في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا: ” الديمقراطية ” : اثنان وأربعون عاماً، الإبادة مستمرة والعدالة غائبة

قبل اثنين وأربعين عاماً، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني والميليشيات المتواطئة معه واحدة من أبشع المجازر بحق شعبنا الفلسطيني واللبناني الآمن في بيوته في صبرا وشاتيلا، ذُبح آلاف المدنيين الأبرياء، من الأطفال والنساء والعجائز العزل، بدم بارد وتحت جنح الظلام. استمرت المجزرة ثلاثة أيام بلياليها في محاولة يائسة لإبادة شعب له جذور عميقة في التاريخ والحضارة تمتد لآلاف السنين.

اليوم، تحل الذكرى وسط استمرار جرائم الإبادة والتطهير العرقي لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة منذ اثني عشر شهراً، بالبث الحي على مرأى ومسمع من العالم أجمع، عدوان ينتهك فيه جيش الاحتلال كل المحرمات ويرتكب أبشع المجازر تحت ذريعة القضاء على المقاومة وتحرير أسراه، ليتصدر قائمة العار السوداء للجيوش التي تقتل الأطفال في العالم في ظل كيان استعماري كولونيالي لا يعرف سوى لغة القتل والإبادة والتضليل والفصل العنصري، على النقيض من الشعب الفلسطيني وحضارته الإنسانية وتاريخه العريق.

إن مواجهة القتلة في صبرا وشاتيلا تتطلب تكثيف العمل على توثيق كل ما يتعلق بهذه المجزرة، وجمع المزيد من شهادات الناجين، للحفاظ على الذاكرة حية ومتحفزة لإدانة هذا العدو وعملائه، ولو تحققت العدالة بمحاسبة المجرمين وعملائهم في مجازر صبرا وشاتيلا وما قبلها، لما تواصل الإجرام الصهيوني حتى يومنا هذا حيث يرتكب جيش الاحتلال اليوم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشكل علني في غزة والضفة، بشراكة أمريكية أطلسية، مما يستوجب متابعة الدعاوى في محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية والأمم المتحدة لمحاكمة إسرائيل وشركائها وداعميها، وعزلها واعتبارها دولة استعمار وفصل عنصري تمارس الإرهاب المنظم على مستوى الدولة، يجب محاسبتها على جرائمها وملاحقة قادتها وسوقهم للعدالة كمجرمي حرب وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

إن مواجهة مشاريع التصفية والإلغاء بحق الشعب الفلسطيني تتطلب وبشكل عاجل تحقيق الوحدة السياسية وتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني وقرارات إعلان بكين. في مقدمة ذلك، انعقاد اجتماع عاجل للإطار القيادي الموحد والمؤقت لتشكيل حكومة وفاق وطني بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، تقطع الطريق على جميع مشاريع التبديد والتفتيت.

في الذكرى الثانية والأربعين لمجازر صبرا وشاتيلا، نتوجه بالتحية لأرواح الشهداء والمفقودين وذويهم، ولكل الأسرى والجرحى، ولصمود شعبنا الفلسطيني في مواجهة مشاريع التصفية والتبديد. كما نوجه التحية لمقاومته الباسلة وجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، ولصمود سوريا ودعم إيران، ولجبهة الأحرار في العالم الذين يقفون مع الرواية الفلسطينية وحقوقها، ولدعمهم في الجبهات القانونية.
وندعو لتعزيز نضال الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته حتى انتزاع الحقوق الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.

بيروت
الثلاثاء 17-9-2024