دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية تخاطب أحزاب العالم حول مجزرة مواصي خان يونس

آن الأوان لصحوة ضمير عالمية توقف العدوان وتحاسب المجرمين الصهاينة

خاطبت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” أحزب العالم في رسالة تحدثت فيها عن مجزة خان يونس وخلفياتها ، وجاء في الرسالة:

تعددت روايات الاحتلال حول أسباب استهداف منطقة يعلم أنها تأوي نازحين، ورغم ذلك قام بقصفها بشكل متعمد، ومع علمه بإمكانية استشهاد عدد كبير من الأطفال والنساء:

– كانت الرواية الأولى أن الهدف هو قيادات من حركة حماس (محمد الضيف) وقائد لواء خان يونس في كتائب القسام (رافع سلامة)، ليتبين بعد ذلك عدم صحة هذه الرواية.

– الرواية الثانية أن بعضاً من قيادات حماس، عسكريين وأمنيين، كانوا متواجدين في المكان، وأن الهجوم كان يستهدفهم، ليتبين أيضاً ، ووفقاً للإعلام الإسرائيلي، كذب هذه الرواية.

– الرواية الإسرائيلية الثالثة حول أسباب الاستهداف هي أن عدداً من المقاومين كانوا يتواجدون في المكان، وأن الهجوم كان يستهدفهم بشكل مباشر، دون أن يذكر الإعلام الإسرائيلي أسماء بعينها.

إن تعدد الروايات يؤكد أن إسرائيل تعمدت ارتكاب مجزرة ذهب بنتيجتها أعداد واسعة من النازحين، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الاحتلال باستهداف مناطق تعج بالنازحين تعمل على تهجير السكان إليها بدعوى حمايتهم من أهوال الحرب، ثم ما تلبث أن تستهدفهم بنيران الطائرات الحربية، والمدفعية الثقيلة، بما في ذلك القذائف الغبية زنة أكثر من 1000 كلغ.

إن قرار المجزرة اتخذ قبل أسبوعين، عندما طلبت إسرائيل من النازحين إخلاء أماكنهم باتجاه منطقة “مواصي خان يونس”. وفي حينه عبرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن”قلق إزاء أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مدنيين من خان يونس، وأن عمليات الإخلاء القسري الإسرائيلية تخلق أزمة داخل أزمة قطاع غزة وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، إضافة إلى بيانات فلسطينية حذرت من تداعيات عمليات الإخلاء القسري للسكان.

ولعل أخطر ما في الأمر أن المنطقة التي تعرضت للقصف صنفها جيش الاحتلال في وقت سابق أنها “آمنة”، ما يؤكد للمرة الألف بأنه ليس هناك أماكن آمنة في قطاع غزة، وأن كافة أراضي القطاع هي أهداف للطائرات الإسرائيلية.

إن ادعاء قوات الاحتلال أنها قصفت المواصي بداعي ملاحقة قادة من المقاومة، بزعم أنهم يختبؤون بين صفوف المدنيين، ليس الأول التي تطلق فيها دولة الاحتلال، ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، مثل هذه الأكاذيب، لتبرر جرائمها بحق المدنيين، وتحمل قيادة المقاومة مسؤولية المجازر.

إننا في “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” نضع المجزرة الجديدة برسم كافة دول العالم، خاصة تلك المتحالفة مع العدو الإسرائيلي والشريكة في جرائمه وأيضاً الدول والمنظمات الدولية التي حذرت الاحتلال من مجازر سترتكب في منطقة الجنوب التي تأوي مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من مناطق شمال ووسط قطاع غزة.

فسياسة التطهير العرقي التي تمارسها حكومة الفاشية الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة، إنما هو تعبير عن تحدي إسرائيل لمحكمة العدل الدولية ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومواقف الملايين من أحرار العالم الذين لم يكفوا عن المطالبة بوقف المجازر ضد نساء فلسطين وأطفالها، وهذا ما يتطلب رفع منسوب التحركات الشعبية في العالم للضغط على حكومات العالم من أجل صحوة ضمير عالمية توقف العدوان وتحاسب المجرمين الصهاينة على جرائمهم وعلى حرب الإبادة المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر.

منتصف تموز 2024