إسرائيل تدرس عملية برية في لبنان وسط تحذيرات أميركية من تصعيد إقليمي وتأثيرات على الانتخابات

مع تزايد التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تدرس إسرائيل خيار شن عملية برية في جنوب لبنان، بينما تحذر الإدارة الأميركية من تداعيات خطيرة قد تنتج عن هذا التصعيد العسكري. وفقًا لتصريحات أدلت بها نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل لحل دبلوماسي لتجنب التصعيد العسكري، قائلة: “نعمل على حل دبلوماسي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم بأمان على جانبي الحدود.”

تخوف أميركي من تصعيد إقليمي واسع النطاق

تزداد المخاوف الأميركية من أن يؤدي أي تدخل عسكري إسرائيلي في لبنان إلى تصعيد إقليمي يشمل أطرافًا أخرى، مما قد يؤدي إلى اتساع نطاق الحرب في المنطقة. الدكتور شاي هار تسفي، كبير الباحثين في معهد السياسات والاستراتيجية بجامعة رايخمان، أوضح في حديث مع صحيفة “معاريف” أن “أحد المخاوف الرئيسية للإدارة الأميركية هو تدهور الوضع إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق. الدخول في مثل هذا التصعيد يكون سهلاً، ولكن الخروج منه قد يكون معقدًا وله تأثيرات كبيرة.”

وأضاف هار تسفي أن الولايات المتحدة ترى في إضعاف حزب الله هدفًا مهمًا، خاصة بعد الأضرار التي لحقت بالمحور الراديكالي. ومع ذلك، فإن واشنطن تخشى أن تؤدي الحرب إلى اضطرابات في أسواق النفط العالمية، وهو ما قد ينعكس على أسعار الوقود في الولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إجراؤها في نوفمبر.

التأثيرات على الانتخابات الأميركية وأسعار النفط أحد الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى التحذير من التصعيد هو تأثير أي نزاع واسع النطاق على الاقتصاد العالمي وأسعار النفط. يُخشى أن تتسبب الحرب في ارتفاع أسعار النفط، مما سيؤثر بشكل مباشر على أسعار الوقود في الولايات المتحدة. ومع اقتراب موعد الانتخابات، قد يؤثر هذا على شعبية الرئيس الأميركي، حيث أن الناخب الأميركي يعتمد بشكل كبير على الوضع الاقتصادي في قراراته الانتخابية.

الضغوط الأميركية على إسرائيل في ظل هذه المخاوف، تمارس الإدارة الأميركية ضغوطًا كبيرة على إسرائيل لتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة. ويعتقد الدكتور هار تسفي أن إسرائيل بحاجة إلى التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن أي عملية برية محتملة، لضمان أن تكون النتائج مرضية على المستوى الدبلوماسي والعسكري. وأكد أن “التحرك العسكري يجب ألا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يجب أن يكون هناك تنسيق واضح مع الأميركيين لضمان تحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى.”

السيناريوهات المحتملة للعملية البرية حتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن العملية البرية، ولكن من المتوقع أن تكون محدودة في نطاقها وتستهدف أجزاء محددة من جنوب لبنان. تهدف العملية إلى إضعاف حزب الله وتقليص قدرته على التحرك، إلا أن واشنطن قلقة من أن تؤدي هذه العملية إلى ردود فعل غير محسوبة من قبل الأطراف الإقليمية الأخرى.

في الختام، لا يزال القرار بشأن التدخل البري في لبنان معلقًا، مع استمرار المشاورات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول كيفية تحقيق أهداف عسكرية دون الانجرار إلى تصعيد أوسع قد يؤثر على استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي.