صفقة التبادل.. عودة وفد حكومة الاحتلال للتشاور وحماس تتهمه بالمماطلة

قالت القناة 12 العبرية إن الوفد “الإسرائيلي” المفاوض عاد من العاصمة القطرية الدوحة لإطلاع القيادة السياسية والأمنية على نتائج المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، بينما اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حكومة الاحتلال بالمماطلة بهدف إفشال المفاوضات.

وأضافت القناة أن حكومة الاحتلال ستعقد اليوم الخميس مشاورات على مستويات عدة بشأن المفاوضات.

وكانت مصادر محلية، أفادت بأن مباحثات الدوحة تركز على القضايا العالقة التي من شأنها ترتيب مراحل الصفقة، خاصة صيغة وقف إطلاق النار ومسار التوصل إليه ضمن بنودها.

وفي حين نقلت هيئة البث “الإسرائيلية” عن مسؤول مشارك في المفاوضات قوله إن الفرصة الحالية للتوصل إلى صفقة تبادل قد لا تتكرر، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الأطراف المعنية ستحاول تلخيص القضايا التي تم إحراز تقدم فيها وحل أكبر عدد ممكن من الخلافات.

يأتي ذلك في ظل تقارير عن مشاركة كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

بدوره، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن “البيت الأبيض متفائل بحذر بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”.

نافذة محدودة
وفي سياق متصل، قال وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت إن أمام “إسرائيل” نافذة محدودة لإعادة الأسرى من قطاع غزة.

ورأى غالانت أن “الظروف التي ستنشأ نتيجة لهذه الصفقة سوف تعزز مصالحنا الوطنية والأمنية. وفي ما يتعلق بالمخاطر التي قد تنشأ، فإن جيش الاحتلال وقوات الأمن يعرفون كيف يتغلبون عليها”، دون مزيد من التوضيح.

وتابع أنه “إلى جانب العملية العسكرية لهزيمة حماس، من المناسب والصحيح والضروري عقد صفقة لإعادة المختطفين”.

بدوره، قال رئيس الأركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي إن صفقة إعادة الأسرى من غزة ضرورية من أجل إنقاذ حياتهم.

وبالتزامن مع ذلك، نظمت عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وناشطون “إسرائيليون” مسيرة انطلقت من أمام وزارة جيش الاحتلال في “تل أبيب” إلى مدينة القدس المحتلة.

ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب برحيل حكومة بنيامين نتنياهو وبالتوصل إلى صفقة تبادل.

وفي موقف مغاير، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قوله إن إنهاء الحرب سيعني أن حركة حماس لا تزال حية وستعود في غضون عامين لما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ودعا سموتريتش إلى عدم الموافقة على صفقة التبادل التي وصفها بصفقة الاستسلام.

لا جديد
في المقابل، أعلنت حركة حماس -اليوم الخميس- أنها لم تبلَّغ حتى الآن من الوسطاء بأي جديد بشأن المفاوضات بهدف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت حماس -في تصريح مقتضب- إن “حكومة الاحتلال تستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات، مثلما فعلت في جولات سابقة، وهذا لا ينطلي على شعبنا ومقاومته”.

الموقف ذاته أكدته وسائل إعلام عبرية، إذ قالت صحيفة “هآرتس” إن “نتنياهو تعمّد في كل مرة تتقدم فيها المفاوضات إصدار بيانات متشددة ضد الصفقة والطلب من وزرائه مهاجمة المقترحات”.

وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو عمل في الأشهر الماضية بشكل ممنهج لإفشال التوصل إلى أي اتفاق لصفقة تبادل، مشيرة إلى أنه كان يسرّب للصحافة معلومات تتعلق بمفاتيح التفاوض.

والأحد الماضي، قال نتنياهو إن أي صفقة تبادل مع حركة حماس يجب أن تسمح لـ”إسرائيل” باستمرار القتال، في حين تساءل زعيم المعارضة يائير لبيد عن فائدة مثل هذه “البيانات الاستفزازية” في هذه المرحلة من التفاوض.

وتتوسط مصر وقطر بين حماس و”إسرائيل” في مفاوضات غير مباشرة، لمحاولة التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى “إسرائيليين” بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال ووقف إطلاق نار في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي، خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل قوات الاحتلال الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

المصدر : الجزيرة نت