فلسطيني

“دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية”: رسالة الى الاحزاب العالمية حول العدوان على الضفة

المسار الاخباري: اسرائيل والمجتمع الدولي يكررون الاخطاء، ولا حق للاحتلال له بالدفاع عن نفسه ومن حقنا مقاومته

مواكبة لتطورات العدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية، بعثت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برسالة الى مئات الاحزاب والمؤسسات السياسية والبرلمانية والمجتمعية العالمية حول تطورات العدوان الاسرائيلي على مدن ومخيمات الضفة الغربية وتداعياتها.. وجاء في نص الرسالة:

منذ عقود، والمجتمع الدولي، بما فيه دول حليفة لاسرائيل، يتعاطى مع الضفة الغربية وقطاع غزه باعتبارهما أراض فلسطينية محتلة، وان ممارسات اسرائيل في هذه الاراضي غير قانونية وتفتقر الى الشرعية.. وان كان مرور الزمن لا يمنح المحتل اية حقوق، فمن حق الشعوب المحتلة ارضها اللجوء الى كافة اشكال النضال لتحرير ارضها، بما فيها المقاومة المسلحة، لذلك لا حقوق للمحتل في الاراضي التي يحتلها سوى الانسحاب دون قيد او شرط، بما فيها عدم قانونية ما يسمى “حق الدفاع عن النفس”..

ان تكرار التعاطي السلبي مع تطورات القضية الفلسطينية من قبل اسرائيل والمجتمع الدولي سيعني ادامة حالة الصراع، والمتوقع ان يزداد خلال الفترة القادمة، نظرا لمواصلة اسرائيل سياساتها الاحتلالية في فلسطين. واذا كانت معركة طوفان الاقصى ردة فعل طبيعية على الاحتلال واجرامه، بعد ان صم العالم آذانه عن سماع صرخات الشعب الفلسطيني طيلة 76 عاما، فان ما يحدث في الضفة اليوم يؤشر الى ان اسرائيل مصرة على ذات السياسة الاحتلالية والاستعمارية المرفوضة من كافة ابناء الشعب الفلسطيني، الذين سيواجهون مخططات استلاب ارضهم وحريتهم بمختلف الاشكال النضالية..

فمنذ منتصف العام 2024، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي عملية عسكرية شملت بشكل خاص منطقة شمال الضفة الغربية المحتلة. واشتدت وتيرة هذه العملية منذ اسابيع، وتحديدا منذ بدء صفقة التهدئة في قطاع غزه، ليبدو وكأن هناك صفقة جانبية ابرمت بين اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، وبغطاء من بعض الدول الاوروبية مفادها اطلاق يد الجيش الصهيوني في بعض مناطق الضفة الغربية وتحديدا في مدن ومخيمات جنين، نابلس وطولكرم وغيرها، الامر الذي ادى الى استشهاد عشرات الفلسطينيين وتدمير احياء بكاملها وتهجير سكانها..

في اطار قراءة ما يحدث، لا يمكن ان نضع “العملية العسكرية الاسرائيلية” الا في اطار مخطط الضم والحسم، الذي يعتبر البرنامج الرسمي الوحيد لحكومة الفاشية في اسرائيل. وابرز عناصر هذا البرنامج المعلن ضم مساحات واسعة من اراضي الضفة الغربية تصل الى ثلثي مساحتها وتهجير سكانها واعتقال او قتل من يرفض.

ولهذه الغاية، قامت اسرائيل بعدد من الاجراءات، سواء على مستوى الجيش والادارة المدنية، او على مستوى تطبيق القوانين الاسرائيلية على المستوطنات او مصادرة اراضي فلسطينية.. ما يؤكد ان اسرائيل تريد تمرير هذا المخطط بشكل تدريجي وتحت عناوين مضللة من بينها “محاربة منظمات ارهابية” او “حق الدفاع عن النفس” وغير ذلك من عناوين سخرت جميعها لخدمة ذلك المخطط المدعو من قبل الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوروبية..

لقد ادى العدوان المتصاعد على بعض مدن الضفة الغربية الى تهجير ما يزيد عن خمسين الف فلسطيني، بعد تدمير مئات المنازل واحراق بعضها وتجريف الاراضي، اضافة الى تدمير البنى التحتية.. وهي سياسة معتمدة بشكل رسمي من قبل اسرائيل التي زجت بدباباتها وطائراتها في استهدف المنازل وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها.. وتفاقمت المشكلة الانسانية بشكل غير مسبوق، نتيجة القيود المفروضة على عمل وكالة الغوث بسبب قوانين اسرائيلية اقرت مؤخرا ومنعتها وموظفيها من القيام بأية عمليات خدماتية تجاه اللاجئين والمهجرين من المناطق التي دمرت..

رغم ذلك، الدول الغربية اغمضت اعينها عما يحدث واكتفت ببيانات الادانة والشكوى، ولم تترجم مواقفها باجراءات رادعة. وبدلا من ممارسة ضغط جدي على اسرائيل لاجبارها على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، مارست سياسة الابتزاز على الشعب الفلسطيني، ونجوذك ذلك تعليق او قطع المساهمة المالية المخصصة للوكالة الاممية (الاونروا)، في انحياز علني لصالح اسرائيل التي زعمت ان بعض موظفي الاونروا شاركوا في معركة 7 اكتوبر، دون ان تقدم اي دليل يثبت صحة مزاعمها..

 

إن اكثر من 90 بالمائة من سكان مخيم طولكرم مثلا أجبرتهم قوات الإحتلال على النزوح من المخيم، وأكثر من عشرين ألف تم إجبارهم على النزوح من مخيم جنين، كما تم إجبار مئات العائلات من مخيمات نور شمس والفارعة للنزوح قسرا، ليصبح عدد النازحين من مخيمات شمال الضفة أكثر من خمسين ألف نازح ، ورافق ذلك تدمير ممنهج للبني التحتية من شبكات مياه وكهرباء ومركز صحية وتعليمية، بهدف جعل المخيمات غير صالحة للحياة، كما عبر عن ذلك اكثر من مسؤول اسرائيلي..

 

أن كل هذه الجرائم التي يرتكبها الإحتلال في الضفة ومخيماتها لن تحقق أهدافها، وأن الشعب الفلسطيني قادر على إفشال مخططات دولة الإحتلال في التطهير العرقي والتهجير عبر صموده على أرضه ومقاومته الباسلة. ونحن على يقين ان التحركات الشعبية للشعوب الحرة على امتداد كل دول العالم واحزابه ونخبه السياسية ومواقفها ومبادراتها تجاه حكومات الدول الغربية ستمد الشعب الفلسطيني بالعزيمة على مواصلة الصمود ومواجهة حرب الابادة، وتشعر الصامدين والمقاومين في فلسطين انهم ليسوا بمفردهم، وان احرار العالم هم جزء من هذه المعركة المنتصرة والمستندة الى الحق والتاريخ والعدالة والقانون والى صلابة الشعب الفلسطيني وصموده فوق ارضه ودعم الشرفاء من احزاب ونقابات ومؤسسات وهيئات وشخصيات مجتمعية عالمية..

 

ندعوكم الى مواصلة فعالياتكم الداعمة، سواء عبر التحركات في الشوارع او عبر مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال الدعم المادي المباشر لاغاثة الصامدين في قطاع غزه والضفة الغربية او بكل اشكال التعبير في رفض جرائم الحرب التي ترتكبها الفاشية الاسرائيلية بالشراكة مع العديد من الدول الغربية والاطلسية.. وكما انتصر صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزه على آلة الحرب الاسرائيلية الغربية، فنحن على يقين ان النصر في الضفة الغربية سيكون حليف الشعب الفلسطيني والشعوب والقوى التي تسانده، ولنا كل الثقة باصدقاءنا وحلفاءنا في مواصلة دعمهم ومؤازرتهم لشعبنا حتى افشال المخططات الصهيونية الغربية في فلسطين والمنطقة.