كتب محمد الصفدي … ما بعد محطة الكونغرس

مسرحية العلاقات العامه وتجنيد الدعم وتحسين الصوره البشعه التي نظمها نتنياهو في الكونغرس انتهت والان سيعود مرغما الى واقع الحرب والارض التي تشتعل تحت قدميه وفوق راسه وسيتصرف وكانه قد اخذ جرعة ادرينالين بطوليه امريكيه .

هو سيواصل لعبة الكذب التي يجيدها وكانه يسيطر على الامور ويعرف ماذا يفعل والى اين سيذهب وسيدعي ان كل ما يقوله كارهوه يدل على جبنهم ووهنهم وجهلهم . هو وحده فقط يعرف ماذا يوجد وراء الافق ويرى ما وراء البعيد البعيد خلف الضباب. علما انه غير مدرك بانه لا يرى وياللمفارقه ماذا يوجد امام قدميه حتى !.

نتنياهو بعرف ان مواقف الامريكيين كلهم ستبقى داعمة لاسرائيل بشكل مطلق كائنا ما كان خاصة في موسم الانتخابات الحساس جدا . تصريحات ترامب وهاريس والبطه العرجاء بايدن ترمي للتناكف سياسيا والفوز بالاصوات والمال والدعم الاعلامي . هاريس تحاول الظهور بمظهر المتعاطف مع الكارثه الفلسطينيه الانسانيه حتى تكسب اصوات قواعد ديمقراطيه وشعبيه مناصره لهم وفي نفس الوقت تقدم الولاء والطاعه لرواية اللوبي الصهيوني ولا توجه اي لوم لنتنياهو ولجرائمه واكاذيبه.

الان بعد محطة الكونغرس الهزليه السخيفه سيحاول نتنياهو كسب الوقت حتى انتهاء الانتخابات في مطلع العام القادم مواصلا حربه العشوائيه ومراهنا على توسيع دائرة النار وخلط الاوراق في المنطقه كلها وعلى احتمالية انهاء المقاومه وراسها . المفاوضات مجرد وسيله للخداع وكسب الوقت والاستنزاف سياسيا واعلاميا . من الواضح انه يسير نحو مواصلة الحرب غير ابه بالوضع الداخلي ولا بالضغوط الخارجيه . سقف اللعبه في نظره بات معروفا: المقاومه في نظره تختنق رويدا رويدا والعالم كله سيبقى متفرجا وامريكا ستغطي جرائمه في كل المنابر .

هو والحالة هذه لا يجد ضيرا من اللعب على حافة الهاويه وتوظيف الوقت للنجاة من الهزيمه والمحاكمه التي تنتظره . كسب الوقت المستقطع لعدة اشهر اخرى قد يخلصه حسب اعتقاده من ازمته ويظهره بمظهر البطل تماما مثلما ظهر بمظهر البطل التاريخي في مسرحية الكونغرس . هو يتناسى ان بطولة مسرحية الكونغرس المدفوعه بالمال الصهيوني الشندي لن تضمن له بطولة حرب غزه التي تستعصي على الحسم ولبنان الذي لقنه مرارا وتكرارا مرارة الهزيمة سابقا وحاضرا واليمن ضيف الشرف الذي هشم كرامته وردعه المفتخرين فكشف عورته الامنيه المتغطرسه وعلى رؤوس الاشهاد.

مسرحية الكونغرس منحته بعض المقويات للبقاء حيا يرزق لعدة اشهر قادمه ولذلك سيعمل بلا شك على زيادة بطشه في غزه اكثر فاكثر باحثا عن نصر اعلامي درامي ممسرح وعاملا على توسيع دائرة العنف لتوريط حلفائه . المفاوضات والمبادرات والمظاهرات الداخليه مجرد اوراق عنده لكسب الوقت لزيادة عمره السياسي المنتهي ووقته المستقطع والفوز بصورة البطل خليفة تشرشل وبن غوريون .

 

محطة الكونغرس انتهت بالتصفيق المخزي للمتبجح الذي سيماطل للبقاء حتى انتهاء محطة الانتخابات الامريكيه في نهاية العام ولكن ما بين المحطتين امور ومفاجآت كثيره فالشرق الاوسط ارض لا يمكن توقعها مسبقا كما يقولون عنها وحساباته ستتشوش بلاشك امام حسابات محور المقاومه الذي لا ينفك يباغته في كل يوم بامر جديد تارة بالاسلحه النوعيه واخرى بالهجمات النوعيه وثالثة باشتعال وتغير ساحات اخرى متحركه كالضفه وسوريا والعراق .نتنياهو يلعب بالنار التي احرق فيها اجساد اطفال غزه الغضه ولذلك بالتحديد عليه ان يعرف انها لا ولن تكون بردا وسلاما عليه كما يحلم …..

محمد صفدي