“إيران تحضّر لرد أقوى من هجوم أبريل”… واشنطن وتل أبيب لا تعرفان موعده

إيران قامت بخطوات تحضيرية كبيرة في أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة، مما يشير إلى احتمالية شن هجوم يفوق في قوته هجوم أبريل الماضي. ورغم ذلك، لا يزال توقيت الهجوم غير معروف، بينما تستمر الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد.

قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، اليوم الإثنين، إن إيران قامت بخطوات تحضيرية كبيرة في أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة مشابهة لتلك التي اتخذتها قبل الهجوم على إسرائيل في نيسان/ أبريل الماضي، بحسب ما أورد موقع “واللا” الإسرائيلي. ومع ذلك، أكد المسؤولون أن تل أبيب وواشنطن لا تعرفان التوقيت الدقيق للهجوم الإيراني المرتقب.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله: “الإيرانيون يظهرون علنًا (من خلال الإجراءات الميدانية) تصميمهم على تنفيذ هجوم كبير، ويضيفون إلى ذلك هذه الإجراءات تصريحات علنية تؤكد أن الهجوم سيكون أكبر من ذلك الذي نفذوه في نيسان/ أبريل. التصريحات العلنية الإيرانية لا تعكس تراجعا في موقفها”.

وعلى صلة، نقلت قناة “فوكس نيوز” الأميركية عن مصادر إقليمية، اليوم، قولها إن “هناك مخاوف من أن إيران ووكلاءها قد يشنون هجومًا على إسرائيل خلال الـ24 ساعة المقبلة” ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة طهران، أواخر الشهر الماضي.

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في إحاطة للصحافيين: “نحن نساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجوم إيراني، لكننا ما زلنا نواصل الجهود الدبلوماسية لمنع الهجوم ومنع التصعيد”، وأضاف: “رغم إعلان حماس، نتوقع أن تُعقد المحادثات هذا الأسبوع كما هو مخطط لها، ونتوقع من جميع الأطراف الحضور لطاولة المفاوضات”.

وتصاعد الضغط الدولي، الإثنين، لوقف إطلاق النار في غزة، وأصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مناشدة مشتركة لوضع حد للقتال بين إسرائيل وحماس من دون “أي تأخير إضافي”، وذلك في دعوة تأتي بد يوم على حض حماس الوسطاء على تطبيق خطة عرضها الرئيس الأميركي، جو بايدن، بدلا من إجراء مزيد من المفاوضات.

وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في بيان مشترك، أن “القتال يجب أن يتوقف فورا ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس”. وتابعوا “يحتاج سكان غزة إلى إيصال المساعدات وتوزيعها على نحو عاجل وبدون قيود… لا يمكن أن يكون هناك أي تأخير”.

ودعا الوسطاء الدوليون إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة منتظرة واتفاق للإفراج عن الرهائن، بعدما أثارت حرب غزة واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، هنية، والقائد العسكري في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، مخاوف من اتساع رقعة الحرب في ظل تأكيد حزب الله وإيران عزمهما الرد على الاغتيالات في طهران وبيروت.

وحذّرت القوى الغربية في البيان المشترك، إيران وحلفاءها، من “الامتناع عن شن هجمات من شأنها زيادة التوترات الإقليمية” في الشرق الأوسط، وجاء في البيان: “نحن قلقون بشدة من تصاعد التوترات في المنطقة، وملتزمون بشكل موحد بتهدئة الأوضاع واستقرار المنطقة. وفي هذا السياق، ندعو إيران وحلفاءها على وجه الخصوص إلى الامتناع عن شن هجمات تزيد من تصاعد التوترات الإقليمية وتعرض فرصة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن للخطر”.

وفي إطار الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة تهديدات إيران وحزب الله بالانتقام لعمليات الاغتيال، كثّف الجيش الإسرائيلي وتيرة الهجمات في جنوب لبنان، فيما حذر ضباط في القيادة الشمالية من أنه في ظل الاستعداد لهجوم واسع من قبل إيران وحزب الله على إسرائيل، “هناك مخاوف من توغل بري لقوات حزب الله باتجاه البلدات الإسرائيلية الحدودية في إطار مواجهة واسعة

ووفقًا للضباط، “على عكس الرأي السائد، لا يزال بإمكان قوة رضوان التابعة لحزب الله تنفيذ هجوم منظم على الحدود، بما في ذلك محاولة التوغل في مستوطنة أو قاعدة عسكرية. وأضاف الضباط: “لماذا لم يقم حزب الله بذلك حتى الآن؟ لأنه اختار عدم القيام بذلك. لكن من يعتقد أن حزب الله لا يتدرب على إدخال وحدة مقاتلة إلى الأراضي الإسرائيلية مخطئ ومضلل”.

وأكدوا أن “افتراض الجميع يجب أن يكون أن حزب الله قادر على إدخال قواته، وزرع علم في مستوطنة أو قاعدة عسكرية إسرائيلية على الحدود وإحراق عدد من المباني. بالنسبة له، يمكن أن يكون هذا صورة للنصر. مثل هذه العملية يمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها وتنشر الرعب بين السكان”.