المسار الاخباري: قال رئيس مجلس قروي “الخان الأحمر” البدوي عيد جهالين، اليوم الخميس، إنّ سلطات الاحتلال تُنفذ مخططًا صامتًا يستهدف بشكلٍ أساسي وجود البادية العربية في مدينة القدس؛ بهدف القضاء على التجمعات الفلسطينية التي تُعيق إقامة مشروع “القدس الكبرى” الإسرائيلي.
وأشار جهالين في تصريحٍ له ،إلى أنّ الاحتلال دمّر خلال السنوات القليلة الماضية 13 تجمعا بدويًا في القدس من أصل 26 يسكنها 3 آلاف مواطن؛ وجميعها مهددة بالإخلاء والهدم والإزالة.
وقبل أيام قليلة هدم الاحتلال ممتلكات لـ 80 عائلة تسكن تجمع بدوي العرارة قرب بلدة جبع شمال شرق المدينة، وتشمل مسكنًا وبركسات وحظائر للأغنام ومحلًا لتصليح المركبات، في خطوة يرى جهالين الهدف منها هو التضيق على السكان لإجبارهم على الرحيل.
أوضح أنّ سكان بادية القدس عمومًا يواجهون ظروفًا معيشية قاسية على صعيد الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، بالإضافة لصعوبة الوصول للمراكز التعليمية والصحية، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يُضاعف معاناتهم بمزيد من عمليات التنكيل والهدم والملاحقة.
ويعتمد سكان البدو على تربية الثروة الحيوانية، لكن المستوطنين يغلقون الطرقات والمراعي أمام الرعاة، الأمر الذي يشكّل تضييقا على حركتهم وحياتهم.
وشدد الجهالين، أنّ حكومات الاحتلال المتعاقبة لم تتردد أو تتوانى منذ سنوات طويلة وحتى يومنا هذا في تنفيذ ودعم مخطط الترحيل القسري للسكان بوسائل لا يتلفت إليها العالم ولا وسائل الإعلام، وبدون حسيب، وهنا تكمن الخطورة.
بادية القدس التي تشكل 3% من مساحة الضفة (نحو 176 كيلومترا) تقع في المنطقة “ج”، التي تعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية للفلسطينيين فيها، في حين تسيطر “إسرائيل” على الجوانب الأمنية والإدارية والقانونية.
وتنحدر أصول بدو القدس من منطقة بئر السبع التي كانوا يسكنونها قبل حرب عام 1948 في منطقة تل عراد بصحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، وبعد النكبة هجّرهم الاحتلال بهدف بناء مستوطنة “عراد” الإسرائيلية على أراضي تل عراد.
ولجأ معظم البدو إلى الأردن، ومن تبقوا منهم في فلسطين توزعوا في تجمعات بدوية عدة في السفوح الشرقية للقدس وبيت لحم والخليل، وتم تسجيلهم في قائمة اللاجئين.
وفي عام 1967 استولت “إسرائيل” على مئات الآلاف من الدونمات من الأراضي التي كانت تصنف مراعي، وأعلنتها مناطق عسكرية مغلقة، وبنت عليها المعسكرات والمستوطنات الإسرائيلية مثل مستوطنة معاليه أدوميم.
وعقب توقيع اتفاقية أوسلو الثانية في عام 1995 استغلت الاحتلال وجود البدو في المناطق المصنفة “ج” في الاتفاقية المذكورة، والتي تقع تحت السيطرة الأمنية والإدارة الإسرائيلية، فهدمت بيوتهم ومضاربهم ونقلتهم قسرا في شاحنات بعيدا عن مواقعهم الأصلية.
وبالرغم من كل المضايقات التي يتعرض لها سكان بادية القدس إلا أنهم يصرون على البقاء في منازلهم، ويرفضون عيش نكبة جديدة.