انتهاكات الاحتلالفلسطيني

سكان القرية يدخلونها بتصاريح”: أم الريحان بلدة صغيرة تحوّلها السلطات الإسرائيلية إلى سجن كل مساء

يُتاح لأهالي القرية الخروج منها فقط، بالتنسيق من خلال الارتباط الفلسطيني للحالات الضرورية المرضية، أو الطارئة، ما يجعل أهالي القرية، أشبه بالمساجين داخل بُقعة صغيرة تفتقر إلى مراكز صحية وطبية، إذ إن الذي يحتاج إلى علاجا، يتوجّب عليه تنسيق ذلك.

شبكة المسار الاخباري: تتحوّل قرية أم الريحان الواقعة قرب مدينة أم الفحم إلى سجن، عندما يغلَق الحاجز العسكريّ، عند نحو الساعة السادسة مساء، بسبب منع قوات الجيش الإسرائيلي سكانها الذين يحملون الهوية الفلسطينية، الخروج من القرية بسبب إغلاق الحواجز المؤدية إليها، ما يشكّل مأساة يعايشونها يوميا.

يُتاح لأهالي القرية الخروج منها فقط، بعد التنسيق من خلال الارتباط الفلسطيني للحالات الضرورية المرضية، أو الطارئة، ما يجعل أهالي القرية، أشبه بالمساجين داخل بُقعة صغيرة.

جانب من المنظر الخلّاب الذي تُطلّ عليه القرية

تقع قرية أم الريحان داخل الخط الأخضر قرب مدينة أم الفحم وقرية عين السهلة التي تتبع لمجلس “بسمة”، وتُعدّ أم الريحان قرية من قرى محافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وتقع مسؤولية الجانب المدني للقرية على السلطة الفلسطينية؛ غير أنّها تقع تحت سيطرة السلطات الإسرائيلية أمنيًّا.

ويعيش في قرية أم الريحان نحو 600 مواطن، جميعهم من عائلة واحدة، ويعملون في الزراعة وتربية الدواجن والمواشي.

جانب من القرية الصغيرة

ويتعرّض أهالي القرية منذ سنوات لتضييقات من قِبل السلطات الإسرائيلية، حيث تم خلال العام الجاري، هدم 3 مبان مختلفة، بينها منزل، فيما يهدد الهدم نحو 6 مبان بينها منازل ومنشآت بينها مزارع لتربية الدواجن والمواشي.

وتفتقر القرية إلى مراكز صحية وطبية، إذ إن المواطن الذي يحتاج إلى علاجا، يتوجّب عليه تنسيق ذلك بشكل خاصّ يمكنه من الوصول إلى المستشفيات في مدينة جنين، الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا، بسبب الإجراءات التي يُجبر الأهالي على القيام بها، من أجل الوصول إلى المستشفى.

وقال رئيس مجلس أم الريحان، مجدي زيد الكيلاني، إن “قرية أم الريحان هي قرية صغيرة تقع داخل الخط الأخضر، وعدد سكانها يصل إلى 600 مواطن تقريبًا، إذ أنها تقع شمالي محافظة جنين وهي من قرى المحافظة، ولكنها داخل الخط الأخضر وقريبة من مدينة أم الفحم وبلدة عين السهلة في الداخل”.

“مقطوعون عن العالم”

وفي حديث لـ”عرب 48″، ذكر الكيلاني أن “سكان أم الريحان جميعهم من عائلة واحدة وهي زيد الكيلاني، إذ إن معظم أهالي القرية يعملون في الزراعة، ومنها الزيتون والخضار، بالإضافة إلى تربية الدواجن والمواشي ومنها الأغنام، كما يعمل الأهالي في مهن مختلفة في البلدات المجاورة”.

رئيس مجلس أم الريحان، مجدي زيد الكيلاني

ولفت الكيلاني إلى أن “عددا من التجار من منطقة محافظة جنين ونابلس ويعبد يعملون في أم الريحان، ويمتلكون مصالح تجارية في البلدة، تعمل بشكل ممتاز بسبب الإقبال الكبير من الأهالي في منطقة وادي عارة والمثلث على القرية، والتصاريح التي يتم إصدارها لهم عن طريق الارتباط الفلسطيني”.

وعن الصعوبات التي يواجهها أهالي القرية، ذكر زيد الكيلاني أن “هناك الكثير من الصعوبات التي يواجهونها، ومنها وجود القرية داخل الخط الأخضر، بينما يتبع سكانها للسلطة الفلسطينية”.

وأضاف “نُصبح في القرية مقطوعين عن العالم، بسبب إغلاق الحاجز، الذي نُمنع من الدخول إلى الضفة عندما يغلَق، ونكون في داخل إطار القرية، ونُمنع كذلك من الوصول إلى البلدات في مناطق الداخل (مناطق 48)”.

وأضاف أن “سكان القرية يدخلونها بواسطة تصاريح تتيح لهم الدخول من الحواجز، إما حاجز طورة أو برطعة، وكل شخص فوق سن الـ16 عامًا، يتوجّب عليه إصدار تصاريح تمكنه من الدخول والخروج من قريته”.

وشدّد على أن “الواقع صعب في الحقيقة، ولكننا نتحمّل، ونبقى داخل قريتنا”.

الحالات المرضية المستعجَلة يتطلّب نقلها الكثير من الوقت!

وفي ما يتعلّق بالصعوبات التي يواجهها من يمرض من الأهالي، أو من يحتاج علاجا، قال الكيلاني إن “الحالات المرضية في القرية يتمّ علاجها في جنين، ولكن عندما يغلق الحاجز -والذي يغلق عادةً، عند الساعة الرابعة عصرًا أو السادسة مساءً- يُمنع الأهالي من الوصول إلى المستشفى، إلا بحالة واحدة، وهي عن طريق تنسيق”.

وأضاف أنه “يتم نقل المصاب أو المريض، إما في سيارة إسعاف خاصّة، أو سيارة إسعاف عامّة في قرية برطعة، فيما تستغرق الحالات المرضية المستعجَلة، الكثير من الوقت حتى تصل إلى المستشفيات في جنين”.

وذكر أن “الظروف صعبة كوننا نتبع تنظيميًا من جانب البناء والأمن، إلى السلطات الإسرائيلية، فيما نتبع للسلطة الفلسطينية من الجانب الإداري والصحي والتعليمي، والأوقاف”.

وعن الحياة في أم الريحان، قال “صراحة رغم مرارة الاجراءات والصعوبات، الا اننا نحسد انفسنا اننا نعيش في أم الريحان التي تقع في منطقة استراتيجية كبيرة وواسعة ومرتفعة، وبها واحدة من أكبر الحرش في فلسطين وهي ثاني أكبر أحراش بعد جبال الكرمل، والتي تمتد الاحراش بها إلى 4 آلاف دونم من الحرش الطبيعي، اذ انها مميزة وجميلة”.

جدار الفصل العنصري بالقرب من البلدة