البلدات العربية في الداخل تفتقر إلى الملاجيء وغير جاهزة للطواريء

تفتقر أم الفحم، عدد سكانها 60 ألف نسمة، كسائر البلدات العربية للملاجئ والأماكن الآمنة في حالات الطوارئ واندلاع الحروبات وتعرضها لسقوط قذائف صاروخية.

دوّت صفارات الإنذار في وادي عارة ومدينة أم الفحم عدة مرات خلال الأيام الأخيرة، بعد سقوط عدد من القذائف والشظايا الصاروخية إثر اعتراضها من “القبة الحديدية”، وسُمعت وشوهدت انفجارات في سماء المنطقة، وذلك بعد توسيع رقعة الاستهدافات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وتفتقر البلدات العربية، بينها أم الفحم أكبر مدينة في منطقة وادي عارة والتي يصل عدد سكانها إلى 60 ألف نسمة، للملاجئ والأماكن الآمنة إذ لا تتوفر في المدينة ملاجئ متنقلة كونها غير قريبة من الحدود اللبنانية، وأيضًا تعاني الأحياء القديمة في المدينة من قلة الملاجئ كون المنازل بُنيت قبل سن القانون الذي يفرض إقامة ملجأ في المنزل.

وتعمل بلدية أم الفحم منذ اندلاع الحرب قبل نحو 12 شهرًا على توعية المواطنين، وتقديم دورات إرشادية للموظفين والعاملين في المؤسسات التابعة للبلدية، لطرق التعامل الصحيح في وقت الأزمات وحالات الطوارئ، بالإضافة إلى نشر وتوعية المواطنين بكل ما يتعلق بالمناطق الآمنة.

عبد الفتاح محاميد

وقال ضابط الأمن في بلدية أم الفحم، عبد الفتاح محاميد،  إنه “في بلدية أم الفحم وعلى مدار الأشهر الأخيرة قمنا بكل التجهيزات اللازمة بكل ما يتعلق بالحرب والتصعيد المستمر منذ أشهر الذي بتنا نشهده خلال الأيام الأخيرة، ولكن نريد من المواطنين أن يكونوا حذرين في هذه الجوانب وعدم الاستهتار، إذ أن هناك تصرفات من بعض المواطنين غير منطقية، ومنها الصعود على الأسطح لتصوير الصواريخ، وهذا يهدد حياة المواطنين. عند سماع الصفارات يجب على المواطنين الدخول إلى المناطق الآمنة وليس الخروج للتصوير”.

وبشأن مدى جهوزية المؤسسات في أم الفحم، أوضح أنه “قمنا بتجهيز المؤسسات من كل الجوانب حيث قمنا بإرشاد الجميع على الأماكن الآمنة في كل مؤسسة ومنها المدارس وباقي المؤسسات التابعة للبلدية، بالإضافة إلى مجموعة من الإرشادات قدمناها للعاملين في المؤسسات حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ”.

وأضاف محاميد انه “نفذنا خطوات أخرى بينها تجهيز قوائم للمدارس والمؤسسات بحالة الطوارئ، وهذه القوائم تشمل كل العناوين مع أرقام الهواتف في حالات الطوارئ، وأيضًا في مدارس المدينة قمنا بوضع لافتات على جدران المدارس وتوجيهات للوصول للمناطق الآمنة في حالة الطوارئ كون الملاجئ لا تكفي لعدد الطلاب الكبير، لذلك جهزنا المناطق الآمنة في كل مؤسسة تعليمية وغير تعليمية”.

مولدات كهربائية لحالات الطوارئ

وحول مدى جاهزية موظفي البلدية والمؤسسات في أم الفحم لحالة الطوارئ، قال إن “كافة الموظفين في بلدية أم الفحم تلقوا التدريبات اللازمة خلال الأشهر الماضية، وأيضًا كل موظف يعرف وظيفته التي يجب القيام بها في حالة الطوارئ، والعديد من الأمور الأخرى التي لا نستطيع التدقيق بها كونها كثيرة، ولكن نستطيع القول إنه تم تجهيز الموظفين بشكل مناسب”.

وتطرق إلى المناطق الآمنة في أم الفحم، وقال إن “كل شخص يوجد بمحيطه مناطق آمنة، حتى المنازل التي لا يوجد بها ملجأ يوجد بها مناطق آمنة، وهناك معضلة نوعًا ما كون الكثير من المنازل القديمة لا تتوفر بها ملاجئ، ولكنه توجد بها مناطق آمنة تحت الدرج وأيضًا الطوابق السفلية التي تحت الأرض فهي مناطق آمنة، ووجود ملجأ في المنزل ممتاز، ومن المهم أن يتدرب كل مواطن لحالات الطوارئ وتجهيز المستلزمات مثل المذياع ومواد التغذية والماء ومواد الإسعاف الأولي، وقوائم هواتف ضرورية ومستلزمات أخرى”.

وأوضح محاميد “صحيح لا يوجد في قسم كبير من المنازل وتحديدًا القديمة ملاجئ، ولكن من المهم التماشي مع الأمور وإيجاد الحلول المتوفرة بالوقت الحالي، إذ أننا قمنا بمطالبة الجهات المختصة بتوفير الملاجئ في الأحياء والبلدات، ومن المهم أن يكون في كل منزل يُبنى حديِثًا ملجأ. الملاجئ المتنقلة لا تفي بالغرض وليس آمنة بشكل كاف، وأيضًا مثل هذه الملاجئ المتنقلة لا تفي بالغرض في الحارات والأحياء العربية المكتظة، إذ أنه منذ سنوات نركز على بناء الملاجئ داخل المنازل وفي البنايات العامة، لأن الملاجئ في المنازل آمنة وتفي بالغرض”.

مستلزمات مجهزة لحالات الطوارئ

وعن التواصل مع المواطنين، قال إنه “حقيقة قمنا بإجراء العديد من المقاطع المصورة، وحملات توعية في أم الفحم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر البلدية واللافتات الإرشادية بشأن حالات الطوارئ وهذا العمل مستمر منذ أشهر، بالإضافة إلى ذلك قمنا بنشر أرقام الجهات المختصة في حالات الطوارئ، أيضًا قمنا بتجهيز محلات خاصة للمواطنين الذين بحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي وتواصلنا معهم، إذ أننا وفرنا لهم أماكن خاصة في حالة الطوارئ وبحال انقطاع التيار الكهربائي”.

وختم محاميد حديثه بالقول إنه “نشهد أياما بحاجة إلى عقلانية وتحمل مسؤولية وعدم الاستهتار بما يحصل من حولنا، ومن المهم في الحالات التي تدوي بها صفارات الإنذار أن يتحمل المواطنون المسؤولية، وعدم الاستهتار لأن الصواريخ لا تميز بين هذا وذاك”.