الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 19/9/2024

يجب عدم الذهاب مثل القطيع الى الذبح في حرب سلامة نتنياهو

بقلم: اوري مسغاف

أنا أنظر الى صورة اغام نعيم من كيبوتس مشمروت، التي قتلت في رفح. اغام تبتسم لي في الشاشة، كتب أنها كانت ممرضة في اللواء 401. أنا أرى طفلة جميلة ترتدي النظارات وعمرها 20 سنة، مثل ابنتي. أنا احول نظري الى دانييل وعميت ودوتان، الذين قتلوا معها في المبنى الذي هدم فوقهم.

قبل اسبوع نظرت ايضا الى صورة توم ايش شالوم وصورة دانييل الوش، جنديا الاحتياط في 669، اللذان قتلا في تحطم مروحية “ينشوف”. هما كانا قريبين من سني، متزوجان وآباء لاولاد مثلي. عقلي يهرب الى شالوم حانوخ في 2003 وهو يقول: “عميقا في داخل الروح أنت لا تفهم بعد – لماذا يقتل الاولاد/ لماذا هذه الحرب/ ما هو سبب الحرب؟”.

في انهيار المبنى في رفح اصيب ستة جنود آخرين، اربعة من بينهم باصابة بالغة. في تحطم مروحية “ينشوف” أصيب ستة جميعهم باصابة بالغة. عنهم لا يتحدثون. ايضا هنا أنا اعود الى شالوم حانوخ في 1997 عندما كتب: “في المكان الذي اعيش فيه تمر مروحية/ هذا اشارة الى شيء سيء/ إما الى أبو كبير أو تل هشومير/ هي تحمل البشرى المريرة”.

المقابر وغرف الاستشفاء عندنا تمتليء منذ سنة بالفتيان، لكن ثمن الحرب لا يصل الى عامة الناس. القتلى يتم اظهارهم عند موتهم في صور وهم على قيد الحياة وجميلين ومبتسمين. بالطبع، لا يجدر اظهار جثثهم (احترام الميت). ايضا ليس صور مصابين يتم اعطاءهم التنفس الصناعي، أو مصابين محطمين مبتوري الاطراف وينزفون ومصابين بالكدمات وعميان بسبب انفجار العبوات (خصوصية الفرد). هكذا فانه لا يوجد تجسيد للخسارة والانكسار والدمار.

هاكم اقتراح لبرنامج واقعي: بدلا من “الاخ الاكبر” كاميرات مفتوحة طوال ايام الاسبوع لقتلى الاسبوع قبل الماضي. بدلا من “السباق نحو المليون” متابعة لمبتوري الاقدام الذين يتعلمون السير على العكازات في مستشفى شيبا. بدلا من “نرقص مع النجوم” الآباء الثكالى والارامل والايتام يقومون بمواجهة كل يوم غياب الزوج والابن والأب. الآن مرت سنة على حرب لا نهاية لها، بدون اهداف أو خطة أو جدوى. الهدف والخطة والفائدة الوحيدة هي استمرار الحرب من اجل الحفاظ على حكم نتنياهو. ولكن في موضوع الحرب، خلافا للمخطوفين، لا يوجد احتجاج. لا يوجد بديل أو نقاش.

ما هي نظرية الامن الحالية لدولة اسرائيل وجهاز الامن؟ أنا أرى فقط قوة ومزيد من القوة، رد ومزيد من الرد، سكون وجمود. عمليات هوليوودية تشعل الخيال والأنا والشهوة للحظة. بعد بضع ساعات يواصل الجنود الموت في العالم الحقيقي.

7 اكتوبر فرض علينا، ايضا الحاجة الى الرد. أنا شخصيا أيدت الرد العسكري الشديد مع دخول بري. ربما أخطأت. كانت هناك خيارات اخرى. بسذاجتي المجرمة تخيلت عملية مع منطق عملياتي واهداف قابلة للقياس وواقعية، في مدى محدد للزمن. ترميم الاعمدة الثلاثة الرئيسية في نظرية الامن التي اقامت عليها حكومات المعراخ ومباي الدولة (الردع، الانذار والحسم). الحرب في ذلك الحين حسب المباديء الفولاذية التاريخية، نقل القتال الى ارض العدو، انجاز واضح وتحقيقه في صالح التسويات السياسية. بالمناسبة، هذا ايضا تحقق في “السور الواقي”، وبدرجة اكبر مما تمت العادة على الاعتراف به، ايضا في حرب لبنان الثانية.

أين كنت اعيش، سنوات حكم نتنياهو والمستوطنين دمرت كل شيء هنا. حتى الأمن. ولكن حتى اسوأ من ذلك، الاتفاق الاساسي على أن الحرب هي أمر سيء، هي وضع غير طبيعي. هي ليست الطموح. ليست الحل الدائم. قبل سبعين سنة تساءل وزير الخارجية ورئيس الحكومة موشيه شريت: “ما هو حلمنا في هذه الارض؟ الحرب حتى نهاية الاجيال والعيش على حد السيف؟”. بحنجرة مختنقة أنا أدعو الجميع: هذه اصبحت منذ زمن حرب سلامة نتنياهو. يجب عدم الذهاب مثل القطيع الى الذبح.

——————————————–

هآرتس 19/9/2024

تفجير أجهزة الاتصال حطم قوة ردع حزب الله لإسرائيل

بقلم: جاكي خوري

حرب التكنولوجيا بين اسرائيل وحزب الله، وبين اسرائيل ومن يوفرون القدرات لحزب الله، وعلى رأسهم ايران، لم تبدأ في الاشهر الاخيرة. حزب الله يناضل منذ سنوات من اجل منع اختراق شبكات اتصاله. وقد نشر الحزب اكثر من مرة عن اعتقال خبراء في الاتصالات والسايبر، الذين تم اتهامهم بالعمل، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مع اسرائيل. أو عن اكتشاف اجهزة تنصت تم اخفاءها في الدولة.

في المعركة الحالية اهتم حزب الله باظهار توثيق هجماته على ابراج الاتصال الاسرائيلية على طول الحدود، وقام بنشر صور جوية للمسيرات التي وثقت منشآت استراتيجية توجد في عمق اسرائيل وضربات دقيقة لاهداف عسكرية، رغم أنه من غير المؤكد أن هذا الامر ساعد التنظيم استراتيجيا. على الصعيد المعنوي التوثيقات منحت التأييد لحزب الله في اوساط الرأي العام في لبنان وفي اجزاء في العالم العربي. مع ذلك، قادة حزب الله عرفوا دائما بأن اسرائيل لن تتوقف وحذروا باستمرار اعضاء الحزب من محاولة اسرائيل المس بالبنى التحتية لاتصالات حزب الله واستخدام قدرتها التكنولوجية لجمع المعلومات. الفيلم الذي برز مؤخرا في الشبكات الاجتماعية في لبنان وفي العالم العربي كان مقطع لخطاب حسن نصر الله في شباط الماضي الذي حذر فيه بشكل صريح من قدرة اسرائيل على اختراق الهواتف المحمولة. “أنا ليس لدي هاتف محمول، لكن من يوجد لديه هاتف محمول فأنا أقول له، للمرة المئة، بالاساس للاشخاص في جنوب لبنان، تخلصوا منه. في كل تكون عملية اغتيال أو اختراق للحزب يقولون لنا ابحثوا عن العملاء. اسرائيل ليست بحاجة الى العملاء لأن كل هاتف محمول هو عميل بحد ذاته. فهو يعطي كل المعلومات لاسرائيل، حتى مكانك في البيت أو في الشارع أو في السيارة، أو اذا كنت تجلس في المقعد الامامي أو الخلفي”.

اذا لم تشوش الموجة الثانية لانفجارات اجهزة الاتصال مخططات حزب الله، فان حسن نصر الله سيلقي اليوم خطاب بعد الظهر. يتوقع بالطبع أن يتطرق للحادث الذي يعتبر في اوساط الكثيرين في الساحة اللبنانية كأحد الهجمات الشديدة التي تعرض لها الحزب في الحرب، اذا لم يكن الاصعب، وذلك ليس بسبب عدد المصابين، بل بسبب عمق الاختراق الاستخباري والقدرة العملياتية. الآن على مستوى التكتيك فان كل هاتف محمول وجهاز بيجر هو مشبوه باعتباره عبوة يمكن أن تنفجر في أي لحظة بأمر من منظومة تجسس متقدمة. اذا كانوا في حزب الله يتشككون بالاجهزة كوسيلة لجمع المعلومات الاستخبارية أو أداة للمراقبة والتعقب، فانها الآن اصبحت قنبلة موقوتة.

على صعيد المعنويات فان الضربة الشديدة تم تنفيذها، والجمهور في لبنان، بما في ذلك من يؤيدون حزب الله، اصبحوا يدركون أن الاحداث الاخيرة تلزم قيادة الحزب على اجراء فحص داخلي عميق يشمل متابعة سلسلة الشراء قبل تقرير الرد. ايضا على الصعيد العملياتي الهجوم سيضع حزب الله امام اسئلة كثيرة مثل هل طبيعة رد اسرائيل تتغير، وهل كل موجة هجمات بالصواريخ أو بالمسيرات الانقضاضية ستكلف حياة البشر ومصابين بواسطة الضغط على زر في اسرائيل.

اضافة الى تصريحات قادة حزب الله حول الاستمرار في النضال ودعم غزة والانتقام الذي سيأتي، فانه حتى الآن لا يوجد للحزب أي رد فوري عملياتي لم ينزلق الى معركة شاملة. المسافة بين هذه المعركة وبين كبحها، مرهون الآن بالضغط على الزر.

——————————————–

 هآرتس 19/9/2024

على حزب الله أن يختار إما الانثناء أو الحرب

بقلم: عاموس هرئيلِ

سلسلة منشورات في وسائل الاعلام الاجنبية، المتحررة من قيود الرقابة العسكرية في اسرائيل، تضيف تفصيل مهم لصورة المعلومات بشأن هجوم اجهزة البيجر واجهزة الاتصال على حزب الله أول أمس والذي استمر أمس في هجوم اصغر على اجهزة الاتصال التي توجد في حوزة المنظمة اللبنانية. حسب التقارير فان حزب الله كان على وشك اكتشاف الخطة العملياتية التي تمت بلورتها في اسرائيل على مدى سنوات، التي في اطارها تم تفخيخ آلاف اجهزة البيجر مسبقا، ووزعها حزب الله على اعضائه. قبل لحظة من اكتشاف العملية تم اتخاذ في اسرائيل القرار لتفعيلها.

النتيجة كانت ضربة عملية وضربة قوية في معنويات حزب الله. فآلاف من اعضائه اصيبوا وعشرة أو اكثر قتلوا ومنظوماته القتالية تبين أنها شفافة وقابلة للاصابة. أمس بعد أن دعا حزب الله اعضاءه للتخلص على الفور من اجهزة البيجر بدأت انفجارات في اجهزة اتصالات من نوع آخر وتم الابلاغ عن 20 قتيل و450 مصاب في ارجاء لبنان، من بينهم من اصيبوا في جنازة القتلى من أول أمس. بيوت وسيارات للاعضاء اشتعلت نتيجة الانفجارات التي كانت هذه المرة في اجهزة اكبر، لذلك ربما كانت تحتوي على كمية أكبر من المواد المتفجرة.

يبدو أنهم في حزب الله لم يتعلموا الدروس المطلوبة من الهجمات الاولى، والآن اعضاءه يدفعون ثمن اضافي. وللمفارقة، رئيس حزب الله، حسن نصر الله، دعا في شباط الماضي اعضاءه من التخلص من الهواتف المحمولة بذريعة أنها كشفت الحزب للاستخبارات الاسرائيلية. حزب الله تزود كبديل باجهزة البيجر القديمة على فرض أنها أكثر حصانة امام الاصابة، لكنه هكذا عرض نفسه لضرر اكبر بما لا يقاس. والآن الاضرار تمتد ايضا بواسطة اجهزة الاتصال.

يمكن الافتراض أنهم في الحزب سيبدأون التعامل الآن بحذر حتى مع الاجهزة الكهربائية المنزلية العادية. وكما اشار محلل “واشنطن بوست”، ديفيد ايغناشيوس، فان اسرائيل حولت للمرة الاولى اجهزة عادية للعدو الى اجهزة هجومية ضده. المعاني يمكن أن تكون كبيرة – استغلال اجهزة منزلية مرتبطة بالانترنت في هجمات قاتلة في المستقبل. والمعرفة لتنفيذ هذه الهجمات ليس بالضرورة ستبقى في يد دول ديمقراطية غربية.

حرف الانتباه السياسي

التقارير عن الاشتباهات التي ثارت في حزب الله ربما يمكنها شرح حرف انتباه المستوى السياسي، الذي انتقل أول أمس خلال دقائق من الانشغال الكثيف بعاصفة الاستبدال التي لم يتم تطبيقها بعد في وزارة الدفاع بين يوآف غالنت وجدعون ساعر الى سلسلة نقاشات محمومة حول الوضع في الشمال.

اذا كان قد اوشك على الانكشاف ذخر استخباري وعملياتي الذي تم تطويره، حسب المنشورات، خلال سنوات استعدادا لامكانية اندلاع حرب مع حزب الله، فانه يمكن معرفة لماذا كان من الملح لمتخذي القرارات اعطاء المصادقة على تشغيلها، قبل فقدان الاهمية الاستراتيجية الكامنة فيها (على فرض أن الحديث يدور وبحق عن هجوم لاسرائيل).

العملية التي نسبت لاسرائيل تثير ردود انفعالية من قبل خبراء في الجيش والمخابرات في ارجاء العالم. هذا أمر مفهوم. فهنا يتم تجسيد القدرة على اختراق بسرية لهدف سري للعدو، وتركيز الاصابة على نشطاء عمليين مع مس ضئيل جدا بالمدنيين (رغم آلاف المصابين)، والعمل بشكل متزامن ضد اهداف كثيرة وكشف العلاقة العملية السرية بين السفير الايراني في بيروت الذي اصيب بسبب انفجار احد الاجهزة وبين شبكات الارهاب المتشعبة لحزب الله. حتى الآن، في ظل غياب بيان فيه تحمل مسؤولية رسمية عن العملية في لبنان (باستثناء التغريدة غير المسؤولة من قبل حاشية رئيس الحكومة) والصعوبة في ادارة حوار كامل في هذا الشأن، فانه تثور هنا اسئلة اخرى.

الضربة المؤلمة جدا والمعقدة يجب أن تكون بمثابة ورقة يجب الحفاظ عليها كضربة الافتتاح لعملية عسكرية واسعة. الآن هناك من يقومون بمقارنة هذه العملية، رغم الفرق الواسح من حيث حجمها، مع عملية “موكيد” لسلاح الجو، التي تم تدمير فيها على الارض مئات الطائرات المصرية والسورية في بداية حرب الايام الستة. في الحادثة الحالية فان ما كان بعد الهجوم على اجهزة البيجر كان على شكل تفجير هذه الاجهزة. حتى أمس لم يتم النشر عن هجمات جوية كثيفة أو دخول بري لاسرائيل الى لبنان. نظريا على الاقل هناك خطر في أن يكون حزب الله هو الذي سيبدأ العملية القادمة في القريب، ويؤدي الى حرب شاملة ردا على الاهانة التي تعرض لها في بيروت.

فقط في جلسة الكابنت مساء يوم الاثنين تم تغيير اهداف الحرب، حيث اضيف اليها اعادة سكان الشمال الى بيوتهم (رغم أن نتنياهو يطرح هذا الامر في خطاباته كهدف منذ بضعة اسابيع). يبدو أنه ستمر بضعة ايام الى أن نفهم اذا كان لدينا هنا عملية استراتيجية يعدها المستوى السياسي استمرارا للضربة التي تلقاها حزب الله. هل التوجه هو نحو الحرب أو أن اسرائيل ببساطة تقوم باحصاء النقاط الايجابية التي راكمتها، وكأنه سيكفي تحقق عدد كاف من النقاط من اجل هزيمة حزب الله؟.

على فرض أن هذا كان هجوما اسرائيليا فان هناك تفسيرات محتملة لنوايا نتنياهو، الذي يبدو أنه يقود الآن بلورة السياسة في الشمال. الاول هو أن رئيس الحكومة يأمل بأن الضغط المتزايد وجنون العظمة المتزايد خوفا من المزيد من الهجمات الى دفع حزب الله في النهاية الى نقطة الانهيار. رئيس حزب الله، حسن نصر الله، سيدرك بأن الثمن الذي يدفعه مقابل اسهامه في صراع حماس في غزة، اطلاق الصواريخ والقذائف والمسيرات بشكل مستمر منذ بداية الحرب، باهظ الثمن ولا يمكن تحمله، وسيعمل على التوصل الى ترتيب لوقف اطلاق النار في الشمال وتنسحب بحسبه قوة “الرضوان” الى ما وراء نهر الليطاني بطريقة تسمح بعودة بعض السكان الاسرائيليين الى المستوطنات على الحدود.

التفسير الثاني هو أنه ربما أن اسرائيل تحاول جر حزب الله الى حرب. عندما سينجر حسن نصر الله الى الرد، فان اسرائيل ستستغل الشرعية الدولية التي ستحصل عليها بعد المس بمواطنيها وسيكون لديها ذريعة لشن حرب شاملة في لبنان. في الوقت الذي فيه حزب الله وايران يفضلون استمرار المناوشات الحالية دون دفع الثمن الذي تشمله المواجهة العسكرية بدون قيود. هذا ما يخشون منه في لبنان. مصادر مقربة من حزب الله قالت أمس إن الحزب يلاحظ نية اسرائيل، جره الى الداخل، لكن كل ذلك تقديرات فقط. رئيس الحكومة منع أول أمس الوزراء من اجراء المقابلات، وايضا القيادة الامنية تحافظ على الصمت.

اليوم بعد الظهر ربما سيتلاشى عدد من علامات الاستفهام، حيث يتوقع أن يلقي حسن نصر الله خطاب في بيروت. في هذه الاثناء نشر أمس الصحفي المقرب من حسن نصر الله، ابراهيم الامين، محرر صحيفة “الاخبار” اللبنانية مقال متعرج حاول أن يطرح فيه موقف حزب الله. وقد وصف هجوم أول أمس بعملية امنية الاكبر من بداية المواجهة. وقال “نحن في وضع جديد”. و”حزب الله سيبحث عن رد مناسب على هذه الضربة”. قال الامين.

ربما أن اقوال حسن نصر الله ستوضح اكثر عما يدور الحديث. يجب الاخذ في الحسبان بأن هجمات اجهزة البيجر واجهزة الاتصال تضعضع ليس فقط الشعور بالامن الشخصي لقيادة المنظمة، بل ايضا الثقة بقدرة رجاله. سلسلة القيادة والسيطرة في الحزب في حالة الطواريء تضررت بشكل كبير. وحسن نصر الله بالتأكيد يتساءل اذا تم اختراق منظومات خساسة اخرى للحزب وما الذي سيحدث اذا قرر رجاله استخدام السلاح الذي تم الاحتفاظ به الى حين الحصول على الأمر. في المقابل، يبدو أن أي هجوم، بالتأكيد حادثة صارخة بيروت، يقرب حزب الله الى شفا الحرب الشاملة. هذه الحرب ليست عملية استخبارية يمكن السيطرة على كل نتائجها، بل هذه قصة مختلفة كليا، والطرفان فيها يمكن أن يدفعا ثمنا لم يتعودا عليه في السابق.

منطقة الراحة

في الوقت الذي فيه تجري كل هذه الامور، ووسائل الاعلام في اسرائيل وفي العالم مهووسة من قصص جيمس بوند في الضاحية، الجيش الاسرائيلي يواصل القتال في القطاع والجنود يستمرون في الموت. صباح أمس سمح بنشر أنه في مساء الامس في وقت قريب من الهجوم في بيروت قتل ضابط وجنديان وممرضة من لواء جفعاتي في حادث في حي تل السلطان في رفح. حتى الآن من غير الواضح اذا اصيبوا بتفجير بيت أو بواسطة صاروخ مضاد للدروع، واصيب ايضا خمسة جنود، بينهم ثلاثة في حالة حرجة. في حادث آخر اصيب اصابة بالغة ضابط. جميع المصابين هم من جفعاتي.

هذا تذكير بثمن القتال، في قطاع فيه الجيش الاسرائيلي سبق واعلن في مرات كثيرة مؤخرا عن هزيمة اللواء القطري لحماس. وفي نفس الوقت تم نسيان المخطوفين، والاحتجاج من اجل اطلاق سراحهم خفت، حيث في الخلفية توجد الصور المدوية من لبنان. نتنياهو عاد الى منطقة راحته: الصفقة عالقة وضغط الجمهور لوقف الحرب واعادة المخطوفين انخفض بشكل واضح.

——————————————–

يديعوت احرونوت 19/9/2024

المصلحة الإيرانية هي انهاك إسرائيل في كل الجبهات في حرب طويلة

بقلم: يوسي يهوشع

الموجة الثانية التي انطلقت أمس على الدرب والحقت ضررا كبيرا بحزب الله هي جزء من سلسلة اعمال منسوبة لإسرائيل يمكنها باحتمالية عالية أن تؤدي الى حرب واسعة بل وربما الى حرب ينضم اليها الإيرانيون. يحتمل أن تكون تستهدف دفع المنظمة بعد أن تلقت ضربات قاسية لان توقف النار وتقبل الاتفاق – على ان يكون هذا اتفاقا يناسب إسرائيل ويسمح بعودة سكان الشمال الى بيوتهم بامان مثلما تحدد في اهداف الحرب.

تفجيرات أجهزة الاتصال، حسب التقديرات اكثر من الفين، وقعت ضمن أماكن أخرى في الضاحية في بيروت، في جبل لبنان، في صيدا، في مرجعيون وفي بعلبك. وفي لبنان بلغوا عن انفجارات في بيوت عديدة وكذا في سيارات وفي مخازن. الأجهزة التي تفجرت امس كانت اكبر من أجهزة البيجر ومع مواد متفجرة اكثر، كان يفترض أن تساعد حزب الله في اثناء الحرب ضد إسرائيل في مرحلة المناورة البرية. وحسب تقارير في لبنان اشتراها حزب الله قبل خمسة اشهر – تقريبا في الوقت إياه التي اشتريت فيه أجهزة البيجر التي تفجرت أول أمس.

مصادر رفيعة المستوى في إسرائيل نقلت رسالة الى نصرالله وبموجبها يمكنه ان يوقف النار، فقط اذا ما قرر قبول المنحى الذي يتضمن ابعاد الرضوان عن الحدود بحيث لا يهدد سكان الشمال.  فقد قالت هذه المصادر “نحن مصممون جدا على خلق الظروف الأمنية التي تعيد السكان الى بيوتهم في مستوى امني عالٍ، ونحن مستعدون لعمل كل ما يلزم لاجل تحقيقها”. وأضافت “لدينا الكثير من القدرات التي لم تستخدم بعد. القاعدة هي: في كل مرة نعمل فيها في مرحلة معينة تكون المرحلتين التاليتان جاهزتين للانطلاق بقوة الى الامام. في كل مرحلة سيكون الثمن في حزب الله عاليا. اما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد اطلق بلاغا قصيرا قال فيه: “سبق أن قلت، نحن سنعيد سكان الشمال بامان الى بيوتهم. وهكذا بالضبط سنفعل”.

حسب التصريحات التي تنطلق من لبنان وحسب عمق الضرر في المنظمة، في إسرائيل يقدرون بانها سترد – وبشكل مختلف عما كان حتى الان. فهل ستكتفي برد ذكي؟ ليس واضحا. لكن كل توجه لها كفيل بان يؤدي بنا الى تبادل ضربات تؤدي الى حرب واسعة، وبالتالي في هذه المرحلة تستعد إسرائيل بجدية لامكانية رد كبير من جانب حزب الله – رد يؤدي أيضا الى حرب أوسع (حرب لبنان الثالثة، كما تجدر الإشارة تجري منذ الان).

وزير الدفاع يوآف غالنت تحدث امس عن نقل مركز الثقل الى الشمال، ولهذا فقد نقلت فرقة 98 المختارة التي قاتلت في قطاع غزة الى قيادة المنطقة الشمالية. إضافة الى ذلك تقرر تأجيل احتفال احياء ذكرى ضحايا لواء غولاني الذي كان يفترض أن يعقد وكذا عرض يقدمه حنان بن آري في مقر قيادة أشير. لفرقة 98 مثلما لفرقة 36 يوجد دور مركزي في خطط الجيش لمناورة برية في خط التماس في التلال المسيطرة في جنوب لبنان، في حالة اطلاق الإشارة. صحيح حتى الان هذه لم تصدر. المناورة البرية حرجة لاجل تطهير البنى التحتية التحت أرضية التي أقامها حزب الله في الجانب اللبناني، واذا ما عادت قوات الرضوان بلباس مدني فان التهديد لا يكون ازيل حقا.

اذا تناولنا بجدية ما كتبه إبراهيم الأمين، بوق نصرالله في صحيفة “الاخبار” امس، فان هذه الضربة التي لم تستكمل لن تغير واقع سكان الشمال. فهم لن يعودوا الى بيوتهم قريبا والحرب ستشتد. في لبنان يعترفون انهم في غضون دقيقة تلقوا الضربة الأشد منذ بداية النزاع ويمتدحون العملية الإسرائيلية بالوسائل، القدرات والتفوقات التكنولوجية والاستخبارية. فقد كتب الأمين يقول ان “ما جرى امس يثير دهشة كبيرة في ضوء قدرة العدو على ايلام خصومه، دون التردد في تنفيذ أي عمل.

ومن هنا نحن نقف امام واقع جديد. قواعد اللعب تغيرت. “لم يعد مجال للحديث عن اتفاقات او حلول، انسوا التسوية قريبا”، أضاف الأمين، “الحرب ستستمر على الأقل حتى نهاية القتال في غزة”. حين تكون هذه هي الأوضاع وحزب الله يعول على استمرار حرب الاستنزاف فلماذا لا تستغل إسرائيل الساعات لضربة أخرى في ظل الفوضى التي تسود هناك؟ في الخطة الاصلية، حسب المنشورات الأجنبية، حملة أجهزة البيجر كان يفترض أن تكون ضربة البدء للحرب. لاسباب مختلفة، مثل الخوف من الانكشاف والفهم قبل عدة أسابيع والجانب الاخر يشتبه بمشكلة فنية، اتخذ القرار لعدم إضاعة الفرصة واستخدامها الان – لكن دون الخروج الى حرب.

المصلحة الإيرانية هي انهاك إسرائيل في كل الجبهات في حرب طويلة. اما المصلحة الإسرائيلية هي تقصيرها. اذا لم نستغل الوضع كلما مر الوقت، فهذا كفيل لان يدل على أن ليس في إسرائيل من يريد تقصير الحرب.

——————————————–

يديعوت احرونوت 19/9/2024

الاختفاء الغريب لموردة أجهزة البيجر

بقلم: زيف ابراهامي

ليس هناك أي شيء يربط بين هذا الحي الهاديء في بودابست أو بين مبنى المكاتب البسيط من طابقين خلف السياج الأسود، وبين عمل منظمة الاستخبارات التي نفذت أول أمس تفجير أجهزة البيجر على أجساد الاف مخربي حزب الله في لبنان.

يتجول الأهالي هنا على راحتهم وهم يجرون عربات أطفالهم، يتوقفون لتناول القهوة ويواصلون الطريق الى حديقة ملاهي صغيرة مع مراجيح وسحاسيل. زوجان عجوزان يبطئا الخطوات نحو خطوط المارة لاجتياز الشارع. هدوء سكاني في ضواحي العاصمة التي تعج بالناس. غير أنه حسب كل الاخبار هنا، من هذا المبنى بالذات في شارع سزوني 33A  عملت حسب الاشتباه،  شركة هنغارية تدعي BAC Consulting KFT والتي كانت أنتجت أجهزة البيجر التي دست فيها عبوات ناسفة صغيرة قبل أن تنطلق الى لبنان. اسم BAC ظهر بعد أن عقد رئيس شركة “غولد ابولو”، الفيتنامية مؤتمرا صحفيا حاول ان يشرح فيه دور شركته في قضية التفجيرات. فقد قال للمراسلين مؤسس ورئيس الشركة، هاسو شينغ كوانغ ان “هذا المنتج ليس منا”. وحسب بيان عن الشركة، فان الجهاز من طراز AR-924 ينتج ويباع من شركة BAC. وأفاد قائلا “اننا نقدم فقط الاسم التجاري للمصادقة وليس لنا أي دور في تصميم او انتاج المنتج”.

في “غولد ابولو” اضافوا بان الاتفاق مع شركة BAC  يتواصل منذ ثلاث سنوات. ورفض شينغ كوانغ أن يقدم مزيدا من التفاصيل، ولم يعرض تفاصيل الاتفاق مع BAC. في ختام أقواله أشار الى أنه في كانت في الماضي مشاكل في الدفعات من جانب الشركة. إذ قال ان “الدفعات كانت غريبة جدا” وأشار الى أنها جاءت عبر الشرق الأوسط.

على المبنى في العاصمة الهنغارية ظهر أمس، على ورقة الصقت بالنافذة اسم BAC  الى جانب شركات أخرى. وأشار الجيران الى أنهم لم يروا أحدا يدخل ويخرج من المكاتب التي في المبنى منذ أسابيع طويلة.

وحسب موقع الشركة على الانترنت، والمليء بالصور فان المديرة العامة والمؤسسة هي كريستيانا برسوني ارتشي دياكونو، والتي تعرض فيه كخبيرة في مجالات عديدة بما فيها البيئة، التنمية والعلاقات الدولية. ولم يقدم الموقع تفاصيل كثيرة عن مشاريع او زبائن محددين للشركة لكن توجد نصوص عامة كثيرة ومحاولة لعرض نشاطات متفرعة في عدة مجالات. ويعرض احد الزبائن بصفته “الاتحاد الأوروبي”، لكن الكلام المرفق في صفحة المشروع خفيف جدا ويتضمن نصوص عامة بدون تفاصيل. كما أن الصورة المرفقة لا تبدو انها تعود لمشروع معتبر مع الاتحاد بل مأخوذة من مخزون صور عام.

أمس كما اسلفنا بدا أن الشركة نزلت تحت الأرض. محاولات الاتصالا بمكاتبها فشلت، وفي المرة الوحيدة التي نشأ فيها اتصال هاتفي، عبر رقم آخر، أجاب الطرف الاخر بانهم غير معنيين بالحديث وقطعوا الاتصال. بعد وقت قصير شطب عن الشبكة الموقع الرسمي للشركة.

برسوني ارتشي دياكونو التي تعرض في الموقع كمديرة عامة نفت كل دور لها في القضية. ففي حديث مع “سكاي نيوز” في إيطاليا قالت انها لا تنتج أجهزة بيجر. “انا فقط وسيطة. اعتقد أنكم اخطأتم”، قالت وقطعت الاتصال.

حسب الاشتباه شكلت الشركة شركة وهمية لاعمال أخرى والنفي الهنغاري يأتي أيضا بسبب حقيقة أن الاتحاد الأوروبي يحظر انتاج وتوزيع أي منتجات لمنظمات الإرهاب.

——————————————–

هآرتس 19/9/2024

دعوة للحرب، مثلما في فيلم هوليوودي

بقلم: جدعون ليفي

الآن هذا موجود لدينا خطيا، بألف نسخة متفجرة: اسرائيل تريد الحرب، حرب كبيرة. ليس هناك أي طريقة اخرى لفهم هذه العملية الهوليوودية المزركشة والمتفجرة في لبنان، باستثناء ارسال بيان عبر البيجر، بيان قاطع للعدو يشكف نواياها الحقيقية. ألف انفجار و3 آلاف مصاب، هذا دعوة للحرب، التي ستأتي.

في هوليوود بدأوا يعملون سيناريوهات. ولكن خلافا للافلام العملية وعلوم الخيال فانه في الواقع يوجد ايضا اليوم التالي للفيلم. من هو متحمس من اجهزة البيجر المتفجرة يجب عليه الذهاب الى السينما. في الواقع يجب تحديد هدف واضح لكل عملية. نحن لسنا في اوملبياد التكنولوجيا مع ميدالية عن العملية الاكثر ادهاشا. نحن في ذروة الحرب الاكثر اجرامية والاكثر عدم فائدة التي حظرتها اسرائيل طوال حياتها، والآن يتبين حتى أنها تريد واحدة اخرى. من غير المعقول أنه بعد سنة على حرب فاشلة جدا في غزة، لم تحقق أي هدف ولم تسجل أي انجاز لاسرائيل عدا عن اشباع غريزة الانتقام، فان اسرائيل تريد حرب اخرى. من غير المعقول أنه بعد دفعت اسرائيل وستدفع ثمنا مصيريا في اعقاب الحرب في غزة، هي تريد حرب اخرى. من غير المعقول كيف يحدث ذلك.

بالضبط مثل الحرب في غزة ايضا اجهزة البيجر المتفجرة في لبنان هي عديمة الجدوى. تحية للمخططين والمنفذين. نحن احتللنا رفح وفجرنا اجهزة البيجر. كل الاحترام للجيش الاسرائيلي والموساد. الآن، ماذا بعد؟.

هل وضع سكان الشمال تحسن أول أمس عندما انفجرت اجهزة البيجر؟ هل اسرائيل الآن هي في مكان اكثر أمنا؟ هل مصير المخطوفين تحسن؟ هل مكانة اسرائيل تحسنت؟ هل خطر ايران تلاشى؟ هل هناك أي شيء، شيء واحد، تغير الى الافضل نتيجة هذا الاستعراض المناوب، باستثناء الأنا المتضخمة أصلا لدى الامنيين لدينا؟.

بالضبط مثل التصفيات الفاخرة التي لم تساهم بأي شيء، ايضا بطولة البيجر ليست إلا خدعة سينمائية. باستثناء اللعاب الذي يسيل في الاستوديوهات ازاء أي عربي قتيل أو مصاب، فان وضع اسرائيل في اليوم التالي سيكون اسوأ من اليوم الذي سبق العملية البطولية، حتى لو كانوا في اسرائيل وزعوا الحلوى.

الحرب في الشمال اقتربت أول أمس بسرعة مدهشة. هي ستكون اكثر الحروب مع قدرة على منعها في تاريخ الدولة. هي يمكن أن تكون ايضا حمام الدماء الاكبر فيها. عندما يقول حزب الله بصراحة بأنه سيوقف اطلاق النار عندما يتم التوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار مع حماس، اسرائيل غير مستعدة لوقف الحرب في غزة، وهي تطلب من حزب الله مهاجمتها، هكذا هي الحرب الاختيارية.

اذا كانت الحرب في غزة قد تسببت باساءة وضع اسرائيل في كل المجالات، فان الحرب في الشمال ستفوقها باضعاف من حي اضرارها. غزة يمكن أن تكون فقط المقدمة لكوارث الحرب القادمة: القتلى، الدمار، عداء العالم، الرعب والكراهية لاجيال. يمكن أن ينشأ وضع فيه سنشتاق الى المعارك في الشجاعية. هل هذا ما نريد جلبه على انفسنا، بأيدينا؟.

الامور بسيطة اكثر مما تبدو. وقف اطلاق النار في غزة سيؤدي الى وقف اطلاق النار في الشمال. بعد ذلك سنتحدث عن الاتفاق. وحتى لو لم يتم التوصل اليه، الواقع بدون حرب في الشمال سيكون افضل بالنسبة لاسرائيل. لا احد يعرف كيف سنكون بعد حرب اخرى. كم سننزف وكم سيتم ضربنا قبل الانتصار. مثلما كان من الافضل عدم اندلاع حرب شاملة في غزة، التي ايضا هي كانت بالطبع حرب مبادر اليها، فانه من الافضل اكثر عدم اندلاع الحرب في الشمال.

ربما ما زال بالامكان منعها (هناك شك كبير بعد تفجير اجهزة الاتصال)، لكن من اجل ذلك يجب على اسرائيل التحرر من فكرة أنه يمكنها حل أي شيء بالقوة، السلاح واجهزة الاتصال المتفجرة، التصفيات والحرب. لسذاجتي اعتقدت أنها تعلمت ذلك في غزة. غداة تفجير اجهزة البيجر يمكن القول بثقة وأسف بأنها لم تتعلم. هي بعيدة عن ذلك.

——————————————–

إسرائيل اليوم 19/9/2024

ضربة قاضية، بدون حسم

بقلم: عوديد غرانوت

نحن ملزمون بان نقرأ إبراهيم الأمين كي نصدق؛ محرر “الاخبار” اللبنانية، المقرب من نصرالله ورجل سره، يعترف بانه منذ بداية المواجهة قبل نحو سنة لم تقع على حزب الله ضربة شديدة بهذا القدر كضربة أجهزة الاشعار.

“كان هذا استعراضا شاذا لقدرة العدو على أن يصل في دقيقة واحدة الى كل مكان وان يستخدم كل وسيلة”، كتب وأضاف: “هذا مذهل كم يمكن لإسرائيل أن تؤلم الخصم دون أن تخشى على الاطلاق”.

هذه الاقوال التي كتبت بعد ساعات فقط من الهجوم المنسوب لإسرائيل، لم تأتي بالطبع للثناء. فهي تعبر فقط عن الصدمة الهائلة والارتباك الذي ألم بحزب الله وبلبنان كله من استعراض 3 الاف جهاز اشعار تتفجر دفعة واحدة.

أمس استؤنفت الانفجارات في ارجاء لبنان، توجد موجة جديدة من المصابين، ولم يهدأ شيء. اكثر من 12 شخص قتلوا. المستشفيات في ارجاء الدولة انهارت تحت عبء الاف الجرحى، 300 منهم في وضع صعب. كل من حمل في جيبه، في حزامه او وضع جهاز اشعار جديد على طاولته – ادخل الى المستشفى.

تداعيات الحدث أجبرت وزراء الحكومة أيضا لان يعقدوا مؤتمرات صحفية عاجلة، تحفظوا فيها علنا من الهجوم المنسوب لإسرائيل، لكن عبروا أيضا عن تخوف لبنان الكبير من اتساع الحرب.

ادعى مقربون من حزب الله امس بان الهزة الشديدة التي تقع الان على المنظمة في اعقاب “مذبحة أجهزة الاستشعار” تنبع على الأقل من أربعة أسباب مقلقة من ناحيتهم: الأول، عمق الاختراق الاستخباري لإسرائيل، الذي يثير لديهم تخوفا شديدا من ان يكون الحديث يدور عن عملاء يعملون في الدائرة الأقرب لقيادة المنظمة. الثاني، الإنجاز التكنولوجي المذهل الذي أتاح لإسرائيل تفخيخ أجهزة الاشعار في زمن قصير نسبيا، في طريقها الى لبنان.

الثالث، السرعة التي التقطت فيها إسرائيل بان المنظمة هجرت الهواتف الخلوية، القابلة للملاحقة، في صالح أجهزة الاشعار “البسيطة” وغير القابلة للاختراق ظاهرا، ونجحت في معالجتها هي أيضا.

والرابع، الفهم بان إسرائيل، سواء عملت هذا الأسبوع حسب تخطيط مسبق أو اضطرت لان تبكر العملية خوفا من أن يكتشف الاختراق، مرة أخرى لا ترى نفسها ملزمة بالمعادلات وبـ “قواعد اللعب” التي يمليها نصرالله منذ 8 أكتوبر. فلم يعد الحذر الأقصى في عدم المس باهداف مدنية أيضا وعملية جريئة “على طول كل الجبهة”.

من هنا أيضا التقدير بان حزب الله لن يتمكن من “احتواء” هذا الحدث الدراماتيكي وسيكون ملزما بان ينتج ردا ذا مغزى حيال إسرائيل، يتيح له أيضا الخروج من الحرج، فيزيل العار ويستأنف في نفس الوقت “ميزان الردع” الذي برأيه شطب تماما في هجوم أجهزة الاشعار.

ان انتظار مثل هذا الرد من جانب حزب الله كفيل بان يطول، وليس فقط بسبب مصاعب الاتصال التنظيمي الداخلي الذي نشأ في اعقاب الهجوم. فقد اسقطت منظمة الإرهاب هذا الأسبوع على الأرضية بضربة قاضية، لكنها لم تهزم وستعرف كيف تنتعش. هي بحاجة أساسا الى الوقت كي تعيد تنظيم الصفوف.

في إسرائيل وفي لبنان يفهوم بان الاحداث الدراماتيكية لهذا الأسبوع ورد حزب الله المرتقب – الى جانب افول الاحتمال لوقف نار في غزة وإعادة المخطوفين – تقرب اكثر الاحتمال لاشتعال مواجه شاملة مع حزب الله، ومن هناك أيضا لمواجهة إقليمية. هذه المعركة، التي قد تكون الأشد والأكثر تعقيدا في تاريخ إسرائيل، من المهم ان يقودها أناس يتحلون بالحد الأقصى من التجربة العسكرية والحد الأدنى من الطموحات الشخصية.

——————————————–

معاريف 19/9/2024

كيف يمكن ترجمة” عملية البيجر” الى هدوء وأمن ونصر حقيقي

بقلم: افي اشكنازي

وسائل الاعلام العالمية في صدمة. قصة تفجير أجهزة البيجر لحزب الله احتلت كل العناوين الرئيس في الصحف الهامة في العالم وبدأت كل التقارير في كل نشرات الاخبار في كل محطة في ارجاء المعمورة.

هذه القصة ليست مجرد قصة “انفجار” أخرى. فالحديث يدور عن عملية طيرت خيال العقل البشري الى مستويات مجنونة. فقد سارت عدة خطوات أخرى مع الجرأة، الوقاحة، الذكاء والتفكير من خارج الصندوق.

لا يمكن وصف الإهانة لحزب الله وايران في هذه القصة. اجادت في وصف الامر صحيفة سعودية في كاريكاتير نشرته صباح امس ظهر فيه جهاز بيجر في شكل حصان طروادة، يخترق قلب معسكر حزب الله. يمكن فهم السعوديين، المسلمين السُنة، كارهي روح الإيرانيين الشيعة الذين سارعوا بالهزء من حزب الله واسياده في طهران.

إسرائيل لم تأخذ مسؤولية عن الحدث. فضلا عن الاعتبارات التكتيكية لابقاء العملية في نطاق النفي، فان في عدم أخذ المسؤولية فعل نبيل أيضا. وعلى فرض أنه يوجد ارتباط بإسرائيل، فهي تفضل ان تبقي بعضا ما من الكرامة للخصم.

لعل هذا هو السبب في أنه دون صلة بمسألة من يقف خلف الفعلة، إسرائيل لم تستغل الحدث كي تهاجم وتهزم حزب الله.

مرة أخرى، على فرض أن إسرائيل تقف خلف الخطوة فان مثل هذه العملية الخاصة، التي تفوق كل خيال كان يمكن ان تتحول لتصبح خطوة بدء لحرب وعدم الاكتفاء فقط بعملية “استعراض” لاجل إثارة دهشة العالم.

لقد حددت إسرائيل هذا الأسبوع فقط إعادة سكان الشمال الى بيوتهم بامان كأحد اهداف الحرب. عملية أجهزة البيجر، سواء نفذتها إسرائيل ام جهة أخرى، كان يمكنها ان تشكل منصة تكتيكية للدفع قدما بالنية الاستراتيجية لاعادة السكان الى بيوتهم.

وهنا، مرة أخرى يطرح السؤال: يبدو أنه توجد لدينا الإبداعية الأعلى في عالم العمليات الخاصة. يوجد من يقول ان هجمة أجهزة البيجر تقف في مصف واحد مع عملية يونتان، قصف المفاعل في العراق، قصف المفاعل في سوريا وكذا عملية ارنون لتحرير المخطوفين في قطاع غزة.

غير أن بالمقابل يوجد لنا فيروس في المستوى السياسي. مستوى لا يعرف كيف يترجم الى المنفعة السياسية خطوات إبداعية – ولا يهم من يقف خلفها – لاجل جعلها “عملة صعبة” يمكن أن يشترى بها هدوء، أمن وانتصار حقيقي، على المليء.

——————————————–

إسرائيل اليوم 19/9/2024

الإمارات بغضب: “إسرائيل لا تقرر عنا”.. هل بدأت “اتفاقات إبراهيم” تنحدر للهاوية؟

  بقلم: جلال البنا

ثمة إمكانية بأن تبعث الإمارات جنودها إلى محور فيلادلفيا على حدود مصر – قطاع غزة في اليوم التالي لإنهاء الحرب، وهذا على جدول الأعمال منذ زمن بعيد. عملياً، حل هذا اليوم، فالحرب انتهت في قطاع غزة.

ومع ذلك، الخطاب الذي تسرب من إسرائيل لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، أغضب قيادة الإمارات التي اضطرت لإصدار نفي رسمي حاد من خلال وزير خارجيتها عبد الله بن زايد، وأوضحت فيه موقفها القاطع من أن جنودها لن يرسلوا إلى غزة إلا بعد خطة سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

إسرائيل والولايات المتحدة تعملان على إقامة ائتلاف من دول عربية تدير قطاع غزة مدنياً، وبذلك تمهد لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكن تجاهل الحكومة عن قصد لذكر السلطة الفلسطينية، دفعت الأطراف لرفض المشاركة في الخطاب – السعودية والإمارات ومصر والأردن. يريد رئيس الوزراء نتنياهو من جهة نقل مسؤولية قطاع غزة إلى السلطة، ويخاف من شركائه الائتلافيين، ومن جهة أخرى يحاول إقناع دول عربية للأخذ دور النقل العملي للسيطرة إلى السلطة.

وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الذي له علاقات شخصية وثيقة مع نتنياهو، بدا كمن نفد صبره من التقديرات والتفسيرات والتسريبات القائلة بأن الإمارات وافقت على إرسال جنود إلى غزة في اليوم الذي تخرج إسرائيل منها، وليس صدفة أن نشر في حسابه الخاص في “X” تغريدة علنية أعلن فيها بأن الإمارات ترفض أي اقتراح لإرسال جنودها إذا لم يتضمن الأمر إقامة دولة فلسطينية.

الإمارات معروفة كدولة مصداقة وقوية، ومشكوك أن تغير مواقفها، فما بالك أيضاً أنها ترى الأمن والسلام في المنطقة متعلقين بإنهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967.

هذه ليست التغريدة الأولى للشيخ بن زايد التي تنتقد إسرائيل؛ ففي أيار الماضي كتب يقول: “الإمارات تشجب بشدة تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو في كل ما يتعلق بدعوة الإمارات للمشاركة في إدارة قطاع غزة الذي هو تحت احتلال إسرائيلي، وليس له أي صلاحيات لاتخاذ أي قرار يتعلق بالإمارات”.

صحيح أن الإمارات وقعت على اتفاق تطبيع مع إسرائيل -ونحيي هذا الأسبوع السنة الرابعة لتوقيعه- لكن بين هذا وبين إهمال المسألة الفلسطينية من قبل قيادتها هوة عميقة أو فهم إسرائيلي مغلوط. رغم انتقاد الإمارات للقيادة الفلسطينية، وبخاصة بسبب الفساد السلطوي في قيادتها، فإن الإمارات إحدى الدول العربية الداعمة والمتبرعة لمؤسسات عديدة سواء في قطاع غزة أم في مناطق السلطة الفلسطينية، وكانت الجهة الأساس التي منعت نتنياهو من ضم غور الأردن.

تعمل الإمارات على تعزيز السلطة وتحقيق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وهي بلا شك ستكون مستعدة لدعم مشاريع عديدة تحقق السلام بين الشعبين، لكنها عملياً لن تعمل دون تنسيق عربي كامل في المسألة الفلسطينية.

——————————————–

هآرتس 19/9/2024

هكذا سينقض المجرم يوماً على مشغّله بعد الحلقة الأخيرة من مسلسل “الشرطة البنغفيرية”

بقلم: يوسي كلاين

احذروا الشرطة. الشرطي عدوكم، خطير ومسلح، وهو ضدكم، يبحث عنكم، فلا تتورطوا معه، ولا تتعاملوا معه، هو شخص غير متوقع، فالقوة في يديه، والقانون بجانبه، والقضاة معه، وحركة غير حذرة تقودكم للسجن بتهمة إهانة موظف دولة، أو ازعاج شرطي أثناء أداء وظيفته، أو بسبب تشويش إجراءات التحقيق. أو التآمر على تنفيذ جريمة.

لا تعرفون إلى أي درجة يمكن للرمال أن تؤلم، قال النائب العام للشرطة، فضجت القاعة ضحكاً. ولكن في المساء ستصله مكالمة من الوزير الذي يمتدحه على بطولته وجرأته. لن يأتي ذات يوم نبأ يقول إنه مسموح الضرب والشتم والاعتقال والتكبيل. لم يعد واجباً على بن غفير إصدار أمر، ولا يجب على قائد اللواء قول أي كلمة، أما الشرطي فقد أصبح يدرك عمله تماماً.

هو يعرف أن الأفضل هو الإمساك بشخص لم يفعل شيئاً، شخص وقف ويداه متشابكتان على الرصيف. هو يعرف أنه من الجدير توجيه لكمة له وتحطيم نظاراته وجره من شعره (يسمون ذلك استخدام قوة معقولة). هذا التخويف هو أسلوب، وأحياناً يساعد.

كلما كانت الضحية أقل اشتباهاً بها يكون التخويف أكبر. رأيتم ماذا فعلنا لملقية الرمال. فكروا ماذا سنفعل مع الذين سيوزعون كراسات ضد الوزير؛ سيهينونهم ويحرمونهم من الالتقاء مع محام، وسيخفونهم، يخفونهم؟ نعم، مثلما في الأرجنتين. في المرحلة القادمة (وهي قريبة جداً) سيطلقون النار على ظهورهم. القاضي الخائف سيشرح له ضابط بأن “الشرطي شعر بالتهديد”. وسيكتب القاضي: “منع الهرب من الاعتقال القانوني”. لا جديد هنا. لم نخترع أي شيء. لا يجب أن يعرف رجال الشرطة ما حدث في ألمانيا عام 1933 ليفعلوا ما فعلوه هناك. وماذا عن رجال الشرطة الذين قتلوا في 7 تشرين الأول؟ هم غير مرتبطين ببن غفير. أين كانوا هم وأين هو.

الشرطة في الحضيض. لم يكن الأمن الشخصي مضعضعاً بهذا القدر ذات يوم. الجريمة في ازدياد، وتطبيق القانون ضعف، وثقة الجمهور وصلت إلى الحضيض، وصورة الشرطة لم تكن سيئة كما الآن. الأخيار يستقيلون، والأشرار يتجندون. وللشرطة ما تعرضه، ثمة إثارة، وضرب. لن يرتدي شاب طبيعي زي هذا الجهاز، الذي يترأسه أزعر، لكن هناك من ينتظرون ذلك. هذا هو النموذج الذي لم أرغب في الالتقاء معه في زقاق مظلم حتى قبل أن يرتدي الزي الرسمي.

في المظاهرات التقينا معهم

لا يمكن أخذ التميز في المظاهرات من الشرطة، حيث تحاول الشرطة أن تضرب وتهتاج، ويعرف رجالها على من يجب دهن زبدتهم، ومن الذي يقوم بالدهن. ارتفع عدد الشكاوى ضد رجال الشرطة السنة الماضية بنسبة 45 في المئة. ومنذ العام 2022 تم اعتقال 1602 متظاهراً، ووجهت لوائح اتهام لسبعة. أقل شيء مفيد قد تفعله ضحية عنف الشرطة هو تقديم شكوى في قسم التحقيقات مع رجال الشرطة. لا يمكن فصل الشرطة عن سياق التاريخ. العلاقة بين الشرطة والحزب تتعزز عندما تضعف السلطة. الشرطة في دولة ديمقراطية تخدم الدولة، وفي دولة ديكتاتورية تخدم الحزب. كانت الشرطة دائماً هي الأولى التي جندها الديكتاتوريون إلى جانبهم.

يسهل تجنيد رجال الشرطة: الحديث يدور عن قوة بشرية هابطة، وطلبات متدنية وأجور وفقاً لذلك. ليس عبثاً أن وضع نتنياهو شخص “أزعر” على رأس هذا الجهاز. لا أحد يعتقد أنه كان ينوي الحفاظ على الأمن الشخصي من خلال هذا التعيين. تعيين مجرم لـ “الحفاظ على القانون” أرسل رسالة لرجال الشرطة بأنهم فوق القانون، مثل الوزير المسؤول عنهم. الشرطي الذي يخدم القانون كان سيدافع عن المواطن، الشرطي الموجود فوق القانون يهدده. منطقة الشفق بين الديمقراطية والديكتاتورية سيستغلها وزير الأمن الداخلي لإعطاء الحاكم المزيد من الخدمات الصغيرة والمفيدة. في هذه الأثناء، سيراكم القوة ويحسن مكانتها. سينظر الديكتاتور ذات يوم ويرى أن الشخص الذي عينه للحفاظ على أمنه بدأ يبني جيشاً خاصاً به. في السابق، حدثت مثل هذه الأمور. اقرأوا كتب التاريخ وستعرفون كيف انتهت المواجهة بين الاثنين. وستعرفون أن ما حدث هناك سيحدث هنا أيضاً.

——————————————–

هآرتس 19/9/2024

من المنفى إلى الكنيس.. المتظاهرات الثلاث: للوقاحة 10 أنواع 9 منها في أدلشتاين

بقلم: أسرة التحرير

عشر مقصورات من الوقاحة والتهكم والازدواجية الأخلاقية هبطت إلى العالم، تسعة منها على الأقل أخذها يولي أدلشتاين. أمس، انعقدت لجنة الخارجية والأمن برئاسته، بشكل نادر في أثناء ولايته، للبحث في موضوع محدد: استعداد الجيش الإسرائيلي لحماية بلدات النقب الغربي. لكن الرئيس اختار البدء بالمناجاة في موضوع آخر.

“لا يمكنني أن أغفر وليس من حقي أن أغفر الاستخفاف بالمخطوفين وبالموقف التهكمي من المخطوفين بتحويلهم إلى عملة للمتاجرة”، أعلن أدلشتاين، وراح يشكو ممن يتظاهرون قرب بيته في هرتسيليا. “أراهم يقومون بحفلاتهم، يحتسون البيرة ويقهقهون ويغنون. وعندما يروني عائداً من الكنيس يسألونني ماذا عن المخطوفين؟ أنا أمر، أما هم فيعودون ليجلسوا جلسات اليوغا ويغنون. كل هذا يحصل أمام عيني.

أدلشتاين الذي عرف في شبابه كـ “سجين صهيون”، استوعب غير قليل من روح الاستخبارات الروسية الاستبدادية والمناهضة للديمقراطية الـ كي.جي.بي، التي أرسلته لبضع سنوات إلى منفى سيبيريا. في حينه، يظهر من أجل حريته يهود وإسرائيليون كثر في البلاد والعالم. أما اليوم، فدماء إخوانه وأخواته تصرخ إليه من أنفاق حماس في رفح؛ وهو لا يحرك ساكناً فقط من أجل إعادتهم، بل ويتجرأ متهجماً على من يعملون من أجل إعادة المخطوفين.

هذا وغيره، أدلشتاين شارك أيضاً في حياكة ملفات لثلاث منهم، تجرأن على وضع مطبوعات تحمل صور المخطوفين على كراسي الكنيس الذي يصلي فيه. بعد اعتقال النساء وتقييدهن والتحقيق معهن لساعات، ادعى أدلشتاين بأن “أناس الكنيس هم الذين اشتكوا للشرطة بعد اكتشفوا اقتحاماً للمكان”. وعندما أوضحت إدارة الكنيس بأن حراس أدلشتاين هم الذين توجهوا إلى الشرطة امتنع عن الاعتذار عن أكاذيبه، بل وأعلن في جولة في الشمال: “شكراً للشرطة على حمايتها لي وللكنيس من كل أنواع المشاغبين”.

بعامة، لا نوصي أدلشتاين بأن يزايد على أنماط الحياة والاستمتاع في زمن الحرب. ففي هذا الشهر، راح يستجم في فندق فاخر على ضفاف بحيرة كومو في شمال إيطاليا، وفور ذلك طار لأسبوع، على حساب دافع الضرائب، إلى مؤتمر في واشنطن. منذ عودته من حملاته وهو يركز على ملاحقة المتظاهرين ضده.

عندما ستحقق لجنة رسمية لإخفاقات 7 أكتوبر، من المتوقع لأدلشتاين أن يحتل مكان الشرف في نتائجها. عقب رفضه العنيد، امتنعت اللجنة برئاسته عن مداولات في أهلية الجيش وجاهزيته في الأشهر التي سبقت المذبحة وفشلت تماماً في أداء واجبها. حتى ذلك الحين، من الأفضل له أن يصمت ويتواضع.

——————انتهت النشرة———