الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصاراً خانقاً على غزة: أزمة إنسانية تتفاقم

المسار الإخباري :منذ ثلاثة أسابيع، يعيش نحو 400 ألف فلسطيني في محافظتي غزة والشمال تحت حصار مشدد تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد من معاناتهم في ظل حرب الإبادة المستمرة. فقد أوقف الاحتلال بشكل منهجي ومدروس إمدادات الغذاء والمساعدات، حتى قبل بدء العملية العسكرية البرية التي بدأت قبل خمسة أيام، والتي تهدف إلى تهجيرهم من منازلهم.

وذكر مصدر حكومي في قطاع غزة أن الاحتلال يمنع منذ ثلاثة أسابيع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية إلى المؤسسات الخيرية والأمم المتحدة، ولا يسمح إلا بدخول الدقيق، الذي أصبح بلا فائدة في ظل الحاجة الماسة لمختلف السلع.

تدهور الأوضاع الإنسانية

وفقًا لشهادات السكان في شمال قطاع غزة، يواصل الاحتلال فرض حصار أشد على المناطق الشمالية، حيث لم تُدخل أي إمدادات غذائية منذ أسابيع، في ما يبدو كتمهيد للعملية العسكرية الأخيرة. وقد أدى ذلك إلى تفشي المجاعة في مخيم جباليا للاجئين، حيث توفي نحو أربعين شخصاً، غالبيتهم من الأطفال، نتيجة سوء التغذية.

ولفت السكان إلى وجود نقص كبير في مياه الشرب، نتيجة للحصار المطبق ومنع إدخال الوقود، مما أجبر بعض المخابز على الإغلاق، وتعرض بعضها الآخر للحرائق بسبب الأوضاع الميدانية.

استهداف المخابز والعمليات العسكرية

استهدف جيش الاحتلال مخبز الشلفوح الآلي، أحد أكبر المخابز في الشمال، ما أسفر عن حريق كبير عجزت فرق الدفاع المدني عن إطفائه، بسبب إطلاق النار على المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، سجل غياب تام للخضار وتوقف الأسواق عن العمل نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة.

400 ألف محاصر والجهود الدولية

صرّح المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، بأن نحو 400 ألف شخص محاصرون في شمال غزة، حيث تجبرهم أوامر الإخلاء على الفرار المتكرر، رغم إدراكهم أن لا مكان آمناً في القطاع. وأكد لازاريني أن المجاعة تنتشر في جميع أنحاء غزة، مع إغلاق بعض مراكز الإيواء بسبب الأوضاع الميدانية.

وبحسب تقارير البنك الدولي، تجاوز التضخم في قطاع غزة 250% نتيجة العدوان المستمر، مما دفع 90% من السكان للاعتماد على المساعدات.

سلاح التجويع

لقد استخدم الاحتلال سلاح التجويع بفاعلية، حيث أوقف خطوط الإمداد وأغلق المعابر، مما أدى إلى وفاة نحو 40 فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال وكبار السن، بسبب التجويع وسوء التغذية. كما دمر الاحتلال المئات من الدونمات المزروعة بالخضار، مما يعكس إصراره على إبادة الفلسطينيين جماعياً.

أزمة إنسانية تاريخية

تقترب الأراضي الفلسطينية من الانهيار الاقتصادي في ظل أزمة إنسانية تاريخية، حيث انكمش اقتصاد غزة بنسبة 86%، مما أدى إلى انخفاض حصة القطاع من الاقتصاد الفلسطيني. يعاني نحو مليوني شخص من انعدام الأمن الغذائي، حيث يواجه الأطفال والنساء الحوامل أسوأ الظروف المعيشية.

في ظل هذا الواقع المرير، يدعو البنك الدولي إلى ضرورة إعطاء الأولوية لوقف الأعمال العدائية، وتمكين استعادة الخدمات الأساسية، وتسهيل دخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة.