الشيخة موزا: “خذلناكم يا أطفال غزة وأنا غاضبة ” ؟؟؟

الدوحة :

اعترفت الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع، بخذلان المجتمع الدولي، لأطفال غزة، وأن الجميع تخلى عنهم، مع فشل المجتمع الدولي في الدفاع عن التعليم، منددة بما يتعرض له الأطفال في القطاع المحاصر من استهداف ممنهج من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت الشيخة موزا بنت ناصر، وهي والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمة ألقتها في افتتاح فعاليات الاحتفاء باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات الذي تنظمه وتستضيفه قطر، أن التكلفة الإنسانية للحرب على غزة لا يقبلها ذو ضمير وأخلاق سامية، وأنها واحدة من الذين ينتابهم الغضب حيال ما يتركب من جرائم في حق الفلسطينيين وفي حق القانون الدولي.

وأضافت أنها غاضبة من حجم الجرائم التي ترتكب في غزة، وغاضبة من فرط صمت الإنسانية، ومن المجتمع الدولي الذي انفضحت معاييره المزدوجة بسبب تغاضي النظر عن مأساة القطاع المحاصر.

وانتقدت الشيخة موزا بنت ناصر، زعماء دول قالت إنهم انتفضوا لحرب، وصمتوا عن أخرى، في إشارة إلى الدول الغربية التي تحركت بشراسة بسبب الحرب الروسية عن أوكرانيا، لكنها تصمت حيال ما يحدث في غزة.

الشيخة موزا: المجرمون ليسوا فقط من ارتكب الجرائم في غزة، بل كل من يدعم الاحتلال أو من اختار الصمت عما يجري في القطاع المحاصر

وأضافت أن العديد من زعماء الدول يتحدثون عن حقوق الإنسان في كل تصريحاتهم، لكنهم يصمتون حينما يتعلق الأمر بالإبادة الجماعية في غزة. كما انتقدت الشيخة موزا بنت ناصر زعماء يزعمون أن فلسطين قضيتهم المركزية، لكنهم لا يتحركون لأجلها، وهي إشارة إلى العديد من الدول العربية التي لا تهتمم بما يجري في الأراضي المحتلة، وتتاجر بقضية فلسطين. وأكدت الشيخة موزا في كلمتها التي اعتبرت جريئة، أن المجرمين ليسوا فقط من ارتكب الجرائم في غزة، بل كل من يدعم الاحتلال ويسانده ويدافع عنه ويدعمه بالمال والعتاد أو اختار الصمت عما يجري في القطاع المحاصر.

وشددت الشيخة موزا أنه لم يتبق سوى مرجعية غزة، وأن الإنسان بلا كرامة لا يستحق الحياة، مضيفة أن غزة تتعرض لقصف وحشي وتحديداً بعد مذبحة حي الدرج، في إشارة لما ارتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصفه نازحين بشكل مباشر خلال تأديتهم صلاة الفجر بمدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة. وأكدت أنه لو ارتكبت دولة أخرى المجزرة في آسيا أو أفريقيا أو غيرها، لسارع المجتمع الدولي من دون تردد لحصارها ومعاقبتها.

وشددت الشيخة موزا أنه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سجل في غزة استشهاد أكثر من عشرة آلاف طالب، وأزيد من أربعمئة معلم و63 ٪ من المدارس وكان معظمها مآوي للاجئين يحتمون فيها. مضيفة أنه نحو عشرين مقرراً وخبيراً أممياً حذروا عن إبادة تعليمية متعمدة في غزة.

وأضافت أنه بعد عام دراسي آخر، ما تزال المدارس في غزة تنتظر من يعود من طلبتها، ممن ظلوا أحياء، لتؤكد قائلة: “لقد خذلناكم يا أطفال غزة، ولم يحمكم لا قانون دولي، ولا شرعية دولية، ولا اتفاقيات دولية”. وتحدثت بلغة حزينة عن واقع أطفال غزة وما يحدث لهم بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة. وتساءلت عن سر الاستسلام وعدم التحرك بجدية لمواجهة ما يتعرض له سكان القطاع المحاصر، من جرائم ترتكب في حقهم، والجميع عاجز عن التدخل لمساعدتهم وإنقاذهم.

وتساءلت قائلة: “هل وصلنا إلى حال أن نترك أطفالاً وحيدين خائفين أسرى لشبح الموت؟ وأن تستهدف مدارس بالهجمات؟”.

وقدمت الشيخة موزا بنت ناصر الاحتفاء الخامس، تحت شعار “التعليم في خطر: التكلفة الإنسانية للحرب”، في الدوحة، عرضاً شاملاً لما يتعرض له الأطفال من استهداف وهجمات في السودان وأوكرانيا وغيرها. وشددت الشيخة موزاً أن الهجمات على التعليم تتواصل.

واعترفت قائلة إن المجتمع الدولي فشل في حماية التعليم، وردع المهاجمين دون ردعهم مثلما يقوم في حالات أخرى. وأكدت على ضرورة توحيد الرؤى لدفع الدول التي تقوم بالهجمات على إعادة الإعمار. وأشادت بوعي الطلبة في الجامعات العالمية تنديداً بالمجازر المرتكبة، واعتبرتها فطرة سليمة.

ويأتي الاحتفاء باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات  بناء على مسودة قرار قدمته دولة قطر وبمبادرة من الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميًا هذه المبادرة في 28 مايو/ أيار 2020، وحظي هذا القرار بدعم 62 دولة عضو، حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحديد اليوم التاسع من شهر سبتمبر كل عام يومًا دولياً لحماية التعليم من الهجمات.

ويدين القرار الهجمات المتزايدة على المؤسسات التعليمية ويُعد هذا اليوم مناسبة سنوية للتأكيد على الحاجة الملحة لحماية التعليم في حالات النزاعات، حيث يدعو هذا اليوم إلى النهوض والتضامن الجماعي العالمي من أجل تطوير خطط عمل وطنية وقوانين وسياسات لضمان المساءلة وحماية الحق في التعليم الجيد في بيئات تعليمية آمنة خلال النزاعات والحروب.

وعقد في العاصمة القطرية الدوحة، الاحتفاء الخامس، تحت شعار “التعليم في خطر: التكلفة الإنسانية للحرب”، وشهد الحدث حضور عدد من الشخصيات البارزة وممثلين عن الأمم المتحدة ومناصري قضايا الشباب والمجتمع المدني.

وتأتي أهمية الحدث للصعود العالمي للهجمات على التعليم، حيث زادت الهجمات على التعليم والاستخدام العسكري للمنشآت التعليمية بنحو 20%  في 2022 و2023 مقارنة بالأعوام السابقة وفقًا لتقرير التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات 2024.

وتبلغ التكلفة الإنسانية للحرب، بتسجيل أكثر من 10,000 طالب ومعلم في الهجمات على التعليم في عامي 2022 و2023. وعن البلدان الأكثر تضرراً: شهدت فلسطين، والسودان، وأوكرانيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وميانمار أعلى معدلات الهجمات على التعليم في عامي 2022 و2023. وتم تهديد مئات المدارس، وحرقها، أو استهدافها بعبوات ناسفة، وقصف، وغارات جوية.

 

وأوشك السودان أن يصبح موطنًا لأسوأ أزمة تعليمية في العالم، حيث يوجد أكثر من 19 مليون طفل خارج المدرسة بسبب تزايد العنف وانعدام الأمن وفقًا لمنظمة منظمة اليونيسف، ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تم حرمان أكثر من 625,000 طالب في فلسطين من التعليم منذ بداية الصراع في أكتوبر 2023، وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن أكثر من 9,839 طالبًا و411 من العاملين في مجال التعليم قد قتلوا منذ أكتوبر 2023.

 

ويُعد اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات منصة للمناصرة وجذب الانتباه العالمي إلى العدد المتزايد من الهجمات على المؤسسات التعليمية والتأكيد على ضرورة التضامن والعمل الجماعي لقادة العالم والأمم المتحدة  لحماية حق كل طفل وشاب في التعليم الآمن والجيد في حالات الصراع  من أجل مستقبل مستدام ومزدهر.

جهود قطرية لدعم التعليم في مناطق الحروب والنزاعات 

تقدم مؤسسة التعليم فوق الجميع برامج تعليمية ذات جودة عالية لأكثر من 19 مليون طفل وشاب في أكثر من 60 دولة، خاصة في المجتمعات الأكثر ضعفًا وتهميشًا. وترأست الشيخة موزا بنت ناصر، ودولة قطر، المبادرة لتأسيس اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات. وتُعد مؤسسة التعليم فوق الجميع رائدة في جهود المناصرة والدعوة العالمية لحماية التعليم من الهجمات، باعتباره حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، لاسيما في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والمهمشة.

وقادت مؤسسة التعليم فوق الجميع مبادرات عديدة لتعزيز الحوكمة العالمية والقانون الدولي، وتمكين الشباب والمجتمع المدني لحماية حقوقهم التعليمية.

وإذ قامت مؤسسة التعليم فوق الجميع بتسجيل أكثر من 12 مليون طفل خارج المدرسة على مستوى العالم، في التعليم الابتدائي الجيد رغم التحديات الكبيرة مثل النزاع، النزوح الداخلي، الفقر، نقص الموارد وضعف البنية التحتية، عدم المساواة بين الجنسين، تغير المناخ، والممارسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. كما سجلت مؤسسة التعليم فوق الجميع أكثر من 7.2 مليون طفل خارج المدرسة من الذين تأثروا بالنزاع في التعليم الابتدائي الجيد الآمن، منهم 4 ملايين من اللاجئين والنازحين داخليًا في 25 دولة.

واستفاد أكثر من 4.2 مليون متعلم من بنك موارد التعليم المجاني عبر الإنترنت (IFERB) الذي توفره مؤسسة التعليم فوق الجميع، منهم 800,000 من دول المتأثرة بالنزاع مثل أوكرانيا وفلسطين والسودان واليمن. يوفر بنك موارد التعليم المجاني عبر الإنترنت (IFERB) وحدات تعلم مجانية ومتعددة التخصصات لضمان التعليم المستمر خصوصا وقت الأزمات.

وأطلقت مؤسسة التعليم فوق الجميع بالتعاون مع شركائها، بوابة بيانات لتتبع الهجمات على التعليم (TRACE) لجمع وتحليل بيانات دقيقة عن الهجمات على التعليم حول العالم، مما يشكل أساسًا قويًا للدعوة العالمية، وإنشاء سياسات وقائية والاستجابات الفورية في حالات الطوارئ.

 

وبالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أطلقت مؤسسة التعليم فوق الجميع مجلسا استشاريا للشباب لتدريب وتمكين الشباب للدفاع عن حماية التعليم في الفعاليات العالمية. وحشدت مؤسسة التعليم فوق الجميع أكثر من 678,000 شاب من مناطق النزاع في مبادرات الدعوة إلى السلام وورش عمل تعلم حل النزاعات، وتعزيز المواطنة العالمية، وتنمية الاستدامة، مما يعزز ثقافة السلام ويدعم حقوق الإنسان. ومنحت مؤسسة التعليم فوق الجميع أكثر من 10,000 منحة دراسية للشباب المهمشين في مناطق النزاع، واللاجئين، والأشخاص النازحين داخليًا من فلسطين وسوريا وأفغانستان، لمواصلة تعليمهم العالي في جامعات مرموقة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وقطر ولبنان وتركيا.

كما أطلقت مؤسسة التعليم فوق الجميع عددا من مبادرات الاستجابة الفورية الشاملة للاحتياجات العاجلة للمتضررين في قطاع غزة والتي استفاد منها أكثر من 233,000 طفل وشاب، والتي تشمل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والشباب المتأثرين بالأزمات والهجمات المستمرة، توفير مستلزمات النظافة الأساسية وعناية الصحة للفتيات والنساء النازحات، وتقديم وجبات للعائلات النازحة، ودعم المبادرات المجتمعية التي يقودها الشباب.

وعملت مؤسسة التعليم فوق الجميع في 25 دولة لتسجيل أكثر من 7.2 مليون طفل خارج المدارس، منهم أربعة ملايين لاجئ ونازح داخليًا. وتشمل قائمة الدول ما يلي: غزة، وسوريا، وأفغانستان من خلال المنح الدراسية: تم منح أكثر من 10,000 منحة دراسية للشباب المهمشين من غزة وسوريا وأفغانستان وذلك لمواصلة تعليمهم العالي في جامعات بارزة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وقطر ولبنان وتركيا.