شبكة المسار الاخباري: التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في دمشق السبت قائد السلطة الجديدة أحمد الشرع، في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ العام 2010.
وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحافي مع الشرع إن ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا سيكون من “سلّم الأولويات”.
ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما إلى تمتين العلاقات الثنائية، بعدما شابها إشكاليات عدة، لا سيما منذ تدخل حزب الله العسكري في النزاع السوري دعما لنظام بشار الأسد.
وأعلنت دمشق أن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني استقبلا “وفدا لبنانيا رفيع المستوى في قصر الشعب” برئاسة ميقاتي.
وصل ميقاتي والوفد المرافق إلى دمشق، في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، وفق ما أفاد مسؤول في مطار دمشق وكالة فرانس برس، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي لبناني إلى دمشق منذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” صورا عدة ظهر فيها الشرع وميقاتي وهما يتصافحان عند مدخل قصر الشعب، وأخرى خلال الاجتماع الموسع بحضور الشيباني ونظيره اللبناني عبدلله بو حبيب، وقادة أجهزة أمنية من البلدين.
وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية إن الزيارة جاءت تلبية لدعوة من الشرع.
وكانت السلطات السورية الجديدة فرضت منذ الثالث من كانون الثاني/ يناير قيودا على دخول اللبنانيين عبر الحدود. وأفاد الجيش اللبناني في اليوم نفسه بوقوع “اشتباك” وتعرض قوة تابعة له كانت تعمل على إغلاق “معبر غير شرعي” مع سوريا في شرق لبنان، إلى إطلاق نار من مسلحين سوريين.
وأفادت رئاسة الحكومة حينها عن اتصال أجراه ميقاتي مع الشرع الذي دعاه إلى زيارة دمشق.
وهذه أول زيارة لرئيس حكومة لبناني الى دمشق منذ العام 2010.
وكان الشرع تعهد خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في 22 كانون الأول/ ديسمبر، أن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا “سلبيا” في لبنان وستحترم سيادته.
إثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ العام 2013 الوضع سوءا، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ “النأي بالنفس” عن النزاع السوري.
وعلى مدى ثلاثة عقود، فرضت سوريا وصاية على لبنان وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
ورغم انسحابها بقيت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، وشكلت أبرز داعمي حزب الله وسهّلت نقل السلاح اليه.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغيرات المتسارعة في البلدين.
في خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقرّ البرلمان، اعتبر الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون الخميس أن ثمة “فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها”.
وتشكل سوريا المتنفس البري الوحيد للبنان، الذي يقول إنه يستضيف نحو مليوني لاجئ سوري على أراضيه.