
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
هآرتس 27/2/2025
امكانية الدفع قدما بالمفاوضات، ضعيفة، ونتنياهو سيجد صعوبة في استئناف القتال
بقلم: عاموس هرئيلِ
فجر اليوم كان يجب أن تنتهي النبضة الاخيرة في المرحلة الاولى في صفقة التبادل بين اسرائيل وحماس. في اسرائيل تسلموا اربع جثث، تم نقلها الى الطب الشرعي. في المقابل، كان يتوقع أن تقوم اسرائيل باطلاق سراح حوالي 600 سجين امني فلسطيني، مشمولين في الاتفاق، وتأخر اطلاق سراحهم منذ نهاية الاسبوع الماضي بادعاء اسرائيل وجود خروقات ارتكبتها حماس. تسوية النبضة الاخيرة ودعم الجمهور الواضح في البلاد لاستمرار تنفيذ الصفقة، يمكن أن تسرع تقدم معين آخر في المفاوضات.
الطرفان يناقشان بواسطة الوسطاء تمديد المرحلة الاولى بواسطة نبضات اخرى، يتم فيها تحرير عدد قليل من المخطوفين في كل مرة. حماس تشترط التحرير باتباع معادلة اخرى، فيها تطلق اسرائيل سراح عدد اكبر من السجناء مقابل كل مخطوف. بعد اعادة الجثث الاربعة سيبقى في القطاع 59 مخطوف، أقل من نصفهم ما زالوا احياء. وقد تم مؤخرا تسلم من معظمهم اشارة على الحياة بواسطة مخطوفين تم اطلاق سراحهم.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يدرك تعاطف الجمهور المتزايد والمؤيد للصفقة، حتى بثمن تقديم تنازلات مؤلمة، بهدف اعادة المخطوف الأخير والشهداء الى البلاد. التحريرات الاخيرة وشهادات المخطوفين حول ظروف الأسر ومراسم الجنازة الحاشدة لابناء عائلة بيباس الثلاثة، الأم شير والاطفال اريئيل وكفير، أمس، جسدت اكثر الحاجة الى انهاء الصفقة بسرعة. في الطرف الفلسطيني توجد مصلحة في مواصلة وقف اطلاق النار خلال شهر رمضان، الذي يتوقع أن يبدأ بعد يومين.
ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الامريكي ترامب للمنطقة، يستمر في استخدام الضغط على الطرفين لانهاء المرحلة الثانية واستكمال الصفقة. وقد قام بتأخير زيارته في الشرق الاوسط التي كان مخطط لها أمس، ولكنه اعلن بأنه يستمر في الدفع قدما بالاتصالات من واشنطن. وترامب نفسه قال أمس بأن قرار مواصلة الصفقة والحرب يتعلق بنتنياهو.
مصادر امنية قالت للصحيفة بأنه حسب تقديرها فانه ما زالت هناك ظروف مريحة للدفع قدما بتحرير مخطوفين قلائل، لكن سيكون من الصعب استكمال كل الصفقة. وقد بررت المصادر ذلك بمصالح الطرفين المتناقضة. فحماس تطالب بثمن مرتفع، في عدد الأسرى الفلسطينيين وفي مكانتهم العالية مقابل كل مخطوف. وهي تصمم ايضا على انهاء الحرب وانسحاب اسرائيل بشكل كامل من القطاع. ولكن كبار قادة حماس توجد لهم مصلحة في الابقاء على عدد قليل من المخطوفين حولهم كبوليصة تأمين من محاولات اغتيال اسرائيلية. حماس ايضا ستطلب من الولايات المتحدة ضمانات بأنه لن يتم ايذاءهم. حسب الاتفاق يجب على اسرائيل أن تبدأ في نهاية الاسبوع في اخلاء قوات الجيش من محور فيلادلفيا الموجود على الحدود بين القطاع ومصر خلال اسبوع. يتم استخدام ضغط على نتنياهو من الجناح اليميني المتطرف في حكومته، الذي يضم الآن فقط قائمة الصهيونية الدينية، من اجل استئناف القتال في بداية الاسبوع القادم، كما قال في عدة مناسبات بأنه سيفعل ذلك. مشكوك فيه أن يقرر استئناف القتال بهذه السرعة، لكن فيما بعد سيجد صعوبة في استكمال الصفقة والحفاظ على الائتلاف، لأنه في الخلفية توجد الحاجة الى تمرير ميزانية الدولة للعام الحالي حتى نهاية شهر آذار القادم.
بدون اتفاق، اذا لم يتم تحقيق اختراقة في الاتصالات في غضون بضعة اسابيع، ربما مع ذلك سيكون استئناف للحرب في القطاع، بدون مواجهة ذلك بمعارضة امريكية. ايال زمير الذي سيتسلم المنصب كرئيس للاركان في منتصف الاسبوع القادم قام مؤخرا باعداد خطة عملياتية جديدة موضوعها هجوم عسكري جديد في القطاع، والهدف هو التسبب بالقتل والتدمير الكبير لحماس وممتلكاتها الامنية المتبقية. هكذا، تسريع تنفيذ صفقة تأتي في ظروف تكون مريحة لاسرائيل. الخطر الذي ينطوي على ذلك هو أن الكثير من المخطوفين يمكن أن يموتوا في اعقاب استئناف القتال، وجنود الجيش الاسرائيلي ايضا. ازاء هذه الاخطار نتنياهو سيجد صعوبة في الحصول على الشرعية لمثل هذه العملية من الرأي العام الاسرائيلي.
رغم أن ترامب اظهر الدعم الثابت لمواقف نتنياهو وترك له هامش واسع نسبيا للمناورة، إلا أن الرئيس الامريكي يهتم ايضا باعتبارات شريكة اخرى هي السعودية. في جهاز الامن يعتقدون أن ترامب لم يتنازل عن الأمل في عقد صفقة كبيرة بين الولايات المتحدة والسعودية، التي اضافة الى بيع السلاح والتكنولوجيا، يمكن أن تشمل ايضا اتفاق التطبيع بين اسرائيل والسعودية. هذه العملية يجب أن تشمل انهاء الحرب في قطاع غزة، ونتنياهو يربط ذلك بالتحطيم المطلق لسلطة حماس. في دول الوساطة تولد الانطباع أن حماس مستعدة أكثر مما في السابق للسماح باقامة حكومة تكنوقراط في القطاع، بمشاركة دولية ومشاركة السلطة الفلسطينية. ولكن العقبة الاساسية التي بقيت هي مسألة الحفاظ على قوة الذراع العسكري لها. في هذه الاثناء الصورة تتكون من متغيرات كثيرة ومعقدة، وسيكون من الصعب ضمان تحقيقها جميعها. الخطوة الاولى ستكون تنفيذ الصفقة واعادة جميع المخطوفين.
—————————————-
هآرتس 27/2/2025
بينيت ليس أقل خطورة من نتنياهو
بقلم: حنين مجادلة
نفتالي بينيت، صاحب قول “شوكة في المؤخرة”، اصبح في هذا الاسبوع النجم المناوب للمعسكر الديمقراطي – الليبرالي في اسرائيل، أو على الاقل هكذا يظهر الامر من الدعم الكبير جدا الذي حصل عليه فيلمه الاخير الذي نشره. في هذا الفيلم بينيت اعلن مرة اخرى عن مواقفه المتشددة ضد اقامة الدولة الفلسطينية أو أي فكرة لنقل اراضي للفلسطينيين، مع التأكيد على أن هذه المواقف “لم تتغير، هي فقط تشددت”. للوهلة الاولى لا يوجد أي جديد يثير الاهتمام. بعد ذلك يضيف بينيت الجملة الرئيسية التي اغضبت كثيرين في الدوائر الليبرالية: “التحريض والكراهية تجاه اليساريين ليس هو الذي يميز ما هو يميني، هؤلاء ليسوا يمين”. بالضبط هو اعداد للقلوب، عائلة من الاخوة والاخوات. الانفعال والتأثر في المعسكر الليبرالي وكأن الامر يتعلق بمشهد هزلي لحانوخ ليفين.
الانفعال في اعقاب فيلم بينيت يكشف بشكل مؤلم ومحبط الضعف الاولي الذي يعاني منه ما يسمى بالوسط الليبرالي واليسار في عهد الضياع الايديولوجي. الفيلم يؤكد على مواقفه الفاشية ضد الفلسطينيين، وهي مواقف تقوض حقهم الاساسي في الاستقلال وتقرير المصير. وهي مواقف كان يجب على هذا المعسكر معارضتها بشدة وشراسة، وكأنهم لم يتعلموا في السنة والنصف الاخيرة بأن ادارة النزاع بهذه الصورة، ضمن امور اخرى، أدت الى احداث 7 اكتوبر. الفاشية في دولة اسرائيل لا تمنع الليبراليين من التسلي مع اليمين الرخو مرة تلو الاخرى. الحقيقة هي أنه يكفي أن لا يحرض يميني ضد اليسار من اجل أن يحتضنه الاخير كبديل محتمل. وكأن الامر يتعلق بالمسيح المخلص. في نهاية المطاف الدائرة الليبرالية في اسرائيل مستعدة لقبول مباديء اليمين طالما أنها لا تضره هو نفسه بشكل مباشر.
لكن اليسار نسي حقيقة بسيطة وهي أنه طالما أن ما يحرك بينيت هو قمع الفلسطينيين فانه لا يوجد أي مبرر للامساك بيده، حتى لو كان يلف نفسه باقوال معتدلة.
لكن الفلسطينيين لا يهمون أي أحد في اسرائيل. من الجدير التركيز للحظة على المنطق الليبرالي – أو غيابه – كي نعرف عمق الازمة. بينيت حتى لم يكلف نفسه عناء طرح موقف واضح من قضايا مبدئية، التي هي جوهر المعسكر الليبرالي: صفقة اعادة المخطوفين وانهاء الحرب والانقلاب النظامي. واذا تبنينا مقاربة مباشرة اكثر: كيف يمكن أنه في مثل هذا الوضع، الذي فيه كل قضية من هذه القضايا الثلاثة تمس بالمستقبل السياسي وقيم الليبرالية الاساسية، لا بينيت موقف واضح؟ أنا اراهن بأنه يؤيد اجزاء من الانقلاب، وهو ضد الصفقة.
بينيت ليس اقل خطورة من بنيامين نتنياهو، بالضبط لأنه ينجح في اخفاء مواقفه المتطرفة وراء ستار “الوحدة”. قول “أنا لست ضد المتظاهرين في كابلان” و”أن تكره اليسار لا يعتبر موقف يميني”، لم تستهدف التأكيد على الاختلاف الايديولوجي، بل لخلق ربط شعبوي حول الفلسطينيين كعدو. رسائل اليمين المتطرفة يتم نقلها وهي مغلفة بغطاء “الوحدة”. مع ذلك، الحديث يدور عن الشخص الذي جلب اييلت شكيد، وفي ولايته عنف المستوطنين والجيش وصل الى ذروة غير مسبوقة، هذا هو “فارس العقلانية”.
الجديد هو أنه في اسرائيل لا يوجد يسار، بل يوجد فقط خمسين نوع من اليمين.
——————————————-
هآرتس 27/2/2025
لن يبقى أي شيء من مخيمات اللاجئين، ما تفعله اسرائيل الآن هو نكبة
بقلم: جدعون ليفي
لم يحدث مثل ذلك في تاريخ اسرائيل: الحرب لم تنته بعد واسرائيل تشعل الحرب القادمة. ايضا ترف اخذ استراحة، واحيانا حتى الحلم، تم اخذه منا. الافق “السياسي” لاسرائيل يشمل الآن فقط الحروب، المزيد من الحروب، بدون أي بديل آخر. على الاجندة توجد ثلاثة على الاقل: استئناف الحرب في غزة، قصف في ايران وحرب على الضفة الغربية.
إن اشعال الحرب الاخيرة بدأ غداة 7 اكتوبر، وعندما ستندلع الانتفاضة الثالثة فانه يجب علينا ذكر من المتسبب بها وبشكل متعمد. إن أي تباكي ولعب دور الضحية ازاء العمليات القاتلة لن يساعد عندها، أو شيطنة الحيوانات البشرية في الضفة، اخوة اهالي غزة. اسرائيل وحدها ستتحمل المسؤولية عن الحرب القادمة في الضفة. لا تقولوا نحن تفاجأنا. لا تتجرأوا على الادعاء بأننا لم نعرف. شعار “النار والدم” مكتوب على الحائط منذ 16 شهر ولا يوجد من يوقفه. لا يوجد تقريبا حتى من يكتب عن ذلك.
هذه ليست الضفة التي عرفناها. النظام فيها غير وجهه. الاحتلال، الذي لم يكن في أي يوم متنور، اصبح اكثر وحشية من أي وقت مضى. غداة 7 اكتوبر حبست اسرائيل 3 ملايين من سكان الضفة. منذ ذلك الحين ليس اقل من 150 ألف شخص، معظمهم من العمال المجتهدين والمخلصين، فقدوا مصدر الرزق. لم يكن تكن لهم أي صلة بالمذبحة في غلاف غزة، هم فقط ارادوا اعالة عائلاتهم. اسرائيل اخذت منهم فرصة عيش حياة معقولة؛ هناك شك كبير اذا كانت ستعاد اليهم. مئات الآلاف تم الحكم عليهم بحياة العار. الشباب بينهم لن يصمتوا.
لكن هذه كانت البداية فقط. الضفة تم اغلاقها ايضا من الداخل، حوالي 900 حاجز، بعضها ثابت وبعضها مؤقت، مزقت منذ ذلك الحين الضفة والحياة فيها. كل سفر من القرية الى المدينة وبالعكس تحول الى رهان. مغلق، مفتوح، مغلق. عندما وقفت 6 ساعات على حاجز جبع، وقف ورائي عريس في الطريق الى حفل زفافه. هذا الحفل تم الغاءه. شوارع الضفة فارغة.
ايضا الحواجز هي فقط جزء من الصورة. شيء سيء حدث لجنود الاحتلال. ربما هم حسدوا اصدقاءهم في غزة. وربما هذه هي روح الجيش الاسرائيلي الآن. ولكن غالبيتهم لم يتعاملوا في أي يوم هكذا مع الفلسطينيين. هذه ليست فقط اليد الخفيفة على الزناد أو استخدام وسائل لم يتم ادخالها في أي يوم الى الضفة، بما في ذلك الطائرات الحربية والمسيرات الفتاكة، هذه في المقام الاول النظرة للفلسطيني. فهو حيوان بشري، مثلما قالوا لهم من غزة.
لقد دخل الى هذه الصورة المستوطنون ومساعدوهم. بالنسبة لهم هذه فرصة تاريخية لرد الجميل. هم يريدون حرب كبيرة في الضفة، في ظلها يمكنهم تنفيذ برنامج الطرد الكبير، وما يخيف هو أنه البرنامج الوحيد الموجود في اسرائيل لحل المشكلة الفلسطينية. في هذه الاثناء لا يمر اسبوع بدون اقامة بؤرة استيطانية جديدة فيه، كوخ مع آلاف الدونمات المسروقة لـ “الرعي”. لا يمر ايضا أي يوم بدون مذبحة. هم ينجحون، واضعف السكان، الرعاة، يستسلمون. تجمعاتهم تترك ارض الآباء خوفا من العصابات التي ترتدي القبعات.
بعد ذلك جاء الترانسفير المنظم، ترانسفير لمخيمات اللاجئين. لا تقولوا بأنه لا يوجد برنامج – يوجد، وهو برنامج شيطاني. اخلاء كل مخيمات اللاجئين في الضفة وتخريبها. حل مشكلة اللاجئين. هذا بدأ بتصفية “الاونروا” وهو يستمر بجرافة “دي 9”. 40 ألف شخص تم طردهم، وبيوت بعضهم تم هدمها. المخيمات الثلاثة الموجودة في الشمال هي الآن فارغة من السكان ومدمرة. هذه ليست مكافحة للارهاب. في هذه المكافحة لا يدمرون البنى التحتية للمياه والكهرباء والمجاري والشوارع. هذا تدمير لمخيمات اللاجئين.
هذا لن يتوقف في نور شمس، أو في بلاطة وعسكر. حتى آخر المخيمات، الفوار الذي يوجد في الجنوب، لن يبقى أي شيء.
هذا ما تفعله اسرائيل الآن. نكبة. للمعرفة.
——————————————
اسرئيل اليوم 27/2/2025
السفير مايك هرتسوغ، هكذا فوتنا فرصة التطبيع مع السعودية
بقلم: أرئيل كهانا
السفير المنصرف في واشنطن، مايك هرتسوغ، الذي شارك في المساعي للوصول الى اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية يكشف النقاب عن أنه كان مشاركا في لقاء سري عقد بين مبعوث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومندوب كبير عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
على حد قول هرتسوغ “فوتنا الفرصة بين تشرين الثاني وكانون الثاني، لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. في النهاية هذا سيحصل لكن لا ادري متى” – هكذا يكشف هرتسوغ النقاب في مقابلة واسعة وحصرية مع “إسرائيل اليوم” تنشر غدا.
في سلسلة محادثات لاجمال ولايته يروي هرتسوغ ما الذي حصل من خلف الكواليس مع الإدارة عندما هاجمت إسرائيل ايران، صفت نصرالله ونفذت اعمالا أخرى لم تطلع عليها الأمريكيين مسبقا.
يروي هرتسوغ ضمن أمور أخرى بان وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنطوني بلينكن قرر فرض عقوبات على وحدة 504 وهي من اكثر الوحدات أهمية وسرية في الجيش الإسرائيلي. وقد أوقف هرتسوغ القرار في اللحظة الأخيرة. “كان قرر، ونجحنا في أن نمنع في اللحظة الأخيرة انزال البلطة.
“كانت لحظات صعبة وكانت حالات خرفن فيها الامريكيون اكثر من مرة تهجموا علي وقالوا “انتم مجانين، وقعتم على رأسكم، كيف فعلتم أمرا كهذا سيؤدي الى التصعيد؟ أنتم ستجروننا الى الحرب لانكم لم تفكروا حتى النهاية وعندما ستطلبون أن نأتي لانقاذكم” كانت جدالات قاسية على أمور فعلتها إسرائيل هي في نظرهم خطوة أبعد مما ينبغي”.
وروى لأول مرة في صوته بانه كانت توترات شديدة بين الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وبين رئيس الوزراء نتنياهو قائلا: “السدادات طارت وكان يتعين على الناس أن يتعرقوا كي يعيدوا الغطاء”، يروي السفير.
“الشريط كان خطأ”
يوجه هرتسوغ انتقادا حادا على القرار الأمريكي بوقف ارسالية القنابل الثقيلة لإسرائيل قبيل العملية البرية في رفح. ويسأل: “من يتذكر رفح اليوم”. والى جانب ذلك يصف “بالخطأ الشريط الذي أصدره رئيس الوزراء في الموضوع ويقول: أنه الحق ضررا. اكثر من مرة واحدة كشف رئيس الوزراء الخلافات على الملأ. لعل تفكيره كان ان هذا سيساعد، لكن هذا لم يساعد”.
الى جانب النقد يشدد هرتسوغ على أنه في الميزان العام كان نهج إدارة بايدن تجاه إسرائيل على مدى الحرب “أبيض اكثر مما هو اسود. هذا ليس سؤالا على الاطلاق. فقد بعثوا بكمية معتبرة من الذخيرة، ساعدوا مرتين في الدفاع امام ايران. وقفوا الى جانبنا امام المحكمة الدولية واستخدموا الفيتوا في الأمم المتحدة اكثر من مرة واحدة”.
“قطر لاعب اشكالي”
يروي هرتسوغ بانه في وزارة الخارجية الامريكية يوجد مكتب متخصص لا يتابع الا الاستخدام الإسرائيلي للذخيرة الامريكية، الامر الذي لا يوجد مع أي دولة أخرى في العالم.
“يوجد في وزارة الخارجية الكثير جدا من المناهضين الإسرائيليين ممن دقوا العصي في الدواليب”، يتهم هرتسوغ، المعروف كانسان ضابط للنفس وحذر بلسانه.
السفير، الذي أنهى مهام منصبه قبل نحو شهر، يهاجم قطر واداءها في مسألة المخطوفين. “قطر هي لاعب اشكالي جدا. لقد ساعدوا وكانوا لاعبا هاما في تحقيق الصفقة. لكن كمن رأى المواد، فانا لست فقط في إحساس بانهم لم يمارسوا ما يكفي من الضغط على حماس على مدى فترة طويلة. فقط في مرحلة متأخرة القوا بثقل وزن كبير كي يجلبوا حماس الى أين اردنا. لم يفعلوا كل ما كانوا يستطيعون”، على حد قول هرتسوغ.
——————————————
يديعوت احرونوت 27/2/2025
الفجوات في التحقيقات والدروس التي لم تستخلص
بقلم: رونين بيرغمان
هاكم حدثان لا يوجدان في مركز التحقيقات التي ستنشر اليوم لا هما، ولا ما كان يفترض أن يحصل في اعقابهما – خطوات كان يمكنها أن تجعل 7 أكتوبر يكون مختلفا تماما ولا الدروس التي كان ينبغي أن تستخلص منهما للمستقبل.
في 17 آب 2023 عقد لدى العميد ج، رئيس دائرة التفعيل في شعبة الاستخبارات، أحد أصحاب المناصب الهامة في أسرة الاستخبارات بحث تحت عنوان “تقويم وضع الوصول الى قطاع غزة (اجمالي النصف الأول من العام 2023) – اجمالي رئيس شعبة التفعيل”. شارك في البحث ضباط كبار من قيادة المنطقة الجنوبية، من أسرة الاستخبارات بما في ذلك من وحدة 8200 وكذا جهات ذات صلة بقلب انشغال اسرة الاستخبارات في جمع المعلومات عما يجري في غزة.
الموضوع الذي كان في مركز هذا البحث، والذي لا يمكن وصفه الا كدراماتيكي، كان هو الأداة التي سميت في هذه الصفحات في الماضي “الأداة السرية” – ليست قابلة للاستخدام معظم الوقت بسبب مصاعب فنية ومشاكل أخرى، ورغم جهود كبيرة. “الأداة السرية” كانت الوسيلة المركزية لجمع المعلومات الاستخبارية من داخل حماس والتي تستند اليها دولة إسرائيل بحيث تعطي الاخطار.
العميد ج، أشار في اجماله الى أنه “رغم الفعل واسع النطاق والهام، استخباريا وعملياتيا، في السنة الأخيرة، وفيما أن مهمة الوصول في قطاع غزة لا تزال في رأس سلم الأولويات استخباريا، فان القدرة على إعطاء جواب لمهمات الاستخبارات في الساحة هي في اقصى الأحوال متوسطة”. وكان عاد وأثنى على كل ذوي الصلة بالجهد: “رئيس الدائرة يشدد على أنه رغم الفعل الهام الجدير بكل تقدير فان الفهم أعلاه يتأكد في ضوء حقيقة اننا لم ننجح في توسيع الجواب على (الإداة السرية)”. وأضاف العميد ج بان “تحسينا هاما في الجواب للمهام المختلفة في قطاع غزة لن يحصل قبل نهاية الربع الأول من العام 2024″، وعندها وصل الى الامر الأساس: “ومهم ان يوضح الامر للقادة الكبار الذين يعملون في الساحة في الجيش كي يكون الامر جزء من اتخاذ القرارات المؤثرة على الفعل التنفيذي امام الساحة”.
أو، بكلمات أخرى، رغم الجهود الكبيرة فان الغطاء الاستخباري الذي يعتمد عليه كل جهاز الامن هو في الحضيض ولا يوجد توقع فوري للتحسن اذا كان هذا سيحصل على الاطلاق. ان انعدام نجاح شعبة الاستخبارات في هذا التحسن، أي الخطر الواضح والفوري في الا تنجح “الأداة السرية” في إعطاء الاخطار الاستخباري للقوات، يجب أن تكون امام ناظري قادة الجيش وقادة الجبهة عند ادارتهم المخاطر في الجبهة – ان شئتم – الاخطار الذي ربما، من شبه المؤكد، الا يكون، يجب ان يحل محله تواجد جسدي هام على الجدار.
في 3 أيلول، قبل شهر و4 أيام من هجوم حماس، طرح هذا الموضوع مرة أخرى في مركز البحث في محفل رفيع المستوى وذي صلة على نحو خاص انعقد لدى قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يرون فينكلمان تحت عنوان “زيادة الجاهزية للمعركة”. هذه المرة حضر ليس فقط مندوبي القيادة بل محفل واسع ومتنوع جدا ضم مندوبي سلاح الجو، رئيس الشباك في الجنوب، رئيس قسم العمليات في الجهاز، رئيس ساحة الجنوب في قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي وغيرهم. وكان هدف البحث، مثلما اجمل في 14 أيلول في ورقة وزعت في كل ارجاء الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن هو “التنسيق بين الأجهزة ورسم خطوط توجيه لزيادة الجاهزية العامة للمعركة”.
رئيس الشباك في الجنوب يقول في البحث ان “حماس ستحقق ضربة بداية حين تفكر بان هذه تخدمها”. أي انه يأخذ بالحسبان إمكانية أن تحاول حماس بدء المعركة بمفاجأة. احد الجهود المركزية الذي يعتقد أنه يجب ان تفعله أسرة الاستخبارات هو الحصول على “اخطار حتى بدون (الأداة السرية)”. بكلمات أخرى على اسرة الاستخبارات ان تبذل جهدا أعلاه كي تجد طرقا أخرى للحصول على الاخطار وعدم الاعتماد على “الأداة السرية”.
شكل فينكلمان في اجماله على “الفجوات الهامة”. “فجوة استخبارية”، أي الفجوة بين أين يريد الجيش واسرة الاستخبارات ان يكونوا وبين اين هم يوجدون: “جودة الغطاء الاستخباري تتردى دون توقع بتحسن الوصول في الفترة القريبة القادمة”. في المجال العملياتي يتناول فينكلمان فجوة قوات الجيش الإسرائيلي فيقول ان “مسابقة تعلم العدو أدت الى زيادة الجاهزية والحساسية لرفع التأهب، بقدر تتحدى خطط الهجوم الحالية في قطاع غزة التي تقوم على أساس الهجوم في الروتين بل وتجعل بعضها لا داعٍ له”. بمعنى، حيال استخبارات آخذة في التضاؤل – فينكلمان يشير الى جاهزية متزايدة لدى العدو حماس، لمهاجمة إسرائيل.
“هذا يحصل أحيانا”، يقول مصدر استخباري كبير في الاحتياط كان عضوا في احد طواقم التحقيقات، “بحيث انه حتى للاستخبارات الإسرائيلية المذهلة لا توجد قدرة وصول. لا شك أن شعبة الاستخبارات “امان، الوحدات الخاصة فيها، و 8200 الى جانب الشباك، كان يتعين عليهم أن يعملوا اكثر كي يحسنوا الغطاء الاستخباري للقطاع. هم مسؤولون عن أنه لم يكن غطاء كاف في 7 أكتوبر وليس في العشر سنوات السابقة له على الأقل، وهذه المسؤولية ستكون عليهم الى الابد”.
“لكن المسألة الأكثر دراماتيكية التي تنشأ عن الوثائق التي اطلعنا عليها في التحقيق وهاتان الجلستان اللتان قد تكونا المثال الأكثر بروزا، فظاظة واحباطا – هي ليس واجب اسرة الاستخبارات لعمل المزيد كي تحصل على مزيدا من المعلومات وبالتأكيد في وضع تعمل فيه الأداة السرية أحيانا فقط ولا تكون في معظم الوقت قابلة للاستخدام أو مساعدة، وهكذا أيضا كان في 7 أكتوبر بل ما الذي فعله الجيش الإسرائيلي بحق الجحيم حين علم في المحافل العليا وذات الصلة بان هذا هو الوضع البشع عمليا، وانه لا توجد أداة سرية وان الاحتمال للاخطار سيكون قليلا جدا؟”.
على حد قوله، “امان والشباك فعلا هنا شيئا ما جد غير إسرائيلي – اعترفوا بانهم في مصاعب تنفيذ، ونشروا هذا الى الأعلى والى الجوانب. وماذا بعد؟ فلا يعقل أن القادة الأكبر في الجيش البري، سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة الا يتخذوا عملا. النقص في الاستخبارات كان ينبغي أن تملأه الدبابات في المواقع وبالجنود على الجدار ومزيد من الطائرات، المروحيات، الحوامات والمُسيرات بتأهب عالٍ، في حالة ان تقرر حماس انها تريد أن تفاجيء. لا توجد هنا إمكانية أخرى”.
——————————————-
إسرائيل اليوم 27/2/2025
تقترب ساعة الصفر للهجوم في ايران
بقلم: يوآف ليمور
إسرائيل تقترب من نقطة الحسم بالنسبة لامكانية الهجوم على منشآت النووي في ايران. وذلك على خلفية التقدم المقلق في عناصر مختلفة من المشروع النووي والفهم بان هذه ساعة مناسبة على خلفية الضعف النسبي لإيران والتنسيق الوثيق مع الإدارة الامريكية الجديدة. في العقد والنصف الأخيرين تنشغل إسرائيل بين الحين والآخر في إمكانية هجوم على منشآت النووي في ايران. وقد بلغ هذا الانشغال ذروته في بداية العقد الماضي وكان أحد المحركات للتوقيع على الاتفاق النووي في 2015. بعد توقيعه قلصت إسرائيل جدا الانشغال بالموضوع، ووجهت المقدرات الى مجالات أخرى. بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 في عهد إدارة ترامب الأولى – لم تسرع إسرائيل الجاهزية، والتعليمات للاستعداد لذلك من جديد بكثافة صدرت مع تسلم رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت منصبه في 2022.
هذه الجاهزية ابقيت أيضا في اثناء الحرب. في بعض المفاهيم نجدها حتى تسارعت لان الهجمات التي نفذت في مسافات بعيدة – واساسا في اليمن وفي ايران – دربت القوات والقيادات على عمليات معقدة كهذه. ومع ذلك فان هجوما محتملا على منشآت النووي في ايران ستكون أكثر تعقيدا بكثير من حيث عدد الطائرات وأنواع الذخيرة وكذا في كل ما يتعلق بالتنسيق المعقد المطلوب بين القوات ومع جهات أخرى.
انهيار السور الإيراني
في الفترة الأخيرة تعاظم الانشغال في الموضوع، على خلفية أربعة مواضيع سجل فيها تغيير ذو مغزى. الأول، هو الضربة الشديدة للمحور الإيراني واساسا لحزب الله. فقد بنت ايران المنظمة الشيعية في لبنان كسور واقٍ معد لحمايتها من هجوم محتمل على منشآت النووي. معقول أن هذا كان أيضا أحد الأسباب الذي جعل حزب الله لا ينضم الى هجوم حماس في 7 أكتوبر، وحتى بعد ذلك امتنع عن دخول واسع الى الحرب. اما الان بعد أن صفي مسؤولوه وتضررت قوته العسكرية جدا، فان قدرته على مساعدة ايران تقلصت جدا ومعقول ان يكون في المنظمة يخشون أيضا من أن تستغل إسرائيل الفرصة الأولى لضرب قدراتهم التي لم تعالج في الحرب.
الموضوع الثاني هو الضربة لإيران نفسها. فبعد هجوم الصواريخ الإيراني الأول، في نيسان 2024 ردت إسرائيل بضربة موضعية لرادار احدى بطاريات الدفاع الجوي في ايران. كانت هذه إشارة – لم تلتقط في طهران. بعد هجوم الصواريخ الثاني، في أكتوبر 2024، عملت إسرائيل بشكل واسع ضد منظومات الدفاع الجوي في ايران، وعمليات تركتها “عارية” بمفاهيم عديدة وبذلك سمحت لسلاح الجو بمجال عمل واضح. منذئذ دخلت ايران سباق التسلح من جديد في روسيا لكن التقدير هو أنها ستحتاج 9 – 12 شهرا آخر الى أن تتلقى منظومات دفاع بديلة تصعب الهجوم على اهداف إستراتيجية في نطاقها.
التنسيق مع واشنطن
الموضوع الثالث هو إعادة انتخاب ترامب للرئاسة الامريكية. صحيح أنه ألمح مؤخرا بانه سيكون منفتحا على الحوار مع ايران على اتفاق نووي جديد، لكنه بالمقابل أمر بإعادة فرض “عقوبات شالة” عليها، ومشكوك أن يقيد هجوما إسرائيليا يوصف كدفاع عن النفس ضد دولة أعلنت أن في نيتها إبادة إسرائيل. هجوم كهذا يستوجب تنسيقا وثيقا بين القدس وواشنطن، بمفاهيم عملية يجري منذ الان على خلفية التعاون الممتاز بين الجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الوسطى الامريكية (سنتكوم).
الموضوع الرابع هو التقدم المتسارع الذي سجل مؤخرا في عناصر مختلفة من المشروع النووي الإيراني. فقد أفادت الوكالة الدولة للطاقة الذرية أمس بان ايران جمعت 274 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب لدرجة 60 في المئة، التي يمكن منها التقدم في غضون بضعة أيام الى مستوى تخصيب عسكري بمعدل 90 في المئة اللازمة لانتاج المادة المشعة للقنبلة.
هذه الكمية تكفي ايران لانتاج ست قنابل، وبالتوازي نشرت في وسائل الاعلام الدولية تفاصيل تشهد بان المنظومة المسؤولة عن تركيب القنبلة عادت هي الأخرى الى عمل واسع.
طهران لم تتخذ بعد قرارا رسميا بالاقتحام الى القنبلة، لكن الأسباب الثلاثة الأولى التي ذكرت – ضعفها الإقليمي، غياب دفاع جوي وصعود ترامب – كفيلة بان تدفعها الى مثل هذا القرار. تلميحات بذلك جاءت في تصريحات مختلفة لمسؤولين كبار في الحكم الذين بخلاف الماضي لم يستبعدوا إمكانية أن تحوز ايران سلاحا نوويا.
إسرائيل واعية لهذه المسائل ويخيل ان من ناحيتها أيضا هذه نافذة فرص للهجوم، مثلما فهم من تصريحات مختلفة لرؤساء المستوى السياسي والأمني. كما أن وقف النار في لبنان وفي غزة – والثقة العظيمة التي تحققت في اثناء القتال في الأشهر الأخيرة – كفيلة بان تقربها من القرار للعمل، رغم التبديل الشخصي المتوقع الأسبوع القادم في الجيش الإسرائيلي حين سيحل ايال زيسر محل هرتسي هليفي الذي يعتزل منصب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي.
——————————————-
معاريف 27/2/2025
لماذا تخشى إسرائيل حلول رمضان.. خصوصاً في المسجد الأقصى؟
بقلم: شالوم أربيل
سيبدأ شهر رمضان غالباً مطلع آذار وسينتهي في 29 آذار. ابتداء من سنوات الثمانينيات المتأخرة من القرن الماضي مع انتشار الثورة الإسلامية في إيران وصعود نجم منظمات الإرهاب الإسلامية في مناطق الضفة وقطاع غزة، أصبح شهر رمضان حساساً ومتفجراً على نحو خاص.
إن توقع الأحداث في أثناء الشهر تقض مضاجع كل قادة الجيش والشرطة، فقد تقرر أنه شهر يحمل موعداً تقع فيه أحداث إرهاب وأعمال إخلال كثيرة بالنظام مقارنة بباقي أشهر السنة.
المسائل الحزبية والسياسية تبرز في هذا الشهر. الشباب المسلم الذي يؤم المساجد في أثناء الشهر، يحرصون على الصلاة ويستمعون إلى المواعظ الدينية. وهذه بالطبع، لا تعنى فقط بأمور الدين والأخلاق، بل تتناول أيضاً الوضع المزعوم للمسلمين في الشرق الأوسط وفي العالم ولأحداث واقعية.
الواعظون في المساجد يعرضون بكلمات مبطنة الظلم المزعوم الذي يحيقه الصهاينة والاحتلال الإسرائيلي، بتدنيس الأماكن المقدسة والأفعال الإجرامية المزعومة لدولة إسرائيل.
يمكن للموعظة أحياناً أن تعنى بفريضة الجهاد الإسلامي دون الإشارة إليها صراحة وما هو معناها: ماذا تتضمن؟ أين تنطبق؟ ضد من؟ ومن هم الكفار الذين يجب أن تمارس عليهم هذه الفريضة؟
يرى المسلمون في المسجد الأقصى أحد الأماكن المقدسة للمسلمين (رغم النقاش الديني حول مكانه الدقيق) وعليه فإن الصلاة في المسجد الأقصى أمر عظيم في رمضان. حساسية القدس كعاصمة إسرائيل تتعاظم هذا الشهر، وقوات الأمن تعزز فيه وجودها، ولا سيما في البلدة القديمة.
التواجد المعزز، والاحتكاك بقوات الأمن والتعرض لأعمال منع الإخلال بالنظام والإرهاب، يعتبر استفزازاً للمؤمنين وهي التي تشعل الخواطر وتتسبب بإشعال المواجهات.
يرى الفلسطينيون أن الاستيلاء على المسجد الأقصى يقع على رأس رموز الاحتلال، وعليهم حمايته من كل شر ويمنعوا المس به.
الأعمال الإسرائيلية في الحرم ودخول المستوطنين إليه، تعتبر استفزازاً للإسلام وتدنيساً لقدسيته. هجمة حماس في 7 أكتوبر تسميها حماس “طوفان الأقصى” وذلك في محاولة لتوحيد كل المسلمين ضد إسرائيل وعرض الهجمة كفريضة وواجب ديني عقب أفعال إسرائيل الكافرة وأفعالها الإجرامية المزعومة.
إن إحساس عدم الراحة عظيم في أن المكان أصبح ساحة إخلال بالنظام عنيفة، ومركزاً للصدام السياسي والأمني. لهذا السبب، أصبح منطقة خطيرة، ومن يتوجه للصلاة فيه سيصاب بالأذى هناك.
——————————————-
هآرتس 27/2/2025
الجيش “المعطوب” لم يرمم نفسه منذ 7 تشرين الأول
بقلم: يغيل ليفي
في المقابلة التي أجرتها غيلي ايزيغوفتش («هآرتس»، 22/ 2) مع البروفيسور آسا كيشر يأسف لأن الجيش ينحرف عن وثيقة «روح الجيش الإسرائيلي»، التي كان من بين من قاموا بصياغتها في العام 1994. ينسب كيشر جزءاً من الانحراف للثقافة التنظيمية «المعطوبة» للجيش، التي تشجع على وضع اشارة المسيح أو «الفكرة المضطربة» للانتقام. لكن كيشر لم يتطوع للتحدث عن إسهامه في «إعطاب الجيش». اسهامه، حسب رأيه، هو أخلاقية مكافحة «الارهاب»، التي يتصرف الجيش بحسبها. هذه هي الاخلاقيات التي صاغها هو والجنرال عاموس يادلين في العام 2003.
حسب هذه الاخلاقيات فانه ليس للدولة الحق في مطالبة الجنود بالمخاطرة بأنفسهم لتقليل الإضرار بمواطني العدو (الضرر الجانبي) في الوقت الذي يقاتلون فيه في ساحة لا توجد تحت سيطرة إسرائيل (مثل غزة). بعد أن يطلب الجيش من السكان الاخلاء فان المسؤولية عن حياة الباقين تكون ملقاة عليهم، وليس على الجنود الذين يقاتلون في المنطقة المخلاة. لذلك، «موت مواطني العدو، الذين لا يشكلون أي خطر، يمكن أن يكون نتيجة محتمة لعملية عسكرية من اجل حماية مواطني الدولة من الارهابيين… ولا يوجد أي مبرر اخلاقي لتفضيل حياة جيران الارهابي على حياة الجنود».
هذه هي الاخلاقيات التي بحسبها أدار الجيش المعركة في عملية «الرصاص المصبوب» في 2008 – 2009. برر كيشر نظريته ايضا عندما تم توجيه الانتقاد لسلوك الجيش، الذي أدى الى قتل مدنيين بعدد غير مسبوق في الوقت الذي كان فيه عدد صغير من الخسائر التي لحقت بالجيش. كان هذا حادث القتال الاول الذي برزت فيه اخلاقيات تحويل الخطر من الجنود الى مواطني العدو، ومنذ ذلك الحين تجذرت وقفزت الى ذروة مؤقتة في الحرب الحالية.
يجب على كيشر في هذه المرحلة معرفة أن الجيش سمح «بشكل متوازن» بقتل عشرين مواطنا بقصف جوي على الأكثر («جيران الارهابيين») مقابل قتل ناشط واحد من «حماس». تصبح النسبة اكبر عندما يدور الحديث عن قتل النشطاء الكبار. كانت النتيجة قتل آلاف المدنيين في الاسابيع الاولى للحرب. كان يجب على كيشر ايضا معرفة أن الهجوم من الجو وبالمدفعية استهدف تقليل الخطر على القوات البرية في المناطق المأهولة، واذا اضطروا الى منع المس بالمدنيين فان ذلك سيزيد الخطر الذي تتعرض له القوات.
يعرف كيشر أيضا أن تعريف المناطق التي غادرها السكان بـ «مناطق نظيفة»، مناطق كل من بقي فيها «دمه مهدور»، يتساوق مع مقاربته. هو بالتأكيد قرأ تقرير ينيف كوفوفيتش عن «مناطق التدمير»، التي يقتلون فيها المدنيين. فلماذا يستغرب من «قتلنا ثلاثة مخطوفين نجحوا في تحرير انفسهم؟». هل يتوقع من الجنود تعريض حياتهم للخطر في وضع يدور فيه الحديث عن رجال «حماس» يحملون راية بيضاء، لكن في الحقيقة هم مفخخون؟ أين الخلل، حسب رأيه، عندما يجبر الجيش المدنيين على استخدامهم دروعا بشرية؟ حسب رأيه هذا «ممنوع وفقا لقوانين الحرب». ولكن هل هو – استمراراً لشيفرة اخلاقياته – يستطيع التوقع من الجنود المخاطرة في تمشيط البيوت التي يمكن أن تكون فيها عبوة ناسفة أو «مخرب»؟
هل لا كيشر يدرك أنهم عندما يسمحون بتخفيف الاصبع على الزناد خشية تحمل المخاطرة، فانهم بذلك يزيدون احتمالية المس بالجنود «بنيران صديقة»؟ لا يدور الحديث دائما فقط عن عدم المهنية والانضباط.
تباكي كيشر جزء من المزاج السائد في الوسط – اليسار في إسرائيل، الذي يشعر بالصدمة مثله إزاء «البدائية والحقارة»، لكنه يتجاهل أمرا صغيرا وهو أنه لم تتم اعادة بناء الجيش في 7 تشرين الأول، بل استمر وتمادى في استخدام نماذج تطورت حتى قبل ذلك، مثل التي شرعنها الفيلسوف كيشر، إذا لم يكن قد شجعها.
——————————————-
يديعوت 27/2/2025
المطلوب إسرائيلياً: أقصى حد من الانفصال ومنع الاستقلال الفلسطيني
بقلم: ميخائيل ميلشتاين
كان السابع من تشرين الأول لحظة مفصلية في تاريخ الصراع. في هذا اليوم بدأت المواجهة الأكثر حدةً في التاريخ بين الفلسطينيين وإسرائيل، وفي أعقابه تزعزعت الأطر القديمة في النقاش العام الإسرائيلي، وعلى رأسها أن الصراع ينبع، في أغلبيته، من وجود الاحتلال، وأن «التطرف» في أوساط الفلسطينيين نابع من الأزمة المادية التي يعيشونها. أوضح السابع من تشرين الأول حجم العداء العميق جداً، ونزع الإنسانية عن الإسرائيليين.
عززت الطقوس المزعجة، التي رافقت إعادة القتلى الأربعة، هذا التحول في أوساط الإسرائيليين منذ 7 تشرين الأول. لقد تعوّد الإسرائيليون على طبيعة «حماس»، لكن ما زاد في حدة ذلك صمت المجتمع الفلسطيني، إذ تم التعامل معها على أنها «طبيعية» و»تتماشى مع القيم الإنسانية».
منذ السابع من تشرين الأول اتضّح أن الفصل الذي كان سائداً في الرؤية الإسرائيلية ما بين «حماس» والجمهور لم يكن دقيقاً. فمشاركة عدد كبير من المدنيين في هذا الحدث المفزع وتشجيعهم «حماس»، من دون أيّ انتقادات تقريباً (في الضفة الغربية أيضاً، حيث لا تسيطر الحركة) تصعّب الالتزام بالرؤية القائلة إن هناك فرقاً ما بين «حماس» والمجتمع. حتى إن هذه العروض «المقززة»، خلال الشهر الماضي، تخلق شعوراً بأن ما كان يتم التعامل معه سابقاً على أنه ميزات «حماس» الخاصة، بات الآن منتشراً في جزء كبير من المجتمع. ومثل كل حركة أيديولوجية- شمولية، تقوم «حماس» دائماً بغسل دماغ للفلسطينيين، وعملياً زرعت نفسها داخل المجتمع. الآن، هي جزء عضوي من المجموعة، وتعبّر عن طرق تفكير موجودة فعلاً.
المشاهد التي تأتي من غزة منذ الشهر الماضي توضح حجم الفجوة غير المسبوقة لدى الحركة الوطنية الفلسطينية. التفاخر بالانتصار، على الرغم من الدمار والقتل غير المسبوق، والمطالبات بالتجهيز للمواجهة القادمة، أمور كلها باتت شعارات تعبّر عن الجماعة: الفلسطينيون، مثلما كانوا دائماً في السابق، لديهم ميل إلى التدمير الذاتي النابع من تفضيل الشعارات القتالية والأحلام على الأهداف القابلة للتحقيق. في هذا السياق، قال شلومو بن عامي، سابقاً، إن الحركة الوطنية الفلسطينية هي «حركة محزنة»، تتضمن مركّبات «مرضية» بسبب التزامها بـ»الحق التاريخي» ورفض إسرائيل، بدلاً من حلّ واقعي، وأيضاً بسبب تراجُع الأولوية التي يعطونها لأهداف، مثل بناء دولة، أو مجتمع، أو اقتصاد، إذا كان هذا يتطلب التنازل عن الأهداف القصوى، مثل التحرير والعودة.
الآن، يتفاخر الفلسطينيون بالصمود، وهو كان يتضمن سابقاً بذور النكبات التي عاشوها وسيعيشونها، بحسب المتوقع. وفي المقابل، يتمسكون بدور الضحية بشكل «متطرف»، وهو ما يمنعهم من النقد الداخلي، ومن أن يطوروا تضامناً مع الإسرائيليين، وما يشرّع العنف بشكل دائم، كـ»أداة شرعية في يد المضطهد». لذلك، من الواضح، الآن، إلى أيّ حد يُعدّ خطاب نزع «التطرف» معزولاً عن الواقع على الساحة الفلسطينية، هذا في الوقت الذي باتت «حماس» القوة المهيمنة في غزة، وفي المجتمع الفلسطيني، حيث لا ترى أيّ حاجة لأيّ مراجعة ذاتية.
أوضحت الحرب أيضاً الفرق بين الشعبين. صحيح أن الإسرائيليين يعانون جرّاء مشكلات كثيرة، وصعوبة حرجة في اتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة، لكن لديهم دولة ومجتمع مدني وحصانة، ويعبّرون عن التكاتف، إلى جانب النقد الذاتي. في المقابل، يتصرف الفلسطينيون كمجموعة، أكثر مما يتصرفون كأمة: من دون تكاتف داخلي، أو مؤشرات إلى وجود مجتمع مدني معنيّ بالوقوف في مقابل قيادة سبّبت له كارثة. الرواية التأسيسية المسيطِرة في أوساط جيل الشباب تدفع إلى اليأس: لقد حلم كثيرون منهم بأن يكونوا من رجال «القسّام»، وأن يحملوا السلاح، وأن يضحّوا بحياتهم في القتال- إنها الوصفة الأكيدة للمواجهة الأبدية، وليس للحوار، ولا المصالحة، ولا التنازلات.
النشوة الفلسطينية الحالية تعبّر عنها شارة النصر فوق أكوام الدمار. هذا لا يجب أن يقود إلى شعور بالهزيمة في إسرائيل، لأن هناك ثقافات مختلفة وسلّم قيم مختلفاً، ولا يمكن المقارنة. لكن هذا الجو يضمن وجود المواجهة القادمة والدمار القادم على الفلسطينيين. تتحول «حماس» إلى الجهة التي تفرض الجو الوطني العام، ومن غير المتوقع أن تختفي. التزمت الحركة إبادة إسرائيل، وستستمر في التجهز للمواجهة القادمة. في هذا الوضع، من الواضح أنه سيتوجب على إسرائيل في المستقبل غير البعيد معالجة المشكلة من جذورها، وهو ما يتطلب السيطرة على القطاع بكامله، والبقاء فيه، والمساعدة في بناء بديل محلي. سيكون من الصعب تحقيق هذا الهدف، الآن، بسبب عدم كفاءة القيادة الحالية التي كانت مسؤولة عن الرؤية التي انهارت، أو تقديم حلّ يتطلب التحرر من حسابات الماضي.
بعد السابع من تشرين الأول، من الصعب في إسرائيل، وبحق، الاقتناع بأن إقامة دولة فلسطينية هي الحل للصراع، هذا الادعاء لا تزال تتمسك به مجموعات صغيرة، لمن يحلل الواقع، استناداً إلى أطر عقائدية، مثل «علاقة السكان الأصليين بالاستعمار». واتضح أن إدارة الصراع والسلام الاقتصادي أيضاً غير واقعيَّين، ويجب الحذر من فكرة الدولة الواحدة (ومن رؤية ترامب أيضاً): بيّنت الحرب أن هناك قطبَين متناقضَين داخل المجتمعَين، وإن العيش داخل كيان واحد من دون جدار، من المتوقع أن يؤدي بهما إلى واقع دامٍ، وليس إلى تعايُش مثالي (يوتوبي).
سيكون على إسرائيل التجسير ما بين الأقطاب: أقصى حد ممكن من الانفصال، وفي الوقت نفسه الإدراك أن الاستقلال الفلسطيني في هذه اللحظة سيكون الوصفة التي تتضمن تهديدات حادة. إن وضع حدود مادية في الضفة وغزة، وفي الوقت نفسه بقاء بوابات الكيانية الفلسطينية في يد إسرائيل (غور الأردن)، ووجود قوات دولية (محور فيلادلفيا)، يمكن أن يكون رداً ملائماً على المعضلة الاستراتيجية. هنا، لا يدور الحديث حول حلّ مثالي، لكن يمكن أن يكون أقلّ الأمور سوءاً بالنسبة إلى بقية البدائل، وعلى رأسها الدولة الواحدة، أو السيادة الفلسطينية الكاملة.
—————–انتهت النشرة—————–