شبكة المسار الاخباري: أكد نداء فلسطين أن الحرب الإجرامية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة أمريكية وبريطانية وألمانية، بهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر استهداف صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، قد فشلت ولم تحقق أهدافها، رغم التضحيات الجسيمة التي قُدمت من شهداء وجرحى وأسرى، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بمدن ومخيمات قطاع غزة.
وأشار البيان الذي وصل لوطن نسخة عنه إلى أن الأحداث التي تلت 7 أكتوبر أثبتت أن القوة العسكرية ليست وسيلة لإنهاء القضية الفلسطينية، إذ برز صمود الشعب الفلسطيني كبوصلة للصراع، في ظل فشل السردية الإسرائيلية في إقناع العالم، مع تزايد التضامن الدولي الشعبي والرسمي مع حقوق الفلسطينيين.
وأوضح البيان أن القضية الفلسطينية استعادت مكانتها كأولوية سياسية وحقوقية وإنسانية على مستوى العالم، في ظل العزلة المتزايدة التي يواجهها الاحتلال، وشدد نداء فلسطين على أن التحدي الأكبر الذي يواجه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو استمرار الانقسام الداخلي، الذي يضعف قدرة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال ومخططاته، ودعا البيان إلى إنهاء الانقسام فورًا وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة، مؤكدًا أن تطبيق إعلان بكين، الذي وقّعت عليه كافة الفصائل الفلسطينية، يجب أن يكون أساس المرحلة المقبلة.
نص البيان كاملًا كما وصل لوطن:
نداء فلسطين
ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر حرب الإبادة، لن يحققه في السياسة
إن حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الصهيوني وبمشاركة أمريكية بريطانية وألمانية، على شعبنا بهدف تصفية القضية الفلسطينية، عبر ضرب صموده وسحق مقاومته وتشريده خارج وطنه، فشلت ولم تحقق أهدافها، بالرغم من الأثمان الباهظة التي دفعها شعبنا، ومازالت يدفعها، من شهداء وجرحى وأسرى، عدا عن دمار مدنه ومخيماته ومقومات الحياة في قطاع غزة.
إن النتيجة التاريخية للسابع من تشرين أول والتي يجب البناء عليها، تؤكد أن استخدام القوة العسكرية كأسلوب لتصفية القضية فشل وولىّ الى غير رجعة، بفضل الصمود الاسطوري لشعبنا وبسالة مقاومته، وفشل سردية مجرم الحرب نتنياهو وزمرته في اقناع العالم بها أمام مشاهد جرائم الإبادة، واتساع التعاطف والتضامن الدولي، الشعبي والرسمي الواسع مع قضية شعبنا الوطنية، حيث استعادة القضية الفلسطينية مكانتها، كالقضية سياسية وحقوقية وإنسانية أولى في العالم، بالتزامن مع العزلة التي يواجهها كيان الاحتلال، وأصبح العالم بشكل عام، ودول الإقليم بشكل خاص، يدركون أكثر من أي وقت مضى، أن لا استقرار في المنطقة دون الحل العادل للقضية الفلسطينية، وهذا كله يوفر فرص حقيقية لتقويض لمجابهة المخاطر التي يتعرض لها شعبنا.
ورغم ذلك، فإن حجم المخاطر على قضية وحقوق شعبنا الوطنية ما زلت كبيرة جداَ، وفي مقدمتها تسريع الاحتلال لخطط التوسع الاستيطاني والتهجير والتطهير العرقي والضم والتهويد في الضفة الغربية بالاستناد لسياسات ودعم “ترامب” وإدارته المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، وما تتعرض له المخيمات في شمال الضفة الغربية من عدوان عسكري ما زال مستمراَ، إلا نموذج لإبادة جديدة لتحقيق تلك الخطط والأهداف الإجرامية للاحتلال.
يا جماهير شعبنا الصامد والباسل
أمام حجم المخاطر وما تفرضه من تحديات كبيرة ماثلة أمامنا جميعاَ، ما زال أكبر تهديد يتعرض له شعبنا الفلسطيني، هو استمرار حالة الانقسام الداخلي والتجاذبات السياسية الفئوية، وغياب الوحدة والشراكة الوطنية التي تتوافق عليها كافة القوى الفلسطينية، وهو ما يتطلب أكثر من أي وقت مضى، إنهاء هذا الانقسام البغيض وكل المظاهر والسلوكيات الفئوية، وسرعة انجاز الوحدة الوطنية الشاملة بين كل مكونات النظام السياسي الفلسطيني، للتصدي معاَ للسياسات والمخططات الصهيو- أمريكية، وتفعيل عناصر القوة الفلسطينية، والشروع في تطبيق إعلان بكين الذي تم التوقيع عليه من قبل كل القوى الفلسطينية، كونه يشكل مخرجا لذلك، والتمسك بأن يكون اليوم التالي للحرب، بالضرورة يوماَ فلسطينياَ لحماية قضية ووحدة شعبنا وصموده على أرضه، كأولوية وطنية عاجلة.
إن هذا يتطلب وعلى نحو عاجل، من القيادة وكل القوى السياسية الفلسطينية، الاستجابة لمطالب شعبنا بتحقيق الوحدة الوطنية، وإستثمار الفرص والإنجازات، فهذا الشعب الذي قدم التضحيات الجسام وصبر طويلاَ على عذاباته وأوضاعه المأساوية، لن يرحم من يعمل على إعاقة وحدته وتقدمه أو إضاعة هذه الإنجازات.
المجد للشهداء والشهيدات والنصر والحرية لشعبنا ومقاومته
نداء فلسطين
31/1/2025
