معمرعرابي: نتنياهو يتمسك بمحور صلاح الدين “فيلادلفيا” ويضخم أهميته للبحث عن صورة انتصار أمام صمود المقاومة لإدامة احتلال طويل لغزة

المسار: ليس نتنياهو فقط وإنما هناك دولة عميقة في اسرائيل لا تريد وقف الحرب والقتل

الأمن القومي الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة سقط، والمقاومة اللبنانية هي من تفرض حزاما أمنيا على مسافة 20 كيلومتر داخل فلسطين المحتلة

أمريكا منحت الاحتلال شيكا أبيض للاستمرار في قتل وذبح الشعب الفلسطيني

مشاريع التسوية اصبحت بضاعة لا تشرتى عند الشعب الفلسطيني

مشروع التسوية وأوسلو نكبة جديدة للشعب الفلسطيني وجلبت لنا الدمار والخراب

غزة الصغيرة المحاصرة غيرت ايقاع وإعدادات العالم، وكل ارتداداتها أصبحت تصل كل بقاع الارض

هناك واقع جيوسياسي يفرضه المستوطنون والاحتلال في الضفة.. البديل اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني

“اسرائيل” تنفذ حرب الابادة بتواطئ ودعم رسمي عربي وغربي

سردية المشروع الصهيوني أصيبت في مقتل

وقال الزميل معمر عرابي إن نتنياهو يتمسك بمحور صلاح الدين “فيلادلفيا” ويضخم أهميته للبحث عن صورة انتصار أمام صمود المقاومة لإدامة احتلال طويل لغزة، لأنه يدرك أن أي صورة انتصار للمقاومة يعني هزيمة المشروع الصهيوني بعد 76 عاما من بيع الوهم.

وأضاف عرابي في لقاء على قناة الميادين، يجب أن لا نتعامل مع الامور بسطحية وكأن الأمر متعلق بنتنياهو فقط، وإنما هناك دولة عميقة في “إسرائيل” لا تريد وقف الحرب وتريد مزيد من القتل للشعب الفلسطيني.. الخلافات بينهم في التكتيك وليس في الاستراتيجيا، أي أن خلافتهم حول من يقتل اكثر من الفلسطينيين، لأن المجتمع الاسرائيلي فاشي عنصري قاتل متفق على قتل الشعب الفلسطيني.

وحول ما تسمى “الجبهة الشمالية” مع لبنان، قال عرابي إن “اسرائيل” تعودت على مدار عشرات السنوات الماضية، خوض الحروب الخاطفة والسريعة على أرض الأخر، لكن شكل الحرب الحالية انها تحدث على ارض فلسطين، أما في شمال فلسطين المحتلة، تعود الاحتلال استهداف لبنان واحتلال جزء من أراضيه وفرض حزام أمني، لكن الآن تغيرت قواعد الاشتباك، وأصبحت المقاومة اللبنانية هي من تفرض الحزام الأمني داخل فلسطين المحتلة على مسافة 20 كيلومتر حتى طبريا، وهذا يعني ان الامن القومي في شمال فلسطين المحتلة سقط، وبات المقاومون أقرب لأبواب عكا وحيفا.

وأضاف: الاسرائيلي يخوض هذه الحرب على اساس أنها حرب وجود واي هزيمة له في لبنان او في غزة يعني هزيمة للمشروع الصهيوني.. بعد انتهاء الحرب، ماذا ستقول “إسرائيل” للعالم،؟ حيث اصبحت دولة منبوذة في العالم باستثناء امريكا واوروبا.

وأكد عرابي أن أمريكا منحت الاحتلال شيك بياض للاستمرار في قتل وذبح الشعب الفلسطيني، معتبرا أنه لا يوجد تباين بين الموقف الاسرائيلي والامريكي، حيث بعد عام من الحرب لو ارادت امريكا وقف الحرب لاوقفتها، بل هي شريكة في العدوان وتقدم الدعم العسكري والمالي والسياسي للكيان، لأنها تدرك أن انتصار المقاومة في لبنان وغزة يعني هزيمة امريكا في الشرق والاوسط.

واعتبر أن أي مبادرات او تحركات أمريكية لفصل جبهة الشمال عن غزة لن تنجح، لان شرط المقاومة في لبنان هو وقف الحرب في غزة، وهو ما عبر عنه نصر الله عندما قال اوقفوا الحرب في غزة نوقف جبهة الاسناد في الشمال.

وأشار إلى أن 250 الف مستوطنون لا يستطيعون العودة الى المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، ويعلم نتنياهو علم اليقين انه لن يعود مستوطنون الشمال الا اذا انتهت الحرب.

وقال إن أي حرب شاملة مع المقاومة اللبنانية ستكون خطأ استراتيجي يركتبه.. ما يحدث في الجبهة الشمالية هو واقع استراتيجي وجيوسياسي جديد، لا يمكنه التعامل معه، فقوة المقاومة في لبنان اليوم ليست كما كانت 2006، إضافة إلى أنه هناك تآكل للردع الاسرائيلي.

وحول مشاريع التسوية، قال عرابي إن مشاريع التسوية اصبحت بضاعة لا تشرتى عند الشعب الفلسطيني، والنكبة الحقيقية ليست فقط عام 48 وانما عندما وُقع اتفاق اوسلو الذي اعطي المساحة للاسرائيلي في التوسع الاستيطانية والسيطرة .

وأضاف: اسرائيل مشروع استعماري يقوم على اجتثاث الشعب الاصلاني في هذه البلاد واقامة الدولة الفاشية.. اليوم في ادبيات الكيان برمته باتوا يتحدثون عن خطأ استراتيجي ارتكبوه قبل 76 عاما انهم ابقوا الفلسطينيين على ارضيهم، والان يتحدثون عن اجتثاث هؤلاء السكان وترحيلهم من الضفة والقدس المحتلة.

وتابع: اما نحن الفلسطينيين أدركنا وهم مشروع التسوية منذ 31 عاما، حيث حقق لنا الخراب والدمار، وبات الكل الفلسطيني مستهدف، حتى السلطة الفلسطينية اصبحت مستهدفة من مخطط المشروع الديني الصهيوني، الذي لا يريد اي كيان فلسطيني.

وقال: كان الاسرائيليون يتحدثون عن الارض مقابل السلام، ثم السلام مقابل السلام، ثم السلام مقابل الأمن، ثم السلام مقابل التطبيع، ثم السلام مقابل الرحيل، والآن السلام مقابل الاقتلاع. مضيفا: السلام لم يعد ممكنا، إنهم “الاسرائيليون” يتحدثون عن حسم الصراع، ونحن نعتقد كفلسطينيين انه بات يجب حسم الصراع مع هذا الكيان.

وأضاف: نحن نتحدث عن جيش المستوطنين بجانب جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وهناك واقع جيوسياسي في الضفة. أما البديل فهو ضرورة اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، واي مسجد او مدرسة او كنيسة تُقام على هذه الارض تعني صمود ومقاومة، ولا يوجد خيار امامنا سوى الصمود على هذه الارض .

وأوضح أنه بعد عام من العدوان والقتل، لا تزال المقاومة صامدة في غزة، وقد قررت الصمود لا الانتحار، لأن “خلفها موت أكيد وأمامها موت محتمل”.. هي المقاومة الاولى على مدار التاريخ تقاتل على مساحة صغيرة كل يوم بامكانياتها البدائية ووسط حصار تام، ولا يزال الاحتلال عصي على قتلها وقتل وروح المقاومة لدى شعبنا.

وقال إن الاسرائيليون ومن خلفهم كانوا يراهنون على مسألة الوقت بأن المقاومة سترفع الراية البيضاء، لكنهم اكتشفوا بعد عام أنها لا زالت صامدة وتقاتل، وبدأوا يتحدثون عن هذا الجنون لدى الشعب الفلسطيني، وبالأمس تحدثت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها عن مدى التصاق الفلسطيني بأرضه.. اليوم التالي سيكون الصعب عليهم لان الفلسطيني ليس لديه ما لديه ان يخسره.

وحول تأثير الحرب في غزة على النفوذ الأمريكي في العالم، قال إن غزة الصغيرة المحاصرة غيرت ايقاع وإعدادات العالم، وكل ارتداداتها أصبحت تصل كل بقاع الارض، لذلك يحاول الأمريكي منع اي صورة انتصار في فلسطين لان ذلك سيكون له ارتدادات على المنطقة وعلى حالة القطبية في العالم مثل الصين وروسيا، وتشكيل قطب في مواجهة امريكا.

وبشان إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، قال عرابي إنه لا يتوقع نجاح قريب للمصالحة، لان اليوم الاخير في غزة سيشكل المشهد، ولان هناك ضغط امريكي وبعض الدول العربية لمنع اي مصالحة فلسطينية.

وأضاف أن “اسرائيل” تنفذ حرب الابادة بتواطئ ودعم رسمي عربي وغربي، ولولا ذلك لما استمرت المذبحة على مدار عام.

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول تحويل المعركة إلى دينية وليست سياسية مع الفلسطينيين، لكن اليوم أصيبت سردية المشروع الصهيوني في مقتل.. المؤرخ اليهودي إيلان بابيه هو اول من تحدث عن التطهير العرقي، كما أن جزء من حركات الاحتجاج في الجامعات الامريكية هي يهودية، وجزء من ناشطي حركة BDS هم من اليهود.

المصدر  … وطن للأنباء