طبيب أطفال أمريكي يوثق مآسي حرب الإبادة في غزة: الأطفال يُحرقون أحياء

أفاد طبيب الأطفال الأمريكي، الدكتور أحمد يوسف، الذي عاد مؤخرًا من مهمة طبية في قطاع غزة، أن الأطفال في غزة يُحرقون أحياء بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر. وذكر تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن الدكتور يوسف، مدير وحدة العناية المركزة في ولاية أركنساس، وثّق الظروف المروعة التي يعيشها العاملون والمرضى، وخاصة الأطفال، في مستشفى الأقصى بمدينة دير البلح.

وصف الطبيب يوسف الموقف المأساوي قائلاً: “لم تكن هذه رعاية متقدمة في وحدة العناية المركزة، لم نصل إليها في كثير من الأحيان. كان المرضى يموتون دون علاج”. خلال زيارته، عمل يوسف متطوعًا مع منظمة MedGlobal غير الربحية، حيث أمضى ثلاثة أسابيع في أحد آخر المستشفيات العاملة في غزة، مشيرًا إلى أن المستشفى كان يعمل بثلاثة أضعاف طاقته المعتادة مع نقص حاد في الإمدادات الأساسية.

أثناء فترة إقامته في المستشفى، أطلق الجيش الإسرائيلي صواريخه على المناطق المجاورة، بما في ذلك المدارس ومراكز الإيواء، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الأطفال. وثق الطبيب يوسف عبر لقطات نادرة من داخل المستشفى، مشاهد مروعة لأطفال أُصيبوا بحروق بليغة أو فارقوا الحياة بسبب نقص العلاج.

وقال الدكتور يوسف: “كلما طالت مدة بقائي هناك، أدركت أن دوري لم يكن أن أكون طبيبًا، بل أن أكون شاهدًا”. وشارك تأملاته اليومية مع أصدقائه وعائلته عبر تطبيق واتساب، حيث كتب في أحد التدوينات: “في كل مرة أعتقد فيها أن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءًا، يحدث ذلك بالفعل”.

تحدث يوسف عن طفل صغير مصاب بإصابة دماغية خطيرة، مشيرًا إلى أنه لم يكن لديهم ما يكفي من الأجهزة الطبية أو الإمدادات لإنقاذ حياته. وأضاف: “كان من المفترض أن تستوعب المستشفى ما بين 150 و200 شخص، وكان هناك 700 مريض”.

أبرز الطبيب يوسف التدهور الحاد للنظام الصحي في غزة قائلاً: “لدينا فقط عدد محدود جدا من الأجهزة. لدينا فقط قدر صغير جدا من الشاش. ليس لدي ما يكفي من الدم لتعليقه لنقل الدم. ليس لدي ما يكفي من السوائل لرفع ضغط دم هذا الشخص”.

وأنهى الطبيب يوسف توثيقه بقصة مؤلمة عن طفلة صغيرة تدعى فرح، تبلغ من العمر 12 عامًا، والتي توفيت بين ذراعيه بسبب نقص الرعاية والإمدادات. وقال: “لا يزال بإمكاني الشعور بذراعيها حول رقبتي وأنا أكتب هذا. كان هناك عدد قليل من الأطفال الذين ماتوا اليوم. أحدهم بين ذراعي والده”.

هذه الشهادات المروعة التي نقلها الدكتور يوسف تضع الضوء على الفظائع التي يتعرض لها المدنيون والأطفال في غزة، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتدخل دولي لوقف هذه المأساة الإنسانية.