أسرى فلسطينيون يكشفون عن انتهاكات مروعة في السجون الإسرائيلية بعد 10 أشهر من الحرب على غزة

كشف أسرى فلسطينيون مفرج عنهم لوكالة “أسوشيتد برس” عن الانتهاكات المتفاقمة التي عانوا منها في السجون الإسرائيلية المكتظة بآلاف المعتقلين منذ بدء الحرب على غزة قبل عشرة أشهر. وأوضح الأسرى أنهم تعرضوا للضرب المتكرر، والتكدس الشديد في الزنازين، ومنع الحصص الغذائية الأساسية.

واعترف مسؤولون إسرائيليون بأنهم جعلوا الظروف “أشد قسوة” على الفلسطينيين في السجون، حيث تفاخر وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، بأن السجون لن تكون “معسكرات صيفية” للفلسطينيين تحت إشرافه.

وقال أربعة فلسطينيين محررين إن المعاملة ساءت بشكل كبير منذ هجمات السابع من أكتوبر، وخرج بعضهم بأجساد هزيلة وجروح نفسية عميقة. وأشار أحدهم إلى أنه لم يستطع التحدث إلا لعدة دقائق بعد إطلاق سراحه، بينما عانت ابنة عمه من هلوسات وأزمات نفسية مستمرة.

وأفاد الأسرى بأنهم احتجزوا بموجب قانون الاعتقال الإداري، الذي يسمح بإبقاء الأفراد دون توجيه تهمة. كما أكدت تقارير حقوقية تعرض السجناء لانتهاكات مماثلة في أماكن مختلفة من السجون.

وقد ركزت المنظمات الحقوقية على إساءة معاملة السجناء في المرافق العسكرية، خاصة معتقل “سدي تيمان”، حيث اعتقلت الشرطة العسكرية الإسرائيلية 10 جنود للاشتباه في اعتداءاتهم الجنسية على معتقل فلسطيني، وهو ما نفاه الجنود مدعين أنهم استخدموا القوة للدفاع عن أنفسهم.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، توفي 36 سجينا فلسطينيا في مراكز الاحتجاز منذ أكتوبر الماضي، وقد أظهرت تقارير تشريح جثث بعضهم وجود كسور في الأضلاع، وأكدت التقارير أن وفيات كان من الممكن تفاديها لو تم تقديم رعاية طبية مناسبة.

وبينما تم نقل بعض الفلسطينيين إلى سجون أخرى تحت إدارة وزارة بن غفير، أكدت روايات الأسرى أن الظروف في هذه المرافق لا تزال صادمة.

ووصف الناشط السياسي منذر عميرة معاناته في سجن عوفر، حيث واجه الضرب والعزلة والتجويع. كما روى عن محاولات انتحار داخل السجن وظروف قاسية أخرى.

منذ بدء الحرب، تضاعف عدد السجناء الفلسطينيين إلى حوالي 10,000، بما في ذلك المعتقلين من غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقاً لـ “هموكيد”، وهي منظمة حقوقية إسرائيلية.