المسار الاخباري: نفذت إيران مساء-ليلة الثلاثاء فاتح أكتوبر الجاري هجوما بمئات الصواريخ منها باليستية وفرط صوتية مختلفة المدى والقوة التفجيرية ضد إسرائيل، ويبرز هذا الهجوم الذي لم يسبق للكيان أن تعرض له كيف فشلت جميع أنواع أنظمة الدفاع الجوي الغربي وعلى رأسها الأمريكية في اعتراض نسبة كبيرة من هذه الصواريخ.
لم تستغرق ساعات وصول الصواريخ الإيرانية إلى إسرائيل سوى 15 دقيقة مما يشير إلى أنها من ترسانة أكثر تطوراً
ويبقى عدد الصواريخ مجهولا، فقد أورد موقع “قناة العالم” الإيرانية نقلا عن مصادر استهداف إسرائيل بـ 400 صاروخ، بينما تحدثت مصادر إسرائيلية وأمريكية عن 250 صاروخا و181 صاروخيا. في الوقت ذاته، يجهل عدد الصواريخ الباليستية والمجنحة وفرط صوتية لأن ذلك من أسرار الأمن القومي الإيراني حتى لا يرسم الغرب صورة حقيقية لفعالية الصواريخ. وعلى مستوى آخر، يختلف الهجوم الذي حدث هذا الثلاثاء فاتح أكتوبر الجاري مع ليلة 13 وفجر 14 أبريل الماضي فيما يلي:
في المقام الأول، أغلب صواريخ أبريل/نيسان الماضي كانت صواريخ كلاسيكية استغرقت ساعات للوصول الى إسرائيل باستثناء بعض الصواريخ الباليستية، بينما الآن، لم يستغرق في هجمات الثلاثاء انطلاق الصواريخ وضربها لأهدافها، وكانت غالبيتها أهدافا عسكرية والبنية التحتية، سوى 15 دقيقة، وهذا يعني أنها من ترسانة الصواريخ الأكثر تطورا. وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها استعمال صواريخ فرط صوتية “فتاح” بعد روسيا ضد أوكرانيا سنة 2022، واليمن ضد إسرائيل الأسبوع الماضي، وهذا الثلاثاء الصاروخ الإيراني ضد إسرائيل.
الأنظمة الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية لم تنجح بنسبة معقولة من صد الهجمات الصاروخية الإيرانية
في المقام الثاني، بينما كان الرأي السائد أن إيران لن تهاجم إسرائيل لاسيما بعد الضربات القوية ضد حزب الله التي أنهت القيادة وعلى رأسها الأمين العام حسن نصر الله، كان الغرب يقوم بحشد السفن العسكرية وخاصة المدمرات وسفن الصواريخ الموجهة لأنه كان متأكدا من وقوع الهجوم إيراني. وعليه، في ظرف فترة محدودة، عزز البنتاغون تواجده العسكري بشكل مثير للغاية، حيث تجاوز السفن الغربية وعلى رأسها الأمريكية 50 سفينة وخاصة المدمرات شرق المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان.
في المقام الثالث، تجاوزت نصف الصواريخ الإيرانية على الأقل (إيران تقول 90%) مختلف أنظمة الدفاع الجوي الغربي والإسرائيلي من القبة الحديدية ومقلاع داوود والأنظمة الأوروبية لاسيما الفرنسية-الإيطالية وأساسا الأمريكية وخاصة أنظمة الدفاع الجوي باتريوت المنتشرة والدفاع الجوي التي هي ضمن “الدرع الصاروخي” أو “حرب النجوم”. وهذه الأخيرة هي المنصوبة على مدمرات يو إس إس بولكلي (DDG-84) ويو إس إس إس آرلي بورك (DDG-51)، ثم يو إس إس كول (DDG-67. وهذا يطرح تحديات كبيرة جدا على الأمن القومي الأمريكي وهو يرى كيف أن أنظمته المتطورة لم تنجح 100% في اعتراض الصواريخ الإيرانية، علما أن تلك الأنظمة مخصصة لاعتراض الصواريخ الروسية والصينية. ومما يزيد من مخاطر الصواريخ الإيرانية على إسرائيل أن المقاتلات بما فيها الأكثر تطورا إف 35 وإف 22 لا تستطيع اعتراض الصواريخ الباليستية والفرط صوتية.
أعلنت إيران أنه إذا ردت إسرائيل فسيكون رد طهران أكثر قوة وتدميرا، وهذا قد يعني استعمال صواريخ فرط صوتية ذات حمولة تفجيرية كبيرة جداً
في المقام الرابع، لم تكشف إسرائيل عن الخسائر الحقيقية لهذا الهجوم الذي تم على مرحلتين، لأن الكيان عادة لا يكشف عن الخسائر حتى تمر سنوات طويلة، كما أنها لا تريد الكشف عن الخسائر حتى لا يستفيد الطرف الآخر في تصويب الاستهداف في الضربات اللاحقة. ومن ضمن الأمثلة، لم تعترف إسرائيل بضربات سكود العراقية سنة 1991 إلا بعد مرور سنوات طويلة، والأمر نفسه مع حرب تموز 2006. وخلال هجوم أبريل الماضي، قالت إسرائيل أنها اعترضت 99% من الصواريخ، ولاحقا تراجعت وقالت 80%، بينما المعطيات الميدانية تتحدث عن 60%.
في المقام الخامس، أعلنت إيران أنه إذا ردت إسرائيل فسيكون رد طهران أكثر قوة وتدميرا، وهذا قد يعني استعمال صواريخ فرط صوتية ذات حمولة تفجيرية كبيرة جدا، علاوة على استهداف بنيات مدنية وليس عسكرية وأمنية كما حدث في هجوم الثلاثاء فاتح أكتوبر.