
المسار : على شرف الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية ، والذكرى الثالثة والأربعين لإعادة تأسيس حزب الشعب ، نظم الفصيلان ندوة حوارية في بلدة بيت كاحل- محافظة الخليل ، أمس الجمعة الموافق ٢٨ شباط ، وذلك بمشاركة قيادات وطنية ومؤسسية، وجمهور حاشد من البلدة والمحافظة ، تحت عنوان ( المخاطر والتهديدات التي تواجه شعبنا وقضيته ، وسبل مواجهتها ).
وقد شهدت الندوة مشاركة جماهيرية واسعة ، وفي حوار اتسم بدرجة عالية من الفعالية ، عكس حالة الوعي والحرص على مستقبل الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته الوطنية . وقد شارك كل من عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة، وبسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني كمتحدثين رئيسيين.
وقال رمزي رباح في مداخلته أن شعبنا يواجه حربا مفتوحة ، وقد تكون متدحرجة ومستمرة ، تستهدف الضم وإلغاء الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وحسم الصراع بالقوة . هذه الحرب التي لا يمكن مواجهتها بفعل طرف فلسطيني منفرد ، فمن ناحية إن الرهان على الوعود الأمريكية ثبت أنه رهان خاسر ، وأن الاستجابة للضغوط الخارجية ، لن تفضي الا إلى تفريغ الحالة الوطنية من المضامين النضالية، دون تحقيق اية مكاسب ، ومن ناحية أخرى فإن حماس غير قادرة على إدارة المعركة السياسية منفردة، وهذا من شأنه وفي حال استمرار الانقسام، وتحت ما هو مطروح من شعارات الحوكمة والأمن والاعمار والإشراف ، أن تذهب الأمور نحو وصاية خارجية ، متجاوزة الارادة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف انه لا رهان كبير على الحالة العربية ، ولسنا أولوية في مشاريع دول الإقليم، وأن فرض الواقع والرؤية الفلسطينية على الأجندات الإقليمية، يحتاج إلى نضال شعبي وسياسي ، من خلال استراتيجية كفاحية وطنية موحدة للكل الفلسطيني، مؤكدا على وحدانيه تمثيل منظمة التحرير ، والعودة إلى القواسم المشتركة.
كما أشار أن الانقسام السياسي أفضى إلى انقسام شعبي ، وحين نتفق على استراتيجية وطنية موحدة ، نستطيع اشتقاق وسائل المقاومة المناسبة ، سواء في الضفة أو القطاع ، بحيث نختار ما يناسبنا ويراكم على رصيد شعبنا ويلحق الخسائر بالاحتلال. وأن المدخل لهذه الحالة هو العودة إلى تفاهمات بكين وإنجاز تشكيل حكومة توافق وطني ، ترعى متابعة الوضع الراهن ، وصولا إلى المرحلة السياسية التي تطرح الحل للقضية الوطنية ارتكازا على حقوق شعبنا التي اقرتها الشرعية الدولية.
كما نوه رباح إلى أن أحد استهدافات العدو في حربه الشاملة والمعلنة على شعبنا هو شطب حق العودة ، من خلال تقويض الأونروا، ومن حرب التدهير العرقي وتهجير المخيمات الفلسطينية على وجه الخصوص، داعيا إلى تعزيز صمود شعبنا في المخيمات خاصة في شمال الضفة، مشيرا إلى أن حماية الاونروا هي مهمة وطنية كونها الشاهد القانوني على حق العودة.
وبدوره ذكر يسام الصالحي ، الأمين العام لحزب الشعب ، أن هناك مخاطر حقيقية تهدد واقع الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته . لكن في المقابل هناك فرص متاحة ، هذه الفرص تمر بالضرورة من خلال وحدة وطنية جامعة ، عبر طاولة حوار حقيقي ، قادر على تجاوز كل التباينات في المواقف الوطنية ، وترسيخ قواعد للعمل الوطني المشترك وتتمثل اولا في وقف إطلاق النار ، وتثبيت الأسس لعدم العودة إلى الحرب، والانسحاب الكامل من أرض القطاع ثم وقف الممارسات الاجرامية في الضفة بكل أشكالها واتباع طرق مقاومة بديلة يمكن انتهاجها، بما يتيح للعالم قطع الطريق على خطط الضم والتهجير.
وأضاف الصالحي، ان اليوم التالي للحرب ينبغي أن يكون عنوانه التمسك بإنهاء الاحتلال ، والتمسك بالوحدة السياسية والإدارية للضفة والقطاع ، والحفاظ على المنجزات السياسية للشعب الفلسطيني، والعمل على ضمان صمود شعبنا على أرضه ، والعمل الجاد على إنجاز حكومة توافق وطني ، تسعى نحو تحقيق هذه الغايات ، وهذا يتأتى فقط من خلال حوار وطني مسؤول ، يغلب المصالح الوطنية على حساب التباينات في المواقف.
الإعلام المركزي- رام الله
1-3-2025
