قال وزير التراث الإسرائيلي عيميحاي إلياهو، الأربعاء، إن إسرائيل لم تنتصر على “حزب الله” في لبنان، وإنها ذهبت إلى اتفاق وقف إطلاق النار “تحت الإكراه”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير التراث لصحيفة “معاريف” العبرية، انتقد فيها علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة.
و بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل عند الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت بيروت (+2 ت.غ)، لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها في الشهرين الأخيرين.
وإلياهو، عضو في حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) بزعامة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الوحيد الذي صوت ضد الاتفاق في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، الذي انضم إليه مؤخرا.
ووصف إلياهو، الاتفاق مع لبنان بـ”الفظيع”.
وقال: “لا يحتوي الاتفاق على الكثير من المبادئ التي تحدثنا عنها: منطقة عازلة، ونزع سلاح حزب الله”.
وأضاف إلياهو: “حقيقة أننا ضربنا حزب الله، أمر جميل وجيد، لكن إذا أردنا ضمان أمننا على المدى الطويل في الشمال، علينا أن نهزمه، وهذه ليست هزيمة”.
وأردف: “هذا ليس نصراً، فالنصر يعني الاحتلال (لجنوب لبنان)، يعني استسلام حزب الله. وحزب الله لم يستسلم، وهذا الاتفاق ليس جيدا. ودولة إسرائيل ذهبت إليه تحت الإكراه”.
وحول الدور الأمريكي في الاتفاق، قال الوزير الإسرائيلي: “أدرك أن هناك ضغوطا من الجانب الأمريكي، وآمل أن تكون الإدارة المقبلة (برئاسة دونالد ترامب) أكثر راحة لنا في التصرف، وآمل بشدة أن نكون قادرين على التحرك إذا كانت هناك خروقات (للاتفاق)”.
وتابع: “نحن نعتمد على الأمريكيين، وآمل أن ننمي في أنفسنا القوة لعدم الاعتماد عليهم”.
وقال إلياهو: “طالما أننا اعتماديون بهذه الطريقة، وذخائرنا تأتي من هناك، وأيدينا وأرجلنا مقيدة، فنحن في وضع سيء وغير صحي، ويجب أن تكون إسرائيل قادرة على تطوير السلاح بنفسها”.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان تنفيذه، انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوما، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وستكون القوات اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، فيما “لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس”.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 شهيدا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفقا لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.
في المقابل، قُتل 124 إسرائيليا بينهم 79 جنديا، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير كامل في شمال إسرائيل بفعل نيران “حزب الله” منذ سبتمبر الماضي، وفق القناة “12” وصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريتين.
(الأناضول)