم، والسلك الأكاديمي، واليسار. لهذا فإن نتنياهو معني بفوز ترامب، المشكلة هي أن ترامب هو محتال أكبر منه. هو شخص غير متوقع، مختل عقلياً، والذي في أحد الأيام سيرمي نتنياهو اسرائيل تحت عجلات الحافلة دون أن يرف له جفن.

لا يوجد لبيبي، مثل ترامب أي مشكلة في أن يقول شيئاً وعكسه. قبيل انتخابات 2009 قال: “نحن سندمر سلطة الإرهاب لحماس”. ولكن عندما انتخب لرئاسة الحكومة، فعل بالضبط العكس، هو عزز حماس واهتم بأن يحول لهذا التنظيم القاتل مئات الملايين من الدولارات والتي استخدمت لحفر الأنفاق وشراء السلاح الذي وجه ضدنا.

في الأسبوع الماضي طلب بتأجيل شهادته في محاكمته حتى آذار 2025 بذريعة أن لديه حرباً يديرها، ولكن في أيار 2020 ادعى بأنه يمكنه أن يعمل يصورة  كاملة كرئيس للحكومة حتى خلال إدارة محاكمته، والمحكمة العليا (بإجماع الـ 11 قاضياً) قبل ذلك لشديد الأسف، وهذا يمثل خطراً تاريخياً.

في الأسبوع الماضي أرسلت لجنة التحقيق الحكومية بشأن شراء الغواصات رسالة تحذير خطيرة لنتنياهو وفيها كتبت بأنه أضر ببنية القوة للجيش الاسرائيلي، “وعرض للخطر أمن الدولة وأضر بالعلاقات الخارجية والمصالح الاقتصادية لاسرائيل”. هذا اتهام شديد جدا، وغير مسبوق، إلى درجة أنه يقتضي استقالة فورية.

لقد حان أيضاً الوقت للتحقيق وتوضيح عدة شبهات كما يبدو: لماذا ضغط نتنياهو لتنفيذ صفقة الغواصات، بالتحديد مع حوض بناء السفن “تسنكروف” الألماني، ولماذا قال أن اسرائيل لا تعارض أن تبيع “تسنكروف” غواصات متطورة أيضاً لمصر، وهي عملية أخفاها عن وزير الدفاع وعن رئيس الأركان؟ لماذا اشترى أسهم بالتحديد في شركة ابن عمه ناتان ميلوكوفسكي، والذي زودت شركة تسنكروف بصفائح فولاذ، وكيف باع هذه الأسهم بربح غير معقول يبلغ 13 مليون شيكل.

نتنياهو لم يذهب إلى بيته بسبب كارثة الكرمل، هو لم يعزل في أعقاب كارثة ميرو، أيضاً لم يستقيل في أعقاب رسالة التحذير في قضية الغواصات. إذاً لماذا سيذهب لبيته في أعقاب الكارثة الأكبر في السابع من أكتوبر؟ في نهاية المطاف المحتالون أمثاله وأمثال ترامب، لن يستقيلوا في يوم من الأيام، هم لا يتحملون المسؤولية، هم يكذبون دون توقف ومن الصعب جداً هزيمتهم في مواجهة تلفزيونية، وحتى في انتخابات حقيقية.

——————————————–

هآرتس 2/7/2023

انتهى عهد الضباط السياسيين، الزي الرسمي كان عبئاً

بقلم: أمير أورن

منذ أن قُدمت للمحكمة المركزية في القدس لائحة اتهام عنوانها “دولة إسرائيل ضد بنيامين نتنياهو، يبذل المتهم قصارى جهده ليثبت أن القطع النقدية التي تسولها من هذا الغني أو غيره يوجد وجهان. أردتم الدولة ضد نتنياهو؟ ستحصلون على نتنياهو ضد الدولة.

وما هي الدولة إن لم تكن مجتمعاً وقوانين ومؤسسات والتي ضدها جميعاً الأكثر فاعلية هو أن تعمل من أعلى. إذاً يجب التحقيق مع المحققين وحل النيابة العامة، وطعن المستشارين وصفع رجال الشرطة وتقطيع الضباط. من المخيف التفكير أن شخصاً كهذا يسيطر أيضاً على لجنة الطاقة النووية، لأن من كانوا فيها والذين وقعوا على عرائض ضده ما كان من شأنه أن يغضبونه ويجعلونه يتجاوز آخر الحدود.

الفأس الأكثر حدةً يرفعه نتنياهو، أحياناً بنفسه، وأحياناً بواسطة ابنه أو بردوجو على الجيش الاسرائيلي. جيش الدفاع الاسرائيلي اضطر للدفاع عن نفسه من رئيس الحكومة. هذا وضع جنوني في وقت حرب. من يسعى إلى تدميرك وتخريبك خرج ضدك.

ونظراً لأن رئيس الأركان وجنرالاته مسؤولون حقاً، كل واحد في قطاعه عن فشل مهني لا يغتفر – والذي لا ينتقص من مسؤوليته الشخصية، الشاملة والعليا لنتنياهو، فإنه آخر من يجدر بهم تقديم المواعظ لغيرهم- النتيجة المتراكمة للسابع من أكتوبر، والشهور التي سبقته في الانقلاب النظامي والشهور التي تبعتها، هي أنه انتهت الفترة الانتقالية من رئيس الأركان إلى قمة الهرم السياسية. الوزراء وخاصة اولئك الذين يتطلعون لرئاسة الحكومة يمكنهم أن يهدأوا: لا يوجد أي رئيس أركان، حالي أو في المستقبل، سيهدد أولويتهم في تولي هذا المنصب.

لن يكون هنالك أمثال ديان، ألون ، رابين، فايتسمان ويادين، شارون وباراك. ولا حتى في الصف الثاني بارليف، غور، رفول، مردخاي، شاحك، فيلنائي، نتسناع، موفاز، عامي أيلون، يعلون، أشكنازي، غانتس، غالنت، أيزنغوت. وفي الصف الثالث فؤاد بن اليعيزر. عضو كنيست مخضرم نصح في أحد المرات رئيس الأركان الذي خلع الزي العسكري أن يحضر زيه العسكري المزين بالأوسمة إلى الكنيست، عندما يصل إليها للمرة الأولى. الآن هذا أصبح أمراً زائداً. هذا الزي العسكري لم يعد يثير الانطباع بالعكس، أمس كانت تمثل سحراً، اليوم هو لطخة. الشيء الفاخر أصبح قبيحاً.

بن غوريون رأى في قادة حرب 1948 والذين تماهوا مع مباي أقلية مقابل قادة البلماخ المخلصين لمباي، هو ثروة يمكن استخدامها في وقت الانتخابات ولكن ليس ذخراً للقيادة السياسية. استثناءاً من ذلك كان ديان، الضابط الكبير الأول والذي أدخله حزب السلطة إلى الحكومة.

ديان انطلق مرتين محلقاً مزوداً بهالته كرئيس للأركان في عملية قادش (سيناء). في البداية في الانتخابات الأولى بعد انتهاء منصبه بكونه ابن 44 عام أصغر من بن غوريون ب 3 عقود، كان جاذباً لجيل 1948 وعمليات الثأر ومعركة سيناء؛ وثانية في ازمة أيار 1967 ليكسر التعادل المتردد في حكوم إشكول. فجأةً وبعد عقد رمادي، والذي جذر في الوعي المدني الرأي القائل بأن الخدمة الدائمة هي ملاذ الشخص المتوسط الذي لن ينجح في مهنة أخرى، كانت ما زالت عهداً جديداً لتقدير الأكتاف المتزينة بالرتب العالية. إن نجاح ديّان خلق أجساماً مضادة ساعدت ضباطاً آخرين في أن يستوعبوا في قمة الهرم السياسي (بارليف) أو أن يستخدموا هذا التهديد لدى الخصم من أجل أن يحظوا بترقية عسكرية (شارون الذي قال لبنحاس سابير أنه بدون تعيينه كقائد منطقة سوف يستقيل وينضم إلى بيغن في حاجة). نجاح محدود الضمان جداً، داخل إطار قائم. عندما تنافسوا في قوائم مستقلة، حصل ديان، شارون وعيزر فايتسمان فقط 2-3 مقاعد في الكنيست، أقل من نسبة الحسم اليوم.

سنوات الذروة للفخامة العسكرية كانت قصيرة جداً، ما بين حزيران 1967 وأكتوبر 1973، في اثنائها غطت الرقابة على كامل مسؤولية الضباط الكبار عن فشل سفينة سلاح الجو إيلات والكرامة وحرب الاستنزاف. في حرب يوم الغفران تعلم بارليف العبرة التي يتعرض لها الآن أفيف كوخافي: الإرث يرتبط بالورثة. خط بارليف سقط لدى دودو ومعه أيضاً سمعة رئيس الأركان السابق. كوخافي لا يمكنه أن يثبت أن تحت امرته كان الجيش الذي أورثه لهرتسي هليفي كانون الثاني في العام الماضي، كان بإمكانه إحباط وجود حماس.

الفشل في يوم الغفران أنسى ديّان ظروف تعيينه وزيراً للدفاع. أنا؟ رجل عسكري؟ هذا سوء فهم. لقد اختلط الأمر عليكم. صحيح أنني جنرال متقاعد، ولكن كان هذا الامر منذ أمد طويل، من يتذكر، ما علاقة هذا.

رئيس الأركان الثاني يدين، والخامس ليسكوف أثناء وجودهما في لجنة أجرانات، سمعا من رئيس الأركان الرابع ديّان تساذجاً طويلاً في الإجابة على سؤال هل وزير الدفاع ليس من شأنه أن يحسم في مشاكل عملياتية: “ليس لدي المعلومات ولا الآلية ولا المسؤولية عن هذا” قال ديان متواضعاً (والكلمة المفتاحية هي بالطبع “المسؤولية”). “لم يتم إعطائي الصلاحيات من أجل هذا. لقد تم اختياري لأكون وزيراً للدفاع في اختيار سياسي لحزب معين ولأغراض معينة، ومن خلال اعتبارات معينة وهذا كان يمكن أن أكون أنا أو شخص آخر. أنا كائن حي سياسي، أو شخصية سياسية، ولست الشخص رقم 1 في دولة إسرائيل من الناحية المهنية، للتعامل مع هذا الأمر”.

وواصل ديّان قوله “ليس لديه المعلومات، من أجل الحسم في هذه الأمور يجب عليه الاستعداد، أنا مشغول 5-6 أو حتى 7 أيام في الأسبوع في جلسات الحزب وفي جلسات الحكومة، في الكنيست وفي جولات، من أجل أن تقرر هل يجب مهاجمة القناة من النقاط المحصنة أو من على بعد 10 كيلومتر، بعد ذلك يجب علي أن أجتاز دورة للمدرعات مثلما اجتازها اريك شارون وأن أتعلم هذا و القيام بمناورات وتجريب هذا وبعد ذلك إذا اعتقدوا أنني جنرال ناجح حينئذ سيهتمون بذلك، وإذا اعتقدوا اني جنرال غير ناجح سيكون لدي رأي من بين 240 رأي آخر في الجيش الاسرائيلي لدى كل الضباط”

وبالإضافة لمزاياه المحددة كجندي والتي لن تزيد أو تنقص، ادعى ديان أنه ليس لديه هيئة أركان -هو فقط وزير، الشخص المنفرد في وزارة الدفاع. لا رئيس أركان ولا قائد منطقة، ولا رئيس قسم أو قائد ذراع. من هنا فإن ماضيه العسكري ذو الصورة الإيجابية يعزز حقيقة أن الحكومة السابقة سحبت أحد الجنرالات وعينته رئيساً للأركان، والذي تسرح فيما بعد ووصل بنفسه إلى الحكومة، هو بطاقة عمل مزورة. وزير الدفاع هو المشرف من قبل الحكومة على تدريب الجيش وهو المسؤول أمام الكنيست ولجنة الخارجية والأمن والجمهور، ولكن السر المحزن والذي أطلع ديّان عليه لجنة أغرانات، في رغبته الهروب من العقاب، كان أنه لا يوجد محتوى في المظروف.

رغم الفجوة بين الصورة والواقع، حقيقة أنه أحياناً يتولى شخص متقاعد كان رئيساً في هيئة الأركان (رابين، باراك، شارون) رئاسة الحكومة، مع حقيبة الدفاع أو بدونها- خاف السياسيون من المنافسة، وسنوا 3 سنوات من التجميد للضباط الكبار في الجيش والشرطة ورؤساء الشاباك والموساد. النتيجة العملية كانت معدومة، مقارنة بالوضع السابق، لأنه باستثناء ترقية موفاز خلال شهور من رئيس للأركان إلى وزير للدفاع، فإنه لم تكن حقيبة الدفاع بالنسبة للضباط الذين جاؤوا بعده إلى حزب السلطة الحقيبة الأولى في نظره. يعلون بدأ من وزارة الاستراتيجية، التي تم اختراعه من أجله اوغالنت بدأ بالتعليم، مثل ديّان وشارون اللذان بدآ بالزراعة، أو فايتسمن الذي بدأ بالمواصلات قبل التجميد.

أحد جنرالات الماضي القريب قال مؤخراً أنه سيفيد الجيش الاسراائيلي، في نهوضه وتعافيه الصعب من الفشل والحرب أن ينعش نفسه بالتخلي عن المظليين (يعلون، غانتس، وكوخافي وهليفي) وأن يعيد تأهيل نفسه كرجل مدرعات مثل زامير مع قائل لسلاح البر مثل تامير يدعي كنائب له والذي يتم تعيينه كرئيس للأركان بعد حوالي عامين، يدعي هو صاحب معرفة وصلابة وعمق، ووراءه ارث شعبي وهو غير متورط في السابع من أكتوبر وضليع في اروقة السلطة، منذ التشكيلة القديمة لهيئة الأركان ووزارة الدفاع، كرئيس لمكتب نواب رئيس الأركان فلنائي وموفاز وهو الوحيد الذي ممكن تصوره كسياسي في نهاية هذا العقد أو في بداية العقد المقبل، نموذج محسن ومحدث لغابي أشكنازي الذي كان في بداية العقد الماضي مصدر خوف نتنياهو الأبرز. أمر لا يصدق لكنه مضمون: بحلول ذلك الوقت، سياسياً وقانونياً وطبياً – لن يكون نتنياهو موجوداً هناك لينقض على الجيش الاسرائيلي.

——————انتهت النشرة——————