تظاهرة في بئر السبع احتجاجا على سياسة هدم المنازل

أهالي النقب يتظاهرون في بئر السبع احتجاجًا على عمليات الهدم والغرامات المالية الباهظة المفروضة على المواطنين العرب في المنطقة بحجة البناء من دون ترخيص، وذلك في ظل تصعيد عمليات الهدم التي تستهدف المجمع العربي البدوي في النقب.

تظاهر العشرات من أهالي النقب، اليوم الخميس، أمام مجمع الدوائر الحكومية والمحاكم في مدينة بئر السبع، وذلك احتجاجًا على عمليات هدم المنازل التي تستهدف المجتمع العربي في النقب، والغرامات المالية الباهظة التي تفرض على المواطنين بالإضافة إلى توزيع إخطارات الهدم في معظم مناطق النقب.

ونظمت التظاهرة بدعوة من لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب والأطر الفاعلة في المجتمع النقباوي بالإضافة إلى اللجان الشعبية في النقب. ورفع المتظاهرون اللافتات التي تطالب الحكومة الاسرائيلية وقف عمليات الهدم والامتناع عن تحرير الغرامات المالية الباهظة للأهالي في إطار سياسية الهدم التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بحق الأهالي في النقب.

ويتعرض أهالي النقب لحملة هدم واسعة تستهدف الأرض والمسكن وتسعى من خلالها السلطات إلى تهويد المنطقة عبر تجميع أكبر عدد من العرب على أقل مساحة من الأرض، وتركيز المجتمعات البدوية في أحياء جديدة يتم إنشاؤها في مدن وبلدات قائمة، في المقابل تشجع هجرة اليهود إلى المنطقة وتعمل على إنشاء مدن وتجمعات سكنية يهودية جديدة.

‎‎‎‎‎‎‎متابعات

وخلال فترة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وخلال ولاية الحكومة الحالية التي يتولى فيها المتطرف إيتمار بن غفير وزارة الأمن الداخلي، وعضو حزيه، يتسحاك فاسرلاوف يتولى وزارة النقب والجليل ارتفعت وتيرة عمليات الهدم بحق أهالي النقب الذين يتعرضون لحملات ملاحقات وتضييق مستمرة.

وفي تصريح ، قال رئيس بلدية رهط، طلال القرناوي، إن “رسالتنا من المظاهرة بشكل أساسي لحكومة إسرائيل هي ضرورة وقف عمليات الهدم المستمرة بحق البيوت العربية في النقب، إذ أننا نريد أن نعيش بكرامة واحترام، ولا يمكن أن نبقى بدون مأوى، لذلك يجب إيجاد حل”، ورفض مساعي الدولة إلى تركيز أهالي القرى غير المعترف بها في المدن والبلدات القائمة والتي تعاني بدورها من أزمة سكن.

ولفت القرناوي إلى أنه “لن نكتفي بهذا القدر من الاحتجاج، وسيكون هناك مظاهرات واحتجاجات قادمة، خاصةً في ظل تصعيد عمليات الهدم خلال فترة ولاية الحكومة الحالية؛ رئيس الحكومة يعطي الصلاحية للوزراء المتطرفين أمثال إيتمار بن غفير وآخرين، والاستمرار بهذه السياسات سيضر بعلاقات المواطنين العرب في النقب مع الدولة”.

من جانبه، قال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم: “يجب علينا تغيير طريقة الاحتجاج إذ أن هذه الطريقة باتت مستهلكة ولم تمنع عمليات الهدم، يجب علينا التصعيد والوقوف والاعتصام بالآلاف وذلك لمنع هدم بيوتنا، ويجب علينا إغلاق الطرق، من أجل صد هذه الممارسات”. وأضاف أن “الهجمة على بيوتنا شرسة ومن أجل حمايتها علينا العمل بشكل وحدوي”.

وقال رئيس مجلس الإقليمي القيصوم، جبر أبو كف، إنه “قبل أقل من أسبوعين، هدمت آليات الهدم الإسرائيلية منزلاً في أم بطين، وذلك بادعاء البناء دون ترخيص، ورغم وجود المنزل في منطقة تقع ضمن الخط الأزرق المسموح البناء فيه، ولكن السلطات أصرت على هدم المنزل، وصدر قرار بعدها بعدم قانونية هدمه، وهذا يثبت السياسات الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب في النقب”.

ولفت أبو كف إلى أنه “سنقوم بتقديم شكوى ضد من هدم المنزل، وذلك بسبب عدم قانونية الهدم، وهذا باعتراف المحكمة الإسرائيلية التي أقرت بذلك، لذلك سنتابع هذا الملف، في محاولة لمنع الهدم القادم”.

ومن جهته، قال المركز الميداني للقرى غير المعترف بها، معيقل الهواشلة، لـ”عرب 48″ إنه “نحن على أرضنا التي نتواجد فيها منذ آلاف السنين وقبل قيام الدولة، ونحن السكان الأصلانيين، ويجب على الدولة الاعتراف بنا، ولا تهدم بيوتنا. الدولة تهدم في كل عام آلاف البيوت، الأعداد كل عام ترتفع أكثر، إذ أن ما تريده إسرائيل أكبر عدد سكان على أقل قطعة أرض”.