خبراء دوليون يحذرون من “مأساة مطلقة” في غزة مع توقعات بحصيلة قتلى تصل إلى 186 ألف

غزة – وصف خبير دولي ما يجري في قطاع غزة بأنه يعبر عن “المأساة المطلقة” لحصيلة الضحايا المدنيين في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عشرة أشهر، مع توقعات بحصيلة مروعة ودامية للشهداء سواء بشكل مباشر نتيجة الهجمات العسكرية أو بشكل غير مباشر بسبب إجراءات التجويع ونشر الأوبئة.

جان فرانسوا كورتي، رئيس منظمة أطباء العالم غير الحكومية، أكد أن التوقعات بوصول حصيلة الضحايا إلى نحو 186 ألف شهيد، والتي وردت في مجلة “لانسيت” الطبية، تعكس الوضع الصحي والعسكري والجيوسياسي في غزة نتيجة الحصار المفروض على القطاع. هذا الرقم يمثل 7.9% من إجمالي سكان غزة حسب تقديرات عام 2022.

المقال الذي نشرته “لانسيت” أثار جدلاً واسعاً، حيث أشار إلى أن عدد القتلى المباشر وغير المباشر يمكن أن يصل إلى 186 ألف، وهو رقم يتجاوز بكثير حصيلة الشهداء المعلنة من قبل وزارة الصحة في غزة.

وبحسب تقديرات الخبراء، فإن لكل وفاة مباشرة تحدث بسبب النزاع، هناك أربع وفيات غير مباشرة نتيجة الظروف القاسية الناتجة عن الحرب. هذه التقديرات استندت إلى تقارير سابقة عن آثار الصراعات المسلحة على الصحة العامة.

فيما أشارت جهات إسرائيلية إلى أن هذه التقديرات مبالغ فيها، لكن الرسالة التي نشرتها “لانسيت” لاقت ترحيباً كبيراً من العديد من المنظمات الدولية والإنسانية التي تعمل على الأرض في غزة، معتبرة إياها تعبيراً صادقاً عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان في القطاع.

الخبراء الدوليون يتوقعون الأسوأ

شارك في كتابة الرسالة عدد من الباحثين الدوليين، الذين أكدوا أن الصعوبات في جمع البيانات اليومية جعلت من الصعب الوصول إلى أرقام دقيقة، لكنهم اعتمدوا على تقديرات مستندة إلى تقارير سابقة لتحديد الحصيلة المرتفعة للضحايا.

منظمة أطباء العالم، التي تملك فريقاً ميدانياً في غزة، أكدت أن الأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة في غزة لا تعكس الواقع الكامل للضحايا الذين يسقطون تحت الأنقاض أو يموتون بسبب نقص الرعاية.

تظل التوقعات بزيادة عدد الضحايا قائمة، في ظل استمرار الحصار وتدهور الوضع الصحي، حيث لم يعد العديد من المستشفيات في غزة قادراً على تقديم الرعاية الصحية اللازمة، مما يزيد من خطر الوفيات بين الجرحى والمرضى.