المرصد المغربي لمناهضة التطبيع يصف خطاب ماكرون بـ”النازي” بعد تجريمه “حق المقاومة في فلسطين”

المسار الاخباري : استنكر “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، خطاب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، في البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط الثلاثاء، على خلفية دعمه للكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية، الذي وصف فيه بالمقابل مقاومة الشعب الفلسطيني، بـ”الإرهاب والهمجية في معرض إدانته لعملية طوفان الأقصى”.

وشدد المرصد على أن موقف ماكرون “موغل في محاباة الكيان الصهيوني الذي يشهد العالم أجمع حجم جرائم آلته الحربية الهمجية في ارتكاب مسلسل المجازر”، فيما بات يعرف بـ”خطة الجنرالات”.

وقال المرصد في بيان له إن “الرئيس الفرنسي ماكرون بينما هو يخطب في البرلمان المغربي بالرباط كانت أشلاء أكثر من 70 شهيدا من النازحين، أكثر من ثلثهم أطفال ونساء، تتطاير وتطحن تحت أنقاض عمارة في بيت لاهيا في شمال غزة هذا الصباح، في جريمة واضحة المعالم، فضلا عن قصف المستشفيات وإعدام مئات من المرضى والجرحى محتمين بالمستشفيات منذ شهور”.

وأضاف أن ماكرون “يتناقض حتى مع نبض الشارع الفرنسي والرأي العام بالمجتمعات الغربية الذي خرج ويخرج ضد الكيان الصهيوني الذي سقطت كل أقنعته عن وجهه الدموي الإرهابي النازي، بما يجعل الأنظمة الغربية في حالة انكشاف أمام الضمير الإنساني لقطاعات واسعة من شباب ونخب مجتمعاتها”.

وتحدث المرصد في بيانه عما وصفه بـ”فضائحية خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون وعلى تناقضاته الصارخة مع حقائق الأمور في فلسطين منذ 87 عاما”.

واعتبر أن ماكرون تحدث من داخل البرلمان المغربي في العاصمة الرباط، التي عرفت وتعرف تظاهرات شعبية عارمة للشعب المغربي الداعمة للمقاومة الفلسطينية والرافضة لحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني، وكذلك كل المدن المغربية على مدى عام من طوفان الأقصى وما تزال، بما يجعل خطاب ماكرون صيحة بئيسة في الفراغ لا تعدو أن تكون محاولة مفضوحة للتحدث باسم الكيان الصهيوني من قلب الرباط ضدا على الزخم الشعبي المغربي المشتعل ضد جرائم الصهاينة.

وقال إن الرئيس ماكرون ومعه دولة فرنسا وقع في “التناقض السريالي مع تاريخ فرنسا القريب قبل 80 عاما، حيث يتم تمجيد تاريخ (المقاومة الفرنسية) بقيادة الجنرال دوغول ضد الاستعمار الألماني النازي بقيادة هتلر، وتفتخر بذلك، بينما تعتبر مقاومات الشعوب المستعمرة، ومنها الشعب الفلسطيني اليوم، عمليات همجية بربرية، ربما يجعل الجنرال دوغول أيضا إرهابيا همجيا بربريا بنفس القاموس الماكروني”.

كما جدد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع “الإدانة لجرائم فرنسا بحق المغاربة والجزائريين والمغاربيين والأفارقة خلال الحقبة الاستعمارية”.

ودعا المرصد إلى “محاكمة دولية لتلك الجرائم وترتيب الجزاءات والعقوبات القانونية والمالية والاقتصادية بحق فرنسا وأداء تعويضات لشعوب الدول الضحية للإرهاب الفرنسي الاستعماري”، وذلك- يضيف المرصد- على شاكلة ما تقوم به ألمانيا إزاء اليهود ضحايا ما يسمى الهولوكوست إلى اليوم، رغم كون ذلك أصبح منجما سياسيا وماليا لضمان الدعم الدائم للكيان الصهيوني وكونه عنصرية مقيتة قائمة على طمس باقي ملايين ضحايا الحرب العالمية.

احتجاج على انتقاد ماكرون للمقاومة الفلسطينية

من جهتها، أعربت أحزاب ومنظمات غير حكومية ومتظاهرون مغاربة، الأربعاء، عن الاحتجاج على تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء في البرلمان المغربي، انتقد فيها المقاومة الفلسطينية.

جاء ذلك في بيانات منفصلة صادرة عن حزب العدالة والتنمية المغربي (معارض)، والكتلة البرلمانية عن فدرالية اليسار الديمقراطي (معارض) بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان).

حزب العدالة والتنمية المغربي قال بيان لكتلته النيابية: “نرفض ما تضمّنه خطاب ماكرون من توصيف غير منصف ومجانب للصواب، في تقييمه لأحداث 7 أكتوبر، والتي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية اسم طوفان الأقصى”.

وأضاف البيان: “طوفان الأقصى هو رد فعل طبيعي، تكفله جميع الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية، لكافة الشعوب الرازحة تحت وطأة الاحتلال والاستعمار، ومنها الشعب الفلسطيني”.

واعتبر أن “وصف أحداث 7 أكتوبر 2023 بالهمجية أو البربرية، مقابل الانتصار لما يسمى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يمكن أن يرقى إلى الشراكة مع الاحتلال الاسرائيلي، في حرب الإبادة التي يرتكبها أمام العالم منذ أكثر من سنة في غزة وفي لبنان”.

وأوضح أن “الكتلة النيابية للعدالة والتنمية، تداولت في رد فعل آني أثناء إلقاء الرئيس الفرنسي لخطابه، إلا أنه واحترامًا له باعتباره ضيفا لجلالة الملك، وامتثالا لنهج المغاربة في التعامل مع ضيوفهم، قررنا العدول عن رد الفعل المتفق عليه”.

بدورها، رفضت النائبة في البرلمان عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، ما جاء في خطاب ماكرون في حق المقاومة الفلسطينية.

وقالت في بيان، إن “هذا الخطاب يكشف عن النفاق الصارخ للدولة الفرنسية التي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما تستمر في دعم وتسليح الكيان الصهيوني الذي يمارس أبشع أنواع الإرهاب والجرائم ضد الشعب الفلسطيني”.

ومساء الثلاثاء، نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع (غير حكومية)، وقفة احتجاجية في مدينة مراكش (وسط)، ضد تصريحات ماكرون.

ورفع المتظاهرون شعارات تحتج على وصف المقاومة الفلسطينية بـ”الهمجية”، معلنين التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.

وبدأ ماكرون الاثنين زيارة رسمية إلى المغرب تختتم اليوم الأربعاء، حضر خلالها توقيع اتفاقيات ثنائية رفقة الملك محمد السادس.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.