تصعيد إسرائيلي خطير في شمال غزة: الاحتلال يدفع الفلسطينيين للنزوح بالقوة النارية ويستهدف مراكز الإيواء

المسار الإخباري :تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في شمالي قطاع غزة، مع توسيع عملياتها البرية في محيط مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، وذلك في اليوم التاسع عشر من العملية العسكرية الشرسة التي تتزامن مع استهداف مكثف للأحياء السكنية والمدنيين. تعتمد القوات الإسرائيلية على تنفيذ ما بات يُعرف بـ”خطة الجنرالات”، التي تهدف إلى إخلاء المنطقة الشمالية من سكانها وإجبارهم على النزوح باتجاه الجنوب تحت تهديد القوة العسكرية، بما يشمل القصف المدفعي والجوي المستمر.

استهداف مراكز الإيواء والمدارس

وفقاً لشهود عيان وصحافيين تحدثوا لـ”العربي الجديد”، شنت طائرات الاحتلال ومدفعيته هجمات عنيفة على المدارس ومراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في منطقة جباليا وبيت لاهيا، بهدف إخلاء هذه المراكز التي لجأ إليها آلاف النازحين. وأكدت مصادر محلية أن جيش الاحتلال اقتحم مدرسة الفاخورة وعيادة تابعة للأونروا في بيت لاهيا، حيث نفذ عمليات اعتقال بحق مدنيين فلسطينيين، وأجبر النساء والأطفال على المرور أمام كاميرات مراقبة إسرائيلية، مهدداً باستهداف وقتل كل من يحاول تغيير الاتجاه أو الامتناع عن النزوح.

استخدام القذائف الحارقة لإخلاء المنازل

تستخدم قوات الاحتلال أسلوباً جديداً لإجبار الفلسطينيين على النزوح، حيث تقوم بإحراق منازل المدنيين بالقذائف المدفعية، ما يترك للسكان خياراً وحيداً وهو الهروب. في الساعات الأخيرة، تم إحراق أكثر من 15 منزلاً، إضافة إلى استهداف مراكز الإيواء والمدارس بشكل مستمر، ما يهدف إلى إزالة أي مظاهر للحياة في تلك المناطق. تترافق هذه الهجمات مع استخدام صواريخ تصدر أصواتاً مرعبة وأضراراً ارتجاجية كبيرة، ما يساهم في تدمير البنية التحتية والمنازل في مناطق جباليا والفالوجا وبيت لاهيا.

استهداف النازحين بالطائرات المسيرة

في تصعيد إضافي للعنف، استهدفت طائرات مسيرة إسرائيلية النازحين الفلسطينيين الذين يحاولون الهروب من مناطق القتال في جباليا وبيت لاهيا، مستخدمة الرصاص الحي ضدهم. هذه الطائرات التي تسيطر بالقوة النارية على مناطق التوغل تُمهد لتقدم القوات الإسرائيلية بشكل أكبر، وتساهم في فرض حصار مشدد على سكان المنطقة.

مخاوف إنسانية متزايدة

تأتي هذه الهجمات في إطار حملة إسرائيلية واسعة بدأت في 5 أكتوبر 2024، وتهدف إلى السيطرة الكاملة على شمال القطاع. الحملة شملت فرض حصار اقتصادي وتجويعي على السكان، والحرمان من جميع مقومات الحياة الأساسية مثل الماء والغذاء. يتزايد القلق من كارثة إنسانية في ظل استمرار استهداف المدنيين والبنى التحتية الحيوية، حيث بات من تبقى من السكان مجبراً على النزوح أو مواجهة الموت تحت وطأة القصف والتوغل الإسرائيلي.

تجاهل دولي متزايد

ورغم مناشدات المؤسسات الحقوقية والإنسانية، لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة وسط صمت وتجاهل دولي.