رغم التبجح لا يوجد إنجازات إسرائيلية على الأرض

ترجمة خاصة.. وول ستريت جورنال: خسائر "إسرائيل" الفادحة في غزة تدفعها لصفقة بأي ثمن

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن الخسائر الفادحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بدأت تدفعها لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى “بأي ثمن”.

وأبرزت الصحيفة أنه تم استئناف محادثات وقف إطلاق النار بعد وقت قصير من إعلان “إسرائيل” أنها تستعد لإنهاء العمليات العسكرية الكبرى في قطاع غزة بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة.

وذكرت الصحيفة أن هذا التحول الأحادي الجانب في الاستراتيجية أدى إلى خلق فرصة لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في وقت لا يزال الضغط الدولي يتزايد، وأصبح الجيش الإسرائيلي منهكا ويتطلع إلى إعادة تنظيم صفوفه من أجل معارك مستقبلية.

تغيرت الظروف

انهارت محادثات وقف إطلاق النار بوساطة قطر ومصر وتدخل واسع النطاق من الولايات المتحدة الأمريكية على مدار الأشهر الماضية، لكن يبدو أن الظروف تغيرات الآن بحسب محللين.

ويقول أوفير شيلح، وهو مشرع إسرائيلي سابق ومحلل عسكري في معهد دراسات الأمن القومي: “الوقت يمر وجميع الأطراف تدرك أن الوقت لا يعمل لصالحها، وخاصة الجانب الإسرائيلي”.

وأرسلت الحكومة الإسرائيلية بالفعل وفداً إلى الدوحة، حيث سيضم الوفد ديفيد بارنيا الذي يرأس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس الوزراء القطري. كما شارك مسؤولون من الولايات المتحدة ومصر في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق.

وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في مكالمة هاتفية يوم الخميس أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق.

وبحسب الصحيفة فإنه بالنسبة ل”إسرائيل”، أدى التحول في حسابات ساحة المعركة إلى استنتاج المحللين أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تشمل الجيش والموساد وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، تدفع الحكومة الإسرائيلية الآن باتجاه إبرام صفقة.

وأوضحت أنه مع إعلان اكتمال العمليات العسكرية الكبرى في غزة، وقلق الجيش الإسرائيلي المتزايد من الصراع المحتدم مع حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية قد تكون اللحظة مواتية للتوصل إلى اتفاق.

رغم التبجح.. لا إنجازات إسرائيلية

يقول شيلح: “على الرغم من كل هذا التبجح، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدأت تدرك أن الإنجازات المحتملة لاستمرار القتال في غزة ضئيلة، وربما حتى سلبية، لهذا السبب، فإن صفقة تبادل الأسرى، إلى جانب قيمتها الواضحة، هي أيضًا وسيلة لإنهاء الحرب”.

وأبلغ مسؤولو الموساد الدول التي تتوسط في المحادثات أنهم متفائلون بأن الحكومة الإسرائيلية ستقبل الاقتراح الأخير، بحسب مسؤول مطلع على المفاوضات.

وأشار مسؤول كبير في إدارة بايدن إلى أن الاقتراحات الجديدة من حماس، أشارت إلى استعدادها للتوصل إلى حل وسط، مما أدى إلى “اختراق في مأزق حرج”.

وقال المسؤول إن التغيير الرئيسي هو ابتعاد حماس عن المطالبة بانسحاب إسرائيلي كامل خلال المرحلة الأولى من الصفقة، وهي مرحلة تتضمن إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين خلال وقف إطلاق النار المقترح لمدة ستة أسابيع.

من جهته يقول “غيرشون باسكين”، وهو مفاوض سابق في صفقة الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” إن “حماس ليست منفصلة تمامًا عما يجري فوق الأرض”.

وتؤكد وول ستريت جورنال أن استمرار الحرب في غزة سيكون مكلفاً ل”إسرائيل”، في وقت تزداد عزلتها واستهدافها بسبب التحديات القانونية الدولية لحربها.

وتبرز أن وقف إطلاق النار “يمكن أن يوفر فترة راحة للجنود الإسرائيليين الذين يخدمون منذ عدة أشهر وسيتعرضون لمزيد من الضغوطات بسبب الحرب المحتملة مع حزب الله”.

وتحتج عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة منذ أشهر للضغط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق وإنقاذ أحبائهم.

ويقول الأسرى المفرج عنهم إن من تبقى من الأسرى يواجهون خطر سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية ومخاطر الغارات الجوية الإسرائيلية.

وفي حين دعت الاحتجاجات في بداية الحرب إلى تحرير الأسرى بأي وسيلة ممكنة، بما في ذلك من خلال العمليات العسكرية، إلا أن العديد من العائلات تعلن الآن أن اتفاق وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد الذي يعتقدون أنه سيتم من خلاله إطلاق سراح أقاربهم.

المصدر …وكالة سند للأنباء