عربيأهم الاخبار

نعيم قاسم : المقاومة اللبنانية حققت انتصارا تاريخيا

المسار الاخباري: أكد الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة اللبنانية حققت انتصارًا تاريخيًا في معركة “أولي البأس”، محطمةً آمال الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه الاستراتيجية. هذا الانتصار أظهر قدرة المقاومة على إفشال مخططات العدو، وتثبيت معادلات ردع جديدة فرضتها دماء المقاومين وصمودهم الأسطوري.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانه الأخير بهدف القضاء على المقاومة وإعادة تشكيل الواقع الإقليمي لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد. إلا أن المقاومة نجحت في إجهاض هذه المخططات عبر صمود استثنائي وقدرة غير مسبوقة على التكيف مع ظروف المعركة. ورغم استهداف منظومات القيادة والسيطرة، استطاعت المقاومة الاستمرار في توجيه ضرباتها النوعية التي أصابت العمق الإسرائيلي، ما أدخل الاحتلال في حالة ارتباك غير مسبوقة.

وأبرز الشيخ قاسم الأثر الكبير الذي تركته عمليات المقاومة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث نزح مئات الآلاف من المستوطنين في الشمال، في وقت كان الاحتلال يتوقع تهجير عشرات الآلاف فقط. هذا النزوح أظهر هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وأجبر القيادة العسكرية والسياسية على الدخول في حالة دفاعية، بعد أن كانت تخطط لشن عدوان حاسم.

اكما قال أن الخسائر الفادحة التي تكبدها الاحتلال لم تقتصر على الأرواح والعتاد، بل امتدت لتشمل التآكل في الروح المعنوية لجنوده وقادته. وأوضح الشيخ قاسم أن المقاومة فرضت معادلة جديدة للصراع، مبنية على القوة والإرادة، ما اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم تبريرات متكررة لجمهوره حول إخفاقات جيشه.

وعن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار، أكد الشيخ قاسم أنه ليس تنازلاً بل انتصار سياسي وعسكري للمقاومة. الاتفاق يُعيد تفعيل تنفيذ القرار 1701، لكنه يضمن في الوقت ذاته انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي احتلها، وانتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني بالتنسيق الكامل مع المقاومة لضمان عدم ترك فراغ أمني يمكن أن يستغله الاحتلال.

وأشاد الشيخ قاسم بتضحيات الشهداء الذين شكلوا أعمدة هذا النصر التاريخي، مؤكدًا أن دماءهم لن تُهدر، وأنها ستبقى حافزًا لتعزيز قدرات المقاومة. كما وجه التحية للجيش اللبناني وكافة الأجهزة الصحية والدفاع المدني، الذين أثبتوا وحدتهم وصمودهم في مواجهة العدوان.

كما وجّه الشكر للدول والشعوب التي وقفت إلى جانب المقاومة، وعلى رأسها اليمن، العراق، وسوريا، الذين أكدوا أن محور المقاومة يمتد بقوة وصلابة في المنطقة. وأكد أن دعم المقاومة للقضية الفلسطينية سيبقى مستمرًا بكل الوسائل، لأن فلسطين هي القضية المركزية للأمة وقبلة الأحرار.

واختتم الشيخ قاسم خطابه برسالة واضحة مفادها أن الاحتلال الإسرائيلي بات عاجزًا عن مواجهة المقاومة، التي أصبحت قادرة على تغيير المعادلات وفرض إرادتها. المقاومة لن تتوقف عن بناء قدراتها وتعزيز صمودها، بالتعاون مع الشعب والدولة، لضمان أن تظل قوة لا يُستهان بها في وجه أي عدوان مستقبلي.

هذا الانتصار، الذي يتجاوز بمفاعيله حرب 2006، يُعد بداية لمرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، تؤكد أن إرادة الشعوب الحرة قادرة على مواجهة أعتى التحديات والانتصار عليها.