إسرائيل تغتال نصر الله بعملية ‘ترتيب جديد’ وتعلن عن تغيير جذري في المعادلة الإقليمية

أعلنت إسرائيل، اليوم السبت، اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وعدد من قيادات الحزب في غارة جوية استهدفت مقرًا سريًا في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستخدمة أكثر من “80 طنًا من المتفجرات”. العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “ترتيب جديد” تأتي في إطار سلسلة هجمات مكثفة ضد حزب الله وتعد، وفق التقديرات الإسرائيلية، فرصة لتغيير الواقع الاستراتيجي في لبنان والشرق الأوسط.

تفاصيل العملية ورسائل متعددة

وفقًا للبيانات الإسرائيلية، استهدفت الغارة مقرًا للحزب في الضاحية الجنوبية، مما أسفر عن مقتل نصر الله وعدد من قيادات الصف الأول في الحزب. وقال الجيش الإسرائيلي إن العملية تمثل ضربة قاسية لحزب الله، معتبرًا أنها تفتح الباب أمام تغييرات كبيرة في المنطقة، بما في ذلك مواجهة محتملة مع إيران وحركة حماس في قطاع غزة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، أشار إلى أن اغتيال نصر الله “ليس نهاية العمليات”، مهددًا بأن ذراع إسرائيل “يمكن أن تصل إلى أي مكان”. وفي رسالة واضحة إلى إيران، أكد أن إسرائيل لن تتوقف عند هذا الحد، مشددًا على أن الضربات الإسرائيلية ستستمر ضد الأهداف في لبنان وسوريا.

أصداء الاغتيال في إسرائيل

تعيش إسرائيل حالة من النشوة بعد تنفيذ هذه العملية، حيث زعمت بأنها وجهت ضربة قاصمة لحزب الله وأضعفت قدراته العسكرية. المحللون العسكريون الإسرائيليون، ومنهم اللواء المتقاعد كوبي مروم، أكدوا أن إسرائيل أمام فرصة “استراتيجية نادرة” لاستغلال الفوضى في صفوف حزب الله ومواصلة الهجوم لتدمير ما تبقى من ترسانته العسكرية. في حين يرى المراسل العسكري للقناة 12 العبرية، نير دفوري، أن هذه العملية تفتح الباب أمام واقع أمني جديد في لبنان، يتضمن إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية لإسرائيل.

التهديد الإيراني والتوقعات

اغتيال نصر الله أثار مخاوف كبيرة من رد فعل إيراني، إذ يعتبر حزب الله ذراع إيران الرئيسي في المنطقة. المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، أكد أن إيران قد تسعى إلى الرد على “الزلزال الذي ضرب أحد أهم مشاريعها”، لكن يتوقع أن تعمل بحذر لتفادي تصعيد أكبر مع إسرائيل. كما أشار إلى أن العملية وضعت إيران في موقف حرج، حيث تبقى علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتفاق النووي عوامل تؤثر على طبيعة الرد الإيراني المتوقع.

تأييد أميركي وتحالفات إقليمية جديدة

في سياق متصل، تسعى إسرائيل إلى استغلال هذه الفرصة لتعزيز علاقاتها مع دول عربية أخرى، خاصة في إطار “اتفاقات التطبيع” التي بدأت مع بعض الدول الخليجية. السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، داني أيالون، أشار إلى أن اغتيال نصر الله يعزز الردع الإسرائيلي ويفتح المجال أمام “ترتيبات جديدة” في المنطقة، قد تتضمن تعاونًا أوسع مع السعودية ودول أخرى.

مستقبل حزب الله والرد المتوقع

فيما تعيش قيادة حزب الله حالة من الصدمة بعد اغتيال نصر الله، تترقب إسرائيل رد فعل الحزب وإيران. الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على الضاحية الجنوبية يضع المنطقة أمام منعطف جديد، قد يتطلب ردًا عسكريًا من حزب الله أو إيران، لكنه في الوقت نفسه يعيد خلط الأوراق ويجعل من الصعب التنبؤ بتطورات المرحلة المقبلة.

خلاصة

إسرائيل باغتيالها حسن نصر الله تسعى إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة، مستغلة ما تراه “فراغًا قياديًا” في حزب الله. لكن هذا التصعيد قد يفتح الباب أمام مواجهة واسعة، ليس فقط مع الحزب، ولكن مع إيران وحلفائها في المنطقة.