قلق أمريكي من الزخم الدبلوماسي المتزايد لحماس والمقاومة إقليميا ودوليا

أظهر معهد دراسات أمريكي، قلقا من الزخم الدبلوماسي المتزايد لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” والمقاومة الفلسطينية إقليميا ودوليا في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وقال معهد واشنطن للسياسة في الشرق الأوسط (Washingtoninstitute) إن حماس عملت حماس نجحت في توسيع علاقاتها الدبلوماسية والاستعداد لدورها في مرحلة ما بعد الحرب في غزة من خلال التواصل مع بلدان مختلفة منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وذكر المعهد أن حماس أمضت شهوراً في إدارة حملة دبلوماسية لحشد الدعم والحصول على غطاء سياسي على المسرح العالمي ما يزيد من فرص بقاء الحركة كلاعب رئيسي في الساحة الفلسطينية بعد الحرب، الأمر الذي قد يقوض الهدف الإسرائيلي بالقضاء عليها أو على الأقل إضعافها.

اجتماعات دبلوماسية مكثفة

منذ هجوم “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عقدت حماس بانتظام سلسلة طويلة من الاجتماعات الدبلوماسية مع المسؤولين الأجانب والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية المحلية وغيرها من المجموعات.

وحتى 28 أغسطس/آب، شاركت حماس في 128 اجتماعا من هذا القبيل إما شخصيا أو عبر الهاتف (أو 134 إذا تم تضمين حضور كل دولة في مشاركة متعددة الأطراف).

وشاركت 23 دولة في هذه الاجتماعات مع حماس، سواء في شكل مسؤولين حكوميين أو أحزاب سياسية أو جهات فاعلة غير حكومية تعمل داخل حدودها.

وعلى النقيض من ذلك، لم يكن لدى حماس سوى 37 مشاركة دبلوماسية في العام السابق لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما يعني أنها في طريقها إلى زيادة سنوية بمقدار خمسة أضعاف.

ولقد خدمت كل لقاءات حماس أغراضاً مختلفة: تهنئة حماس على هجوم طوفان الأقصى، ودعم روايتها علناً، فضلاً عن الدعوة إلى إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفي حالات أخرى، بدا أن حماس تتجنب الدعاية المكثفة لبعض اللقاءات بسبب الحساسيات السياسية الواضحة ـ على سبيل المثال، عندما فتحت مكتباً سياسياً في العراق في يونيو/حزيران الماضي.

وفي أماكن أخرى، عملت قطر وتركيا كمكانين رئيسيين لدعم دبلوماسية حماس. كما توفر الدوحة مساحة للحركة للتنسيق مع فصائل المقاومة. ولعبت مصر دورًا مهمًا في دبلوماسية حماس أيضًا – ولكن كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وفي بلدان أخرى، التقت حماس في كثير من الأحيان بمجموعة من الجهات الفاعلة، من المسؤولين المنتخبين والجماعات التي لها تمثيل في الحكومة سواء عربيا أو دوليا.

دبلوماسية عابرة للقارات

إلى جانب حلفائها التقليديين، عملت حماس أيضاً على إشراك السياسيين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني في مختلف أنحاء أفريقيا لحشد المزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

وفي أثناء ماراثون دبلوماسي استمر أسبوعاً في الجزائر في فبراير/شباط الماضي، عقدت حماس اجتماعا رفيعا مع 30 حزباً سياسياً وعشر جمعيات، إلى جانب لقاءات مع وسائل الإعلام ووجهاء الجزائر.

وفي تونس، شاركت حماس في منتديات جماعية في شهري يناير/كانون الثاني ومايو/أيار، بينما اجتمعت مع الجهات الفاعلة السياسية والنقابات عبر الطيف السياسي، من اليساريين إلى الأحزاب الإسلامية.

وفي موريتانيا، ألقى زعيم حركة حماس في الخارج خالد مشعل كلمة في مهرجان أقيم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دعماً للقضية الفلسطينية.

وفي نيجيريا، أجرت حماس زيارة لمدة أربعة أيام في فبراير/شباط شملت لقاء مسؤولين سياسيين لشرح الوضع في غزة.

وفي جنوب أفريقيا، قام مسؤولون من حماس برحلات متعددة إلى كيب تاون، وديربان، وبريتوريا، وجوهانسبرغ، حيث التقوا بمختلف الجهات السياسية الفاعلة مثل المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، والمنظمات غير الحكومية المحلية، والشخصيات الدينية.

وكان الهدف من هذه الزيارات مزدوجاً: تبادل التفاصيل حول حرب غزة، وربط القضية الفلسطينية بتجربة جنوب أفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري.

“لماذا طوفان الأقصى؟”

وبالإضافة إلى الاجتماعات التي عقدتها حماس في الخارج، سعت الحركة إلى التأثير على الرأي العام بشأن أسباب وأهمية هجوم طوفان الأقصى تحت عنوان “هذه هي روايتنا: لماذا طوفان الأقصى؟”.

وللتأكد من وصول الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، سارعت حماس إلى ترجمة الوثيقة من العربية إلى الإنجليزية والفرنسية والفارسية والروسية والماليزية والأردية والصينية والتركية والإسبانية.

وقد برزت حماس بوصفها الصوت الأكثر تأثيرا بشأن فلسطين وقدرة على حشد الدعم الدبلوماسي للقضية الفلسطينية.

وعلى ضوء ذلك حرض المعهد الأمريكي إدارة بايدن، على بذل المزيد من الجهود لكبح الزيادة الكبيرة في مشاركة حماس الدبلوماسية على الساحة العالمية، محذرا من أن الحركة “قد تنتهي إلى اكتساب الشرعية باعتبارها الصوت الوحيد لفلسطين على الرغم من بدء حرب مدمرة وخسارة الكثير من بنيتها التحتية في غزة”.

المصدر: سند للأنباء