دولي

قمة قادة اليمين المتطرف الأوروبي تعتبر ترامب نموذجا وترفع شعار “أعيدوا لأوروبا قوتها وعظمتها”

المسار الاخباري :بدأ تأثير الأطروحات المتطرفة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنتقل إلى الساحة الأوروبية بشكل ملموس جدا، وهو ما تبين في اللقاء المثير الذي عقده عدد من قادة اليمين القومي المتطرف الأوروبي في العاصمة مدريد، واستهدفوا الهجرة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.

في هذا الصدد، احتضنت العاصمة مدريد الجمعة من الأسبوع الجاري لقاءا لائتلاف “باتريوت” (الوطنيون) وهو الحزب الأوروبي المكون من مختلف الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة الممثلة في البرلمان الأوروبي، وحصلت هذه الأحزاب على 19 مليون صوت في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، وتعتبر القوة السياسية الثالثة. وترأس القمة السياسي الإسباني زعيم حزب فوكس، سانتياغو أباسكال وحضرها قادة 14 حزبا سياسيا متطرفا وفي مقدمتهم المجري فيكتور أوربان والفرنسية مارين لوبان والإيطالي ماتيو سالفيني والهولندي خيرت فيلدرز.

ويبرز بيان هذه القمة التوجهات المقلقة لهذه الأحزاب التي تلتقي مع ترامب، حيث ترى في مؤسسات الاتحاد الأوروبي الدولة العميقة التي تشجع على تحول أوروبا إلى دولة اجتماعية منافية للقيم المسيحية مما سيؤدي “إلى كارثة كبرى”. ويوجه البيان انتقادات قوية إلى الهجرة غير النظامية التي يعتبرها خطرا حقيقيا وإلى سياسة المناخ وفقدان القدرة التنافسية. ومن ضمن الفقرات القوية في البيان “لم تتعلم النخبة في بروكسل شيئًا من أخطائها ولم تتخلى عن طموحها في تحويل الاتحاد الأوروبي إلى دولة ضخمة تركز على الهندسة الاجتماعية مع عواقب وخيمة على الأوروبيين”.

يوجه بيان القمة انتقادات قوية إلى الهجرة غير النظامية التي يعتبرها خطرا حقيقيا وإلى سياسة المناخ وفقدان القدرة التنافسية

وفي تقليد لتصريحات وطروحات ترامب السياسية، يبرز البيان الذي نشرته وسائل الإعلام الإسبانية لقمة اليمين القومي المتطرف “أعيدوا لأوروبا قوتها، أعيدوا لأوروبا عظمتها، المستقبل ملك للباتريوت”. وأثنى بيان القمة على الرئيس ترامب كنموذج يجب الاقتداء به، وكذلك على الرئيس الأرجنتيني خابيير ميلي، حيث يعتبر أنهما حملا الحرية من جديد بدعم من الشعوب. ويبرز البيان كذلك “نحن، الباتريوت، مصممون على إعادة المنطق السليم إلى عملية صنع القرار داخل الاتحاد الأوروبي وإعادة الاتحاد الأوروبي إلى قيمه التأسيسية”.

وأوردت جريدة الباييس هذا السبت أنه بعد اجتماع القمة، أقام قادة اليمين الأوروبي المتطرف مأدبة عشاء الجمعة مع كيفن روبرتس، رئيس مؤسسة “هيريتاج” الذي يعتبر من أقوى مراكز التفكير الاستراتيجي تشددا في العالم، وهو المركز الذي صاغ غالبية الأجندة الحالية للرئيس الأمريكي ترامب.

وكان قادة أوروبا المعتدلين قد تخوفوا من تأثيرات ترامب على السياسة الأوروبية وخاصة انتعاش اليمين القومي المتطرف. وكان زعماء هذا اليمين المتطرف قد اعتبروا بعد فوز ترامب أنه مهم للعالم، ويجب الاقتداء به.