المسار الاخباري: بعد أن فقدت الحياة بريقها في قطاع غزة، ولم يعد يرى سوى مشاهد القتل والإبادة في حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، والتي دخلت عامها الثاني، يحاول العديد من المبادرين نثر الفرح رغم الجراح، وخصوصاً على النازحين في الخيام للتخفيف من معاناتهم.
وبأسلوبه الكوميدي المضحك، وبفقرات متنوعة تحت عنوان “يوميات نازح”، يتجول الفنان ضرغام قريقع برفقة مجموعة من أصدقائه على مخيمات الإيواء، لإدخال أجواء الفرح والسرور على النازحين الذين حرموا منها لأكثر من عام، فمنهم من فقد أبويه ومنهم من فقد أخوته ومنهم من دمر منزله.
محاكاة للواقع المأساوي
ويقول قريقع (26 عاما)، إن فكرة مسرحيات يوميات نازح تحاكي الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحين في الخيام، وظروف غلاء المعيشة والحصار بشكل كوميدي.
ويضيف قريقع في حديثه، أنه في الفتره الحالية يركز على استهداف فئة الأطفال ودعمهم نفسياً، من خلال العلاج بالفن.
ويشير، إلى أن تسمية “يوميات نازح”، جاءت كمسمى يصف حالة التكيّف السلبي من قبل النازحين مع الأوضاع الصعبة بأسلوب ساخر، حيث نفذت خمس عروض خلال شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، ويجري التجهيز لخمس عروض أخرى خلال الشهر الجاري، يتخللها توزيع بعض الوجبات على الأطفال، وحفل موسيقى وأغاني فلسطينية وعروض مسرحيات متنوعة.
أسلوب جديد
ويلفت قريقع، إلى أن هناك إقبال كبير على حضور المسرحيات لقضاء ساعات من الترفيه والترويح عن النفس، كونها أسلوب جديد ومسرح كامل يحاكي أجواء المسرح كما قبل الحرب على القطاع.
ولاستكمال وتنفيذ مبادراته المسرحية، يطالب “ضيف سند” بتوفير الدعم اللوجستي وتوفير الكهرباء والأمور المادية.
ويشير الفنان قريقع، إلى أن الفترة المقبلة سيتم تطوير العمل من خلال إنشاء مسرح كامل متنقل محمول على عربة، للتجول يومياً بين خيام النازحين.
الحركة الثقافية بدائرة الاستهداف
وتقول وزارة الثقافة في تقرير لها، إن 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة استشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى للحرب، بجانب تضرر 32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا إما بشكل جزئي أو كامل، وتضررت أيضًا 9 مكتبات عامة و8 دور نشر ومطابع.
وتتواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ 419 تواليًا، أسفرت عن 44 ألفًا و282 شهيدًا، بالإضافة لـ 104 آلاف و880 مصابًا وفق الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.