تتوالى التصريحات والمواقف قبل ساعات قليلة من انعقاد جولة جديدة منتظرة من محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة من المقرر عقدها غدا الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذه الجولة “بلقاء الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى أحياء”.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الأربعاء- إنها لن تشارك في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار، وذلك تأكيدا لموقفها المعلن في رفض خوض مفاوضات جديدة وتمسكها بالورقة التي طرحها الوسطاء.
ونقلت رويترز عن القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري قوله إن “حماس متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في الثاني من يوليو/تموز الماضي والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب (الرئيس الأميركي) جو بايدن، والحركة جاهزة للبدء فورا بالبحث في آليات تنفيذها”.
وأضاف “أما الذهاب إلى مفاوضات جديدة فيسمح للاحتلال بفرض شروط جديدة وتوظيف متاهة المفاوضات لارتكاب مزيد من المجازر”.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مصادر أن حماس أوضحت أن ممثليها لن يشاركوا بمحادثات الخميس، ولكنهم سيكونون على استعداد للقاء الوسطاء بعد ذلك، للحصول على تحديث، ومعرفة إذا كانت إسرائيل ستقدم اقتراحا جدّيا وعمليا للصفقة.
وذكر الموقع الأميركي أن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز يغادر إلى الدوحة اليوم، للمشاركة في اجتماع رباعي غدا في الدوحة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيسي الموساد والمخابرات المصرية.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها سترسل وفدا إلى محادثات غد الخميس، وسط استمرار الاتهامات والتسريبات التي تكشف عن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن عائلات مجندات أسيرات أنهم وصلتهم معلومات تقول إن رئيس الموساد ديفيد برنيع وحده من سيتوجه لمحادثات الدوحة، ورأت العائلات أن عدم إرسال الوفد الإسرائيلي كاملا يعني التخلي عن المختطفين.
ولكن صحيفة “معاريف” أفادت لاحقا بصدور قرار بإيفاد طاقم المفاوضات كاملا يوم غد إلى الدوحة، دون تفاصيل إضافية.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها تتوقع أن تمضي المحادثات غير المباشرة قدما كما هو مخطط لها في العاصمة القطرية الدوحة غدا الخميس، وإن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لا يزال ممكنا.
ومع ذلك، ذكر “أكسيوس” أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أرجأ زيارة إلى الشرق الأوسط كان من المتوقع أن تبدأ أمس الثلاثاء.
شروط الطرفين
وتؤكد حماس منذ بداية المفاوضات غير المباشرة أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفا لإطلاق النار في غزة، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع بالكامل، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى الاحتلال مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين لدى المقاومة، وهو ما تشدد عليه الحركة في كل بياناتها وتصريحات قادتها.
أما شبكة “إن بي سي” الأميركية فنقلت -اليوم الأربعاء- عن مسؤولين أميركيين وأجانب قولهم إن نتنياهو قدم في مايو/أيار الماضي شروطا جديدة من شأنها تعقيد المفاوضات. وذكرت أن من بين تلك الشروط استمرار إسرائيل بالسيطرة على حدود قطاع غزة مع مصر (محور فيلادلفيا).
وذكر هؤلاء المسؤولون أن الشروط الجديدة تشمل أيضا فرض قيود جديدة على الفلسطينيين الساعين للعودة إلى ديارهم.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن دبلوماسيين أميركيين قولهم إن المفاوضات بشأن صفقة التبادل كانت تقترب من تحقيق اختراق قبل وقت قصير من اغتيال إسرائيل كلا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
وقال مسؤول أميركي كبير للوكالة إن هناك فقط 4 أو 5 نقاط خلافية بشأن تنفيذ صفقة التبادل لا تزال بحاجة إلى حل.
وفي بداية يونيو/حزيران الماضي، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل لوقف القتال والإفراج عن جميع المحتجزين، وقبلتها حماس وقتئذ، لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة عدّها كل من وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت ورئيس الموساد ديفيد برنيع معرقلة لجهود التوصل إلى صفقة.
وقبل أيام، دعا قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر كلا من حماس وإسرائيل إلى الاجتماع لإجراء مفاوضات في 15 أغسطس/آب، إما في القاهرة أو الدوحة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
وذكر 3 مسؤولين إيرانيين كبار أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة فقط هو الذي سيمنع رد إيران المباشر على “إسرائيل” بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها الشهر الماضي.
المصدر : الجزيرة + وكالات