حراك طلابي عالمي يتصاعد في ذكرى الإبادة الجماعية في غزة: فعاليات ومظاهرات تجتاح الجامعات حول العالم

المسار الإخباري :في ذكرى مرور عام على الإبادة الجماعية في قطاع غزة، شهدت الجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا حراكًا طلابيًا واسعًا تضامنًا مع الشعب الفلسطيني. آلاف الطلاب من مختلف الجامعات نظّموا مظاهرات ووقفات احتجاجية تنديدًا بالجرائم المستمرة التي ترتكب بحق غزة، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وإظهار دعمهم للمقاومة الفلسطينية.

في الولايات المتحدة، كانت الجامعات الكبرى مثل نيويورك، هارفارد، تكساس، وجامعة نورث ويسترن في مقدمة الحراك الطلابي. في جامعة تكساس، عبّر الطلاب عن رفضهم لاستمرار الاحتلال من خلال انسحاب جماعي من الفصول الدراسية واعتصامهم أمام المباني الجامعية. وفي جامعة كولومبيا، خرجت مظاهرة حاشدة في حرم الجامعة، حيث هتف الطلاب بشعارات دعم للمقاومة الفلسطينية، مؤكدين ثقتهم في النصر. أما في جامعة بنسلفانيا، فقد نظم المتظاهرون مسيرة احتجاجية كبيرة في محيط الجامعة تنديدًا بالإبادة المستمرة في غزة.

الفعاليات لم تقتصر على الجامعات الأمريكية، بل امتدت إلى الجامعات الأوروبية، حيث شهدت جامعات بريطانيا وكندا مظاهرات قوية. في جامعة سالفورد البريطانية، قام الطلاب بالضغط على إدارتهم لوقف استثمارات الجامعة المرتبطة بإسرائيل، في حين سيطر الطلاب المؤيدون لفلسطين على حرم جامعة مانشستر في احتجاج قوي ضد التعاون مع الاحتلال. وفي كندا، نظم الطلاب في جامعة كونكورديا وقفة تضامنية هتفوا خلالها دعمًا للنضال الفلسطيني، وأضرب طلاب المدارس الثانوية في تورنتو، تنديدًا بالاعتداءات الإسرائيلية.

المظاهرات توسعت إلى خارج أمريكا الشمالية وأوروبا، حيث شهدت اليابان والفلبين والهند فعاليات مماثلة. في اليابان، حاول طلاب جامعة طوهوكو اقتحام السفارة الإسرائيلية في طوكيو احتجاجًا على الجرائم الإسرائيلية، مما أدى إلى وقوع مواجهات مع الشرطة أسفرت عن إصابة اثنين من الطلاب. وفي الفلبين، احتشد مئات الطلاب في جامعة مانيلا في وقفة احتجاجية للمطالبة بتحرير فلسطين، وفي الهند نظّم الطلاب عدة فعاليات تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية.

الدول العربية أيضًا شهدت موجة من الفعاليات التضامنية، حيث أعلن طلاب الجامعة الأردنية الإضراب الكامل دعمًا لفلسطين، وأكدوا على موقفهم الثابت في دعم غزة والمقاومة الفلسطينية. وفي مصر، شهدت الجامعة الأمريكية في القاهرة تصعيدًا طلابيًا لرفض الجرائم التي تتعرض لها غزة، حيث تسلق الطلاب سطح أحد المباني الجامعية ورفعوا لافتات تعبر عن استنكارهم للإبادة الجماعية.

الملتقى الطلابي العالمي لأجل فلسطين، الذي انعقد في أغسطس الماضي بمشاركة طلاب من 32 دولة، كان المحرك الرئيسي لهذه المظاهرات، ودعا قادة الحراك الطلابي في مختلف الجامعات إلى إقامة هذه الفعاليات. ويعوّل الملتقى على أن الحراك الطلابي الدولي قادر على إحداث تأثير ملموس في الرأي العام العالمي والمساهمة في إنهاء الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

تظل هذه التحركات الطلابية في تصاعد، حيث يعبر الطلاب في جميع أنحاء العالم عن دعمهم الثابت لفلسطين ورفضهم القاطع لاستمرار الاحتلال، مؤكدين أن الحراك لن يتوقف حتى تتحقق العدالة للشعب الفلسطيني.