ويلز مرشح نائب هاريس يؤيد إسرائيل ويتعاطف مه غزة

اختارت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس حاكمَ ولاية مينسوتا تيم والز ليكون نائباً لها في الانتخابات المقبلة، لكن هل اختيار والز يحسّن فرص هاريس في هزيمة منافسها الجمهوري دونالد ترامب أم يقلّصها؟ وما الذي يعنيه اختيار والز بالنسبة لأيّ شخص خارج الولايات المتحدة ولا يشارك في انتخاباتها لكنه يتأثر بتداعيات نتائج تلك الانتخابات؟

يحاول المحلل السياسي بوريس ستوكس، الباحث المشارك في برنامج الولايات المتحدة والأمريكيتين في المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) الإجابة على هذه التساؤلات، في تحليل نشره موقع المعهد، فيقول إن والز (60 عاماً) يحظى بشعبية جيدة في ولاية مينسوتا التي فاز في انتخابات حاكمها مرتين، وتبلغ شعبيته فيها حالياً، وفقاً لأحدث مسح، حوالي 56%، لكنه ليس محبوباً من الجمهوريين في الولاية، والذين يقولون إنه خاض الانتخابات كمعتدل، لكنه يحكم كشخص تقدمي.

والز ليس محبوباً من الجمهوريين في الولاية، ويقولون إنه خاض الانتخابات كمعتدل، لكنه يحكم كشخص تقدمي

ويمكن أن تكون هذه النقطة هدفاً للهجوم عليه من جانب حملة المرشح الجمهوري ترامب ونائبه السيناتور جيه دي فانس، بالقول إن والز لا يعرف من هو، تماماً كما قال ترامب إن هاريس لا تعرف هل هي من أصل هندي أم أفريقي.

في المقابل؛ تراهن حملة هاريس على تكرار انتخاب والز للكونغرس قبل ذلك في مقاطعة معروفة بدعمها للحزب الجمهوري، وهو ما يعني قدرته على جذب الأصوات التي تحتاجها هاريس في ولايات الغرب الأوسط الأمريكي لتفوز في الانتخابات.

ويحظى والز بدعم قوي من التقدميين في ولايته بفضل طريقته في التعامل مع أعمال الشغب التي شهدتها ولاية منيسوتا في أعقاب مقتل المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد على يد رجال الشرطة، عام 2020، كما أنه يؤيد حق الإجهاض في الولاية، ويدعم النقابات العمالية، وتقديم إعفاءات ضريبية للأسر التي لديها أطفال، ومنح إجازات مدفوعة لرعاية الأسرة وبرنامج التغذية المدرسية. لكن سجل تصويته في الكونغرس كان يعتبر محافظاً أكثر منه تقدمياً، مقارنة بتصويت الديمقراطيين في تلك الفترة.

ورغم ذلك يرى ستوكس أن المهمة الأصعب بالنسبة للديموقراطيين ستكون تقديم والز للأمة الأمريكية، إذ يكاد يكون غير معروف خارج مينسوتا. وقبل اختياره لخوض الانتخابات مع هاريس كان سبعة من كل عشرة أمريكيين ليس لديهم رأي بالنسبة له.

علاوة على ذلك، فإن والز ليس ممن يحظون بدعم كبير من جانب ما تسمى النطاقات الريفية في الولاية. ففي انتخابات حاكم الولاية عام 2022 لم يحقق في تلك المناطق نتائج أفضل مما حققها الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام .2020

وعن ملف السياسة الخارجية لدى والز يقول ستوكس، المقيم في الولايات المتحدة، إن والز، مثل أغلب منافسيه على الترشح لمنصب نائب الرئيس، ليس لديه سجل واضح بالنسبة لقضايا السياسة الخارجية، كما هو الحال بالنسبة لعديد من أعضاء الكونغرس وحكّام ولايات الغرب الأوسط الأمريكي.

ومع ذلك، فهو مؤيد قوي لأوكرانيا ضد روسيا، ووقع حاكم لولاية مينسوتا مشروع قانون لسحب استثمارات الولاية في روسيا.

ومثل أغلب السياسيين الأمريكيين فإنه يؤيد إسرائيل ويدين حركة “حماس” الفلسطينية، لكنه أيضاً يؤيد حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأعرب عن تعاطفه مع المعاناة الإنسانية في غزة.

وخدم والز لمدة 24 عاماً في الحرس الوطني الأمريكي، ووصل فيه إلى رتبة لم يصل إليها أي عضو في الكونغرس، ورغم ذلك فهو لم يكن من الصقور، كما كان تركيزه على القضايا الخاصة بقدامى المحاربين. وعلى عكس الكثيرين من السياسيين الأمريكيين، فإنه أمضى وقتاً من حياته خارج الولايات المتحدة، حيث عاش عدة أشهر في أوروبا كعضو في الحرس الوطني. كما عمل معلماً للغة الإنكليزية في الصين، ويقال إنه يتكلم اللغة الصينية “الماندرين” بصورة ضعيفة، ويقال إنه سافر إلى الصين حوالي 30 مرة. ورؤيته للعلاقات مع الصين تتفق كثيراً من رؤية بايدن وهاريس، التي تنطلق من ضرورة التصدي للسياسات التوسعية الصينية في منطقة بحر الصين الجنوبي، في الوقت نفسه هناك مجالات عديدة للتعاون بين واشنطن وبكين.

أخيراً، ما الذي يمكن أن يضيفه وجود والز إلى التذكرة الانتخابية للديمقراطيين؟

يحظى والز بدعم قوي من التقدميين في ولايته بفضل طريقته في التعامل مع أعمال الشغب في أعقاب مقتل المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة

يقول ستوكس إن التقارير تحدثت عن أن هاريس حصرت اختيارها لنائبها في الانتخابات في النهاية بين والز وجوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا، التي لا بدّ من الفوز فيها للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

ويتمتع شابيرو بشعبية كبيرة في ولايته، وهو خطيب مفوّه، للدرجة التي جعلت البعض يتساءل لماذا لم تختره هاريس ليكون رفيقاً لها في السباق الانتخابي. لكن التاريخ يقول إن تأثير شخصية النائب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل عام يكون محدوداً حتى داخل الولاية التي ينتمي إليها.

في النهاية يعد والز اختياراً آمناً، فرغم أن المزايا التي يمكن أن يضيفها إلى حملة هاريس قليلة، لا توجد أي جوانب سلبية لوجوده فيها. في الوقت نفسه فإن قرار اختياره كنائب لها يعتبر أول قرار رئيسي لهاريس، ويثير هذا القرار الكثير من الأسئلة حول مدى استعدادها للمخاطرة في انتخابات متقاربة للغاية حالياً. وفي نفس الوقت، يشير أيضاً إلى أنه إذا فازت، ستكون إدارتها حليفاً ثابتاً وموثوقاً به لشركاء الولايات المتحدة في الخارج.