الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

معاريف 4/8/2024،

زمن الزعامة بالتسامي

بقلم: ميشكا بن ديفيد

بعد نصف سنة، مع دخول الرئيس او الرئيسة الجديدين الى البيت الأبيض، ستحل انعطافة سيئة في مكانة إسرائيل. فالظهر شبه التلقائي، الذي يتضمن توريد سلاح وذخيرة على نطاق هائل وبالمجان؛ الاسناد السياسي الذي يتضمن منع قرارات ضدنا في مجلس الامن؛ الوقفة الأخلاقية الى جانبنا بشكل يؤثر على معظم زعماء أوروبا – كل هذه لن تكون بعد ذلك كما كانت. فالادارة الجديدة وزعماء أوروبا على حد سواء سيتأثرون اكثر فأكثر بالجمهور المناهض لإسرائيل في بلدانهم. إسرائيل مطالبة بان تصب اساسات لمبنى استراتيجي جديد طالما كان لا يزال يوجد الاسناد من إدارة بايدن. امامها خيار صعب بين خيارين متعارضين جوهريا – الوصول الى حسم عسكري إقليمي او الوصول الى سلام إقليمي.

بالامكانية الأولى تدعم حقيقة ان عدم قبول إسرائيل كدولة شرعية والاستعداد للقتال ضدها وابادتها هما أساسا صلبا في معتقد واستعداد قسم كبير من الفلسطينيين للعمل. إضافة الى ذلك حول إسرائيل تبلور طوق ذو قدرة عسكرية واستعداد للقتال ضدنا، وفي حزب الله، الحوثيون والميليشيات الشيعية في العراق وفي سوريا، فيما تقف خلفهم ايران التي تعلن عن تصميم لابادتنا وتبني قدرات لهذا الغرض.

ان القرار بازالة هذه التهديدات مشروع، لكن لاجل ان يكون ناجعا فان عليه أن يتضمن هجوما ضد مواقع النووي، اطلاق الصواريخ والنفط الإيرانية. استعداد لهجوم إيراني مضاد والاخذ بالحسبان لهجوم صاروخي واسع من حزب الله. الامر سيستوجب هجوما بريا هدفه دحر حزب الله وكسر قوته. هذا بالتوازي مع القتال ضد الحوثيين والميليشيات المؤيدة لإيران. يدور الحديث عن حرب قاسية وعليها أن تعتمد في ظل تحليل المخاطر، على اعداد الجبهة الداخلية، الدعم الأمريكي – ودون الانجرار اليها بسبب كارثة الحقها حزب الله، تصفيات مركزة وردود فعل اشكالية. على التصفيات ان تكون جزء من الاستراتيجية في هذا الصراع الشامل.

السلام مع مصر قائم منذ 45 سنة، ومع الأردن – 30 سنة. اتفاقات إبراهيم توجد منذ أربع سنوات وفي الخلفية توجد الصفقة السعودية. السلطة الفلسطينية متهالكة لكنها تبقى تحت مباديء السلام التي تبلورت في أوسلو قبل أكثر من 30 سنة، وقواتها المسلحة تقوم بالقليل الذي في قدرتها لمنع انتشار وتموضع منظمات الإرهاب. عرب إسرائيل اجتازوا هذه السنة اختبار هوية قاسيا، وباستثناء حالات قليلة من مظاهرات التأييد لحماس ومحاولات العمليات، فان غالبيتهم الساحقة اختارت الجانب الإسرائيلي والالاف منهم يعربون عن ذلك بشكل واضح في صفوف الجيش الإسرائيلي.

الخيار الذي يقوم على أساس هذه الحقائق هو وقف القتال في غزة، بما في ذلك الانسحاب، مقابل المخطوفين وفي اعقابه تسويات لتغيير حكم حماس واعمار القطاع الذي يشترط بتجريده من السلاح. وقف القتال الناشيء في الشمال سيجد تعبيره في اتفاقات جديدة مع حزب الله. الدخول الى “الصفقة السعودية” يستوجب خطوات أولية متدرجة ومشروطة نحو دولة فلسطينية.

الحكومة الحالية غير قادرة على اتخاذ قرارات بهذا الحجم. حكومة طواريء واسعة فقط يمكنها، في حالة الخيار الأول ان تقدر على نحو صحيح الخطر الذي في الدخول الى معركة عسكرية والاستعداد لها في ظل اسناد الشعب واسناد الولايات المتحدة. فقط حكومة طواريء واسعة بدون المتطرفين يمكنها أن تختار وقف القتال والانسحاب من غزة بدون “النصر المطلق” لكن باسناد الشعب ومع وعد القوى العظمى بتغيير الحكم والتجريد في غزة، ترميم السلطة والصفقة السعودية في الطريق الى تسوية إقليمية شاملة. هذا هو زمن زعماء الأحزاب للتسامي – والاتحاد.

——————————————–

هآرتس 4/8/2024

بني غانتس ساعد على اقامة النظام المستبد، من أنتم الذين تريدونه قائدا؟

بقلم: ايريس ليعال

لقد قادنا بالضبط الى حيث أراد خلال عشرة اشهر، الى المكان الذي توافق مع مصالحه السياسية وحلمه بأن يكون زعيم خالد للشعب اليهودي. بدون صفقة وبدون اتفاق اقليمي جديد وبدون احتمالية للتعافي من كارثة 7 اكتوبر وبدون المخطوفين، الذين لم يكن ينوي في أي يوم اعادتهم، وفي كل يوم يمر يتفكك شيء آخر، الى أن لم يبق أي شيء من المعارضة لبنيامين نتنياهو، باستثناء دمى من الاشباح لا تفعل أي شيء عدا عن الرد بشكل ضعيف.

سؤال “ما الذي يريده وما الذي يسعى اليه” يشغل المؤرخين وعلماء النفس والمحللين. لقد تم تأليف كتب عنه. ماكنة تسجيل الدفعات النقدية حصلت على وصولات كثيرة، لكن لا يوجد أي صورة دقيقة لنتنياهو. دائما التقدير كان بأنه متردد ويجد صعوبة في اتخاذ القرارات، ومؤخرا ضعيف؛ الواقع فرض عليه التوحد مع بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، وهو الواقع الذي اجبره على اعطاء ياريف لفين دمية الانقلاب النظامي؛ هو اضطر الى الخضوع للمسيحانيين في حكومته ويوفر لهم متعة الانتقام التي توجد في القاعدة؛ علماء النفس يطرحون جميع انواع الامراض النفسية، وحسب حكمة الجمهور فان الخوف من محاكمته هو الدافع الرئيسي، لكن حتى الآن لا يوجد لدينا أي جواب مقنع. ما الذي يسعى اليه نتنياهو. ما الذي يحركه. قلائل جدا، لا سيما في جهاز الامن والقضاء والسياسة، يعرفون عن طموحاته وعن صورة نظامه الجديد الذي يؤسسه هنا.

ربما هذا لم يكن هكذا من البداية. وربما البذرة كانت مدفونة فيه والمعارضة الفاشلة ضده جعلته يؤمن بأنه نجا من الحفرة التي سقط فيها بعد المذبحة. الأداء الناجع لماكنة دعايته في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية عزز ثقته بأن كل شيء ممكن. كما قالت حنه ارنديت “عندما يصبح غير الممكن ممكن فانه يصبح شر مطلق”. الانظمة الشمولية تعمل بلا حدود.وما اقامه نتنياهو هنا بعد فوزه في الانتخابات الاخيرة هو ماكنة ناجعة وحيوية وساخرة، مكنته ايضا بعد الفشل من الزحف نحو الخارج من مزبلة التاريخ. دون فهم ما يحدث لهم، مؤخرا تحول اعضاء منظمة “اخوة في السلاح” الى كيس لكمات للحركة البيبية. فبواسطته يتم اخفاء فشل نتنياهو ومسؤوليته عن الفشل في 7 تشرين الاول، وتم العثور على المذنبين “الحقيقيين”، الى جانب وزير الدفاع ورئيس الاركان وكبار قادة جهاز الامن.

أمام قوة نتنياهو الجديدة التي يراكمها يقف البديل السياسي، أي رؤساء المعارضة، الوسط السياسي بكل أمراضه، عارض، شاحب، زائد. انضمام بني غانتس لحكومة الطواريء سيتم تذكره الى الأبد بأنه القرار الذي ساعد على اقامة النظام المستبد. ولكن غانتس، الشخص الزائد والاكثر بؤسا في السياسة، هو شخص لا فائدة له. الجمهور الذي اعتبره زعيم هو الموضوع. كيف نجحت هذه الماركة التجارية الغامضة، “ازرق ابيض”، التي تم اطلاقها في 2019 مع يئير لبيد، في اثارة حماسة 34 مقعد.

الآن، انتقام الوسط يعود. في يوم الجمعة نشر تصريح بعنوان “يجب اخراج الجيش الاسرائيلي من الاحتجاجات”، بمبادرة من الشخص الذي ادار حملة الحزب، ايتي بن حورين. هذا التصريح اوجد تناظرا بين اقتحام قاعدة للجيش الاسرائيلي وبين الذين رفضوا التطوع في الاحتياط من اجل وقف الانقلاب النظامي. اضافة الى الاغبياء من الوسط فقد وقع عليه ايضا بسرور يمينيين متطرفين. معارضة عارضة وضعف وجمهور متعطش للدماء والانتقام ويكره الفلسطينيين اكثر مما يحب ابناء عائلته وشعبه، هنا نحن على شفا حرب اقليمية. تحويل اليسار الايديولوجي الى فاشي هو أمر مستحيل. ولكن حاولوا ذلك مع اعضاء الوسط وسترون كم هو الامر سهل. هكذا، نحن عالقون في كابوس صنعناه بيدنا. ولا توجد لدينا أي فكرة عن كيف سنعيش في الفترة القريبة القادمة والى أين يقودنا نتنياهو.

السيرة الذاتية للقادة الشموليين في القرن العشرين توفر لنا الاشارة على ذلك: القوة المطلقة. وهو قريب جدا أكثر من أي وقت مضى لتحقيق ذلك.

——————————————–

هآرتس 4/8/2024

اسرائيل تمنح نفسها ميداليات ايضا على التصفيات

بقلم: جدعون ليفي

هذه كانت نهاية اسبوع سعيدة، لم نعرف مثلها منذ عشرة اشهر. في يوم الاربعاء الماضي أسقطنا اسماعيل هنية في طهران. وفي يوم الجمعة اسقطنا كيرا اوزدمير في باريس. هنية اسقطناه بواسطة قنبلة، واوزدمير بهاتف الآيفون خلال 15 ثانية. هذان الاسقاطان يوجد بينهما ما هو مشترك أكثر مما يظهر. فكلاهما اثارا موجة من السرور والتفاخر الوطني. وحتى أنهم في شبكة فيكتوري اقاموا مأدبة بمناسبة الاسقاط الاول؛ كلاهما استهدفا ذلك بالضبط. هما ايضا ليست لهما أي فائدة، باستثناء الكرامة، الرضا، الاستمتاع والتفاخر الوطني. جميل، هذا أمر يعزي، نحن أسقطنا الحمساوي والتركية.

السياسيون الصهاينة تنافسوا فيما بينهم حول من يبالغ اكثر في الاستناد الى الاسقاطين، يئير لبيد ويئير غولان انفعلا من الاسقاطين. الرابط فعله بتسلئيل سموتريتش: “النصر حققه بيتر بلتشيك في هذا المساء على منافسه السويسري، وما فعلته عنبر لنير بخصومها في الجولات الثلاث. قاموا بهزيمتهم واخضاعهم” (العبرية مشوشة من المصدر). شاي غولدن قام بابراز وتحسين وصف روح العصر في اسرائيل عندما قال “راز هرشكو، المقاتلة الاسرائيلية، يوجد لدينا المقاتلات الافضل على الفرشة وساحة المعركة. اله اسرائيل! شعب اسرائيل حي!”.

حي، على الفرشة أو في ساحة المعركة. من غير المنطقي بدرجة معينة المقارنة بين فرع رياضة فيه اسرائيل تنجح بصورة شرعية مثيرة للاحترام وبين فرع الاغتيالات الذي تنجح فيه اسرائيل بطريقة غير شرعية وغير محترمة بالتأكيد. ولكن هذه المقارنة حيوية عندما نعرف أن كثير من الاسرائيليين، وربما الاغلبية الساحقة، ينظرون الى الفرعين بنفس الروح. يوجد ميداليات في الرياضة فقط. ولكن انظروا كيف يعطي الاسرائيليون انفسهم الميداليات للاغتيالات ايضا. “في عمليات اغتيال تحبس الانفاس عادت اسرائيل خلال ست ساعات الى ما كانت عليه من قبل، دولة مع قدرة عالية تقزم افلام هوليوود”، هذا ما قاله بن كسبيت بصبيانية محرجة. هذه أجمل ساعاتنا، الساعات التي نقوم فيها بتصفية اشخاص، ولا نريد قول قتل اشخاص، مثلما هي الحال في المافيا وفي الانظمة الظلامية. ساعاتنا الجميلة جدا، حيث معظم العالم يمقتنا حتى النخاع.

شكرا لكم، في الموساد، على الساعات الستة الجميلة التي عرفناها، مثل ساعات الجودو في الالعاب الاولمبية ومثل العاب الارضية لسيمون بايلس. شكرا لوسائل الاعلام التي تقوم بتبييض عمليات القتل هذه بحقارتها وتغني لها اغنيات الاعجاب. لم تولد بعد التصفية التي جلبت الفائدة لاسرائيل، أبدا. في الساعات الستة التي يستند اليها بن كسبيت قامت اسرائيل بتصفية اثنين من اعدائها، الاول عسكري في حزب الله، والثاني سياسي في حماس. دمج الكلمات هذا، سياسي في حماس، يصم الاذن الاسرائيلية. لا يوجد أي شيء كهذا في صفحة الرسائل الدعائية. ولكن اسماعيل هنية كان رئيس الجناح السياسي في حماس. مشكوك فيه أنه كان يحمل سلاح آخر غير المسطرين عندما يعمل في اسرائيل في القصارة. ومشكوك فيه اذا كان عرف مسبقا ما تم التخطيط له في 7 تشرين الاول. لا توجد أي اغنية لمدح هنية أو اغنية رثاء لموته. ولكن الدولة التي قتلت الشخص الذي تتناقش معه حول وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن، تجاوزت حدود شرعيتها. الدولة التي تفعل ذلك على الاراضي الايرانية بعد يوم على تنصيب الرئيس الجديد هناك، دولة تريد الحرب مع ايران. الدولة التي تهتف لذلك هي دولة غبية. فهي تهتف للكارثة التي يمكن أن تنزل على رأسها، حرفيا.

هذا حقا يشعل الخيال. قنبلة تم وضعها مسبقا في الغرفة الصحيحة في بيت الضيافة لحرس الثورة الايراني. “الفوضى” التي كانت ستعرض عملية كهذه، كانت ستتهم بعدم الاخلاص. من اللطيف معرفة أننا نستطيع. ولكن بربكم، من اجل ماذا هذا جيد؟ ما هي فائدة ذلك؟ الاضرار سنراها في الفترة القريبة القادمة. الآن تم التسجيل في البيوت وفي المحلات وفي رياض الاطفال عن التخوفات القادمة. عندما ستنزل الكارثة تذكروا الذين يهتفون.

——————————————–

هآرتس 4/8/2024

ثلاثة أخطاء حول حزب الله

بقلم: ايال زيسر

الخوف من نشوب حرب واسعة في الشمال مفهوم ومبرر. أحد لا يريد حربا مدمرة، وبالتأكيد واحدة يمكن منعها، وفي نهايتها يجد الطرفان نفسيهما في المكان ذاته الذي كانا فيه قبل نشوب الحرب.

لكن الفرضية في أن الحرب محتمة وان من الأفضل لنا أن نمتنع عنها من خلال تسوية سياسية ما تكمن في المفهوم الذي تبنيناه وعمليا لا نزال نتبناه اليوم أيضا بشأن حزب الله: اعتباره كمنظمة إرهاب مردوعة بسبب كونها لبنانية شيعية، تركز على ما يجري في لبنان. على مدى السنين، آمنا انه بخلاف حماس، ورغم الخطابية الكفاحية فان مسألة المواجهة مع إسرائيل هي في نهاية المطاف ثانوية في جدول اعمال المنظمة، ولا تقف على رأس سلم أولوياتها. بالنسبة لحماس أيضا تبنينا مفهوما مشابها، بموجبه هذه منظمة نجحنا في ترويضها في جولات المواجهة المتكررة؛ منظمة تطلعها الأساس هو لتثبيت حكمها في القطاع. غير ان هذا المفهوم ثبت كمغلوط في كل مرة نشبت فيها جولة مواجهة في غزة، الى أن انهار بصخب عظيم في 7 أكتوبر.

بالمقابل، في حالة حزب الله كان يبدو ان المفهوم ناجح: والدليل هو أن المنظمة حافظ على الهدوء على  طول الحدود واعمالها ضد إسرائيل كانت دوما مقنونة ومحدودة. وحتى عندما نشبت الحرب في غزة حرست المنظمة، مثابة توافق صامت مع إسرائيل، ان تدير تجاهنا مواجهة على نار هادئة على طول خط الحدود، وكأن كل هدفها هو الاظهار بانها تساعد حماس، لكن دون أن تعرض نفسها حقا لخطر مواجهة شاملة.

لكن كل مفهوم يحتاج لان يدقق ويلاءم مع لحظته، الامر الذي لم نتكبد عنا عمله بجدية ابدا. وعليه فلا غرو انه ينهار امام اعيننا. من هذه النقطة ينبغي أن نشير الى ثلاثة أخطاء أساسية بالشكل الذي نقرأ ونفهم فيه حزب الله.

“حزب الله لا يتطلع الى حرب”. كان هذا صحيحا، ربما، بعد حرب لبنان الثانية، لكن منذ فترة طويلة لم يعد هذا هو الوضع. الحقيقة هي ان حزب الله كان يفضل الامتناع عن الحرب في مراحل معينة، لكن منذ فترة طويلة وهو يتصرف كمن لا يخشاها، ويأخذ المرة تلو الأخرى مخاطر كفيلة بان تؤدي بالطرفين الى هناك بالضبط.

“حزب الله هو في نهاية الامر منظمة إرهاب”. التفكير السائد هو ان المخاطر المرتقبة من حزب الله تتلخص في عمليات إرهاب، خطف جنود واطلاق صواريخ. غير أن الحديث يدور وليس من يوم أمس، عن جيش حقيقي، يفكر ويتصرف كجيش، وقوته العسكرية اكثر بكثير من قوة حماس.

“حزب الله يعترف بموازين القوى بينه وبين إسرائيل”. إسرائيل تعتبر إعلانات حزب الله المتبجحة عن تطلعه لابادتنا كاقوال من الشفة الى الخارج. لكن جيش حزب الله آخذ في أن يبنى لغاية واحدة: مهاجمتنا ومحاولة هزيمتنا بالضبط مثلما حاولت عمله حماس.

بعد كل شيء، يحيى السنوار لم ينسج في عقله الفاعل فكرة الهجوم المفاجيء على إسرائيل كخطوة بدء في الطريق لابادتها. لا يوجد أي سبب يدعونا للافتراض بان حزب الله وايران لم يكونا شريكين كاملين في الفكرة وربما في التخطيط. فلئن كان السنوار فاجأهما هما أيضا، فهذا ليس في واقع تنفيذا الفكرة بل فقط في الموعد الذي قرر فيه إخراجها الى حيز التنفيذ.

كما يمكن انه رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون، ففي نظر ايران وحزب الله، هذه قصة نجاح في ضوء الضربة التي تلقتها إسرائيل. فاذا كان هذا هو الحال، فالحديث يدور ليس فقط عن نوايا وبناء قدرة عسكرية لتحقيقها بل أيضا عن ايمان متعاظم يكسب ثباتا في طهران وبيروت في أنه بالفعل يمكنهم أن يهاجموا إسرائيل، حين يجدوا الموعد المريح لذلك، ويؤدوا الى ابادتها.

كل هذا يستوجب منا ان نغير الشكل الذي نقرأ ونفهم فيه حزب الله ونفترض بان آجلا ام عاجلا، حين يشعر بانه نضجت الظروف لذلك، سيحاول ان يفعل لنا ما فعلته حماس. من هنا فان على إسرائيل أن تستعد بجدية لان تستبق الشر واساسا ان نجري نقاشا معمقا في المسألة التي نهرب منها كما نهرب من النار: هل يجدر بنا أن ننتظر الى أن يهاجمنا حزب الله – ولا شك أنه سيهاجم ام ربما علينا أن نستبق الوباء بالدواء.

——————————————–

هآرتس 4/8/2024

من يرتدون القبعات المنسوجة يعملون على الاستيطان في غزة وفي وحدة 8200

بقلم: غيل تلشير

لقاء الاحلام للمعسكر الوطني الذي عقد في يوم الخميس افتتح بـ “جلسة الحسم”. المتحدث الكبير فيه كان وزير المالية وصاحب خطة الحسم من العام 2017، بتسلئيل سموتريتش. الجلسة التي عنوانها الثانوي كان “من المدافعة الى النصر”، احتفلت بانتصار اليمين ودفن فكرة الدولة الفلسطينية. مسار الامور، حسب سموتريتش، كان واضحا قبل 7 تشرين الاول بسنوات. ولكن بعد 7 تشرين الاول تبين للجميع أنه في هذا الجيل لا يوجد من نتحدث معه، وأن المناطق التي لا نسيطر عليها تصبح قاعدة للارهاب. إما نحن وإما هم. نحن هنا كي نبقى. ولخص اقواله بالاشارة الى مصير “هم”، الذين لا نريد ذكر اسمهم.

سموتريتش حدد ايضا اهداف ملموسة، مثل احتلال منطقة أمنية في لبنان، انتصار عسكري على حماس والاستيطان في قطاع غزة. ولكن هناك من يشوش على تنفيذ هذه الاهداف، اليسار و”رؤيته الانهزامية” (“اذا كنتم تريدون رؤية التشاؤم اقرأوا هآرتس”)، والقيادة العليا في الجيش الاسرائيلي. أو حسب قوله “نحن بحاجة الى قيادة عسكرية لها دي.ان.ايه آخر”.

ما هي المشكلة في دي.ان.ايه القيادة الحالية؟. عميعاد كوهين، صاحب دار النشر “مركز الحرية الاسرائيلي”، أوضح ذلك عندما قال إن قادة الجيش الآن يحصلون على تأهيلهم في جامعة حيفا. اليمين بحاجة الى جامعة والى جهاز تعليم خاص به. في اعقابه جاء البروفيسور آشر كوهين من جامعة بار ايلان، حيث قال إنه يجب استدعاء رؤساء الجامعات الى جلسة علنية كما فعلوا مع رؤساء الجامعات في الولايات المتحدة، والمطالبة باقالتهم. عندما يكون جهاز الاكاديميا ومنظومة القانون والنيابة العامة والادارة العامة في يد اليمين فانه سيتم تحقيق التوازن الصحيح.

الجمهور الذي ضم مئات الاشخاص رد بانفعال، لكن الهتافات الاعلى حصل عليها الخطيب الذي لم يتم ذكر اسمه في البرنامج. ياريف لفين، وزير العدل، وضع في مركز اقواله مواضيع تم عرضها كأواني مستطرقة. الاول، بدون الاستيطان لا يوجد أمن. وتطبيق حقنا في كل البلاد ليس فقط حاجة حيوية من ناحية امنية، بل هو واجب اخلاقي. الثاني، تغيير جهاز القضاء من الاساس. مثل سموتريتش هو ايضا يستنتج بأنه الآن، بعد تسعة اشهر دموية، ازداد ادراك الجمهور بأهمية تطبيق الحلم الوطني (سواء من ناحية عسكرية أو من ناحية قانونية). مثل سموتريتش هو ايضا يعتقد أن هناك من يضعون العصا في دولاب الحلم. لدى لفين الحديث يدور عن المحكمة العليا التي تعيق تعيين شخصيات رفيعة. ولكنه يذكر عنوان آخر: اعضاء الكنيست الـ 64 للائتلاف. الدعوة التي يجب أن تخرج من هنا، كما لخص اقواله، هي أنه يجب على الـ 64 عضو الالتزام باصلاح جهاز القضاء.

لفين، الذي حرص على الصمت منذ 7 تشرين الاول، كشف خطة رئيس الحكومة: الهدف لا يقتصر على تعيين قضاة المحكمة العليا فقط، وليس فقط نقل التعيينات المهنية الرفيعة الى يد السياسيين، بل التهديد الضمني بازاحة اعضاء في الائتلاف (على رأسهم بالطبع وزير الدفاع يوآف غالنت)، الذين لا يلتزمون بتغيير جهاز القضاء. السبب الثالث في أن اليمين لا ينجح في تطبيق سياسته هو دونيته خارج الكنيست، احتج لفين.

ذراع اليمين العميق خارج الكنيست مثلته دانييلا فايس. فمرة تلو الاخرى اشارت الى أن الهدف الاسمى للفين هو استيطان كل ارض اسرائيل. وقد كانت من القلائل في اللقاء التي ذكرت رئيس الحكومة: رغم أنه يقول بأن نية استيطان غزة غير واقعية، “نحن نقول: هذه نية واقعية، واقعية، واقعية”. وقد اوضحت بأن رئيس الحكومة “طلب منا المساعدة في تحويل الحلم الى أمر واقعي. أين؟ في خطابه في الكونغرس الذي اعلن فيه بشكل علني بأننا سنبقى في غزة، عسكريا، في اليوم التالي”. متى سيأتي اليوم التالي؟ الى الأبد، لأن الاحتلال العسكري، كما هو معروف حسب قرار المحكمة العليا، يبرر الاستيطان المدني.

فايس كشفت الديناميكية العميقة بين المستوطنين والذراع خارج الكنيست، غير الديمقراطي، وبين حكومة نتنياهو. مؤتمر اليمين قام بتنظيمه شريك مكشوف، باريلا كرومبي، وهو مؤسس “تكوما” وشريك خفي في منظمة “اذا شئتم” التي جميع رؤساءها كانوا على المنصة. كتاب آرز تدمر “لماذا يصوت الشعب لليمين ويحصل على اليسار”، وكتاب متان بيغل “دولة للبيع”، تم توزيعها بالمجان على جميع المشاركين. “تكوما” و”اذا شئتم” وقفت ايضا من وراء مظاهرات اليمين التي هدفت الى الزام نتنياهو بالانقلاب النظامي، الانقلاب الذي يهدف الى ضمان تفوق اليهود.

غاي ليفي، رئيس هيئة الـ 64 والمتحدث بلسان الليكود ومستشار رئيس الحكومة، وتدمر ايضا، يمثلان العملية التي تحولت فيها منظمات المجتمع المدني الى الاركان الاساسية لمكتب نتنياهو. ليفي، الذي بارك في المؤتمر بـ “رجالنا الجميلين مع كل انواع القبعات أو بدونها”، طرح رؤيته. “اولادنا هم الذين سيذهبون الى النيابة العامة، الى الوحدة 8200 والى الطيران. في الرتب العليا في الجيش هناك حاجز، لكن “عدد الذين يرتدون القبعات بين الضباط هو عدد كبير جدا”، هذا هو الامر البارز في المعركة في غزة، القبعة وشال الصلاة والاهداب. بيلغ، الرئيس السابق لـ “اذا شئتم” قال: “الجيش يخشى التحدث عن الدين، لكن ما يوجد لنا في غزة هو جيش يهودي”. صحيح أنه حتى المتحدثون غير المتدينين في اللقاء يساوون بين المعسكر الوطني، اليميني والايماني. وكل هذا الجمهور المقدس وقف وهتف عندما تم منح وسام التقدير للعزيز على المؤتمر، تلميذ الحاخام كهانا والذي تم رفض ترشحه للكنيست في المحكمة العليا، ميخائيل بن آريه.

——————————————–

يديعوت احرونوت 4/8/2024

من إدارة المخاطر الى إدارة المراهنات

بقلم: ناحوم برنياع

أمس عاد رئيس الموساد ورئيس الشباك من رحلة عقيمة أخرى الى القاهرة، رحلة عرفا مسبقا انها ستنتهي بلا شيء. الامريكيون، المصريون، القطريون ورؤساء جهاز الامن في إسرائيل مقتنعون بان الاتفاق الذي سيغير وجه الحرب موضوع على الطاولة. المانع هو نتنياهو. فقد قرر احباط كل تقدم: هو وحده. هو لم يعد يكافح في سبيل ارائه – هو يتمسك بها. الحوار بين المستوى السياسي والمستوى العسكري، الذي كان يسبق كل قرار لرؤساء الوزراء في الماضي، بما في ذلك نتنياهو توقف. مصدر مطلع على عملية اتخاذ القرارات يشهد بان الرجل تغير؛ فقد كف عن الاستماع؛ مقتنع بالطريق الذي اختار السير فيه ومصمم على أن يأخذ دولة إسرائيل معه.

لا تخطيء، قال لي مصدر آخر، المفاوضات تجري بين شخصين: يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو. تأثير كل الاخرين – الدول الوسيطة، طاقم المفاوضات، قيادة حماس – صغير جدا. السنوار لم يعد حاكم مليوني فلسطيني في غزة. في نظر نفسه هو المسيح: خليفة صلاح الدين. اما نتنياهو فلم يعد رئيس وزراء عشرة ملايين إسرائيلي. هو أكثر بكثير من هذا: هو الرجل الذي سينقذ الغرب والشعب اليهودي والتاريخ اليهودي الذي فيه، من العدو الإسلامي. هي المسيح.

الأسبوع الذي بدأ اليوم كفيل بان يكون دراماتيكيا. تصفية فؤاد شكر في بيروت وإسماعيل هنية في طهران تدفع ايران وبناتها لاعداد عملية رد. إسرائيل، يقول مصدر في المنظومة، انتقلت من إدارة المخاطر الى إدارة الرهانات: النقاش حول الخطوات اللازمة حيال ايران يجري حين لا يكون لاصحاب القرار معرفة عما سيفعله الإيرانيون وكيف ستدار سلسلة ردود الأفعال بعد ذلك. مصير الطرفين في يد الصدفة. اذا كانت كارثة بحجم مجدل شمس او أكثر ستقع في تل أبيب او في حيفا سيكون من الصعب منع التدهور الى حرب إقليمية.

يميل المحللون لان ينسبوا معارضة نتنياهو لصفقة تحرير المخطوفين لاعتبارات الراحة السياسية: بن غفير وسموتريتش من شأنهما أن يفككا له الائتلاف؛ اتفاق مع حماس سيوقظ معارضة في القاعدة. الاعتبار السياسي قائم لكنه ليس الوحيد. في 7 أكتوبر كان صعبا عليه أداء مهامه. فالغاية التاريخية التي اخذها على عاتقه منذئذ ملأته من جديد بعظمة روح: لديه ما يقاتل من اجله.

ماذا يريد نتنياهو تنفيذه في ايران؟ ما الذي يمكن ومن الصواب عمله؟

لديه غاية لكن ليس لديه خطة. خيرا كان ام شرا، المسافة بين المسيح بن دافيد ودون كيشوت، الفارس الذي كان يقاتل طواحين الريح، ليست شاسعة جدا. فإسرائيل لا يمكنها أن تدير هذه المعركة بدون أمريكا. لكن الأمريكيين سلموا عمليا بكون ايران دولة حافة نووية. منذ سنين وهم يشتبهون بنتنياهو بانه يريد أن يجرهم الى حرب ضد ايران. رفض التورط في ايران يتشارك فيه بايدن، ترامب وعلى أي حال هاريس أيضا.

عندما سُئل نتنياهو، بعد قصور 7 أكتوبر، لماذا امتنع عن مهاجمة حماس (وكذا ايران وحزب الله) في الماضي، شرح بانه ما كان يمكنه أن يخرج الى عمل عسكري بدون اجماع. الجيش عارضن الوزراء عارضوا؛ فاضطر لان يتنازل.

كان هذا نتنياهو القديم. اما الان فهو يتصرف بشكل مختلف.

حسب النبأ في اخبار كيشت أمس، في المكالمة الهاتفية مع بايدن، عندما ادعى نتنياهو بان ها هو يبعث برسله لمواصلة المفاوضات، اجابه بايدن بجملة: “كف عن توسيخ عقلي” (بالانجليزية يبدو هذا التعبير اكثر فظاظة). لماذا بايدن، مصر، قطر، رئيسا الشباك والموساد، الجيش الإسرائيلي، لا يفجرون الخدعة؟

لكل واحد أسبابه. الامريكيون يخشون من ان يفقدوا السيطرة على المسيرة. من شأن هذا ان يفاقم النار حتى حرب إقليمية. المصريون يخشون من استئناف التآمر الإسلامي في سيناء واستمرار السيطرة الإسرائيلية في محور فيلادلفيا؛ هم يطالبون بان ترحل إسرائيل من هناك. القطريون يسعون لان يرمموا مكانتهم كوسيط بعد أن اتهموا بانهم وكلاء حماس وايران. اما بالنسبة للاسرائيليين، رونين بار ودادي برنياع فهما مرؤوسين لرئيس الوزراء. مجال مناورتهما محدودة. نيتسان الون، الذي يمثل الجيش في الطاقم هو رجل احتياط. يمكنه أن يرحل. فهل هذا سيدفع قدما بتحرير المخطوفين؟ لست واثقا.

وبالتالي الكل يلعب اللعبة بشد على الاسنان.

——————————————–

هآرتس 4/8/2024

ايران والحكومة تبقيان الإسرائيليين في حالة غموض

بقلم: عاموس هرئيل

اسرائيل توجد منذ يوم الاربعاء الماضي في حالة استعداد متزايد لامتصاص الضربة. جهاز الامن وسلاح الجو على رأسه انتقل الى حالة استعداد قصوى دفاعية، ازاء تهديدات ايران ووكلائها بالانتقام قريبا وبشكل مؤلم على الاغتيالات الاخيرة. اسرائيل والولايات المتحدة تنسقان فيما بينهما النشاطات لصد هجوم صاروخي ومسيرات محتمل، وحتى أن الامريكيين اعلنوا عن نقل حاملة طائرات اخرى الى الشرق الاوسط، “لنكولن”، التي ستنضم الى “روزفلت” الموجودة في خليج عُمان. اضافة الى ذلك ينشرون في المنطقة منظومات دفاع جوي وسفن وطائرات قتالية. من المرجح الافتراض أنه يتم التنسيق مع دول عربية صديقة في المنطقة.

في غضون ذلك فان الولايات المتحدة ودول غربية طلبت من مواطنيها الخروج من لبنان. ايران وحزب الله رفضوا الجهود الدبلوماسية لدول غربية من اجل تهدئة النفوس وتخفيف الردود. ايران تتهم اسرائيل باغتيال قائد حماس اسماعيل هنية، وهي تعتبر العملية على اراضيها تجاوز للخطوط الحمراء. في حين أن حزب الله يشك في أن الدبلوماسيين الذين نقلوا الرسائل قبل عملية الاغتيال الاسرائيلية لرئيس الاركان في الحزب فؤاد شكر، ضللوهم بشكل متعمد عندما اشاروا الى أن الهجوم لن يكون في بيروت.

“ووسل ستريت” جورنال اقتبست أمس مصادر عربية قالت بأنه تم نقل رسائل من اسرائيل الى ايران، التي بحسبها اسرائيل مستعدة للحرب الشاملة، اذا كان رد ايران نحو تل ابيل أو مدن اخرى في الجبهة الداخلية قاس جدا. في هجوم ايران السابق على اسرائيل في نيسان اهتمت ايران بتوضيح مسبقا موعد اطلاق الصواريخ والمسيرات، واسرائيل والولايات المتحدة استعدت بشكل جيد لاعتراضها. في هذه المرة ايران تفضل الصمت اللاسلكي.

الانقلاب يرفع رأسه

ما نشاهده حتى الآن هو حوار معين بين الحكومة وبين الجمهور في اسرائيل. الحكومة تعتبر نفسها معفية من تقديم التوضيحات للمواطنين على ما هو متوقع أو حول القرارات والاحداث التي أدت بنا الى نقطة متوترة جدا في المواجهة، التي يمكن أن تتطور الى حرب اقليمية. يبدو أن وسائل الاعلام تعودت على ذلك. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يظهر أمام العدسات فقط عندما يكون بالامكان التفاخر بانجازات عسكرية، وحتى عندها هو يتملص من اعطاء أي اجابات على الاسئلة.

اضافة الى ذلك، على شفا تصعيد خطير جدا وفي الوقت الذي لا يوجد فيه أي تقدم في المفاوضات على صفقة التبادل مع حماس، فان نتنياهو ينشغل في الالتشاور والاستعداد والتسريب قبل عزل وزير الدفاع يوآف غالنت من منصبه واستبداله المحتمل بجدعون ساعر. المقربون منه يرمزون الى أنه لن يكتفي بذلك. فهو يحلم بقطع رؤوس منهجي في القيادة العليا، الذي سيشمل ايضا عزل رئيس الاركان هرتسي هليفي، ورئيس الشباك رونين بار. عندها سيكون بامكانه القاء عليهم اخيرا المسؤولية عن الاخفاقات التي مكنت من حدوث مذبحة 7 تشرين الاول، التي يرفض تحمل أي مسؤولية عنها.

الحساب في التويتر “أخبار قبل سنة” يوثق الآن احداث آب 2023. تقريبا كل يوم يمكن ايجاد هناك امثلة على تجاهل نتنياهو المطلق لأي تحذير حول الكارثة الامنية المتوقعة اذا صمم على تقسيم المجتمع الاسرائيلي حول خطواته التشريعية.

نتنياهو يبدو أنه في حالة نشوة وكأنه على قناعة بأن الاحداث الاخيرة، بدءا بالاغتيالات في المنطقة وحتى التصفيق الذي حظي به اثناء القاء خطابه في الكونغرس في واشنطن، تثبت بأنه محق طوال الطريق. خطواته السياسية تزداد تطرفا وفقا لذلك. الحملة ضد رؤساء جهاز الامن تستمر بكامل القوة، لكنها توجه ايضا لاهداف اخرى. الهدف الرئيسي هو ضعضعة شرعية حركات الاحتجاج وعلى رأسها “اخوة في السلاح”. المحاولة المركزة لتهديد رؤساء جهاز الامن والاعضاء فيه لم تكن بالصدفة. فهناك خطوات تحضيرية قبل امكانية ازاحة القيادة العليا الامنية. الهدف هو ابعاد عن الطريق من يمكنه محاولة ازعاج وتكرار ليلة غالنت التي كانت في آذار العام الماضي. اذا تم تنفيذ هذه الخطوة في الوقت الذي تنطلق فيه المدافع، وشرطة بن غفير ساعدت في قمع الاحتجاج، فمن المحتمل أن ينجح. في الخلفية يطل الانقلاب النظامي برأسه القبيح مرة اخرى. ويكفي أن نتابع التصريحات الاخيرة لياريف لفين.

في الوقت الذي يقوم فيه نتنياهو ولفين بالمناوشات مع جهاز الامن وجهاز القضاء فان منظومة نشيطة من المساعدين والاتباع في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية تتجند لتبرير كل خطيئة. المخطوفون الذين يتعفنون في أسر حماس يجب عليهم مرة اخرى الانتظار. سفر وفد أمس الى القاهرة من اجل اجراء المحادثات مع رؤساء المخابرات المصرية يبدو كرفع العتب من قبل نتنياهو، لا سيما على خلفية الاستعداد لهجوم ايران المضاد.

سلوك رئيس الحكومة يواصل التميز بالتناقضات الكثيرة. في محادثة هاتفية مع الرئيس الامريكي جو بايدن طلب مساعدة امريكية اخرى، رغم أنه حسب ادعاءات الادارة الامريكية لم يتم ابلاغهم مسبقا عن العمليات الاسرائيلية، رغم أن بايدن عاد ووبخه بشكل مؤثر بسبب تأخير صفقة المخطوفين. في نهاية الاسبوع نشر عن تصادم شديد بين رئيس الحكومة ورؤساء جهاز الامن عندما رفض توصيتهم بالدفع قدما بالمفاوضات. ولكن هؤلاء القادة الكبار لا يخرجون علنا حتى الآن ضد نتنياهو، باستثناء تصريحات صغيرة للوزير غالنت. الجمهور في غالبيته لا يبالي. البحث عن رؤساء احزاب المعارضة مستمر. والى حين استيقاظهم من سباتهم سيكون الوقت متأخر جدا.

بعد هياج زعران اليمين في الاسبوع الماضي واقتحام معسكرين للجيش الاسرائيلي فان رئيس الحكومة اهتم بالمقارنة بينهم وبين الاحتجاج ضد الحكومة (الذي يتظاهر المشاركون فيه ايضا من اجل اطلاق سراح المخطوفين)، بذريعة أن الامر يتعلق بمظاهر عنف متشابهة، رغم أنه لا يوجد أي تشابه بين هذه الافعال. في هذه الاثناء الشرطة احتجزت أمس للتحقيق نشطاء احتجاج تجرأوا على المشاركة في نزهة في حديقة عامة قرب منزل رئيس لجنة الخارجية والامن، يولي ادلشتاين. بصورة ما لا أحد من المشاركين في اعمال الشغب في قواعد الجيش الاسرائيلي تم اعتقاله، رغم أن بعضهم معروفين. الشرطة في السابق كانت ضحية الانقلاب النظامي؛ ومصير الاجهزة الاخرى يتعلق بقوة معارضة الجمهور لخطوات نتنياهو القادمة.

——————————————–

معاريف 4/8/2024

اسرائيل يحدق بها خطر التفكك الداخلي، لهذا ينبغي تغيير الحكم بسرعة

بقلم: بن كسبيت

صحيح حتى هذه اللحظة احد لا ينجح في ان يفهم الى أين يسعى بنيامين نتنياهو. ما هو أسهل على الفهم هو الى أين لا يسعى: الى صفقة مخطوفين.

الرجل، وهذا بات واضحا جدا يفعل كل شيء كي يصعب، يحبط ويعرقل كل تقدم في الجهود العبثية لكبار جهاز الامن لاعادة الـ 115 مخطوفا الى الديار. هو يواصل لعب لعبته المزدوجة المعروفة، بهدف مواصلة خداع الكل وتمرير الوقت. غير أن كل من يحيطه، يصل الى آخر حد الصبر.

بينه وبين الرئيس الأمريكي جرت مكالمة هاتفية، وصفت كـ “احدى المكالمات الأصعب في أي مرة بين رئيس امريكي ورئيس وزراء إسرائيلي”. بينه وبين رؤساء جهاز الامن جرى، يوم الإرهاب الماضي، حديث تحول الى مواجهة لفظية، فظة واستثنائية، حتى بالتعابير التي اعتدنا عليها هنا في الزمن الأخير.

نتنياهو، الذي تميزت حياته السياسية بالنفور من المغامرات، يبدو الان كمغامر عديم الكوابح. الرجل الذي تطلع لان يدخل الى التاريخ كـ “حارس امن إسرائيل” اصبح المراهن على امن إسرائيل. من ابتعد كل حياته عن المخاطر يتسكع الان مع حرب إقليمية – بينما الجيش الإسرائيلي تواق للانتعاش، الاقتصاد على الحافة والجمهور كله يعيش قلقا عميقا إن لم نقل جنونا متواصلا. إذن إما ان يكون نتنياهو يعرف شيئا ما لا نعرفه او أننا لا نعرف اننا اختطفنا من رجل غير مؤهل، جعلنا إحصاءات في روليتا روسية يلعبها مع مصيره، ومصيرنا.

الولايات المتحدة، كالمعتاد، هرعت هذه المرة أيضا لنجدتنا. حاملات طائرات، قوافل سفن حربية، اسراب بي 1، مظلة جوية، صواريخ اعتراض، رادارات، استخبارات. غير ان بايدن أيضا بدأ يمل هذه اللعبة. كف عن مخادعتي (Bullshiting me)، قال الرئيس لرئيس الوزراء، حسب ما نشرته دانا فايس أمس. هؤلاء الامريكيون غريبون. هم يصرون على أن يعرفوا ما الذي يقصده نتنياهو حقا. ملوا جدا مواصلة اللعبة الحالية، التي احد لا يعرف قواعدها وهدفها. هم ايضا يفهمون بان نتنياهو يعمل باتجاهين متعارضين. “انت تأخذني كأمر مسلم به”، قال الرئيس لنتنياهو. احد لا يروي لبايدن بان نتنياهو يأخذ الكل كأمر مسلم به. شرط أن يكون الكل يعمل في صالحه، بالطبع.

تجربة نفسية غير بسيطة أخرى كانت بانتظار نتنياهو في اللقاء الذي اجراه مع رؤساء اذرع الامن (يوآف غالنت، هرتسي هليفي، دادي برنياع، رونين بار، نيتسان الون) يوم الأربعاء. العصبة التي امام نتنياهو توجد على شفا الانفجار. هم يواصلون الليل بالنهار في الجهود، رحلات جوية، اتصالات، لقاءات، مخططات وأفكار، فقط كي يكتشفوا بين الحين والآخر بانه ليس هناك على الاطلاق. هو غير معني. هو يكسر كل طاقته لوضع المصاعب.

وفضلا عن كل هذا فانه يتجرأ أيضا على أن يخطط مرة أخرى لاقالة وزير الدفاع غالنت. هو يعقد قصة غرام مكررة مع من مله اكثر من كل الاخرين في كل الأزمنة، جدعون ساعر.  هو يريد أن يتخلص أيضا من رئيس الأركان، ومن رئيس الشباك. ولو كان يستطيع، لكان تخلص منا، أيضا، كلنا. نحن غير جديرين به. الامر الوحيد الذي لا يطرأ على بالك، هو ان يفهم بان عليه أن يرحل الى بيته. انه هو العائق الوحيد الذي يمنعنا من أن نتحد حول هدف واحد ووحيد: انقاذ دولة إسرائيل.

في مقابلة امس في “لقاء الصحافة” كان ساعر كفاحيا مثلما لم يكن في أي يوم من أيامه. في مطلبه ايضا للعمل ضد ايران الان وفورا، علنا. في هجوم على البنى التحتية النووية والنفطية للجمهورية الإسلامية. فقد قال ان “الحرب الإقليمية باتت هنا. ولا معنى للقرار منها” – وطالب بجباية ثمن من المسببة الأكبر التي خرجت حتى الان دون ضر تقريبا، الا وهي ايران.

وفي نفس الوقت رفض ساعر الموافقة على الفرضية بانه لا يجب استبدال وزير دافع في اثناء الحرب، وقال انه سيعمل وسيفعل ما هو صحيح للدولة. من الخارج يبدو هذا وكأنه يحاولة ان يصالح محيط نتنياهو وانه شاغر للنقل.

من الصعب الدخول الى رأس ساعر. ليس في إسرائيل من تضرر اكثر من آلة السم البيبية. ليس في إسرائيل من يمكنه أن يجدد له في موضوع الخطر المحدق من استمرار حكم الرجل، محيطه، عائلته، على دولة إسرائيل. فهل ساعر بالاجمال يحاول أن يرفع ثمنه، الذي يوجد في الدرك الأسفل، في البورصة السياسية؟ لا يمكن أن نعرف.

نتان ايشل قال في نهاية الأسبوع في مقابلة مع “زمن إسرائيل” ان جدعون ساعر سيكون رئيس الوزراء فقط بعد أن يكون هو (ايشل) قائد سلاح الجو. ايشل، اليوم أيضا هو احد الأشخاص الأقرب الى نتنياهو، الى عائلة نتنياهو. ولدى نتنياهو، العائلة هي التي تقرر.

وفي هذه الاثناء ينظر الجمهور الى ما يجري بعيون تعبة. يتحرك مكتوم الانفاس بين النشوى والسعادة للميداليات في باريس وانعدام الوسيلة وانعدام اليقين للانتظار لهجوم ايران – حزب الله، الحوثيين ومن يدري ماذا أيضا، المرتقب في كل لحظة. كبار السن الذين بيننا يشبهون هذا بالتأكيد مع فترة الانتظار ما قبل حرب الأيام الستة. في حينه، كنا نوشك على ان يلقى بنا في البحر، إسرائيل كانت صغيرة، محوطة بالاعداء، محاصرة ومنعزلة. اما وضعنا اليوم فمختلف جوهرا، لكن وضعنا الروحي لا يختلف. يبدو ان السلاح الانجع الذي استخدمه الإيرانيون ضدها هو سلاح انعدام اليقين. نحن نتعرق وهم يستمتعون. ينبغي أن نذكر ونشدد على أن إسرائيل لا تزال اقوى من كل اعدائها. الجيش الإسرائيلي رغم القتال الطويل، هو جيش مدرب وقوي. سلاح الجو هو بوليصة تأمين الحياة المطلقة. لا يحدق بإسرائيل خطر الإبادة في المدى المنظور للعيان. لكن يحدث بها خطر التفكك الداخلي، الخبو والتعفن. لاجل احباط هذا الخطر ينبغي القيام بعمل واحد بسيط: ان نغير الحكم بأسرع وقت ممكن.

——————————————–

هآرتس 4/8/2024

قادة جهاز الامن يقدرون بأن رئيس الوزراء نتنياهو غير معني بصفقة مع حماس

بقلم: ميخائيل هاوزر طوف ويونتان ليس

رئيس الموساد، دادي برنياع، ورئيس الشباك رونين بار، قاما أمس بزيارة مصر من اجل اجراء محادثات حول صفقة تحرير المخطوفين. سفرهما معا الى مصر يعتبر عملية استثنائية تدل على أنهما يقدران بأنه يمكن الدفع قدما الآن بالصفقة. ولكن مصدر اسرائيلي قال للصحيفة بأن اللقاء لم يثمر أي تقدم حقيقي. دبلوماسي غربي مطلع على المحادثات قال إن طلبات رئيس الحكومة الجديدة شوشت على المحادثات. وحسب قول هذا المصدر فان “المفاوضات عالقة تماما. نتنياهو غير معني بالمفاوضات، بل هو يطالب بفرض طلباته على الطرف الآخر. وهذا لن يحدث”.

مع ذلك، مصدر آخر في اسرائيل قال إن اللقاء كان مهم وتحقق فيه تقدم في قضية محور فيلادلفيا ومعبر رفح. مصادر مطلعة على المفاوضات قالت إن حماس ما زالت تلتزم بالمحادثات، ولكنهم في اسرائيل يقدرون بأن اغتيال اسماعيل هنية سيؤخر التقدم الى أن يتضح رد ايران.

احد رؤساء طاقم المفاوضات قال أمس للصحيفة بأن جميع رؤساء جهاز الامن على قناعة بأن طلبات نتنياهو الجديدة في المفاوضات “ستفجر المفاوضات. في المقابل، توجد لدينا الادوات للتعامل أمنيا مع صفقة لا تشمل هذه الطلبات”. وحسب قول هذا المصدر فان اللقاء أول أمس هو ذروة الازمة بين نتنياهو وبين رؤساء جهاز الامن.

في القناة 12 نشر أمس بأنه في اللقاء بين رؤساء جهاز الامن ونتنياهو أول أمس، قال رئيس الاركان هرتسي هليفي “بخصوص محور فيلادلفيا أنا لا اقترح تحويل هذه القضية الى عائق أو أمر من اجله لا نعيد 30 شخص في المرحلة الاولى، نصفهم من النساء”. ونشر ايضا بأن رئيس الاركان قال بأنه بعد تنفيذ الصفقة الجيش يمكنه التفرغ للانشغال بالحدود الشمالية. حسب التقرير فان وزير الدفاع، يوآف غالنت، توجه لرئيس الحكومة وقال إنه “لن تكون صفقة مع الشروط التي ادخلتها وأنت تعرف ذلك”. حسب قوله لا يوجد أي سبب لتأخير الصفقة. “أنت لديك اعتبارات ليست في صالح الموضوع”.

عيناف سانغاوكر، التي ابنها متان محتجز في القطاع، قالت مساء أمس في المظاهرة في تل ابيب بأن “وفد التفاوض تم ارساله الى القاهرة في الصباح وعاد بسرعة. لماذا كان عليكم القيام بهذا العرض اذا كنتم ارسلتم مع العقبات التي وضعها نتنياهو؟”. في ختام اقوالها توجهت مباشرة الى رئيسي الموساد والشباك: “يا دادي برن ويا رونين بار، توقفوا عن التعاون مع رئيس الحكومة المجرم. يديه ملطخة بمن قتلوا. واذا واصلتم التعاون فأيديكم ايضا ستتطلخ. قولوا للجمهور ما تقولونه لنا في المحادثات المغلقة، أن نتنياهو غير معني بالصفقة”.

المحادثات اليوم في مصر جرت مع الوسطاء بضغط من الادارة الامريكية، رغم أنه في الفترة الاخيرة لم يحدث أي تقدم في المفاوضات مع حماس. برنياع وضع وثيقة تحفظات اسرائيل في يوم الاحد الماضي في روما. ولكن اغتيال هنية ليلة الثلاثاء – الاربعاء أدت الى تجميد المفاوضات.

اضافة الى المحادثات حول المفاوضات التقى برنياع وبار مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل وشخصيات رفيعة اخرى في المخابرات المصرية وفي الجيش المصري وقاما بمناقشة مواضيع امنية. اسرائيل تجري اتصالات مستمرة مع مصر حول عدة قضايا امنية منها مستقبل محور فيلادلفيا والفحص في محور نتساريم ومن الذي سيشغل معبر رفح، التي استمرت ايضا في الاسبوعين الاخيرين. الحديث يدور عن قضايا مرافقة لصفقة المخطوفين التي تحاول اسرائيل دفعها قدما امام مصر. حسب قول مصادر اسرائيلية فان سفر البعثة هو ايضا اشارة من قبل اسرائيل لحماس حول رغبتها في الدفع قدما بالصفقة رغم الاغتيالات والتصعيد المحتمل مع ايران وحزب الله.

في مكتب رئيس الحكومة قالوا إن نتنياهو لم يضف أي طلب للخطة التي طرحت في نهاية شهر ايار، في حين أن حماس تحاول ادخال عشرات التغييرات التي تلغي الخطة فعليا. حسب بيان المكتب فان حماس تستمر بالمطالبة بانهاء الحرب وتقترح اطلاق سراح عدد قليل من المخطوفين وتسمح لنفسها باغراق غزة بالسلاح والسيطرة عليها من جديد وتكرار احداث 7 تشرين الاول. وقالوا ايضا بأن نتنياهو يستمر في التمسك بشروط الخطة الاصلية التي تضمن اطلاق سراح العدد الاقصى من المخطوفين الاحياء، والسيطرة على محور فيلادلفيا ومنع انتقال المخربين والسلاح الى شمال القطاع.

——————————————–

إسرائيل هيوم 4/8/2024

الدخول إلى لبنان سيفشل

بقلم: أمير أتينغر

حذر النواب عميت هليفي، زئيف الكين واوهد طل من لجنة الخارجية والأمن أعضاء الكابنت من توغل بري الى لبنان حسب الخطة الحالية للجيش الإسرائيلي، وذلك بعد أن اطلعا على تفاصيلها. وأشار النواب الى أنهم يؤيدون مبدئيا دخولا بريا إلى لبنان، لكن الخطة التي اطلعوا عليها ستؤدي الى مراوحة في المكان وليس الى حسم.

دون صلة بالتصعيد الحالي في الشمال، بعد المذبحة في مجدل شمس، بعث النواب الثلاثة قبل شهر ونصف بكتاب سري الى رئيس الوزراء ووزراء الكابنت كتبوا فيه انه “وفقا للمعلومات المتوفرة لدينا، فان تنفيذ الخطة العملياتية التي اعدها الجيش قد يؤدي بدولة إسرائيل الى فشل مأساوي ذي آثار غير مسبوقة. فقادة جهاز الأمن مخطئون بشكل عميق في فهم إستراتيجية العدو”.

في كتاب طويل، أساسه ينشر هنا لأول مرة، يفصل أعضاء لجنة الخارجية والأمن لماذا بزعمهم الخطة التي أعدها الجيش لإمكانية دخول بري إلى لبنان مغلوطة.

وحسب بعض المصادر، لم يجر بعد على الخطة العملياتية بحث جدي في الكابنت الموسع، لكنها معروفة لقادة الكتائب وللمستويات الميدانية في الجيش وبالطبع بحثت بين الجيش، وزير الدفاع غالنت ورئيس الوزراء نتنياهو.

يدعي النواب بأن في الخطة للبنان لم تستوعب عمليا الأخطاء التي ارتكبت في المناورة في غزة وأنه ينبغي التحديد بان هدف الحرب هو تقويض القدرات السلطوية والعسكرية لحزب الله وليس فقط إبعاده عن الحدود.

ويفصل النواب باستطراد بانه حتى لو كان الهدف هو الإبعاد عن الحدود فمن الأفضل تنفيذ خطة أخرى.

في استعراض أولي يدعي النواب بأن خطة عمل المحور الإيراني هي استنزاف إسرائيل. وبرأيهم ينجح المحور في عمل هذا لإسرائيل في الأزقة والقرى الغزية وبزعمهم فإن الخطة الحالية أيضا ستؤدي إلى غرق متواصل وقاس في الوحل اللبناني.

——————انتهت النشرة—————-