المسار الإخباري :في خطوة إنسانية ومهنية متميزة، نجح الجراح العراقي محمد الطاهر في إعادة يد الطفلة مريم، التي بترت نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي على منزل عائلتها في قطاع غزة. الطفلة، التي وصلت إلى مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح وسط القطاع، كانت في حالة حرجة، حيث كانت فاقدة ليدها بالإضافة إلى إصابات أخرى جراء القصف الذي استهدف منزلها.
ويقول الطبيب الطاهر في تصريحاته: “عند مساندتي للأطباء في قسم الطوارئ، لاحظت الطفلة وهي فاقدة ليدها، فسألت والدها أين اليد، ليخبرني أنها بقيت في المنزل بعد أن تم انتشال الطفلة مع مجموعة من الشهداء والمصابين. طلبت منه العودة لإحضار اليد المبتورة.” رغم المخاطر التي كان يواجهها بسبب القصف المستمر في المنطقة، جازف عم الطفلة بحياته وأعاد اليد المبتورة
بعد إحضار اليد، بدأ الطاهر وفريقه الطبي في إجراء عملية جراحية معقدة لربط اليد بالجسم، بالإضافة إلى عملية أخرى لعلاج إصابات في المعدة. وبعد ثلاثة أيام من العملية، بدأ جسد الطفلة يستجيب، حيث كانت العملية ناجحة رغم الظروف الصعبة ونقص الإمكانيات الطبية في القطاع. ورغم الالتهابات الناتجة عن الإصابة، كانت العملية تُعتبر نقطة أمل في وسط المعاناة التي يشهدها سكان غزة بسبب العدوان المستمر.
يعد هذا الإنجاز الطبي مثالاً آخر على التضحيات الكبيرة التي يقدمها الأطباء في غزة، الذين يواصلون عملهم رغم التحديات والظروف القاسية التي يعيشها القطاع.