خطاب العار ……

كتب …محمد صفدي

—————————

بادئ ذي بدء يتوجب القول بان هذا الخطاب لم يكن مثل الخطابات السابقه مما يعكس خواءه وزيفه : غابت عنه شخصيات وازنه وبعض من حضروا لم يقفوا ولم يصفقوا . الخطاب جرى على وقع هتاف الالاف المحتجين في الخارج ومن بينهم يهود كثيرون معارضين للصهيونيه العنصريه الفاشيه الشوفينيه .

تمخض هذا الخطاب فولد فأرا مستنسخا من خطابه الممجوج واسطوانته المشروخه .

ما الذي كسبه من هذه الخطوه الاستعراضيه المربكه ؟ اي قائد هذا الذي يترك بلاده وهي في حالة حرب حتى يقف امام الكاميرات ويصفق له الببغاوات الذين يسيل لعابهم على المال الصهيوني السخي .

انه خطاب العار اذ يصدر عن متهم بجرائم حرب امام محكمة العدل والجنايات الدوليتين وامام المجتمع الدولي . البيت التشريعي لاكبر واقوى دوله في العالم الذي يدعي الحضاره يستقبل قائد دوله محتله واياديه ملطخه بدماء عشرات الاف القتلى من المدنيين وجرائم الحرب والاباده ويتفاخر بذلك . هي جلسة معيبه لا يقبلها على نفسه الا برلمان ذو معايير وقيم مزدوجه مريضه وذو قيم عنصريه لا تولي قيمة لمن هم من غير عالم الشمال “المتحضر ” وتفوح منه رائحة العنصريه البغيضه .

هذا برلمان هزلي منعدم الضمير لانه يسمح لقائد كذاب كنتنياهو بالوقوف امامه ليكذب على رؤوس الاشهاد ويتفاخر بانه فارس الحضاره امام الظلام والبربريه ولذلك يسمح له كمدافع وحامي للمجتمع الحر بتدمير مجتمع حضري باكمله ودون ان يرف له جفن .

هؤلاء المشرعين المصلحيين ليسوا البرلمان الحقيقي للامريكيين . المتظاهرون الاوفياء لضميرهم الذين احتشدوا من كل الاماكن هم الممثل الحقيقي للشعب وبرلمانه الفعلي . هذا انما يدل على انقلاب الصوره وسرقة ارادة الشعوب من قبل الاثرياء والصهاينه وصناعة السلاح والنفط .

هذا الخطاب المعيب يعكس في مضمونه حالة النظام الامريكي المنهار المتفتت والمتعفن الذي يستقبل مجرم حرب مطلوب باعتباره بطلا فاتحا ويصفق له . على كل المشرعبن الذين صافحوا نتنياهو المجرم ان يذهبوا لتعقيم ايديهم وانفسهم وضمائرهم فالتاريخ لن يرحمهم والكذب سيتبدد والحقيقه ستظهر ولو بعد حين .